أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إكرام فكري - ولأنه خالق الكون فهو يريدها أن تخلق حياتها هي ..














المزيد.....

ولأنه خالق الكون فهو يريدها أن تخلق حياتها هي ..


إكرام فكري

الحوار المتمدن-العدد: 7395 - 2022 / 10 / 8 - 20:51
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


المرور السريع في العمر مخيف جدا فكما كانت الطفلة تجاهد لتعلم المشي ، ها هي الآن سّقطت في الهاوية و تجاهد للنجاة منها هي فقط وجدت نفسها في الهاوية و ربما لو حاولت تدبر الأمر لن تستطيع حتّى استيعاب متى وصلت إلى هُنا أو كيف بدأ كُلّ هذا الهراء ...

تربيت على كرم الأخلاق واعتبرت بأنها "ابنة مثالية" لكن كلما تقدمت في العمر زادت القيود و باتت جميع تصرفات
الصبية خاضعة للمراقبة الصارمة مع التدخل في أدق التفاصيل بفرض قيود و قواعد جديدة لتربيتها بحجة أنهم أعلم منها ...

من السهل عليهم إطلاق الألفاظ المهينة و النهر و الضرب في حالات الغضب الشديد ، كما ينتابهم الشك في جميع تصرفات الفتاة ، و لا يهنأون إلا بطاعتها و لو كانوا على خطأ ... فهي من تحمل شرف العائلة وكرامتها وسمعتها كونها فتاة ....

هي طفلة .. لم يدللها أحد، ينقصها حنان الاب، تفاهم الأخ، حب الاخت، اهتمام الام و سط أناس فيهم الكثير من الموت و القليل من الحياة ...
الأمر الذي دفعها إلى البحث عن مصدر للحياة ، الحب ، الاهتمام في ألف رجل حولها و سرا أملاً بقليل من الحرية والسعادة.... أصبحت كالبيت الذي لا أنيس له .... يمر أي طارق غريب فيقرع الباب فيؤذن له بالدخول ...

لم تجد ما تبحث عنه، لم يفهموها، تنازلت بمرور الوقت، عن بعض مطالبها ، لتعويض باقي المفقود، حتى سقطت في الهاوية باصطدامها بمعارك الحب ، بعلاقات آثمة انتهت في نهاية المطاف بتدمير قلبها ..

و حين علم الأهل بما عملت ،
اهتزت موجات من الغضب و الشتم و الندم على ولادتها ....

صيحات الوعظ و الأخلاق ، تكون عندهم بالتخويف بإخبارها بأنها باتت مطرودة من رحمة الله فمن سيدخل جهنم سيراها معلقة من شعرها و يغلي دماغها ستأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها ستعلق من ثدييها لانها سافرة فاجرة ...

و لو كان قبل موجات التشدد و التخويف و الشتم موجات من الوعظ موجات من الاحتواء و الحب و الاهتمام لما فعلت ذلك يحببونها فيما هم عليه من ايمان و تقوى لا أن يجبروها عليه ببرمجتها بأن الله مخيف ... يحاسب مخلوقاً ويعذبه ويحرقه من أجل قطعة قماش ، أو يذل مخلوق أمام مخلوق آخر لاختلاف الجنس ....

هي ليست مجبورة على لباس معين و إذ كانت مجبورة على شيء فإنها مجبروة على القيام بما يجعلها تحيا لأن الله هو الحي و خلقها من أجل الحياة ...

ولأنه قوي( فهو )يريدها قوية لا ضعيفة مسكينة مغلوب على أمرها ...

ولأنه ملك الملوك( فهو )يريدها " ملكة " .... فهي ليست بشيء ( ليست بدمية أو طاولة أو .... ) كي يمتلك و يكون للزوج أو للناظرين ، و ليست زينتها وسيلة لتحقيق غايات الزوج أو غايات الناظرين ، إنها ذات فاعلة، إنها غاية ليست بوسيلة كل شيء فيها هو ملك لها فقط و مسؤوليتها هي فقط ، و لا يمكن للزوج و الأب و الأخ أن يكونوا مسؤوليين عن شيء لا يمتلكانه ..و ما تمتلكه الأنثى ليس بشرف او ملك لرجل ، هو ملك لها فقط و إن كان لا بد أن يكون شرفا لأحد ، فهو شرف لها و ليس لسواها ...
الانثى ليست بضلع قاصر لا بد أن يمتلك ليكون تابع لرجل ...


ولأنه خالق الكون( فهو )يريدها أن تخلق حياتها هي ..
لا تكُن إلا كما تريد هي .. لا كما تريد لها ثقافة تغسيل الاموات و تغليف المرأة .. لا تخلق حياة بقناعاتِ الآخر ... بل بقناعتِها .. بأعماقِها .. بأفكارِها ..و بخيالِها . و بأحلامِها ..



#إكرام_فكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزي الحي ، لا أريد أنّ أتحول لميتة أرجوك ...


المزيد.....




- فيديو يثير الغضب يظهر طرد امرأة بالقوة من اجتماع للحزب الجمه ...
- الانتخابات البلدية في لبنان لعام 2025.. النساء ذوات الإعاقة ...
- صفاء سكرية: دمج النساء المعوقات في الحياة السياسية ضرورة ولي ...
- 43% نساء بالتعليم العالي.. والعبودي: المرأة هي المجتمع!
- ناشط: البرلمان -رجعنا- لأيام الجاهلية.. العفو عن الإرهابيين ...
- -فظائع التعذيب- في النقب و-عوفر-: اغتصاب وتعذيب وحشي لمعتقلي ...
- الصهيونية العلمانية تُشرعن للصهيونية التوراتية اغتصاب فلسطين ...
- دبي بلينغ: أموال مغمسة بالدماء ووهم التضامن مع القضية
- دراسة تربط الصداع النصفي لدى النساء بعدم العناية بالأسنان
- تحذير أممي من ارتفاع العنف الجنسي ضد النساء والأطفال بالكونغ ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إكرام فكري - ولأنه خالق الكون فهو يريدها أن تخلق حياتها هي ..