أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هاله ابوليل - عفوْ بأثرٍ رجعيٍّ والشذوذ الاجباري و في إنتظار غودو













المزيد.....

عفوْ بأثرٍ رجعيٍّ والشذوذ الاجباري و في إنتظار غودو


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 7397 - 2022 / 10 / 10 - 20:34
المحور: كتابات ساخرة
    


قانون " آلان تورنغ " و عفوْ بأثرٍ رجعيٍّ والشذوذ الاجباري و في إنتظار غودو

اصبح معروفا أنه لكي تصبح شهيرا عليك محاربة " دينك أو أن تتكلم بالسياسة المعارضة خصيصا أو بالجنس " ولكن أن تأتي على قصة الشذوذ وترفضها
فأنك قد وقعت بالمحظور ,ستصبح شهيرا مثل شهرة هتلر و غوبلز و وستالين وماركس وابن زايد شيطان العرب
عندما تتكلم عن الشذوذ فأن عش الدبابير سوف يلاحقك ليقرصك ويدمي مقلتيك ( فالبعوضة تدمي مقلة ألأسد )
فهناك مخطط عالمي كما قلنا لتقليل عدد سكان الأرض الذين يتضاعفون بسرعة الضوء سنويا ليصل عددهم فقط لمليار ذهبي فقط
فإذا علمت أن أكثر شعبين مكروهين لدى الغرب المسيحي هم العرب والصينيين وهم اكثر البشر تعدادا
وهذا يصيبهم بالغثيان .
فعندما تعلم أن عدد المسلمين في عام 2015، بلغ تعدادهم 1.8 مليار شخص ويشكلون حوالي 24.1% من سكان العالم.: السّنة تقريبا 1.5 مليار نسمة) و الشيعة تقريبا 170-340 مليون نسمة). فسوف يخافون كثيرا لهذا المارد النائم و الذي ينتشر بقوة في كل ارجاء الأرض , خوفا من استيقاظه . أما العدو الآخر فهو التنين الاقتصادي الذين يخافون أن يبتلع الكونويبتلعهم من ضمنه أنه العدو الآخر المكروه من ذوي العرق الأصفر" اخوتنا الصينيين " .
فقد تصاعد عدد الصينيين حتى بعد قانون" الطفل الواحد " إلى أكثر من مليار ونصف المليار , يتبعهم عبدة البقرة المقدسة من الهنود الذين وصلوا ايضا لمليار و 400 مليون هندي .
وهؤلاء الثلاثة هم مصدر تعاسة للعالم الاوروبي و الامريكي المسيحي - الذي يريد القضاء عليهم بكبسة زر نووي
لو أتيح له ذلك غدا
فهم " ليسوا شقر ولا بيض ( ذو بشرة بيضاء ) ولا مسيحيين ولا يشبهوننا أبدا ! "
يا آلهي ما ابشع هذا
لذا يجب التخلص منهم بكل الطرق , بالأوبئة والامراض والفيروسات والحروب والنزاعات والكوارث
وقد كان فيروس كورونا اول تلك الاوبئة ثم ستليها امراض و كوارث اخرى قادمة
قمة التحيّز والتمييز المقرف والعنصرية البغيضة .
فهؤلاء الشقر البيض والمسيحيين , هم أكثر الناس حديثا عن حقوق الإنسان وهم أكثر الناس تحيزا وطبقية وتمييزا بين الناس حسب الدين العرق والقومية وحسب اللون وشكل الأنف وشكل الفم .
حتى غاندي ابو الإنسانية الكاذبة , صاحب الجملة الشهيرة : (سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون، وفي النهاية ستنتصر).
كان يطلق على السود لقب "الكفير وهو مصطلح ازدرائي
وكأن غاندي "ابيض واشقر و مربرب ويحمل الإنجيل " فسبحان الله كيف تعمل عقولهم !
