عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 00:47
المحور:
كتابات ساخرة
هذا اليوم 3-10.. هو"عيد" العراق"الوطنيّ".
يُفتَرَضُ أنّهُ أجمل الأعياد وأكثرها صدقاً.. لأنّهُ عيد.. ولأنّهُ"وطنيّ".
و أنا.. أريدُ أن أفرحَ حقّاً في هذا "العيد"، وأفرحَ، وأفرحَ.. بل وأطيرُ من الفرح.
لمَ لا؟ ماالذي ينقصُ العراق؟ما الذي ينقُصُكم؟ ما الذي ينقُصُني؟
لا أدري لماذا لم يُصدّقُ فرحتي بـ "العيد الوطنيّ" أحد.
كثيرون راودهم الشكّ بدوافعي المريبة.
غادَرتُ البيتَ صباحاً.. مُبتهِجاً على غير العادة.
الذين التقوا بي في الشارع، وأنا أمشي منتشيّاً بالحبور الآلهيّ، وأبادرُ بتحيّتهم، وفمي يكشفُ عن أسنانَ سعيدة:
صباحُ الخير.. مساءُ الخير.. السلامُ عليكم..
كانوا يجفَلون.. ويبتعدون عن طريقي مسرعين، ولا يردّون التحيّة.
فتاتانِ جميلتانِ رائعتانِ قلتُ لهما: هلاو.. قفزتا كغزالتين مذعورتين.. و صاحتا: ماما.
وعندما عدتُ إلى البيتِ، وأنا مُصِرٌّ على ابتسامتي المشرقة.. فإنَّ العائلةُ كلّها كانت تريد التحقّق من كوني "ربّها"الضالّ.
زوجتي كانت تشعرُ بقلقٍ شديد، و يعتريها الخوف، وسمعتها بوضوح وهي تقولُ لأبنائي بصوتٍ خفيض:
اسألوا أباكُم.. ما بهِ؟ هل هو بخير؟
قولوا لهُ: ليس الآن.. هو الوقت المناسب للترَمُّل.
حتّى أنتُم.. وأنتُم تقراُونَ هذا، لا تأخذُونَ سعادتي الطافحةِ بالعيد الوطنيّ على محمَلِ الجِد.
حتّى"الحكومة"، التي جعلت من هذا اليوم "الأبيضِ"، عُطلةً مدفوعةَ الأجر بـ"النفطِ الأسوَد"، غيرُ مُقتنعةٍ بذلك.
حتّى "الإطار".. حتّى "التيّار".. حتّى"البارتي واليكتي".. حتّى"السيادة والعَزم".. حتّى"امتداد".. جميعهم يعتبرونَ هذا "العيد" مجرّدَ نكتةٍ ماجنة، أُطلِقَت في برلمانٍ سكران.
حتّى أنا.. الذي يريدُ أن يعيشَ الآن، هذه اللحظات السعيدة، و يكتبُ لكم الآن، هذا النصَّ المرح، بدأتُ أعتقدُ أنّ الفرَح بهذا "العيد".. غيرُ مُمكن.
يبدو أنّني لن أستطيعَ أن أكونَ سعيداً هذا اليوم.
آسفٌ لإزعاجكم.
سأحاولُ ذلك في يومٍ آخر.
علَيّ اللعنة.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