أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - الحق في المقاومة، تعبير عن الصراع الطبقي والطريق إلى المجتمع الجديد















المزيد.....


الحق في المقاومة، تعبير عن الصراع الطبقي والطريق إلى المجتمع الجديد


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7401 - 2022 / 10 / 14 - 15:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




بقلم فلور أناهي بويبلا
ترجمة مرتضى العبيدي
منذ انقسام المجتمع إلى طبقات بعد تطور الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، كان هناك صراع مستمر بين المستغَلين والمستغِلين الذين يسعون إلى تحرير أنفسهم، في حالة المستغَلين والمضطهدين، و/أو للحفاظ على نظام التشغيل في حالة الطبقات المهيمنة.

هذا ما قاله ماركس وإنجلز في بيان الحزب الشيوعي: “إن تاريخ أيّ مجتمع حتى اليوم هو تاريخ الصراع الطبقي. الأحرار والعبيد، النبلاء والعامة، البارونات والأقنان، المعلمين والصناع. في كلمة، الظالمون والمضطهدون، وجهاً لوجه دائمًا، منخرطون في نضال مستمر، خفيّ أحيانًا، وأحيانًا مفتوح وصريح، في نضال يؤدي في كل مرحلة إلى إما للتحول الثوري للمجتمع بأكمله أو بهلاك الطبقتين المتصارعتين”.

في إطار هذا النضال، يمكننا أن نحدد من جانب الطبقات المضطهدة ما يسمى اليوم بالحق في المقاومة، والذي تم تعريفه وتكرسه بطرق مختلفة في تاريخ البشرية وذاك منذ ظهور الطبقات الاجتماعية.

حتى اليوم، تم المطالبة بهذا الحق ضمن “الإطار القانوني” للدولة، سواء أكان النظام عبوديا أم إقطاعيًا أم رأسماليًا، كوسيلة لضمان بقية حقوق الإنسان التي انتهكها حكام ذلك الوقت بواسطة ممارسة اضطهاد الطبقات السائدة باستخدام جهاز الدولة.

وبالتالي، “يجب أن يُفهم حق المقاومة على أنه حق الفرد أو الجماعات المنظمة أو الشعب في الاعتراض بكل الوسائل، بما في ذلك القوة ضد أي سلطة غير شرعية أو ضد ممارستها التعسفية (فيلاتسي، لويس: حق المقاومة في دولة الإكوادور الدستورية، أوت 2021).

وعلى الرغم من المطالبة بهذا الحق منذ العصور القديمة، على سبيل المثال، في اليونان القديمة، تطرق أفلاطون الى الاستبداد وحق الناس في الدفاع عن أنفسهم ضد المستبدين والظالمين. كما عالج سوفوكل الخطوط العريضة لهذا الحق في مسرحيته “أنتيجون”. وبالمثل، في بداية العصور الوسطى، وُجد وتكرس حق التابع لكسر الرابطة الإقطاعية في حالة انتهاك الإقطاعي لهذا العقد، فإنه من المهم فهم أو تحليل هذا الحق في التاريخ الحديث، أي منذ بدايات المجتمع كما نعرفه اليوم.
مع ظهور الثورات الليبرالية، اتخذ هذا الحق شكل حق طبيعي يهدف إلى حماية الفرد والمجتمع من الاضطهاد. وهكذا، على سبيل المثال، يتحدث إعلان استقلال الولايات المتحدة عام 1776 عن هذا الحق على النحو التالي: “نحن نعتبر هذه الحقائق بديهية: أن جميع الناس خلقوا متساوين؛ وأن خالقهم منحهم حقوقًا معينة غير قابلة للتصرف؛ ومن بينها الحياة والحرية والسعي وراء السعادة؛ ولضمان هذه الحقوق، يجب أن يتم بين الناس تأسيس حكومات تستمد شرعيتها من موافقة المحكومين؛ على أنه كلما أصبح أي شكل من أشكال الحكومة مدمرًا لهذه المبادئ، فمن حق الشعب إصلاحه أو إلغاءه، وتشكيل حكومة جديدة على أساس هذه المبادئ، وتنظيم سلطاتها بالشكل الذي يعتقدون أنه يتوفر على إمكانيات أفضل لتحقيق أهدافهم وسلامتهم وسعادتهم “.