كان غاندي يعتبر ان اصحاب البشرة السوداء و الانف الافطس و الشفاه الغليظة تشبه الحيوانات وخاصة القرود . وعندما تزوجت مدام هاري دوقة ساسيكس من الأمير الأحمر
لم تصدق البشرية هذا الحب المختلط , وبهذه التوليفة المتناقضة : سوداء ومطلقة وتكبره بثماني سنوات
يا للهول
لقد استخدمت هذا التشبيه بمقالتي السابقة على لسانهم .
الحمد الله أنه لم يرشقها احد بعين اصابتها , فلم يطلقها بعد
صحيح انه طرد من مزايا الملكية بسببها وتخلى عن المنصب والمركز الملكي ولكنهم كانوا يعلقون بالمقام الآول على لون بشرتها
فهذا العالم يكذب حتى بعد مائة سنة و لن يتخلصوا من التمييز حسب لون البشرة
و اود أن اشير إلى انني في الحلقات السابقة قلت عنها سوداء ولكني اتكلم عن الاكثرية التي تعجبت من حظ هذه الصبية , وليس عن نفسي
فأنا اعشق ذوي اللون الأسود واجمل الأطفال لدي هم من تكون بشرتهم سوداء وملونة .
اتذكر اني في يوم من الأيام تعرضت لنوع من الاستهزاء المبطن من المدرسات , فقد كان لدي طالب في المدرسة عمره تقريبا تسع سنوات .
كان الولد البكر لمعلمة سورية تعمل معنا , وكان الطالب ذو بشرة بيضاء خارقة , ابيض لدرجة أنك تريد أن تقفل عينيك عنه وخاصة أن كل الطلبة في الصف من ذوي البشرة الملونة الحنطية والسوداء , فطلبت منه ان يذهب للشاطىء مع والده ويسبح هناك لكي يحصل على لون برونزي جميل وذلك لتقليل بياض بشرته الناصع .
لقد كان حجتي لهذا الطلب الغريب انه من غير المعقول ان تكون كل الوجوه سمراء وهو الوحيد الذي يسطع مثل القمر طبعا لا قمر ولا يحزنون لقد قلت ذلك لأمه
لأن هذا ما تتوقع سماعه فالجميع يحب ان يكون له طفل ابيض البشرة حتى لو كان ثقيل الدم ولا يحتمل .
قلت لها ان بياض بشرة ابنها , بمثابة صدمة تعتريني كلما لمحته أو بريق لامع يشتت نظرك , وكوني لا استطيع من الجميع ان يماثلوه بالبياض المقدس أو يدهنوا وجوههم بالبويا البيضاء , فالأفضل ان يذهب ولدك للبحر لكي يكتسب لونا برونزيا جميلا و لكي يصبح وجوده مريحا للعين
وبدأت اروي لها قصص عن الحالات لمشاهير كان اللون البرونزي عليهم جميلا ومبهرا !
طبعا كانت تلك قصة الأسبوع او نكتة الأسبوع في غرفة المعلمات
وسواء اعجبها أم لم يعجبها , بقي منظر هذا الولد شاذا وغريبا وغير ممتع للنظر , فليس البياض هو الأجمل فهو خطأ جيني لأن لون سيد الخلق آدم كان من قبضة من تراب اسود , فالأسود هو لون البشرية الأول لكل بني البشر .
فهم الأصل وهم الجينات الحقيقية لبني آدم سواء اعجبك ذلك أم لم يعجبك ايها الأبيض المقرف الذي يشبه الكنافة ودلو الحليب الزنح !
ولأن العبيد نالوا الكثير من الظلم من هذا العالم المتعصب فقد تناولت عدة افلام هذا الأمر ومنها فيلم" 12 عاما من العبودية "ظهر النخاس ايبس , الذي كان يقرأ نصوص الكتاب المقدس عليهم للقبول بمصيرهم المحتوم كعبيد لديه , وخاصة آية ضرب المملوك بالسوط , و كان يعدد لهم عدد الاسياط التي ستنالهم اذا لم يجمعوا على الأقل 90 كليو غرام من القطن كل يوم . كان يشبههم بالقرود هو الآخر اثناء حديثه مع النجار الذي قام بدوره (براد بيت).
وفي امريكا وخاصة الامريكان الأصليين ذوي البشرة الحمراء الملونة عانوا من هؤلاء المهاجرين القادمين من اوروبا (الشقر و البيض والمسيحيين) بسبب لون بشرتهم, فسموهم" الهنود الحمر "
فيا لوقاحتهم !
