|
-السياسي- الأهوازي الزومبي
سامي ابو وفاء
الحوار المتمدن-العدد: 7398 - 2022 / 10 / 11 - 22:26
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
"السياسي" الاهوازي الزومبي
تَنَبَّهوا وَاستَفيقوا أَيُّها العَرَبُ *** فَقَد طَمى الخَطْبُ حَتّى غاصَتِ الرُّكَبُ فيمَ التَعلُّلُ بالآمالِ تَخدَعَكُمْ *** وَأَنتُم بَينَ راحاتِ الفَنا سُلبُ اللَّهُ أَكبرُ ما هَذا المَنام فَقَد *** شَكاكُمُ المَهد وَاِشتاقَتكم التُرَبُ
لو كان يعلم شاعر العروبة ورائد النهضة العربية الكبير ابراهيم اليازجي رحمه الله ما سيؤول اليه حال العرب والمسلمين اليوم، ربما لقال قصيدة تنعيهم موتى من المحيط الى الخليج، وهذا يشمل الاحواز/عربستان ايضا ونقصد هنا بالتحديد جوقة من "السياسيين" الاهوازيين الزومبيين الذين فاقوا بغيبوبتهم وضياعهم الفكري والسياسي حال العرب المزري قبل حوالي 150 عاما عندما أنشد شاعرنا الخالد قصيدته الحماسية.
لم يكن احد يتخيل حتى امس ان يطلع علينا هؤلاء ومعهم قطيع من المهرجين والمطبلين والمصابين بالخرف السياسي والغائبين عن الواقع يطلقون خطابات رخيصة وقراءات هزيلة تستحق الشفقة. فخطابهم لا يتعدى كونه سفسطة وتمويه ومغالطة وتدليس. حتى ان بعضهم فرحٌ يبارك صمت الشارع الاهوازي هذه الايام بينما ايران مشتعلة، معتبرا ما يدور من حراك فيها اليوم هو "صراع بين الفرس، و لا يهمنا"!
تزعم هذه الشلة الرجعية الانعزالية ان الحراك الجاري انما يديره او يقوده الملكيون من اتباع النظام السابق وانه مدعوم من الخارج لاعادة الحكم الشاهنشاهي، وهي تُهم لم يتجرأ حتى نظام الجمهورية الاسلامية نفسه في جوهر سياق خطابه العام على الصاقها بالمحتجين. يسعى هؤلاء الى تحريف وتشويه اسباب واهداف ومطالب الانتفاضة وتفريغها من مضمونها وجوهرها بنشر خطاب انهزامي بائس بين الناس بان الحراك موجه "ضد الحجاب" بل و "ضد الاسلام"! غافلين عن جهل او قصد بان كثير من المحجبات من مختلف شرائح المجتمع الايراني وفي المدراس والجامعات وحتى الاسلاميين الليبراليين المعتدلين انضموا الى الاحتجاجات باعداد كبيرة. والجميع يعلم ان هذا الحراك هو نتاج تراكمات عقود طويلة من القمع والاضطهاد والاستبداد ضد الشعوب والمرأة الايرانية. وان جميع الشعارات التي اطلقتها النساء هي في الحقيقة ضد الحجاب الالزامي وليس الحجاب بحد ذاته وتتعلق بحرية وحقوق المرأة وحق الاختيار والتي جميعها جزء لا يتجزأ من اي ثورة ديمقراطية تحررية وعنصر ضامن لنجاحها وانتصارها وديمومتها.
خطر خطاب هولاء ستكون له تداعيات سياسية وعلاقاتية (مع المجتمع الايراني والقوميات الايرانية) خطيرة وعواقب كارثية على القضية الاهوازية. فهو يهدد مستقبل القضية ومصيرها ويدفع بها الى هامش الاحداث، ويضع الشعب الاهوازي في صف المتفرج وفي موقف مناقض لكافة الشعوب الايرانية المشاركة في الانتفاضة. كما يضع "النخبة" والنشطاء الاهوازيين في دائرة حرجة وموقف دفاعي امام نخب الشعوب والتنظيمات الثورية الايرانية والمجتمع الايراني ككل الذين ينظرون الى عرب الاهواز وحركتهم ونضالهم كإلهام ومثال لكل للشعوب الايرانية.