كما نجد أيضا في إعلان حقوق الإنسان والمواطن (1789) للثورة الفرنسية، والذي تم تطويره في المواد الثلاثة الأخيرة في الصياغة اللاحقة بتاريخ 24 جوان (يونيو) 1793، المواد الصريحة التالية:

– المادة 33. مقاومة الاضطهاد تأخذ شرعيتها من بقية حقوق الإنسان.
– المادة 34. يُعتبر اضطهادا للجسم الاجتماعي عندما يتعرض أحد أعضائه للظلم. يوجد اضطهاد ضد كل عضو عندما يكون الجسم الاجتماعي مضطهدًا.
– المادة 35: عندما تنتهك الحكومة حقوق الشعب، يكون العصيان للشعب ولكل قسم من أقسامه أقدس الحقوق وأهم الواجبات.

في الإكوادور، شهد هذا الحق تطورًا جديدًا نسبيًا (من حيث القانون الدستوري). تضمن الدستور السياسي لإكوادور لعام 1998 الاستنكاف الضميري (l’objection de conscience) من الخدمة العسكرية الإجبارية في المادة 188، التي أنقذت الطبيعة الإلزامية للخدمة العسكرية واقترحت خدمة مدنية بديلة أو خدمة مدنية ذات مصلحة عامة في حالة الاستنكاف الضميري بسبب أخلاقي أو ديني أو لأسباب فلسفية ويُعتبر ذلك خطوة أولى نحو الاعتراف بالحق في المقاومة.

في وقت لاحق، في عام 2008، مع إصدار الدستور الجديد Magna Carta، والذي هو ساري المفعول حاليًا، تم الإعلان عن الحق في المقاومة. إذ تنص المادة 98 على ما يلي: “يجوز للأفراد والجماعات ممارسة حقهم في مقاومة أفعال أو تقصير السلطات العامة أو الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين من غير أعوان الدولة الذين ينتهكون أو قد ينتهكون حقوقهم الدستورية ومن حقهم المطالبة بالاعتراف بحقوق جديدة”.

وبهذه الطريقة، ينضم دستورنا إلى العديد من الدساتير الأخرى التي يتجسد فيها هذا الحق حرفياً ويشكل أداة تسمح للعمال والشعوب بممارسته بقوة أكبر.

بصفتنا ماركسيين-لينينيين، يجب أن نكون واضحين أنه حتى لو كان هذا الحق مكرسًا في دستور الدولة، فليس هناك ما يضمن أن يصبح وسيلة لتلبية احتياجات الشعب، لأننا في حدود وضمن إطار الدولة الرأسمالية، التي هي، حسب تصورنا، أداة لاضطهاد الطبقة البرجوازية للطبقة العاملة.

ومع ذلك، فهو يؤكد، كما ذكر في بداية هذا المقال، أن الصراع الطبقي لا يزال القوة الدافعة للمجتمع، وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة للقضاء على الاستغلال والقمع اللذين يبرران ممارسة حق المقاومة هو تدمير الدولة الرأسمالية وهذا النظام الطبقي الذي تأسس على أساس استغلال الإنسان للإنسان، لتأسيس المجتمع الجديد، المجتمع الاشتراكي فالشيوعي، حيث يتم القضاء على العلاقات الاستغلالية لإفساح المجال للتطور الكامل للبشرية.

بهذا المعنى، لم يكن عمال وشعوب الإكوادور بحاجة إلى أنظمة أو قوانين للانتقال إلى النضال من أجل حقوقهم. تاريخيا، عندما رفعوا راية النضال من أجل مجتمع أكثر عدالة. والمثال على ذلك هو الحلقة الأخيرة من نضال العمال والشعوب الأصلية والقوميات الذين هزموا الحكومة القائمة مرة أخرى. كانت أياما صعبة لكنها أكدت أن طريق النضال والمقاومة الشعبية هي السبيل الوحيد للحصول على حقوقهم وباعتبارها الطريق إلى تدمير هذا النظام اللاإنساني وبناء نظام جديد أكثر عدلاً وأفضل، كما أعادت التأكيد على الدور الريادي لجماهير العمال والفلاحين في العملية الثورية وعلى أن الجماهير هي التي تصنع تاريخها.