( يشبهون صهاينة العصر الجديد , شتات اليهود القادمين من كل اصقاع الدنيا , دخلوا الى فلسطين بنية السرقة والاستيلاء على املاك اهلها بقوة السلاح والعصابات المسلحة الهاجاناة واستعمروها منذ سبعين عاما وسموا سكانها الأصليين (الأغراب)
فيا لوقاحتهم!.
وعندما تقرأ عن حرب الشمال والجنوب في امريكا ستعرف كيف انهم في بداياتهم كيف استعمروا الأرض بعد أن قاموا بأكبر إبادة بشرية للسكان الأصليين واستوطنوا الأرض وكونوا اقطاعيات لهم فقد كان العرق الأنجلوسكسوني يعتقد أن «الأجناس الدنيا محكوم عليها بالتبعية أو الانقراض». واستخدم هذا التفكير المنحرف , لتبرير إستعباد السود وطرد الهنود وإمكانية إبادتهم .
فاذا اتيح لك قراءة مقالة القدر المتجلي فستتعرف على ثقافة المستعمرين الأوائل ونظرتهم للشعوب الآخرى و تبريرهم للإستعمار بالقدر المصيري ,
قدر المتجلي أو القدر الساطع أو المصير الواضح * ويكي بالإنجليزية : Manifest destiny)‏ هو إيمان ثقافي بأن على المستوطنين الأمريكيين التوسع عبر امريكا, كإيديولوجيا تستخدم لتبرير السلب والإبادة الجماعية ضد الأمريكيين الأصليين. والتي ظهرت لأول مرة في مقالة (انيكسيون) للصحفي جون ل. أوسوليفان، التي تم نشرها في مجلة المراجعة الديموقراطية في نيويورك، في عدد يوليو- أغسطس في 1845.الذي ذكر فيها: «تحقيق القدر المتجلي يتطلب انتشارنا في جميع أنحاء القارة التي حددتها لنا السماء من أجل تطوير تجربة الحرية والحكم الذاتي وهو الحق في وجود شجرة للحصول على الهواء والأرض اللازمين لتطوير كامل لقدراتها والنمو كالمصير.»
التفسير الثاني لعبارة أوسوليفان، وقال في عمود ظهر في الجريدة الصباحية في نيويورك، 27 ديسمبر 1845، حيث أشار أوسوليفان إلى النزاع مع بريطانيا لولاية أوريغون حيث يستند هذا الطلب على حق قدرنا المتجلي لامتلاك القارة بأكملها التي اعطتها لنا العناية الالهية لتطوير مهمتنا الكبيرة في الحرية والحكم الذاتي.
يشبه ذلك عقيدة الصهاينة اليهود لتبريرهم احتلال فلسطين بحجة العناية الآلهية والشعب الذي اختاره الله و مسرى النبي يعقوب ومزامير الملك داود وهيكل سليمان المزعوم و كل ذلك لتبرير السلب والنهب وابادة وقتل الفلسطينيين في عقر دارهم والاستيلاء على ممتلكاتهم بضمير لا ينزف ولا يشعر بأنه مسيء وقذر وعدواني وهمجي .
هل يملك هؤلاء ضمير !
بربك , هل انت حالمة ّ ! هؤلاء مجرد مجرمين قتلة وهمجيين اوغاد جاءوا لأرض الفرص المفتوحة ليس أكثر .
يشبهون الامريكان الذين كانوا يبتدعون طرقا نبيلة في توزيع الأراضي المسروقة من اهلها
في فيلم لا اتذكر اسمه كانت بطلته كيت وينسلت , يظهر كيف كان توزيع الأراضي في امريكا عن طريق القرعة
كل من يحلم بقطعة ارض ستصبح له اذا وضع علمه عليها , يقفون على خط مستقيم كل المتسابقون يمتطي حصانا ومعه علم يرفرف , فتأتي الصافرة فيركضون , وكل واحد منهم يجري بحصانه الى الأرض التي يريدها فيغرس علمه فتصبح له لا يدفعون قرشا ثمن اراضي الهنود الحمر الأصليين. مجرد جهد بسيط وتصبح من الملاك ترق املاك غيرك بمباراة وصافرة وحصان وعلم !
