أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني يستقبل موفداً لرئيس الجمهورية الصحراوية .















المزيد.....


الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني يستقبل موفداً لرئيس الجمهورية الصحراوية .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7390 - 2022 / 10 / 3 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرئيس الموريتاني يستقبل موفدا لرئيس الجمهورية الصحراوية
منذ أربعة أيام ، استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني بالقصر الرئاسي ، مبعوثا شخصيا لرئيس الجمهورية العربية الصحراوية ، التي اعترف بها السلطان المغربي محمد السادس في يناير 2017 ، ونشر اعترافه في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 ، وزير الداخلية ، وعضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو السيد عمر منصور ، حيث سلمه رسالة خاصة من إبراهيم غالي ، تتطرق لآخر مستجدات الوضع بالمنطقة . وطبعا سيكون موضوع الرسالة التذكير بالقرارات الأممية ، وبحكم المحاكم القارية ، محكمة العدل الاوربية ، والمحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب التابعة للاتحاد الافريقي ، أي التذكير بكل ما يخدم مشروعية الحق الذي تطالب به الجبهة .
النظام الموريتاني الذي يعترف منذ سنة 1979 بالجمهورية الصحراوية ، واكد مجددا هذا الاعتراف خلال هذه السنة مرتين ، رئيس الجمهورية الموريتانية عندما اعترفت موريتانية بالجمهورية الصحراوية ، واعتبر الاعتراف يدخل ضمن الاستراتيجية السياسية والدبلوماسية للجمهورية الموريتانية ، وذكر به مسؤولون موريتانيون من مستوى رفيع وجد عالٍ ، لم يحرك ساكنا في ( همم ) النظام السلطاني المخزني المغربي ، واحتج وعربد كما فعل مع تونس عندما استقبل رئيسها قيس سعيد إبراهيم غالي كرئيس للجمهورية الصحراوية ، بمناسبة اجتماع Ticad ، حين احتج النظام المغربي وانسحب من اللقاء ، لكنه لم يقم بنفس الاحتجاج ولم ينسحب من اللقاءات السبعة ل Ticad ، ولم يحتج كما فعل مع تونس بسبب حضور الجمهورية الصحراوية . ونفس الملاحظة نسطر عليها عندما قبل النظام المغربي في شخص السلطان محمد السادس ، الوقوف الى جانب الرئيس Emanuel Macron ، والسلطان محمد السادس ، ولم ينسحب النظام المخزني المغربي ولم يحتج عند حضور الجمهورية الصحراوية كدولة لقاء الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي في عاصمة الاتحاد الأوربي Bruxelles ، التي رفرف في سماءها علم الجمهورية الصحراوية عاليا ، الى جانب علم الدولة السلطانية المخزنية ، وعلم الدول الاوربية ، والدول الافريقية ..
والسؤال : لماذا الاحتجاج فقط على تونس التي تصرفت كدولة ضمن الاتحاد الافريقي لا خارجه ؟
ان استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ، لمبعوث إبراهيم غالي كرئيس لدولة الجمهورية الصحراوية ، وزير داخلية البوليساريو عمر منصور ، هو تأكيد بالفعل وبالعمل على اعتراف النظام الموريتاني بالجمهورية الصحراوية ، أي ان الاستقبال وبالقصر الرئاسي ، وامام انظار النظام المخزني المهزوم والمكلوم ، هو اقوى من مجرد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية في سنة 1979 ..
ان الموقف الموريتاني من الجمهورية الصحراوية ، لا يعني شيئا اخرا ، غير ان النظام الموريتاني الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية ويدعي الحياد ، هو ليس بمحايد . فبهذا الاستقبال يذهب بعيدا عندما يعتبر ان قضية الصحراء ، هي قضية تصفية استعمار ، وإنّ تواجد النظام المغربي بالصحراء هو تواجد احتلال ، وحين يطرح مصطلح الاحتلال ، فالحل طبقا لميثاق الأمم المتحدة الذي يدعي النظام الموريتاني تمسكه به ، يعني الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا يعني الحكم الذاتي الذي تجاهله الجميع .. فقرارات مجاس الامن ، وقرارات الجمعية العامة ، ومواقف الاتحاد الأوربي ، والبرلمان الأوربي ، وقرارات محكمة العدل الاوربية ، والمحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب ، لا تشير لا من قريب ولا من بعيد الى حل ابريل 2007 . أي يتجاهلون الحكم الذاتي وليس فقط يرفضونه ..