هذه الانتفاضة تؤكد في وعي الناس ضرورة اللجوء إلى العنف الثوري والمنظم في مواجهة دولة متعطشة للدماء تستخدم أجهزتها القمعية من الشرطة والقوات المسلحة، دون حدود ضد الشعب عندما تكون المصالح الطبقية التي تمثلها مهددة، وهي نفس الأجهزة التي تصبح عديمة الفائدة عندما يتعلق الأمر بمحاربة المافيات المنظمة على رأس الدولة، أو لحماية الناس.

هذه الانتفاضة هي جزء من سياق دولي للنضال من قبل الطبقة العاملة والشعوب ضد نظام كان في أزمة منذ عدة سنوات، وهي أزمة تفاقمت بسبب الحرب بين القوى الإمبريالية في أوكرانيا، والتي تواجه الإمبريالية الأمريكية وحلفائها من جهة، والإمبريالية الروسية من جهة أخرى.

انتفاضة كان الخاسر الأكبر فيها حكومة تراجعت مرة أخرى عن العديد من إملاءات صندوق النقد الدولي، واضطرت للجلوس والتفاوض مع الشعب وإقرار تدابير مختلفة لمساعدة شعب يعاني. إنها أزمة نظام متهاو، عفا عليه الزمن.

لهذا السبب فإننا، عمال وشعوب الإكوادور والعالم، مدعوون لممارسة هذا الحق المشروع في المقاومة، ولعب دور قيادي في الفصول الجديدة من تاريخ النضال الطبقي، وتنظيم الثورة البروليتارية في كل مكان من أركان العالم حتى الاستيلاء على السلطة وبناء عالم جديد من المساواة الحقيقية والأخوة، عالم الاشتراكية والشيوعية.

جويلية 2022



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الطبقة العاملة الأوروبية أن تتصدّى لهجوم قوى اليمين
- الإعلان الختامي للدورة العامة السابعة والعشرين للندوة الدولي ...
- قبل مائة عام خلت ولدت أول خلية شيوعية في تونس (الجزء الثاني) ...
- الأمميّة الشّيوعيّة (1919 1943) وفلسطين
- على طريق الثورة والاشتراكية
- هو شي منه: كيف أصبحت شيوعيًا (ترجمة)
- تجربة في الحركة الشيوعية العالمية، بمناسبة الذكرى الأربعين ل ...
- الندوة الإقليمية لأحزاب أمريكا اللاتينية (ترجمة)
- نرفض الحصار الاقتصادي والتدخل الإمبريالي في كوبا ، ونؤيد حق ...
- دولة الاستعمار الجديد تأكيد للمقولة الماركسية للدولة
- الأممية الشيوعية (1919 ـ 1943) وفلسطين
- لمقاومة غلاء المعيشة، الجماهير الشعبية في بوركينا فاسو تُبدع ...
- النضال من أجل الحق في السكن استحقاق آني
- الثورة البروليتارية والتناقضات الإمبريالية /بقلم بابلو ميران ...
- عندما يحتل مئات الآلاف من المواطنين الشوارع في البرازيل!
- كيف تحوّلت انتفاضة الفلاحين في الهند إلى حراك شعبي شامل؟
- نقابة NMSA تحتفل بالذكرى 34 لتأسيسها تاريخ نضالي حافل بالتضح ...
- ويستمر الإضراب الوطني في كولومبيا
- تشيلي: تصويت تاريخي من أجل التغيير
- كل التضامن مع منظمة -أباهلالي- (شعب الأكواخ) بجنوب إفريقيا


المزيد.....




- عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
- تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
- «نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم ...
- متضامنون مع المناضل محمد عادل
- «الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج ...
- تيار البديل الجذري المغربي// في خدمة الرجعية يفصل التضامن م ...
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 585
- أحكام ظالمة ضد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني والجبهة تند ...
- السيد الحوثي: العدو اعتدى على متظاهرين بسوريا واطلق عليهم ال ...
- سلطات مدينة إيربيت الروسية تقرر نزع ملابس -ديد ماروز- عن تمث ...


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - الحق في المقاومة، تعبير عن الصراع الطبقي والطريق إلى المجتمع الجديد