يا للعالم السفلي الدنى ء الذي كانت تتخبط فيه الحياة وهم يعلنون ان الرجل النبيل يجب أن يحصل على ارضه بتعب جبينه وسباق الأحصنة وهذه هي اول اعمال دخولك الى عالم النبلاء أو الاقطاعيين القادمين الجدد . فانت لست بسارق , لقد نلت أرضك بعرق جبينك
(حتى الآن ماتزال تجري امريكا القرعة للحصول على الجنسية الامريكية ) يحبون أن يتذكروا ماضيهم ههههههه
يا لحظ المساكين الذين كانوا لا يجيدون ركوب الأحصنة ,
يا لطرق الاحتيال السهلة , لهؤلاء الذين كانوا نياما لأيام في الأحراش , وهم يحملون العلم الأمريكي , حتى يحين موعد السباق ,
فيطلون رؤوسهم مع الأحصنة النائمة ويخرجون العلم الذي يرفرف , ليراهم المتسابقون , فيذهبون للبحث عن أرض اخرى فارغة ,
فيكسبون الأرض بدون حتى سباق !
يا للمساكين اصحاب الأرض الأصليين , وهم يرون كيف كانوا سادة الأرض , فاصبحوا خدما لراعي بقر يمتطي حصانا وقبعة وعلى جانبيه مسدسات مليئة بالرصاص يهددهم بها وفي وبيده سوط لضربهم ولضرب الحصان الذي يركبه !
هؤلاء يتشدقون الآن بحقوق الإنسان!
هذه هي الحياة التي كنا نركل بطون امهاتنا لتخرج اليها ( ديستوبيا فاسدة ) وقذرة ومنحطة الى ابعد حدود. يا آلهي ما ابشع هذا !
وعندما حصلوا على الأرض , ارادوا عبيدا للعمل وللزراعة , فارسلوا سفن القرصان جمجمة وعظام الى شواطىء افريقيا
لتسرق الزنوج الافريقيين من عائلاتهم, وترسلهم لمزارع الارز والذرة والقطن في جنوب امريكا كـ عبيد للسيد الأبيض المرابي الجبان.
في الحقيقة , مهما حاول العالم المتحضر ان يظهر نفسه بابهى صورة وان يستحم من جرائمه القذرة , فسوف يقتحم عليه الماضي الأسود ويذكرك بما كانه .
تجارة العبيد والزنوج والأقيان و النخاسة والرق , ستبقى لطخة سوداء تعلّم على وجوهم البيضاء
الى أن ينتهي هذا الكون
ولم يكن الأمر مقصورا في امريكا وحدها , فقد كان معروفا في روسيا القيصرية ولكن بصورة معدلة عن الرق الأمريكي .
فرواية الأنفس الميتة - " الرواية التي زلزلت عرش روسيا" ** كانت تتحدث عن هذه التجارة الرخيصة
بالإتجار بالبشر الأحياء وحتى الأموات منهم , فقد كان هناك محامي الشيطان يدور حول ملاك الاقطاعيات ويشتري منهم اسماء العبيد الذين ماتوا لديه , حتى يقدمها في كشف لنفسه فيصبح من الملاك الذين يملكون انفسا حتى لو كانت ميتة !
فقد كانت قيمة الرجل هناك بما يملك من رؤوس الأغنام عفوا , اقصد بما يملك من رؤوس الافارقة و الزنوج الذين يعملون كخدم وفلاحين في اراضيه واقطاعياته الفسيحة , فنظام القنانة أو تجارة الأقنان * وهي أحد الأنظمة الاستعبادية المعدلة عن الرق حيث يكون القن "العَبْدُ الذى كان أَبوه مملوكًا لمواليه" غير مملوك بذاته لصاحب الأرض، ولكن عمله يكون مملوكا للمالك على أن ينال أجرا رمزيا بالإضافة لطعامه وشرابه،
وكانت الأراضى الزراعية والمزارع الضخمة تقاس بعدد الأقنان "الأنفس" اللازمة لخدمة هذه المزارع
، فيقال عن المالك أنه يملك ألف نفس "قن"، أو عشرة آلاف نفس "قن"، فيفهم من ذلك مدى المساحة الزراعية التي لديه على اعتبار أن الهكتار الواحد يحتاج لعدد معين من الأنفس.