الموقف التونسي من حيث المضمون لا يختلف عن الموقف الموريتاني ، فالفرق فقط في الشكل ، أي في الاعتراف الصريح بالجمهورية الصحراوية ( موريتانية ) ، او تأكيد الاعتراف من خلال الفعل ، والتصرف ، والإجراءات ( تونس ) . لكن ومن خلال الممارسة ، فالجميع مع الدولة الصحراوية ، والجميع يعتبر قضية الصحراء هي قضية تصفية استعمار .. وهو نفس التوجه سارت عليه الجمهورية الفرنسية ، عندما قررت ان تدرج في جدول اعمال قمة اتحاد المتوسط بإسبانية ، قضية الصحراء ، وهو نفس الحكم لدول الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، ولورسيا ، والصين وكندا ، بل والعالم من نزاع الصحراء . فالحل في نظرهم هو الاستفتاء وتقرير المصير ، وليس الحكم الذاتي ، لان الطرف المعني به يرفضه ، لذا يستحيل تطبيقه من جهة واحدة ..
ان خطورة الوضع ليس فقط في الموقف الدولي من نزاع الصحراء ، وليس في مواقف مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، اللذان يتجاهلان ولا يجهلان شيئا يسمى الحكم الذاتي المغربي ، بل الخطورة هو حين تنضاف الى هذه الحملة السياسية والدبلوماسية ضد مغربية الصحراء ، حملة يقودها المثقفون ، والمفكرون ، والفلاسفة ، والادباء ، والكتاب ، وشرائح اجتماعية دولية مختلفة برئاسة Noam Chomsky ، ضد مغربية الصحراء ، ورافضين لحل الحكم الذاتي بعنوان " الصحراء حرة " . فالقول بهذا العنوان " الصحراء حرة " ، يعني ان الصحراء مستعمرة ، ويعني وبالواضح انها قضية تصفية استعمار كما تعتبر ذلك الأمم المتحدة . وهذا يعني ان حل النزاع الذي استغرق اكثر من سبعة وأربعين سنة ، يبقى وحده الاستفتاء وتقرير المصير ..
-- واذا كان للحملة السياسية والدبلوماسية الدولية ، مفعولها في أروقة الأمم المتحدة ، وفي الاتحادات القارية ( الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ) .
-- واذا كان لقرارات المحاكم القارية ( محكمة العدل الاوربية ، والمحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب ) ، مفعولها في سمو قرارات القضاء التي تلتزم وتخضع لها الدول الاوربية والدول المدنية ..
-- فان مفعول حملة المثقفين من مختلف الشرائح ، والتي يقودها فلاسفة كبار من طينة Noam Chomsky ، يكون الشعوب .
وعندما تصبح الشعوب ، ومن خلالها الرأي العام جزءً من الحملة ضد مغربية الصحراء ، وان الجميع يتمسك ويطالب فقط بالاستفتاء وتقرير المصير كحل ديمقراطي بسبب رفض الطرف المعني بالنزاع الجبهة ، حل ابريل 2007 ( الحكم الذاتي ) ..
فان الخطورة انّ هذا الجميع من مجلس الامن ، الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الى الاتحاد الأوربي ، الى الاتحاد الافريقي ، الى دول بأمريكا الجنوبية واللاتينية ، الى روسيا ، الى الصين ، الى قضاء محكمة العدل الاوربية ، والمحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب ، الى الشعوب التي تسوغ رأيها العام .. ، يعتبرون انّ نزاع الصحراء الغربية ، هي قضية تصفية استعمار ..
وعندما عجز النظام المغربي في التأثير على الأمم المتحدة ، في اقناعها بسحب إقليم الصحراء من الأقاليم التي تعتبرها الأمم المتحدة أقاليم مستعمرة ، هنا يكون النزاع الذي شق طريقا معوجا منذ اليوم الأول ، عندما قسم الصحراء كغنيمة مع موريتانية التي تخلت عنه ، قد رسم نهاية الصراع التي لن تكون في صالح مغربية الصحراء .. خاصة وان النظام السلطاني المخزني العلوي ، عندما وجد نفسه متورطا بعد انسحاب النظام الموريتاني ، فَقَدْ فَقَدَ البوصلة والاتجاه الصحيح ، ووصلت به الهزيمة والافلاس ، ليس في طرح حل ابريل 2007 ( الحكم الذاتي ) ، بل وصلت به المسكنة والدروشة حد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، ونشر اعترافه في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 ، وبلغت به الإهانة التي يتجرع اليوم مداقها وليس سمها ، عندما أدى قسم الانضمام الى الاتحاد الافريقي ، امام رئيسة الجلسة التي كانت امرأة تمثل الجمهورية الصحراوية .. فهل من إهانة اكثر من هذه ، ام ان النظام المتعود على الاهانات ، لا يهمه ان يكون مصدرها جهة البوليساريو ، او اية جهة أخرى ، لأنه متعود العيش في الاهانات ..