من المعيب والعار، وإهانة لدماء الشهداء ان يعتبر هؤلاء (من اجل تبرير عجزهم) الحراك الشعبي بانه يهدف الى الأتيان بنظام أسوأ من الجمهورية الاسلامية، بينما تسفك الدماء في الشوارع، والسجون تُملأ بالمعتقلين والمعتقلات و يتعرضون للضرب والقتل والتعذيب، وبينما تهتف طالبات المدارس ذات ال 15 ربيعا بوجه الجلادين "حرية حرية". من العار التشكيك بهذه الثورة بينما يعتقل الاهوازيون والاهوازيات في الشوارع والجامعات والبيوت ويقضي بعضهم تحت التعذيب. من المعيب الصمت بينما نشاهد اخواتنا واخواننا البلوش يقتلون كما حدث في مجرزة الجمعة السوداء اخيرا ،كما قتل اقرانهم العرب قبلهم في مجزرة الاربعاء السوداء في المحمرة قبل حوالي 43 عاما. عار عليهم وشعوب العالم من ملبورن حتى فانكوفر، ومن سانتياكو حتى باريس تهتف باسم مهسا جينا وباسم المراة والشعوب الايرانية.
كيف يمكن تشويه هذا الحراك التاريخي في حين ان سبعين الى ثمانين بالمئة (وفق استطلاعات الرأي) من المواطنين الايرانيين والشعوب الايرانية يريدون الخلاص من الجمهورية الاسلامية واقامة نظام ديمقراطي حر. فهل هؤلاء المحتجين والمشاركين في هذا الحراك الجماهيري من شباب وطلاب وطالبات المدارس والجامعات، المنظمات اليسارية والاشتراكية والليبرالية والوطنية والقومية والاسلامية المعتدلة والديمقراطية، والشعوب الايرانية ومنظماتها وممثليها، وملايين الفنانين والكتاب والصحفيين (ايرانيين وعرب واجانب) والرياضيين والنساء في العالم العربي واوروبا وكافة ارجاء العالم، بل وحتى الاطفال الصغار، هل كل هؤلاء من انصار الشاه و يريدون عودة الملكية؟!
اخيرا نقف اجلالا وتقديرا لكل الماجدات الايرانيات الباسلات في طهران والمدن الايرانية وفي كافة اقاليم كردستان وآذربايجان والتركمان وبلوشستان والاهواز اللاتي يناضلن في الشوارع والساحات والمدارس والجامعات، ويتحدين النظام فابهرن العالم بشجاعتهن وبطولاتهن بينما جوقة "الساسة" الاهوازيين الزومبيين تترنح يمينا وشمالا على نشاز نغماتها وصخب خطابها الفكري والسياسي الفاشل وسط أنغام وهتافات ثورة الشعوب من اجل الحرية والعدالة والديمقراطية. استهتار هؤلاء بمصالح الشعب الاهوازي العليا وقضيته العادلة، يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ. لكن ليعلموا ان التاريخ لا يرحم ولن يغفر لهم ما يفعلونه اليوم.
سامي ابو وفا ناشط اهوازي ۱۹ شهر مهر شمسی الموافق 11 اكتوبر 2022
#سامي_ابو_وفاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تمرير مشروع القانون التكبيلي للإضراب في ظل اختلال موازين الق
...
-
مصر تتجه لإلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية على البورصة.. ومصدر
...
-
الخلفيات النيوليبرالية للقانون التنظيمي للإضراب
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تعبر عن اعتزازها
...
-
فرنسا: هل انهار تحالف اليسار؟
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 590
-
علماء: النحل يستطيع العد من اليسار إلى اليمين مثل البشر
-
محتجون في بنغلاديش يحرقون منزل والد رئيسة الوزراء السابقة
-
الشيوعي العراقي يدين مخطط التهجير والتطهير العرقي في قطاع غز
...
-
افتتاحية: ولأن الاعتداء كبير على الحقوق الأساسية … يكون الرد
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|