فهل انتهت معارك السود مع البيض !
في فيلم لمقدمة البرامج و الأشهر عالميا اوبرا وينفري والتي ظهرت في فيلم The Butler يتحدث عن حياة السود وحركة الحقوق المدنية والمظاهرات التي كانت تطالب بالمساواة بين السود والبيض عبر اكثر من رئيس امريكي وصولا للرئيس الأسود اوباما والذي كان دخوله انتصارا لأصحاب البشرة الملونة أو السمراء
ولكن وظيفة فورست ويتكر في دور سيسيل جاينز لا معنى لها إلا لتكريس وجود خدم في البيت الأبيض ذو بشرة سمراء
لماذا لا يوجد خدم , ببشرة بيضاء ! يوجد , ولكن بنسبة ضئيلة
لماذا لا يسمى البيت الأسود مثلا ) أو البيت الوردي أو البيت المحروق بدلا من البيت الأبيض
لماذا ابيض!
هذه عنصرية هي الآخرى
الفيلم يتحدث عن رئيس الخدم , وكيف أنه كافح لمساواة الأجور بين البيض والسود الذين كانوا يتفاوتون في مرتباتهم في الخدمة
ولم يكن ليشفع للبيض أن يعزموا رئيس الخدم وزوجته لحفل استقبال يقيمه الرئيس - الذي كان يوما ممثل عالمي اسمه ريغان مع زوجته نانسي
وكأنها شيء من الخوارق لا يصدق أو عمل إنساني مبهر أو لفتة صادمة للمجتمع الأبيض الذي يتصدق بمعاملة حسنة للسود
,أن الدعوة بحد ذاتها لكل من اعجبته وبارك لها , انما هي احساسك الدنى ء بالدونية و إنك تحصل على لفتة انسانية لا تستحقها لأنك اعتدت على التقليل من نفسك ومن مكانتك .
كان الأجمل ان يرفض رئيس الخدم هذه الدعوة وأن يظل مصرا على ان الجنس الأسود يستحق أن يدخل البيت الأبيض كرئيس للبلاد
حسنا ,جاء اوباما , فكم يلزمنا من سنوات , مائة سنة , ليعود رئيس اسود آخر !
في الحقيقة , كل هذا التمييز لم يتبدد حتى عندما جلست روز على مقعدها في الباص رغم احتجاج السائق والرجل الأبيض وبثورتها البسيطة حصل الزنوج على قدر من المساواة ليس أكثر , ولم يكن انتخاب اوباما ابو عمامة ايضا لينظف صفحة السواد المكللة لتاريخهم الأسود حتى بعد ان حررهم ابراهام لينكولن ولا بعد صراع مارتن لوثر الذي كان " لديه حلم"
ولا كل حركات الحقوق التي صارعت الرجل الأبيض في معتقداته وفي ضميره وفي تحيزه , مادام يوجد حتى الآن
تلك الالتفاتة الخطرة عند رؤية زنجي أو افريقي اسود
ولا من تلك النظرة المرعوبة عند رؤية سيدة بيضاء تحدق بطفلها الذي ذهب عفويا ليلعب مع طفل اسود في الحديقة !
إنهم واهمون و نحن أيضا!
هذا العالم الذي يتكاثر بسرعة اسرع من الضوء لذلك لابد من اختيار نخبة منه هي من تستحق العيش " نخبة بيضاء مسيحية ليس لها اي انتماء " (ديني أو اخلاقي )فالأفضل أن يكونوا من الشواذ لئلا تتورط البشرية من انتاج المزيد من الحثالة السوداء غير المرغوب فيها .