الحرب في الصحراء دامت لستة عشر سنة ، وكانت حربا بما لكلمة الحرب من معنى . وفي سنة 1991 توقفت الحرب احتراما للقرار الاممي 1514 ، والقرار الاممي 1541 ، القرار 690 المُنشئ لل " مينورسو " " La Minurso " التي ظلت عاقرا عن انجاز المهام السياسية التي تم توكيلها لها . لكن بعد اكثر ثلاثين سنة مرت كسنوات عجاف بالمنطقة ، لا سلم لا حرب ، تعود الحرب من جديد في 13 نونبر 2020 ، وهي تختلف عن حرب ما قبل 1991 ، بسبب الجدار الصخري والرملي على طول الحدود المصطنعة والمؤقتة ، وبسبب الراحة ( البولوجية ) التي استفاد منها طرف ( النظام المغربي ) ، واهدرها طرف اخر ( جبهة البوليساريو ) .
وكما سبق ان حددنا تاريخ استئناف الحرب في الصحراء بين أوائل او أواخر 2020 ، وهذا بالفعل ما حصل ، فقد سبق كذلك ان طرحنا إمكانية حصول تطور نوعي في الحرب التي تدور اليوم ، لكي تحصل نقلة نوعية في الصراع ، تؤثر على الصراع الاممي ، مجلس الامن ، والجمعية العامة ، وتؤثر على مواقف الاتحادات القارية ، من اتحاد اوربي ، واتحاد افريقي ، كما تؤثر على قرارات القضاء القاري مستقبلا ، وتؤثر الأثر البليغ في وعي الشعوب كحرب الفيتنام ..
ان هذا التطور النوعي الذي بشّرنا به سابقا ، أفصح عنه وبشكل علني صريح وغير غامض ، وزير داخلية الجمهورية الصحراوية السيد عمر منصور ، ومن قلب العاصمة الموريتانية نواكشوط ، التي كان ضيفا بها بالقصر الرئاسي ، وبرئاسة رئيس الجمهورية الموريتانية السيد محمد ولد الغزواني ، عندما صرح انّ جبهة البوليساريو مقبلة على استعمال أسلحة نوعية في حربها ضد جيش السلطان ، وليس ضد المدنيين ، وهو هنا يعني طائرات Drones التي يستعملها جيش النظام المخزنولوجي ، ويذهب ضحاياها مدنيون .. فعمر منصور بشّر وليس فقط هدد ، بالتطور النوعي الذي ستعرفه حرب الصحراء ، باستعمال الجيش الصحراوي لأول مرة في حربه طائرات Drones الانتحارية ضد جيش السلطان ، وليس ضد المدنيين ..
انْ يدلي مبعوث إبراهيم غالي ، السيد عمر منصور وزير الداخلية بهذه البُشْرة ، لانهم لا يعتبرونها تهديدا ، لكن يعتبرونها نقلة نوعية في الحرب ، ومن العاصمة الموريتانية ، وهو بها مجرد ضيف زائر ، ليس بالأمر السهل والعادي .. فهو في زيارة رسمية عند محمد ولد الغزواني ، وهذا النوع من الزيارات يفرض الالتزام بمجموعة من الشروط الداخلة في البروتوكول ، ومن أهمها عدم تهديد أمن دولة من داخل دولة ، ليست بدولة المسؤول المهدد لدولة جارة .. وعندما يصمت نظام الدولة المضيفة ، ولا يحرك ساكنا إزاء تهديدات الضيف الزائر ، الذي تعدى البروتوكول عندما بدأ يلوح بالتهديد ، فأكيد ان موضوع التهديد باستعمال Les drones الانتحارية ، قد يكون المسؤول الصحراوي وزير داخلية الجمهورية الصحراوية ، قد ناقشه مع الرئيس الموريتاني شخصيا ، لإخْبارِه بما سيقوم به الجيش الشعبي الذي اعترف به السلطان المغربي محمد السادس عندما اعترف بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ..
