هاله ابوليل
الحوار المتمدن-العدد: 7396 - 2022 / 10 / 9 - 17:55
المحور:
كتابات ساخرة
الديستوبيا و راسبوتين و البروغندا و البرجوازيين الجدد والقوى الخارقة
اعلم ان هناك الكثيرين من يتابعونني ليس غرورا من موهبتي في السرد , بل انتظارا لمقالة اليوم التي سوف تدفع عش الدبابير للقضاء علي. ولأني ليدي رقيقة ولا تقوى على قلي بيضة , فقد قررت ترك المواجهة لآخر حلقة تشويقا دراميا لمزيد من المتابعين
فدخولك حفل المشاهير يتطلب أن يكون معك ثمن السجادة الحمراء التي ستمشي عليها وأن يكون لك رفيقة تحيط ذراعيك بخصرها , وكاميرات تشتريها لتوثق لحظتك .
ولكن في الحقيقة أن خط سير المشاهير لا يعنيني أبدا و ان كنت أخذ منه بعض الحكمة , لمتابعة طريقي القادم الملىء بالمقالات التي تتحدث عن كل شيء
(المصير الإنسانية والتمييز والعنف والحرب والسلام و الأمل والاحتفاء بالحياة والتلاشي والوجود والتوحش والميكافيلية و المكارثية و النخيل والياسمين و الحب والعداوة وكل متناقضات الحياة .
لقد اخذ سعف النخيل شكل الحاجب , ليحمي النخلة !
نعم , مجرد راوي يدس السّم بالعسل , ولكن هل كلّ الّسم قاتل!
أن الترياق هو نفسه سم آخر لمرض آخر , اجريت عليه بعض التصليحات
هل تذوقت يوما عسل اسود !
عسل فيه السم ذو طعم لاذع وقاسي ومحرض وثائر , سم زؤوم ذو نكهة سياسية ومزيّن بالنوتيلا الغوبلزية
ومحاط بكرنيش الاخلاق التي تلونت وتحورت ببروغندا الدعاية المضادة لكل ما هو نظيف وأبيض .
لقد اصبحت حديقة الألوان المبهجة في طفولتنا ( قوس قزح طالع طالع بالألوان ) اختصاص الشواذ .
ورغم أن دمج كل الألوان يعطيك بياض الحقيقة , فقد قررت العبث بمزج الألوان لفترة . لذا فقد غيرت اتجاهي نحو المصالح التي تتصالح , وخاصة ان فرع الإستخبارات التي يترصد معرفة مكاني وأنا اعرف انه يعرف أني أعرف أنه يعرف أن ما اكتبه لا يقلق منامه
ولكن من قال أني لن اكتب ما يقلق منامه !
أنه تأثير الأفلام بلا شك هههههههههه
,,,,,,,,, لقد كان فرع الإستخبارات السابق في فيلم The King s Man عبارة عن شبكة من الخدم الذين يطلقون الأسرار والإشاعات , فجميعنا عرفنا بقصة " تغيير الستائر " في قصر الملك حسين و كيف استغلتها نور في الإطاحة بالأمير حسن وزوجته الباكستانية , ولجعل ولدها يحصل على لقب ولي للعهد رغم ان هناك اربعة أخوة اصحاء و اكبر منه .
وأن ابناء الرئيس الفلسطيني العجوز -الذي يشحد المساعدات من بلجيكا , ليشتري قصورا لولده مازن و طارق
وما أدراك ما الطارق !
وأن قيس تعيّس بن سعيّد سيكون نقطة سوداء في وجه تونس الأبيض في تجربتها الانتخابية التي كانت يوما ناجحة .
وأن القذافي الذي كان يوما من زبائن فتيات Claudettes كان مبشرا بعصر ابن زايد القادم "عصر الصهيّنة والجاسوسية والقذارة الجنسية ".
وأن السودان لن تنفع كل اصباغ البشرية لتبيض وجهه الأسود الذي اظلم واعتم , منذ أن تحالف مع الصهاينة وقام بالتطبيع الأسود معهم . وملك المغرب الذي غربت عنه معاني الشرف والرفعة , وهو يضع مناهجا صهيونية للتبشير بنجمة داود القادمة .
