أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - أنا أقُلد بوش الأبن














المزيد.....

أنا أقُلد بوش الأبن


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7395 - 2022 / 10 / 8 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقليد أنواع، فمنها: التقليد في الأصوات والتقليد في التمثيل والتقليد في المأكل والمشرب والتقليد في الملبس، وحتى في الدين يوجد تقليد، ولعل هذا الأخير اهمها، أعني التقليد في الدين، وهذا وحده من تنفرد به الشيعة، بل هو خاص بها وحدها.
إذ كلّ فرد متديّن وجب أن يقلّد فقيهًا في القضايا الدينية، ولا تصح أعمال المتدين إذ لم تُقارن بفتاوى الفقيه الديني الذي يرجع اليه الشخص المُقلد، (فعمله باطلاً) كما هو مذكور في "الرسائل العملية" لمراجع الدين الشيعة.
أثنا حكم صدام حسين مُنع هذا النظام كثيراً من الممارسات الدينية، التي يقوم بها اتباع هذا المذهب الديني. منها السير على الأقدام من مختلف محافظات العراقي، في زيارة أربعينية الحسين سبط الرسول المدفون بكربلاء، بقطع عشرات الكيلوات من الأمتار في مسيرة مراثونية، وهو ما أعده النظام يعرقل الحياة العامة، ويقطع ارزاق الناس. وشعارات أُخرى أيضا منعها، معتبرًا إيها ممارسات مغلوطة فشدّد على حظرها بقسوة.
وبحسب القاعدة الفيزيائية القائلة إنّ لكل فعل ردة فعل، فبعد سقوط ذلك النظام بالغ الشيعة بترسيخ تلك الشعارات والحث على ممارساتها لكل الأتباع، وبشكل لافت للنظر، بصعود نجم الفاسدين الإسلامويين وانصاف السياسيين من الذين سنحت لهم الفرصة للأخذ بزمام الأمور في ادارة الدولة العراقية فشغلوا مناصب مرموقة، لم يحلموا بها من قبل أبدا، وأغلبهم كانوا أميون، فحلّ الخراب وعم الفساد على مستوىٍ كبير في الدولة.
الرئيس جورج بوش الأبن كان حازمًا وغير متوانٍ في قراره باجتياح العراق عام 2003، واسقاط نظامه القائم، ذلك على وفق مبررات قد تكون صحيحة أو غير صحيحة، لا يهم هنا في هذا المقال التحقيق من صحتها أو عدمها. وفعلاً تم دخول القوات الامريكية ومن حالفها العراق وإنهار نظامه في ليلة وضحاها.
وبالمقابل، فشكلت أمريكا بإيجاد نظام بديل للنظام السابق كي يدير دولة العراق المترامية الأطراف، الدولة التي لها مزاجها الخاص، وشعب لا يمكن فهمه بسهولة ويسر، وقد عبّر عن مزاج هذا المجتمع العراقي الأديب العربي الكبير الجاحظ بقوله أن النفسية للفرد العراقي، والمزاجية التي يتمتع بها، كل فرد من افراده يصعب هضمها، ويعجز تفسيرها.
وفشل الأمريكان يكمن في أنهم تركوا أمور الشعب على علّاتها، بدفعهم لأكذوبة الديمقراطية دفعة واحدة، وهذه الديمقراطية هُم (العراقيون) كانوا يسمعون بها ولم يجربوها، وهذا من الخطأ بمكان، فالمتعطش الظمآن إذا وجدته هائمًا في صحراء، وهو بين الموت والحياة، وسقيته الماء دفعة واحدة، فحتما سيموت.
باعتقاد كثير من المراقبين ومن المحللين السياسيين أنّ أفشل رئيس حكم الولايات المتحدة الأمريكية أوباما، فهو رجل ضعيف جدًا بالقياس إلى من سبقه كرؤساء لأمريكا. فالرجل لم يكن اهتمامه بالسياسة الخارجية كما كان اهتمامه واضحًا في السياسة الداخلية لبلاده.
فيقال إنّ سياسة الولايات المتحدة الداخلية مختلفة جدًا عن السياسة الخارجية لدول العالم الأخرى، لهذا ترى مواقفها متذبذبة، هنا وهناك، في كثير من القضايا المصيرية الراهنة بشأن تلك الدول، وبما فيها الدول العربية والإسلامية، ومع ذلك فأمريكا متهمة بالوقوف بجانب الكثير من جهات متطرفة بالدعم والحزم، وأما موقفها مع الدول الماردة من التي تدعو الى العنف والتدخل في قضايا الشعوب الأخرى، فمواقف تكاد أن تكون خجولة، واكتفت فقط بإصدار قرارات كعقوبات اقتصادية، والمراقبة من بعيد لما يجري لتلك الدول من ردود افعال مختلفة.
وإذا يصح التقليد في القضايا السياسية كذلك، وهذا مما لا أشك فيه، فأنا أقُلد بوش الأبن في سياسته الخارجية؛ فالرجل كان حازمًا عازمًا.
الحزم قبل العزم فأحزم واعزم***وإذا استبان لك صواب فصمم



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتّاب شكلوا علامة فارقة في الفلسفة والفكر
- لماذا ننتقد الغرب...ولم ننتقد أنفسنا؟
- لماذا الافتراء على اليهود؟
- تجارة الدين بديل لجشع آخر
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ الأخير
- محاولة لتعريف المثقف
- تحليل حكاية فلم: لوعة الحُبّ
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ نجيب محفوظ
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ ماركيز
- الجلبي.. هل قتله بيته؟!
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كولن ولسون
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /سارتر
- وللآن.. نحن مكبلين
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/البير كامو
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كافكا
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ دوستويفسكي
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ فرويد
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم(1)
- رسائل إلى ن- ح (1)
- السادرون.. يثيرون الأسئلة


المزيد.....




- رأسه يحمل ألوان -الكوفية- الفلسطينية.. الحوثيون ينشرون فيديو ...
- مقتل 4 أشخاص في حرائق غابات اجتاحت مناطق سكنية في لوغانسك
- الدفاعات الروسية تسقط 16 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
- واشنطن تعاقب شركة تنتج برمجيات تجسسية يديرها ضابط إسرائيلي س ...
- طبق طائر يناور في أحد الأنهار الفيتنامية.. ما القصة؟ (فيديو) ...
- طريق رسائل السنوار .. كيف تخرج وتصل إلى المتلقي؟
- الاتحاد الأوروبي يعلن إجلاء ناقلة نفط أحرقها الحوثيون في الب ...
- كيف قنصت مصر أغلى طائرة تملكها إسرائيل؟
- الأردن يؤكد استلامه جثمان المواطن ماهر الجازي
- السنوار يقول إن حماس مستعدة لخوض -معركة استنزاف طويلة- ضد إس ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - أنا أقُلد بوش الأبن