أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - ما الذي يريده الروس؟














المزيد.....


ما الذي يريده الروس؟


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 20:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لا شك فيه، أن الروس لا يهدفون الى تدمير العالم والعودة الى زمن " الإنسان الأول". وفي ذات الوقت فان الروس – في هذه المرحلة على الأقل – لا ينشدون إعادة إحياء النظام العالمي الدولي متعدد الأقطاب، ولا حتى القطبين.
ومن البديهيات أيضا أن نعرف أو نسلّم بأن روسيا ليست الاتحاد السوفياتي الذي كان يناصر الشعوب التواقة للتحرر. ولو كان الأمر كذلك، لما سكتت روسيا عن إسقاط الدولة العبرية الصهيونية لطائرتها العسكرية " توبلوف 154" في قاعدة حميم الروسية على الأراضي السورية قبل فترة، ولا سكتت عن الضربات الجوية المتكررة لسوريا حيث تمر الصواريخ من فوق قاعدتها على الأراضي السورية. ولما سكتت عن إنشاء سد النهضة الأثيوبي الذي يشكل خطرا وتهديدا للأمن القومي المصري، ولما سكتت عن التأييد الصهيوني العلني بل والتدخل المباشر في الحرب مع أوكرانيا والتواجد الصهيوني العسكري الفعلي على الأرض الأوكرانية، وغيرها الكثير من الشواهد.
روسيا في حربها الحالية تريد إيصال رسالة واحدة وحيدة .... لا تختبروا صبر الدب الروسي .... إفعلوا ما شئتم .... أينما أردتم ... كيفما أردتم ... لكن بعيدا عنا ... بعيدا عن أرضنا وبحرنا وجّونا .... بعيدا عن أمننا القومي ... بعيدا عن مصالحنا الإقتصادية ... فنحن ... قادرون على أن نعيدكم الى العصر الحجر بل والى حقبة الانسان الأول.
في تسارع الأحداث والعمليات الميدانية العسكرية على الأرض بات واضحا أن أي فعل يستهدف روسيا بأي شكل من الأشكال ... كان وسيكون الرد الروسي عليه ... مزلزلا ... وكانت تجربة الإختبار الأوكرانية ومن خلفها هي ضرب جزء من " جسر القرم" فجاء الرد الروسي بضرب مناطق بالقرب من منشآت حيوية أوكرانية في إشارة الى أن الروس قادرون على ضرب المنشآت نفسها ... فاحذروا.
ومما لا شك فيه، أن أوكرانيا ومن يقف خلفها سيحسب من الان فصاعدا .... ألف حساب لأية ضربة معادية تستهدف مفصلا حيويا روسيا. ولا تنسوا أيها الأحبة ... أن أوروبا بدأت تستقبل فصل الشتاء حيث تحتاج للطاقة وبضمنها " الغاز الروسي" لأغراض التدفئة.
وهنا يعيد التاريخ نفسه مرتدا على الدول الرأسمالية التي أعلنت في أعقاب إنتصار الشعوب التي شكلت جمهورياتها الإتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية أن سبب إنتصار هذه الشعوب هو "البرد والثلج" إذ تقهقر النازي الألماني خاسرا مجللا بالعار بسبب الثلوج والبرد في أكبر نكران تاريخي لدور هذه الشعوب في دحر النازية وتخليص البشرية منها، حيث سنشهد خلال الفترة القادمة "تقهقر " أوروبا عندما تكتسي أراضيها بالثلوج وسنستمع الى ماهية التبرير الذي سيعلنه قادة أوروبا وقتها " واللهم لا شماته".
لكننا، أيها الأحبة، ما زلنا على مسافة بعيدة، من أن تتبوأ روسيا موقعا طليعيا متقدما مناصرا لشعوب العالم ومناهضة لكرتيلات السلاح والدواء والمخدرات في العالم. ما زلنا لا نرى موقفا واضحا وصريحا مناهضة للغطرسة الإمبريالية في دول أمريكا اللاتينية والقارة الإفريقية. ما زلنا نرى ذات المواقف الروسية تجاه المحافل الدولية وبشكل خاص الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها والكيل بمكيالين بل وبأكثر. ما زلنا نرى ذات الموقف الروسي من القضية الفلسطينية الذي يمسك بالعصا " من النصف"، وما زلنا نرى صمتا روسيا مدقعا من مسألة الغاز على الشواطىء اللبنانية وغيرها الكثير.
خلاصة القول، "الأنا" الروسية عالية، بل عالية جدا، ولا ترى إلا نفسها في المرحلة الراهنة، ولا تعتبر ذاتها أنها مكرسة لمقولة الكاتب الفذ " نيقولاي أستروفسكي" في روايته الرائعة " كيف سقينا الفولاذ" حيث قال " الحياة هي اعزّ شيء للإنسان، أنها توهب له مرة واحدة، فيجب أن يعيشها عيشة لا يشعر معها بندم معذب على السنين التي عاشها، ولا يلسعه العار على ماضٍ رذل تافه، وليستطع أن يقول وهو يحتضر: كانت حياتي، كل قواي موهوبة لأروع شيء في العالم .... النضال في سبيل تحرير الانسانية".
ما زالت روسيا بعيدة عن هذا الهدف ... ألا وهو النضال في سبيل تحرير الانسانية ... وبالتالي ... أيها ألاحبة .... لا تسرعوا الى "تخزيق" آذانكم .... إذ لم " تعشمكم" روسيا بالحلق.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النووي
- هل وصلت الرسالة؟
- نعم قد نموت .. ولكننا ... سنقتلع الموت من أرضنا
- عندما مرّغ الإحتلال وجه عادل بالتراب
- معالي الوزيرة مي بنت محمد ال خليفة
- فرار رئيس سيريلانكا
- -كوكب- اليابان يعود مجددا الى الأرض
- إحداثيات المعركة وقواعد الإشتباك
- مجددا ... سد النهضة الإثيوبي
- حول أزمة حركة التحرر في العالم العربي
- الحرب ... لسه ... في أول السكة
- جيل الراية
- القدس ... سيادة وإردة.
- نحن والتطبيع
- نحن والفعل الجماهيري
- مجزرة حي التضامن السوري


المزيد.....




- صور بعض قتلى فاجعة اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية في واش ...
- شاهد كيف ردّ ترامب على سؤال صحفي بشأن رفض مصر والأردن اسقبال ...
- سموتريتش: إذا تضمنت المرحلة الثانية من الصفقة إنهاء الحرب دو ...
- من هو محمد الضيف الذي أعلنت حركة حماس مقتله؟
- تحليل: عندما توجه الجزائر بوصلتها نحو أمريكا كيف يستجيب ترام ...
- الكشف عن 3 حوادث تقارب جوي سبقت كارثة اصطدام الطائرتين في وا ...
- إنقاذ 60 شخصا في حريق شمال غربي موسكو (فيديو)
- للمرة الخامسة على التوالي.. موسكو تسجل رقما قياسيا لدرجة الح ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد قوات -الشرق- في دونباس (فيديو)
- مصر.. حريق ضخم يلتهم السفن في السويس


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - ما الذي يريده الروس؟