الله يرحم "ذوقان الهنداوي" الذي كان كتابه " القضية الفلسطينية " نبراسا لكل الأجيال التي استقتلت على حب فلسطين وذاكرة فلسطين وارض فلسطين التي لا تحتمل سوى شعب واحد هو شعب فلسطين الوحيد الممثل الشرعي لفلسطين وكل فلسطين , من البحر الهائج إلى النهر المقدس .
كل هؤلاء ابناء الشوارع والخزي والعار والسلالات اليهودية التي تتخفى سرا وتحكم عالمنا !
ماهي المماسك الجاسوسية التي قبضت عليهم وجعلتهم يدخلون حضيرة التطبيع القذرة بدون أن يكون لها جدوى سوى اعلان عن ولادة جديدة للكيان الصهيوني بالولاءات العلنية بعد أن كانت الخيانة سرا وتحت الطاولة .
الترجمة للفيلم السابق عن وكالة الاستخبارات , تعني دار للخياطة مشهورة باسم The King s Man , والتي هي مخبأ جيد لتداول الأسرار بعيدا عن الخدم , لأن الجميع يعرف أن التنصت هو السلاح الأقوى في تحطيم العروش وتغييرها.
وكلما دققت أكثر في قصة تغيير العروش , تجد أن تغيير رأس برأس لن يجدي ولكن دائرة من حول تلك الرؤوس هي من تدير الحرب وتروج لها وتنشر إشاعاتها وتكبر وتصغر و وتعظم و تهمش القضايا حسب مصالحها
(60 مليون جندي ماتوا في الحربين العالميتين , اصبحوا مجرد رقم احصائي في حين أن كم مليون يهودي موزعين على القارة كلها, اصبح كل واحد منهم لوحده ؛ قضية رأي عام, يتباكى عليها المجتمع الدولي بدموع التماسيح ) انه النفاق العالمي المسخ !
هؤلاء ؛ لا يهمهم الرأس الكبير الذين ستلاعبون برأسه كالذي سبقه بل هم س يحولونه الى مجرد دعاية انتخابية لإحلال حزب بدلا من آخر أو رأس بدلا من الرأس القديمة ليس منها شيء لصالح البلد أو الحاكم أو للمهمشين والمغيبين والمقصيين والفقراء والعجزة
بل لمصالحها المستقبلية من التنفذ والتربح والتبغدد على حساب الشعب الصامت.
باختصار ان تطيح طبقة برجوازية مترهلة والتي تحسب للنظام السابق (الحرس القديم ) عن مكانتها لإحلال طبقة برجوازية اخرى للنظام الجديد (الحرس الجديد).
عندما اصبح ترامب رئيسا لـUSA أطاح بكل فريق اوباما ورماه في المزابل واحضر فريقه الجديد المكون من ابنته ايفانكا النصابة وزوجها الصهيوني وفريق آخر من المتصهينين الذين كانوا سببا في جعل ترامب يُصَدِقْ على نقل السفارة الى القدس المحتلة
باعتبارها عاصمة دولة فلسطين للأبد , كما هي الحقيقة التي ارادوا تغييرها
بقلم السيد ترامب العشوائي الركيك .
المشكلة إذن ليس بالرؤوس التي سنضع عليها التاج , بل بالحرس القديم الذي يريد أن يبقي على امتيازاته في (الاستغلال و الإحتيال
والتلاعب والإبتزاز والإختلاس والتهديد والسلب والنهب المقدس )
وبالنهاية "كل الرجال هالكون" حسب كتاب سيمون دي بوفوار
فكل الذين يعملون بمكر للدخول الى القصور الملكية هم " راسبوتين " الذي يحمل اسمه معاني العهر والنجاسة والآثام ولكنه يتخفى بثوب القداسة والطهر والرهبنة والصوفية الزاهدة , ويتبعه جيش من الجهلة و الفلاحين والفقراء والمشردين والأغبياء و الساذجين في الحياة والمرضى الذين يؤمنون بالقوى الخارقة .
فراسبوتين الكاهن, القديس الفاجر, كان هو الحاكم الفعلي لروسيا عن طريق تخويف الامبراطور و زوجته بالسحر والشعوذة والتنجيم و تحضير الأرواح , لدرجة أن كان قادر على ادخال روسيا بالحرب أو منعها من الدخول , فمستقبل روسيا أصبح تحت إمرة راسبوتين كما ظهر في فيلم كينجزمان 2022.
