أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - إنتخاب رئيس للجمهورية إنتصار للإتحاد الوطني وقوى المحاصصة وليس للشعب العراقي














المزيد.....


إنتخاب رئيس للجمهورية إنتصار للإتحاد الوطني وقوى المحاصصة وليس للشعب العراقي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7401 - 2022 / 10 / 14 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عام من المدّ والمدّ جاء الجزر السياسي بوصول قاطرة المحاصصة الى الخضراء، هذه القاطرة التي تحمل رئيس جمهورية بقياسات قوى المعسكر الايراني، وبالتالي فأنّ الأوضاع السياسيّة والإقتصادية والإجتماعية وما يتعلّق بها أو يترشّح عنها ستبقى كما هي. فالأزمات التي رافقت ما تسمّى بالعملية الديموقراطية ستبقى ثوابت غير قابلة للإختراق، خصوصا بغياب أي صوت معارض ولو شكليا في ما يسمّى بمجلس الشعب، ومنهم الصدريون الذي سهلّوا وصول القاطرة الى الخضراء بمنحهم أصوات مئات الآلاف من ناخبيهم الى الأحزاب والميليشيات الولائيّة.

إنتخاب رئيس للجمهورية هو المتر الأخير للوصول الى منصب رئاسة الوزراء، وبإنتخاب عديل الرئيس السابق جلال الطالباني أي السيّد عبد اللطيف رشيد لمنصب رئيس الجمهورية، فأنّ إنتخاب رئيس للوزراء من قوى الإطار الشيعي الممثّل الشرعي لوليّ الفقيه في بغداد قد حُسم أمره، فالرئيس الجديد كلّف السيد محمد شياع السوداني الذي أستقال من حزب الدعوة كمناورة سياسية من الحزب ليكون رئيسا للوزراء ورفضه الشارع العراقي أثناء إنتفاضة تشرين، وأنه لا يستطيع طرح برنامجا حكوميا دون موافقة القوى التي طرحته كمرشح لرئاسة الوزراء. وهذا يعني عودة الاوضاع السياسيّة والإقتصادية في البلاد الى المربّع صفر، لأنّ ما أعلنه السيّد السوداني في بيانه من أنّه سيعمل من ساعة تكليفه الأولى وفق برنامج حكومي يتبنى إصلاحات سياسية، وتعهدّه بمحاربة الفساد، وسعيه لإجراء إنتخابات في أجواء حرّة ونزيهة وفي ظل نظام إنتخابي شفّاف مثلما صرّح، والعمل على ملفّات الفقر والخدمات والتضخّم والبطالة وتحسين الواقع الصحي والتعليمي، هو نفس ما أعلنه جميع الذين سبقوه دون أن يرى شعبنا منه شيئا لليوم.

هل حقّق الشعب العراقي منذ أوّل إنتخابات شارك فيها لليوم، إنتصارا؟ سؤال يطرح نفسه ويجيب عليه الواقع الذي نعيشه كشعب ممزّق الهويّة ووطن بلا سيادة ولا كرامة. فالحرب الطائفيّة التي خضناها بإرادة فولاذيّة كانت هزيمة نكراء أبطالها قوى المحاصصة التي تتحصّن بالخضراء، وليست إنتصارا لشعبنا بل لم تكن نصرا حتّى للإسلام الذي يرفع ممثليه في الخضراء راياته. ونقل الصراع الكوردي من صراع بين الكورد والأنظمة المركزية الى صراع بين العرب والكورد على مستوى الشارع، ليس بإنتصار بل هزيمة للمواطنة. وإستمرار نهج المحاصصة الذي وصل أخيرا الى حمل السلاح وقصف كعبة المحاصصة بالصوارخ ليس إنتصارا للديموقراطية، بل هزيمة ساحقة لها. وبالتالي فأنّ أي نصر تحققه قوى المحاصصة، هو بالحقيقة هزيمة لشعبنا ووطننا.

ما أن حسم الخضراويون منصب رئاسة الجمهورية لصالحهم، حتّى خرج علينا السيّد بافل الطالباني وريث الراحل جلال الطالباني في زعامة الإتحاد الوطني الكوردستاني، بتصريح يحمل نصف الحقيقة. ففي خبر نشرته عدد من وسائل الإعلام، صرّح ولي عهد الإتحاد الوطني السابق وزعيمه اليوم من أنّ: إنتخاب رشيد رئيسا للجمهورية كان إنتصارا لإرادة الشعب والإتحاد الوطني.