فالحل إذن لمنع الإنجاب والمزيد من الأطفال أن يصبح معظم هؤلاء من الشواذ يمارسون العلاقة مع جنسهم حتى نضمن عدم انجاب حثالة بيضاء أو سوداء
أو توقع لحدوث ذلك
يقول احدهم ساخرا : لقد التقيت بشخص قرر أن يهاجر ,أن يترك هذه البلاد
فقلت له : لماذا ستهاجر ؟
فقال لي : بسبب الشذوذ
فقلت متعجبا : ما الذي تتحدث عنه يا رجل !
فقال : قبل 300 سنة كانت عقوبة الشذوذ الإعدام شنقا أو بالإغراق
وقبل 100 سنة ,كانت عقوبة الشذوذ كانت الإعدام شنقا
قبل 50 سنة كانت عقوبة الشذوذ الجلد و 20 سنة سجن
قبل 20 سنة اصبحت عقوبة الشذوذ غرامة 200 جنيه وسنتين في السجن
قبل 5 سنوات تحولت عقوبة الشذوذ الى غرامة بسيطة وإعفاء ثم إفراج مع تعهد,
فقلت : لماذا أنت ذاهب إذن
فقال :سأرحل قبل أن يجعلوا الشذوذ اجباري!
إجباري هذا ما يحصل طبعا ,
فـ قبل عشر سنوات كنا نضحك إذا سمعنا هذا الحوار , ولم يكن يشفع ذلك الجرم لأي من كان , وكان كل من يرتكبه ينال حصته من التحقير والتأنيب والقرف
وجميعنا سمعنا عن قصة عالم الرياضيات ومحلل الشفرات والكمبيوتر العبقري ( آلان تورينج)
الذي قاد مهمة للقضاء على لغز شفرة (إنيجما) الألمانية التي ساعدت في فوز الحلفاء في الحرب العالمية الثانية, ولكن فيما بعد تمت محاكمته من قبل الحكومة البريطانية في عام 1952 بسبب ممارساته الجنسية المثلية ، والتي كانت تعتبر غير قانونية في البلاد في وقتها . و كعقوبة كانت موجودة للشواذ فقد قَبِلَ العلاج الهرموني بثنائي إيثيل ستيلبوستيرول (أو ما يُسمَّى بالإخصاء الكيميائي) كعقابٍ بديلٍ عن السّجن.
صحيح انه كان من الايقونات , وحصل حسب تصويت الجمهور على لقب اعظم شخص في القرن العشرين , وظهر على عملة الخمسين جنيه استرليني و بُنيت تماثيل للرجل كما سُميّت العديد من الأماكن والجوائز باسمه.
ومن هنا بدأت عملية فصل اعمال الشخص عن سيرته الذاتية , فبعد حملة على الإنترنت في عام 2009، قدَّم رئيس الوزراء البريطاني حينها جوردون براون اعتذارًا رسميًا علنيًا نيابة عن الحكومة البريطانية وتحديدا عن «الطريقة المروّعة التي عُومِلَ بها تورنغ»،
وقامت ليزي في صندوق (الملكة اليزابيت الثانية التي وافتها المنية عن عمر 94 سنة قبل شهر) والتي تعتبر من اجياله حيث كان " تورنغ " يكبرها ب 16 سنة فقط .
قامت ليزي قبل ان ترقد بالصندوق , بالإعتذار من هذا العالم العبقري باصدار عفو ملكي عنه بعد ستين سنة من موته الذي صادف سنة 1954.
. وهذا يعطينا اضاءة عن الاعتذار الضمني لتلك العقوبة وحتى بعد مرور 59 سنة تم اخذ حقه بالتكريم بغض النظر عن جريمته في تلك الأيام
و أصبحَ قانون " آلان تورنغ " مصطلحًا غير رسمي لقانونٍ صدر عام 2017 في المملكة المتحدة والذي أصدر عفوًا بأثرٍ رجعيٍّ عن الرجال الذين أُدينوا بموجب التشريع القانوني السابق والذي كان يحظرُ العلاقات الجنسيّة المثليّة. *انظر ويكي
وإذا اردت الاستزادة يوجد فيلم يتحدث عن ذلك اسمه لعبة التزييف The Imitation Game – 2014
يدور الفلم أثناء الحرب العالمية الثانية ، حيث يقوم (بنديكت كومبرباتش) بدور آلان ماتيسون تورينج .