فقد قيل قديما "حارب اعداءك بما يخشونه " لا بل الذي تؤمن به
( اؤمن بالحقيقة والبياض ولكن الآخرين يؤمنون بالشعوذة والتنجيم ) لقد اخبرتني والدتي يوما أني اتمتع بقوى روحانية غريبة
كانت والدة امي سورية متعصبة ولها افكار مقنعة في تربية الاطفال
كانت تنصح امي بالحفاظ على بربيج مطاطي طويل , لتؤدبنا من خلاله رغم ان الشحاطة لم تفارق عتبة بيتنا ولها مزايا طائرة ومحلقة
بحجة ان البربيج , يحر ولا يضر ويحر هنا بمعنى ان درجة لسعك بالسياط ترفع حرارتك من الضرب , ولن تضرك باحداث عاهة مستديمة .
المهم ,ضربتني والدتي بالسوط المطاطي لأني كنت اقرأ في غرفتي وتحت الغطاء بادعاء النوم , ولم اقم بجلي مئات من الملاعق والكؤوس المتسخة , ولكن لوجود تلك القوى الروحانية هههههههههههه لم يمسني أي وجع .
لقد قطع الحبل , فتعجبت والدتي فـأرادت أن تتأكد من قوته ومتانته
فأعادت الكرة مرة أخرى فقطع الحبل مجددا (بارك الله فيك يا قريني الرحيم , انت فعلا ارحم من والدتي التي كانت تأخذ بوصية والتها الصفراء اللئيمة).
وللمرة الثالثة ؛ اعادت والدتي الكرة برميه نحوي, والدهشة من ذلك الجنيّ الذي يقطع الحبل لها .
فما أن يتهاوى على جسدي حتى يتقطع (اللهم بردا وسلاما على إبراهيم ) انفع أن أكون نبية الله "سحاج " التي ادعت النبوة قائلة : ان الرسول قال: لا نبي من بعدي ولم يقل لا نبيّة من بعدي
( إنه اللعب على المعاني والألفاظ ) غباء منقطع النظير من اختصاص النساء فقط .
ثلاث قطع احتفظت بها والدتي الفاضلة وهي تروي القصة بكل حماس وكأنها المرة الأولى
و في كل مرة ألوم نفسي لأني لم اصبح يوما راهبة في محراب السكينة والطاعة الربانية
( ربما ازور الهند وارى بوذا ذو الكرش المترهل واعرف خلطته السرية هو الآخر )
انها القوى الخارقة التي كانت تحميني
ومع ذلك لم اصبح راسبوتين
انا لست راسبوتين
كان ذلك الرجل عاهرا يدعي التديّن
ولكني في الحقيقة , بقيت على صلة مع الطرق النافعة في الحياة للتخلص من الإزعاج اليومي
في احد المرات اللافتة , استطعت أن اتخلص من شر زوجة اخي , بتهديدها بفعل سحر قوي يشتت امرها , فخافت , و تجنبتني لأشهر, فارتحت من مخططاتها الشريرة نحوي لفترة !.
أليس هذا جميلا ! لقد كانت تلك اجمل خطة مريحة للتخلص من الذباب الذي يحوم حولك .
وهكذا نتعرف على فائدة النقل الشفاهي الذي نأخذه من الخدم و مفيد جدا في السياسة ولكن كما للقمر وجهين ؛ وجه لامع ومضيء وهو الجزء الذي يطل على الكرة الأرضية هناك وجه معتم وصحراوي وكئيب هو الجزء الخفي عن أنظارنا
وكما قيل " لا يمكن تجنب الضرر اذا أ راد المرء المشاركة في السياسة "
فلهدم طبقة برجوازية مترهلة انتفعت زمنا لصالح زمن جديد في إحلال لطبقة جديدة
ستنتفع لاحقا هي الآخرى
ستحدث كثير من الأمور الرتيبة ذات الخطوات الرشيقة والتي تعمل بمهل وبمكر .
لكي يستمر النظام العالمي الجديد بحلته المزكرشة بكل الالوان , لإحلال جيش من الشواذ
الذين سيتحكمون بالجيل القادم .
هل تعرفون ؛ ماهي الديستوبيا
انها باختصار ؛ الحياة القادمة الجديدة بحلتها الملونة بكل الألوان
عصر الشواذ
وبالختام
نحتاج للشجاعة, لنكتب عن أشياء نعرف مسبقا ,أن هناك من يترصد لنا وينتظرها
ولن احرق لكم الموضوع فهو اتفه من ان يكون موضوع , بل سرد للحقائق المكرورة
انتهينا في المرة السابقة لترديد الحكمة التي اخترعتها للتو
: دعك من وجع الرأس وفكر بوجع القلب
هل يوجع القلب !
