نزار عثمان "السمندل"
كتابٌ مفتوحٌ في بريةٍ تهتُفْ
تكبّدتْهُ الحروبُ المتكئةُ على أخرى
فانتحلتْه الهواجسُ وألّّبَتِ الأرَقَ علينا
لأنّ الأرقَ مجدٌ كادتْ تُعادلُه هجرتنا الواحدة
***
أ
ل
م
جلسنا نتهجّاه في كتاب السَفَر
ومضينا نحرثُ الوقتَ حتى بلَغْنا النبْعَ
هاربين مما يخفقُ فينا
مقبلين إلى ما نجهل
أصابعنا كانت ترسمُ عَرَقَ الطين ؛ لـمَّا الأرضُ
انتبهَتْ أنها أنثى
لثمنا سرّتها ثم ارتعشنا
ودمعةٌ منَّا سقطتْ في الرقيم
مِنْ يومها
وللأرض صوتُها الآخر
كأنّما تقولُ ذكرياتٍ قديمة
***
ليست من صُنعنا تلك المجاهيل
يدُ الليل تحفرُ بمعول النجمة درباً للصعود
والبردُ يأخذ الأولاد إلى موتهم
في قافلةٍ عند الأذان
كان يُسمعُ جافّاً
والعرقُ يقطرُ في أبيضَ له رائحةُ الولادة
***
كيف نهبط إلى أعلى من دون ذكريات ؟
كيف نصعد إلى الهاوية بخيالٍ مغبّر ؟
سوف نمضي إلى السجلّ
ونرشو حارس الموت بشوكةٍ في الورد
يخرجُ الموتى بها إلى مطرٍ كي يذوبوا
***
الفراديس تهاوت ،
أيها الألمُ ،
والوحشةُ التي تبقّتْ
لن تدخلها والفأسُ إلى كتِفِكْ
إنها غابتي
غسلَتْها الأمطارُ دائماً
خُذْ ما تذكَرتُه
وكل الذي سأنساه
اكرهني مثلما يكره الجمرُ ماءً
امشِ إلى خلفٍ والمكنسةُ في يدِكْ
سأغمضُ عينيّ فلا أتبعُك
ــــــــــــــــــــ
أبريل 2003 . جدة