ان التهديد باستعمال الأسلحة النوعية في الحرب كطائرات Drones ، ومن قلب العاصمة الموريتانية ، والمسؤول الصحراوي وزير داخلية الجمهورية الصحراوية ، ضيفا عند الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ، ومن دون احتجاج الدولة الموريتانية على تهديد بلد جار ، من طرف ضيف ينتمي الى دولة أخرى ، قد يفهم منه تطابق وجهات النظر بين الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ، ورئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي ، والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، الذي سيكون المزود الأول للجيش الشعبي الصحراوي بطائرات Les drones . فالهجوم ان حصل بهذه الطائرات ضد جيش السلطان ، سيكون بموافقة النظام الموريتاني ، وبتفعيل من النظام الجزائري ..
فموقف النظام الموريتاني من نزاع الصحراء الغربية ، ليس محايدا كما يُسوّق النظام لإخفاء تورطه المباشر فيها . بل هو موقف أملاه غياب القيادة في المغرب ، وشخص السلطان الذي لم يعد يعيرونه إهتماماً ولا أهمية ، أي شخص مرفوض . وقد شجع النظام الموريتاني والنظام التونسي على الاصطفاف وراء موقف معاداة مغربية الصحراء ، من جهة التطبيع وبالمجان الذي قام به السلطان محمد السادس مع الدولة الصهيونية ، ومن جهة مواقف الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، وواشنطن التي رمت باعتراف Trump في المزبلة ، وركزت على المشروعية الدولية ، وعلى الأمم المتحدة .. أي على حل الاستفتاء وتقرير المصير .
ان حصول تطور نوعي في الحرب باستعمال أسلحة نوعية ، ستعرف هي بدورها تطورا اكثر من نوعي مع استمرار الحرب التي تدور اليوم منذ 13 نونبر 2020 ، وهذه خطة ذكية تشتغل عليها قيادة الجبهة والجزائر ، لان عند البدء في ارهاق جيش النظام السلطاني المخزني ، وصولا الى فتح ثغرات في الجدار ، واستمرار سقوط المزيد من ضحايا الجيش السلطاني بطائرات Drones الانتحارية ، سيتفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي في داخل الدولة السلطانية ، وهذا سيسبب في عدة نتائج ستسرع باستقلال الصحراء عن المغرب . ومن هذه النتائج :
ا – امام الازمة الخانقة اقتصاديا واجتماعيا التي يوجد فيها المغرب ، وتعيشها الرعايا ، والتهديد بفقدان مياه الشرب مع جفاف السدود ، والجفاف .. كل هذا يدخل ضمن احدى استراتيجيات جبهة البوليساريو والجزائر في حربهما ضد النظام المغربي ، بدفع الرعايا الى العصيان المدني ، ومنه الى الثورة لقلب نظام الحكم ، وتسهيل فصل الصحراء عن المغرب .. فأيّ اضطراب في الداخل المغربي ، يخدم على الأمد القصير حرب البوليبساريو على جيش النظام ، ومنه على النظام ، ليسهل قلبه ، ويسهل حل نزاع الصحراء طبقا للمشروعية الدولية .
ب – ان استعمال أسلحة نوعية كطائرات Drones الانتحارية ، وحصول إصابات في صفوف الجيش ، وارتفاع عدد الضحايا ، وارتفاع عدد العائلات التي ستترمل ، وتَتَفقّر
، والايتام الذين سيرتفع عددهم .. خاصة اذا نجح جيش الجبهة في فتح ثغرات في الجدار ، وشرع في اعتقال اسرى للحرب بالعشرات إثر كل غارة كما كان عليه الحال قبل اتفاق 1991 .. الخ . ان هذا الوضع مضافا اليه وضع الفقرة ( ب ) أعلاه ، يعني دفع الجيش للتدخل الى جانب عصيان وثورة الرعايا الجياع ، لقلب نظام الحكم القائم منذ اكثر من 350 سنة ، والنتيجة هنا لا تخلو من احد امرين :
1 – قد تكون النتيجة قلب الدولة ، وليس نظام الحكم لصالح نظام جمهوري يقوده الجيش ، والضوء المباشر سيكون من قبل الاتحاد الأوربي ، وخاصة فرنسا ، واسبانية ، والولايات المتحدة الامريكية . لان هذا المجمع يرفض شخص ونظام محمد السادس ، ويرى ان الحل يكون في نظام امّا ديمقراطي يقوده شخص قد يحظى بقبول الجميع ، وهنا الاحتفاظ بالنظام الجديد ضمن نفس الدولة . وانْ تعذر الامر ، فلا مفر من نظام الجيش المقرون بجزء من النظام المدني للحفاظ على مدنية النظام بدل عسكرته .