وهناك ايضا فيلم كسوف كلي ل دي كابريو ايام كان صغيرا ( Total Eclipse ) والذي جاء فيه بدور شاعر البرية الشاب (آرثر رامبو)، والذي يتشارك مع معلمه الخاص ( بول فيرلين ) في قصة حب عنيفة ومرفوضة من المجتمع. وهو ايضا مثل دور الرجل المثلي الذي يمارس اللواط .
ان ظهور المثليين في الافلام السينمائية صار عرفا متداولا مثلها ( مثل اظهار دولة الكيان الصهيوني في الأفلام) حتى لو كان ذلك خبرا في جريدة
أو سؤال عن العمل التالي
كما حدث في فيلم ساندرا بولوك فيلم " is crisis Our Brand " اعمالنا في خطر أو ازمة " و الذي قامت فيه بدور مستشارة حملات انتخابية
والذي و بعد انتهاء المهمة وفوز مرشح ساندرا , يركب الجميع في سيارة كاندي , يسأل فيها فريق المرشح الآخر عن اعمالهم القادمة
قائلا :" اين مهمتك التالية يا بن , في اسرا,,,,,,,,,,ل و يقصد كيان السراقين , صحيح!
فقال الآخر( بن ) أجل في اسرا.....
ويقصد دولة الكيان الارهابي الصهيوني , سارق الأرض , قاتل الأطفال , مُرَوّعْ البشرية .
لم يكن هذا المشهد ليخدم شيئا في الفيلم , سوى أن يتم تكريس وجود هذا الكيان اللقيط في الأفلام , حتى تبقى في الذاكرة ! فيبتسم في قبره "هرتزل" وشامير ورابين وكل الأوغاد الصهاينة , الذين يمتلكون ثلاث ارباع ثروة الأرض ويتحكمون بالسينما والمسرح و كل البروغندا المسيطرة. فاليهود أولا والباقي, ربما ,,,هم القمامة البشرية ! يا للعجب
ان محاولة تذكير العالم فيهم في فيلم سيدور الكرة الارضية ويراه نصف سكان الارض هو عبارة عن نصر مضاعف لمن اوجدوا هذا الكيان المصطنع .
انها محاولة لإظهار صنيعتهم أو اختراعهم الإرهابي في كل مرة , كمن يتباهى باختراع الديناميت في اظهاره في فيديو " كيف تفجر البيوت بثواني "
فالسقوط اسهل مائة مرة من الإرتفاع
اليس كذلك !
كما فعل براد بيت في فيلمه " حرب الزومبي العالمية (World War Z)‏ في دور محقق الأمم المتحدة السابق الذي يجب عليه أن يسافر في أرجاء العالم لإيجاد وسيلة لوقف وباء الزومبي " ويقوم زوج انجلينا جولي الذي طلقته بالخمسة واستراحت منه , بحملة لمجندة صهيونية مصابة بعد ان عالجها من عضة الزومبي , مجندة عدوانية قاتلة للأطفال , لا داعي لوجودها في الفيلم
( لف فيها اخونا براد بيت العالم بدون أي داع سوى لكي يظهر للعالم أن امريكا وحدها من تحمي المجندة الصهيونية و تحمي ظهرها في الازمات و في الكوارث فهي ؛ الربيبة وهي العشيقة وهي من يدفع عنها ضرائب تفوق الـ اربع مليار سنوي واسلحة وقنابل ودبابات وووو كاميرات للتجسس ووو ).
الله يزيد كوارثكم يا اولاد الكلب
و هكذا في عصر الديستوبيا (المدينة الفاسدة) سيصبح الشذوذ إجباريا , ولن تجد عملا إلآ إذا كتبت اسم العشير الذكر الخاص بك في السيرة الذاتية .
وغير ذلك فأنت غير مؤهل , لتكون من ضمن المليار الذهبي والتي هي حتى الآن عبارة عن تصورات ذهنية لتنظيف العالم من الحثالة السوداء
(نفس التفكير العنصري ) و يجب قتلك أما بفيروس أو بمسدس 8 ملم أو بالجنون
أو مش عارف بشو !