بلا شك فمن خلال الصراع التاريخي بين الإتحاد الوطني والحزب الديموقراطي الكوردستاني، وتقاسم مناطق النفوذ والمراكز السياسية والعسكرية في الإقليم والمركز، والعلاقات الممّيزة بين الإتحاد وطهران، فأنّ إنتخاب السيد رشيد لمنصب رئاسة الجمهورية هو إنتصار للإتحاد الوطني ومعه الإطار الشيعي والسفارة الإيرانية ببغداد. لكنّ أن يكون إنتخاب السيّد عبد اللطيف رشيد نصرا للشعب العراقي هذا إن كان السيّد بافل كان يعني الشعب العراقي، فنتائج الإنتخابات وعدم تشكيل الحكومة بعد تجاوز الفترة الدستورية لتشكيلها ما يعني تجاوزا على الدستور، ليس بنصر أبدا. أمّا إن كان السيّد الطالباني يعني بالشعب في تصريحه على أنّه الشعب الكوردي، فهذا هو الآخر بعيد عن الحقيقة، كون إنتخاب السيّد رشيد هو إنتصار للشعب في السليمانية وليس في كل أرجاء كوردستان.

النصر يبدأ حينما نقبر المحاصصة ونبدأ ببناء نظام علماني ديموقراطي على أنقاضه، فمنذ الإحتلال لليوم لا نعرف أيها السيد بافل كشعب عراقي بكل قومياته وأطيافه الّا الهزائم، وحزبكم كما الأحزاب المتحاصصة المهيمنة على السلطة تتحمل نسبة من الهزائم بما يعادل نسبته في السلطتين التشريعية والتنفيذية، وبمعنى آخر يعادل ما نهبتموه من ثروات شعبنا ومنهم طبعا شعبنا الكوردي.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حرق المصاحف والمساجد في إيران ..؟
- الإسلاميّون وعمائمهم علّموني الوطنية والنزاهة والأخلاق..!!
- لتتعلّم بغداد من ليفربول
- مستقبل العراق وآفاقه الضبابية
- غيتو الخضراء ... مفارقات تاريخيّة
- خطورة التنازل الطوعي عن الديموقراطيّة بالعراق
- قطار ولاية الفقيه وصل حدود النجف الأشرف
- أقليم كوردستان ليس جزءا من الحلّ
- مبنى البرلمان العراقي لا يمثّل سلطة الشعب ولا القانون
- بين منهاج حزب الدعوة الأسلاميّة وتسريبات المالكي
- السيّد الصدر .. من المخجل جدّا جدّا
- الصدر والمشروع الأيراني في العراق
- السيد مقتدى الصدر: أن كان هذا نصرا فلا أهلا ولا سهلا به
- رحل من كان يمسح الله عن قدميه الطين .. رحل مظفر النوّاب
- الشعوب الأوربية تغامر بمنجزاتها التاريخية
- من أوراق أنتفاضة تشرين الخالدة..... أنتُنَّ اللواتي لَكُنّ ك ...
- أولويات الأسلام السياسي في العراق من وجهة نظر ميليشياوية
- وقاحة السفير الأيراني في بغداد وخيانة شيعية للعراق
- قضية الكورد الفيليين الموسميّة بين الإرادة والضمير
- بيت الشيوعيين .. بيت الشعب


المزيد.....




- -رمز الرومانسية-..هذه المدينة اليابانية المغطاة بالثلوج تعان ...
- كيف ترى الصحافة السعودية مستقبل العلاقات بين الرياض ودمشق؟
- روبيو: السلفادور توافق على استقبال المرحلين والمجرمين الأمري ...
- السفير الروسي: علاقاتنا مع مصر تتطور بثقة ونجاح وانضمامها إل ...
- أول ظهور علني لزوجة أحمد الشرع في السعودية (فيديو)
- تحليل لـCNN: هل الصين مستعدة لحرب تجارية ضد أمريكا بعد فرض ت ...
- المتمردون يعلنون وقف إطلاق النار في الكونغو الديمقراطية -لأس ...
- الولايات المتحدة تطالب بانتخابات في أوكرانيا
- من سيحصل على القارة القطبية الجنوبية
- سحب القوات الأمريكية من سورية يطلق أيدي تركيا وإسرائيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - إنتخاب رئيس للجمهورية إنتصار للإتحاد الوطني وقوى المحاصصة وليس للشعب العراقي