أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر الزعق - عبارات ليست مجانية














المزيد.....


عبارات ليست مجانية


ماهر الزعق

الحوار المتمدن-العدد: 7392 - 2022 / 10 / 5 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبــارات ليــســت مجــانيــة

بين سلطة اللغة و لغة السلطة ،تكمن فِخاخ وتسكن ثعابين ، هي عبارات ليست بريئة بالمرّة ، أصبحت رائجة ،شائعة بحكم العادة و الوراثة ، والعادة سلطة غاشمة، ناعمة و على سبيل الذكر إليكم بعض الأمثلة
1/ " الطبقة السياسية " ، لا وجود لطبقة سياسية بل لسياسيين و أحزاب يمثلّون ويدافعون على مصالح طبقات وفئات اجتماعية
وضع السياسيين في سلّة واحدة ، ضمن طبقة مستقلة ومنفصلة ،يلائم الطبقة المهيمنة اقتصاديا واجتماعيا ،حتى لا يتمكّن المواطن من الوعي بأنّ المجتمع مُنقسم إلى طبقات متصارعة لها أهداف متضاربة ،علاوة على ذلك فإنّ في الأمر تعويم وتمويه يجعل الفهم صعب والفرز مستحيل ، ليس هذا فقط بل هو كذلك تنفير من العمل السياسي و من الاهتمام بالسياسة ،فالمدعوّة "طبقة سياسية" لها خصائص غالبا سلبيّة ، فكأنّهم يقولون السياسة هي تلوّث الأيدي والأموال أوساخ ،فابتعدوا على السياسة لكي نحكمكم بسلاسة ، نصيبكم في الجنّة إن شاء الله والحال أنّهم يعلمون علم اليقين أنّ عواقب السياسة تكون وطأتها أكبر على الذين لا يهتمّون بالسياسة
2/"عبَاد" ، "عَبْد" ، الجميع تقريبا ،بما في ذلك المثقفين والسياسيين والإعلاميين و في حواراتهم اليومية ، التافهة منها والجديّة لا يستعملون كلمة ناس وانسان بل كلمة "عبْد" و"عبَاد" ، مثلا، العبَاد جاعت ، العبَاد والبلاد ، العبْد يعمل ، عبْد سافل ... و ذلك بحكم العادة أو الكسل الفكري و الاستسهال أو البحث عن الإيقاع
العبودية القديمة انتهت ولم يطلب منّا لأحد أن نُشهر عبوديتنا لله في كلّ آن و في كلّ حين وكما تعلمون فإنّ التونسي لا يُضرب به المثل في الورع والتديّن، بل يمكن القول بدون مجازفة تُذكر أنّ التونسي وبتلقائية مُثيرة و بأريحية لافتة وبدون أيّ حرج يتلفّظ بعبارات خادشة للحياء ، مستفزة للإله ،مستنفرة للحوّاس..
فرجاء ثم رجاء، دعونا نعوّض العبد بالشخص والعباد بالناس ولكم جزيل الشكر
3/ " قوّات الأمن " ، " رجال الأمن " ، عبارة معقولة ومفهومة حين تصدر عن الماسكين بالسلطة والمدافعين عن النظام ، أمّا حين يردّدها المعارضون للمنظومة فذلك افتقار للجدّية وسذاجة جليّة
الكلّ يعلم أنّ "رجل الأمن" ( كلّهم متشابهون، لكن لا توجد قاعدة دون استثناء )لا يشعرك بالأمن ، بل يشعرك بالقلق والإزعاج ، فهو مصدر إرباك و إحراج وابتزاز ، إذا كنت طالب خدمة فسيعاملك بتأفّف و تطفّل وتلصّص و تجبّر، أمّا إذا كنت مطلوب و لعياذ بالله،
فستلاحظ دون أدنى عناء أنّ " رجل الأمن" يبتسم حتى لأذنيه بضحكة بلاستيكية مستفزّة تنبئك بما ينتظرك من هرسلة وتشفّي ، حتى وان اختلفت الأساليب فالحصيلة هي الإهانة والحطّ من الكرامة
الكلّ يعلم أنّ " قوّات الأمن " لا تعامل الناس على قدم المساواة و أنّ القمع والتعذيب هو سياسة دولة وليست ممارسات أفراد ولكن هذا ليس موضوعنا الآن وعلى ذلك فتوصية لمن يهمّه الأمر لكي يستبدل عبارة "رجال الأمن " أو" قوّات الأمن " بعبارة بوليس ، حرس ، شرطة ، و الأفضل قوّات النظام . ليس تبخيسا بل هو مجرّد تصحيح
4/" شخصيات وطنية "، خطأ، والصواب هو القول بشخصيات عامّة وهم رجال أو نساء يخوضون في الشأن العامّ ويظهرون في وسائل الإعلام ، بدون إطالة ، ليس كلّ الشخصيات العامّة وطنية ولتفادي الأخطاء والتأويل وللتحلّي بالتواضع والحياد، دعنا نقول شخصيات عامّة ، أمّا الوطنية فهي تاريخ ومواقف وممارسات
5/"رجال الأعمال " تثمين لا يستحقه مُلّاك رأس المال ،لأنّ رأس المال هو عمل متراكم ، هو ثمرة جهد العمّال ، عمل العمّال هو من يخلق القيمة فرجال /نساء الأعمال الفعليين هم العمّال/ العاملات أمّا مُلاّك رأس المال فهم رجال" الأفاريات" (Hommes d’affaires) ، عبارة تليق بهم، لكونها تعبق برائحة المال والمكر والدهاء
ربّما وجب التذكير أن مصدر الربح هو فائض القيمة ، هو العمل غير مدفوع الأجر الذي يستولي عليه الرأسمالي بذريعة امتلاكه لوسائل الإنتاج، وعلى ذلك فإنّ "رجل الأعمال" هو لصّ في كلّ الأحوال
6/الشيخ فلان أو الشيخ علاّن ، استخدام هذه الكلمة كلقب لرجل يعمل في الحقل السياسي أو في الشأن العام هو هديّة ثمينة تعكس غباء و/أو توطأ ، فكلمة شيخ تُوحي بالرجاحة والحكمة والتجربة والتعقّل والتعفّف والتديّن و يا لها من صفات تنزل بردا وسلاما على شخص مثل الغنوشي أو مورو أو شورو .. صحيح الحُمق عضال



#ماهر_الزعق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوّامة في التحادات الثلاثة
- دوامّة في الاتّحادات الثلاثة..
- لماذا لا يلتزم المواطن بإجراءات الوقاية من الوباء
- صراعنا مع المنظومة وليس مع أعوان الحكومة
- عار و استحمار في دولة الاستعمار
- رسالة إلى صديق
- الخداع في سبر الأراء
- السماوات المفتوحة:قتل الغزالة , انتهاك السيادة وقبض الريح
- الأليكا : اتفاقية الاستعباد وقطع الأرزاق
- الأليكا: اتفاقية الاستعباد وقطع الأرزاق
- منظومة الدعم ,أي إصلاح نريد ؟
- مجلس نواب الشعب والحصاد المر


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر الزعق - عبارات ليست مجانية