(تموت أو لا تموت تلك قصة اخرى )
يقول مخرج سوفياتي حصل على اوسكار ( نيكيتا ميخالكوف )& " أنه يرى أن الأوسكار بات مختلفا اليوم، ويصفه بالمنظمة المسيّسة التي تضع متطلبات وشروط تُلزم أي مخرج أن يقوم بها لكي يحصل على الجائزة. ومن هذه الشروط أنه يجب أن يتضمن الفيلم على واحد من مثليي الجنس وآخر ملون البشرة، وهي شروط العالم المتحضر التي يقول إنها تذكره بقسم الأيديولوجيا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عندما كانوا يقولون إن العامل السوفياتي لا يجب أن يقع في حب فتاة بلغارية؛
وإن حدث هذا ! فيجب أن يكون ذلك في فيلم عن الصداقة بين الشعبين. " ) .
إذن ها هم يستخدمون السينما كوسيلة للترويج للشذوذ بطريقة سلسة وهادئة عبر الأفلام !
فقوم لوط سيعودون بحلة جديدة و شعر مستعار
ولا رجولة بعد الآن قد تهان .
فالرجال سيصبحون فعليا جوز احذية لا غير بلا اقتباس ولا تضمين وبلا احلام وبلا تفسير وبلا إحترام .
فقوم لوط سيعودون بحلة جديدة و شعر مستعار
ولا رجولة بعد الآن قد تهان يا جماعة , فاعذرونا
و بخصوص الأحذية التي وردت في كل مقالاتي , ظهر منظر غريب في فيلم " is crisis Our Brand "
والذي اضحكني فعلا ففي بوليفيا ؛ كما هو لدينا " وجود احذية معلقة على السلك الكهربائي" , كما في كل بلادنا العربية (لم ار ذلك في لبنان!
, ولا اعرف له معنى و قد قررت أن لا ابحث عنه في جوجول
وفي النهاية هذا الحوار بين فلاديمير و استراجون ، بينما يجلسان في إنتظار غودو (المخلص )
، فإذا بأحدهم يشكو ضيق حذائه .فـ يدافع الآخر عن الحذاء أمام ظلم بني البشر له ، قائلا بحكمة
_ هذا هو الإنسان . .
يلوم حذاءه والأخطاء في قدميه !







https://www.mobtada.com/culture/441493/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D9%81%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AA%D8%A9-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%B2%D9%84%D8%B2%D9%84%D8%AA-%D8%B9%D8%B1%D8%B4-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%89-%D8%B9%D8%B2-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D9%87%D8%A7



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديستوبيا و راسبوتين و البروغندا و البرجوازيين الجدد والقوى ...
- الحمار الوحشي والتوحش الإنساني والإمبراطوريات التي بنيّت على ...
- إن البقر تشابه علينا - : الأخلاق تحدد مكانة الرجل
- من سلسلة - أن البقر تشابه علينا - وحذار أن تأكل اللحوم خارج ...
- من سلسلة - أن البقر تشابه علينا - والبابارتزي والصحف الصفراء ...
- البلجيكية الفلسطينية - تحيا بلجيكا-
- مدام بوفاري ومدام كلود والرجال يفضلون الشقراوات
- ليزي في صندوق وخمسة عشر رجلا ماتوا من اجل الصندوق
- خيمة العزاء السنوية
- الملك لير والليرات وجحود الأبن وضحكات العجائز ياكورديليا
- الشركات التجارية والمال القذر والبورصة
- -جسر لندن سقط- و -ليزي في صندوق-
- سوق على مهلك سوق
- - كأني أكلت-
- الأحلام والتحليل النفسي
- فرويد و الأحلام و الجهلة و ذاكرة الدلافين
- فرويد و الأحلام والجهلة وذاكرة الدلافين
- فيلم ( seven) 1995 يقول المجرم جون للمحقق مورغان فريمان :-
- المليار الذهبي
- الموت والحب والأمل الزائف


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هاله ابوليل - عفوْ بأثرٍ رجعيٍّ والشذوذ الاجباري و في إنتظار غودو