نعم وكثيرا
ليس من اجله بل من اجل الآخرين!
فعندما قال سارتر يوما "الجحيم هو الآخرين " لم يكن كاذبا الرجل
ان كنت تعتقد أن شخصا ما مجنونا أو منحرفا , فعليك أن تراقب محيطه
لتعرف أن من حوله هم المجانين والمنحرفين . لم يكن راسبوتين سوى رجل ماكر ولكن " القيصر وزوجته " هم المجانين .
الجنون هي اسهل طريقة للتخلص من المسؤولية الجنائية والأخلاقية .
عندما هجم الصهيوني المتطرف باروخ جولدشتاين في ساعة مبكرة (مع آذان صلاة فجر يوم 25/ فبراير من عام 1994م ، الموافق آنذاك 15/ رمضان /1414هـ و الذي كان مختبأ خلف أعمدة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل , مترصدا للمصلين حتى يسجدوا
في وضعية الركوع لرب العالمين
فأطلق بنيران مدفعيته وقنابله على جموع المصلين السلميين الذين لم يحملوا حجرا حتى , فاردى منهم (29) شهيد و إصابة 300 آخرين...
كانت حجة الصهاينة الذين فرحوا بالمذبحة سرا , بسبب عقيدتهم المنحرفة التي تسوغ قتل الغير ( أصبح باروخ الإرهابي بطلا لدى اليمين المتطرف وخصوصا لدى الشريحة الدينية منه كما يقام احتفاليات على شرفه في مقبرة كريات أربع التي دفن فيها).
و لاعفاءهم من المسؤولية الاخلاقية أمام الرآي العالمي الذي لم يتفاجىء من اجرامهم اليومي المتداول والمتكرر.
قالوا :انه مجنون !
رغم أن هذه هي عقيدتهم الحربية والعسكرية في قتل الأغيار و التي هي من ضمن نصوص توراتهم الاجرامية المسرودة في ادعيتهم اليومية .
انه الجنون ؛
تهمة الجنون هي تهمة في غاية الرقة للتخلص من المساءلة عن جريمة في غاية القسوة والإجرام.
عالم متوحش وحقير وسافل ومنحط وغير ذلك الكثير .
تقول الحكاية أن دفن الرواية الكلاسيكية لابد أن يخلق نوع جديد من الروايات التي تناسب روح العصر ,
لذا فقد افلت الصهاينة كالعادة من جرائمهم بسبب البروغندا و التحايل و واللعب على الفلسفات والتلاعب بالحقائق
و الصمت العالمي عن اغماض عينيه اراديا , عن جرائمها المتلاحقة اليومية
لغرض بنفس يعقوب اليهودي - الذي يريد أن يحكم العالم بقبضته
ويجعل كل الشعوب بيادق في خدمة الملك اليهودي الصهيوني ذو النجمة السداسية
التي يكذبون ويقولون إنها نجمة داود .
نجمة داود أم خزي داود
(داود الذي ارسل الجندي " اوريا الحثي " الى مقدمة الحرب ليقتل في الجبهة لأن له زوجه جميلة كان داود قد استفرد بها و ضاجعها مضاجعة الأزواح , لأنها مثل ابنة ريموندا الطويل , تعرَّت لتستحم في مكان يمكن أن تُرى منه لكي يراها داود , ولم تتمسك بطهارتها , لاستمالة الملك وإيقاعه في فخها , كعادة النساء السافلات.
فحملت منه بسفاح , فخاف أن يعرف زوجها , فوضعه في مقدمة الجيش الذي يتعارك ليقتل وينتهي منه
وليتزوج زوجته فيما بعد , ومن ثم اصبحت هذه الشريفة العفيفة الطاهرة ذات المآرب والأسرار والخفايا
هي من انجبت "النبي سليمان" لاحقا .
اليست , هذه هي قصصهم وتوراتهم المخزية !
إنها وصمة عار في جبين اليهودية التي تستلخص لنفسها , مزايا غير فريدة من نسل غير شريف )
كعادة كل الملوك والحكام السفلة
اعزائي القراء
Good Night, and Good Luck
في عالم التصهيّن القادم.
وللحديث بقية
#هاله_ابوليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