أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - العيد الثانٍ للسلام والطريق نحو السودان الجديد














المزيد.....


العيد الثانٍ للسلام والطريق نحو السودان الجديد


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 00:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


(رأي خاص)

نستشرف العيد الثانٍ لتوقيع إتفاقية جوبا لسلام السودان بين حركات الكفاح المسلح وحكومة السودان الإنتقالية، ومشاهد يوم التوقيع بساحة الحرية - جوار مرقد القائد جون قرنق دي مبيور مع خليط فرحة السودانيين "شمالاً وجنوباً" في لحظة ميلاد السلام بمدينة جوبا - عاصمة جمهورية جنوب السودان تحمل تلك اللحظات مناظر خالدة في تاريخنا المعاصر وقد لا تتكرر مرةً آخرى في صدر هذا القرن، وبالطبع تلك اللحظات لا تنسى، وفتح السلام بوابة الخرطوم أمام العائديين من رحلة الكفاح الثوري التحرري، وما زال الطريق مفتوح لتحقيق رؤية السودان الجديد عبر إكمال تنفيذ السلام، وهذه الإتفاقية صالحة لتغيير حال السودان، ونأمل صعود الممانعيين علي مركب السلام فهو الأنفع والأصلح لشعوبنا من الحرب، ونحن أتينا من مواقع مختلفة من أجل مواصلة مشوار الكفاح مع الآخريين لإحداث التغيير والتحرر والإستقرار والإعمار وبناء دولة السلام والديمقراطية والتنمية الشاملة والمواطنة بلا تمييز.

جوبا؛ كانت محطة إلتقاء طيف واسع من السودانيين للحوار بروح وطنية خالصة لوجه السودان الجديد، وفي تلك اللحظة التاريخية عبر الشعبيين "السوداني والجنوب سوداني" بسيول من دموع خالجتها مشاعر المحبة والسلام عن وحدة الضمائر والمصائر والتاريخ المشترك غض النظر عن إنقسام الدولتيين، نأمل مستقبلاً أن نشكل معاً إتحاداً بين الدولتيين المستقلتيين يتوسع ليشمل قارة افريقيا من كيب تاون إلي القاهرة، ومحبة السودانيين لبعضهم وتجاربهم تترجم نظرتهم للسلام بعد أن عاشوا مرارة الحرب والإفقار الممنهج، وتُعد هذه مسألة مهمة للغاية، والسلام قضية إستراتيجية لا تقبل التحوير والتدوير كما يُشاع عند البعض، ومن الجنوب حملنا رايات السلام وآمال النازحيين واللاجئيين والفقراء الكادحيين، وعبرنا معاً طرقات محفوفة بمخاطر جمة وصولاً إلي الخرطوم، وكان الذاد شحنات من إرادتنا وإيماننا الممتد بلا حدود بأننا سنبلغ السلام الذي نراهُ المدخل الأساسي لوحدة ونهضة ورفاه شعب السودان العظيم.

بعد عامين من السلام؛ والتحولات السياسية والإضطراب في الولايات والأقاليم وإنتشار خطاب العنصرة والكراهية يتوجب علينا التوقف عند عدة نقاط مهمة ترتبط بأسئلة إمكانيات تنفيذ الإتفاقية في شقيها السياسي والعسكري ونشر ثقافة تقبل التنوع والتعدد والرأي الآخر، وتنفيذ ما تم الإتفاق عليه جزء من خطوات إنتقالنا إلي دولة العدالة الإجتماعية والتنمية المستدامة مع إيجاد آلية لمعالجة الأحداث الوطنية الملتهبة في ظِل الصراع الجارٍ بين قوى مختلفة ومتعددة المطالب والروئ، ويجب علينا أن نكف الحديث عن السلام بلسان النظام الإنقاذي البائد، وأن نقرأ جيداً تأثيرات هذا الأمر علي المشهد العام ومستقبل بلادنا، ومن قراءة مجريات العملية السياسية نستطيع التموضع علي المسرح السياسي المترحل دون إلحاق الضرر بقضايا الجماهير في الريف والمدينة وبناء السلام والعدالة الإجتماعية والإقتصادية وعودة النازحيين واللاجئيين وهيكلة الأجهزة العسكرية والمدنية والقضائية بما يحقق الحماية اللازمة للشعوب والأفراد من تكرار تجارب الإبادات الجماعية وكل أشكال العنف وإنتهاك حقوق الإنسان.

يتوجب علينا جميعاً إجراء مراجعات تاريخية عميقة، وتبني سياسات من شأنها إنهاء الأزمة الوطنية وضمان عدم العودة للحرب، ويتم ذلك عبر فتح حوار إستراتيجي يصب في مسار التحول نحو سودان السلام والحكم المدني الديمقراطي دون إقصاء أو تخوين، وهنالك مبادرات قيمة يجب جمعها في أسرع وأنضج عملية سياسية للنفاذ إلي حل تتوافق عليه كل المكونات الرئيسية المنوط بها إحداث التغيير، والبلاد تمر في تحولها بمنعطف خطير؛ لا شك في أن الجميع يدرك الأمر، ولا يمكن تجاوز هذه المعضلات إلا عن طريق التوافق، وفي هذه الحالة نحتاج للحوار بين الجميع، وأعتقد أن جميع المبادرات الوطنية صالحة للنقاش وإنتاج الحل للسودان؛ فقط يتوجب توفير الإرادة والثقة بين الأطراف السياسية والمدنية للدخول في عملية حوار مباشر ومثمر يكون بمساندة ومساعدة من الأصدقاء الإقليميين والدوليين، وهذا هو الطريق الأمثل للخروج من هذه الأزمة المستفحلة بغية بناء أعمدة الدولة المستقبلية المنشودة.


3 اكتوبر - 2022م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الشعبية - عزاء لأسرة الأستاذ/ أسامة سعيد
- قضايا الراهن والطريق نحو سودان السلام والديمقراطية
- الحركة الشعبية: تبعث برقية عزاء لأسرة الرفيق ضحية سرير توتو
- الحركة الشعبية: في تشيع الفنان عبدالكريم الكابلي
- اليوم العالمي للسلام وأسئلة السلام في السودان وافريقيا
- لمحة من تجربة حوارية
- الحركة الشعبية - بيان للرأي العام
- قضايا السلام والتحول السياسي الديمقراطي
- تعليقاً لإجتماعات المجلس القيادي القومي
- الذكرى الـ(6) لرحيل القائد وليام قوبيك
- بيان: الحركة الشعبية - ولاية سنار
- تعليق حول إنتخابات دولة أنغولا
- زيارة وفد السودان لجنوب السودان
- ساليف: مقطع جديد من لحون الوحدة
- حلقات تحرير الرؤية والتنظيم
- تعليقاً للمعادلة السياسية ومعضلة الإستعلاء والإستعداء
- تعليقاً حول متطلبات إصلاح خط الدولة وتصحيح الخطاب السياسي
- تعليقاً حول رسائل القائد مالك عقار وتطورات المشهد السياسي ال ...
- تعليقاً حول إنعقاد الإجتماع الفني للحوار المباشر ومواقف الجب ...
- تعليقاً حول الراهن السياسي وتصريح القائد مالك عقار


المزيد.....




- بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال ...
- الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك ...
- بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
- ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
- الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
- قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
- الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير ...
- مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
- جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت ...
- مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - العيد الثانٍ للسلام والطريق نحو السودان الجديد