أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - جامع الفراشات














المزيد.....

جامع الفراشات


علوان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7396 - 2022 / 10 / 9 - 00:41
المحور: الادب والفن
    


وجودي في الكهون الذي هو حي الكلدان في سان ديغو يمنح شيئا ً من البهجة والمسرة في بعض الأحيان خصوصا ً السهر مع نخبة ٍ من عجائزه المخضرمين . أمس كنت على موعد ٍ مع صديقي اللطيف منصور السناطي والنخبة المنتقاة من شخصيات الحي المخملية بيننا أستاذ الرياضيات ومطرب الحي الوسيم الأنيق وضيف قدم من ألمانيا إعلامي معروف يتسم باللطف والطيبة . كان عدد الحاضرين كبيرا ً نسبيا ً لم نكتف بطاولة واحدة حيث توزعنا حول مائدتين كبيرتين ونادلة هي الأخرى كلدانية تسجل طلباتنا . النادلة كانت ترتدي بنطلون أسود اللون كذلك القميص لونه أسود . جميع رواد النادي من الذكور . حول الموائد توزع الساهرون على شكل مجموعات ٍ البعض منهم يلعب الورق وآخر الدومينو . تضايق الضيف القادم من ألمانيا من الصخب وأصوات لاعبي الدومينو مستذكرا ً نوادي بغداد وباراتها الأنيقة بروادها كانوا شعراء وفنانين وتجار وسياسين متقاعدين وشغيلة فكر مطرودين ومطاردين جائوا من مدن ٍ بعيدة ٍ متخفين عن أعين المخبرين . السهرة كانت مع عجائز الحي الشاب فيهم تجاوز الستين عاما ً بقليل . على يساري جلس المطرب الوسيم الأنيق حازم الذي تجاوز الثمانين بخمسة أعوام ٍ شهيته رائعة للحياة والخمرة وصوته من مخمل ٍ وحرير . قلت لنفسي ماذا أفعل في سهرة ٍ مع شيوخ ٍ جل حديثهم عن عللهم المصابين بها وشكواهم من النسيان وتخشب أجسامهم وقلة النوم ؟ هم يرونني كواحد ٍ منهم وأنا أراهم شيوخا ً يركبون القطار الذاهب بلا عودة ٍ . قطاري لم يأت بعد . لم أنتبه لعمري لعلني صرت شيخا ً كذلك ولم أنتبه بعد . كنت أود أن أخاطب الرجل الجالس لصقي بكلمة عمو لكني في اللحظة الأخيرة صمت . يتحدثون عن العقاقير والمرض وانا لا أتعاط َ اي نوع ٍ منها ولم يصبني مرض . ليس هذا هو المهم , الغريب شعوري شعور فتى في مقتبل العمر يفكر بمستقبله يجلس مع شلة رجال أكلوا الحاضر والماضي والمستقبل أيضا ً .
هاهم يجلسون كالرواة يتحدث كل واحد ٍ منهم عن حياته رواية مفككة تحتاج لراو ٍ خصب الخيال . سألت الضيف القادم من ألمانيا فيما لو جئت بلدكم للعيش فيه بماذا تنصحني أن أبدأ حياة ً جديدة ً هناك ؟ أجاب تستطيع العمل بزراعة الأشجار والخضار كما يفعل هو أو تربية الدواجن . أحب القطط وأهوى تربيتها والإعتناء بها قلت له . ليس هناك قطط مشردة في ألمانيا والقطط البيتية لها دور عناية خاصة بها ترعاها شركات كبرى هناك . هل أستطيع أن أكون جامع فراشات في ألمانيا ؟ تطلع بي مندهشا ً قال هذه هواية صبي لم يتجاوز عامه العاشر بعد . أخبرته بأنني ذلك الصبي الذي تتحدث عنه .



#علوان_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد من حجر
- طفل البحر
- صمت وليل
- ليلة الدخلة
- موت قطة متشردة
- من يكترث ؟
- شاعر تقتله كلماته
- تظاهرة
- الوردة والعصفور
- تلك هي المعجزة
- لماذا صمت الجميع ؟
- غريب في مدينة أليفة 10
- غريب في مدينة أليفة 9
- غريب في مدينة أليفة 8
- غريب في مدينة أليفة 7
- غريب في مدينة أليفة 6
- غريب في مدينة أليفة 5
- غريب في مدينة أليفة 4 صياغة جديدة للقصة نفسها
- غريب في مدينة أليفة 4
- غريب في مدينة أليفة 3


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - جامع الفراشات