كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7396 - 2022 / 10 / 9 - 17:49
المحور:
الادب والفن
كَيْفَ تَنْفُذُ سَلاَسِلُ النُّورِ
مِنْ عَتْمَةِ أنْفَاسِ الخَرِيفِ؟
عَلَى أرْصِفَةِ الشَّوَارِعِ الحَزِينَةِ
وشَبَابِيكِ الغَارِقِينَ فِي ذِكْرَى
عُرْسٍ لَمَّا يَأتِ
وأغْصَانِ السَّامِقَاتِ الرَّاحِلاَتِ
فِي تَرَدُّدِ الغَمَامِ الطَّوِيلِ
يَنْشُرُ الخَرِيفُ أجْرَاسَ السُّقُوطِ؛
لِلْفَسَادِ المُقِيمِ جَنَاحَانِ:
بَحْرِيٌّ يَلُوكُ لَحْمَ الغَرْقَى
فِي سِفْرِ الخُرُوجِ
صَخْرِيٌّ يَطْحَنُ مِلْحَ الأرْضِ
فِي عُيُونِ الشُّهَدَاءِ،
والخَرِيفُ المُرُّ يَمُرُّ أبَابِيلَ
رَاقِصَةً فَوْقَ القُلُوبِ؛
كَيْفَ يَتَبَرَّجُ النَّحْلُ
فِي تَوَابِيتِ العَوِيلِ ودَمْعِ النَّخِيلِ؟
أَنَّى لِلرِّيحِ حَمْلُ هَوْدَجِ العُطُورِ
الصَّاخِبَةِ فِي نَذِيرِ المَزَامِيرِ؟
فِي رَيْعَانِ الفَسَادِ المُقَوَّى
يُكْثِرُ الحَمْقَى مِنَ الغَرْقَى
فِي صَدِيدِ الفُصُولِ،
لِلْحَمْقَى ذِرَاعَانِ:
إحْدَاهُمَا مِنْ مِلْحِ الرُّومِ المَجِيدِ
تُحْرِقُ بَسْمَةَ الرَّضِيعِ
والأُخْرَى مِنْ كَبْرِيتِ المُعَمِّرِ العَتِيقِ
تَحْرِثُ دَرْبَ السَّنَابِلِ والزَّيْتُونِ،
والخَرِيفُ القَمِيءُ يَدْوِي
كَالمَدْفَعِ الضَّرِيرِ،
كَيْفَ يَتَحَرَّرُ الفَــرَاشُ
مِنْ أسْرِهِ البَابِلِيِّ؟
فَيَا سُكُونَ اللَّيْلِ
انْشُرْ لِحَافَكَ الضَّافِي
عَلَى ضَجِيجِ الأوْجَاعِ فِي المَضَاجِعِ
ويَا ثُبُورَ الوَيْلِ
جَمِّعْ دُمُوعَ عَذَارَى أورْشَلِيمَ
وارْجُمْ بِهَا وَجْهَ السُّلْطَانِ الجَائِعِ
ويَا صَهِيلَ الخَيْلِ
طَهِّرْ طَرِيقَ الأنْبِيَاءِ
إلى مَذْبَحِ البَعْلِ العَاشِقِ
دَمَ الأبْرِيَاءِ
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