2 – وقد تكون النتيجة تجزيئ وتشتيت الدولة ، لأنها فقدت دورها التقليدي الذي لعبته ابّان الحرب الباردة ، وهذا يعني تسهيل تشريع تشتيت الجغرافية والأرض . وهذا حل تباركه كل دول الاتحاد الأوربي ، وعلى رأس هذه الدول الدولة الصهيونية عندما يصبح هذا الحل الوحيد ولا مفر منه ، وان كان سياتي على حساب النظام الذي سيتحول الى مجرد اطلال .
ج ) وتبقى النقطة الأساسية في البرنامج الذي يشتغلون عليه ، وهو دَخَل الآن مرحلة التنفيذ ، هو ان تطوير نتائج الحرب عند ادخال جبهة البوليساريو لأسلحة نوعية كطائرات Drones الانتحارية ، مع اشتداد المعارك وهذه الشدة يجب توقعها ، انّ الهدف من هذا التصعيد ليس هو تحرير التراب ، وان تمكنوا من بسط أيديهم على أراضي جديدة تنضاف الى ثلث الأراضي التي تسيطر عليها الجبهة والخارجة عن ضبط الجدار . بل ان اشتداد الحرب ، سيكون من اجل تحريك أوراق المفاوضات ليس بين النظام المغربي ، وبين جبهة البوليساريو ، والنظام الجزائري ، بل دفع المنظمات الدولية والمؤسسات الدولية ، من مجلس الامن ، الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الى الاتحاد الافريقي ، الى الاتحاد الأوربي ، الى الشعوب التي تخاطبها جماعة من المثقفين المختلفين المشارب برئاسة Noam Chomsky ، الى القضاء الأوربي .... الخ ، الى طرح نزاع الصحراء الغربية كنزاع مسجل بالأمم المتحدة ، كقضية تصفية استعمار .. والهدف هنا انّ الحرب اذا تطورت ، وأصبحت تهدد مواقع النظام السلطاني المخزني ، فان العالم سيماثلها بحرب الفيتنام ، وبحرب الجزائر .. لكن للأسف ان هذا العالم يغمض العين عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، ويغمض العين عن رمي نظام الابرتايد الصهيوني بكل الالتزامات التي قطعها على نفسه في مدريد Madrid سنة 1982 ، وفي أسلو Oslo سنة 1993 ، وعندما تمكن آل صهيون ، تنكروا لحل الدولتين ، واصبح حل الدُّويلة الفلسطينية المنزوعة السلاح ، مجرد حلم تبخر بخيانة مجموعة محمود عباس منذ ثمانية وثلاثين سنة من مدريد 1982 ..
ان من اهم ركائز الاستراتيجية الحربية عند جبهة البوليساريو ، وعند النظام الجزائري ، هو الدفع بمجلس الامن ، الى استعمال واستخدام البند السابع في معالجة النزاع ، بدل البند السادس . او قيام مجلس الامن بطرح النزاع على انظار الجمعية العامة للأمم المتحدة مباشرة ، لتصوت على قرار الاعتراف المباشر على الجمهورية الصحراوية ، او عدم الاعتراف بها . وبما ان المعطيات تشير الى انه عند طرح القضية امام انظار الجمعية العامة ، فانّ الأغلبية الساحقة ستصوت لصالح الجمهورية الصحراوية ، فان عند رد الجمعية العامة لقرارها المتخذ بالأغلبية الساحقة الى مجلس الامن ، سيكون هذا مجبرا على تنفيذ قرار الجمعية ، لأنها تمثل قرار ورغبات الشعوب ، لان الجمعية العامة هي برلمان الشعوب ، ومجلس الامن هو سلطة تنفيذية لتنزيل ما قررته الجمعية باسم شعوب العالم الذي يخاطبه Noam Chomsky وجماعة المثقفين اليوم .. فاستعمال مجلس الامن للبند السابع من الميثاق ، سيبقى تحصيل حاصل لإرادة الشعوب التي تعبر عنها الجمعية العامة للأمم المتحدة ..
في غضون شهر أكتوبر الجاري ، سيعقد مجلس الامن دورة خاصة لبحث نزاع الصحراء الغربية ، وهي دورة ستكون استثنائية وخطيرة ، لان النظام المخزنولوجي السلطاني سيجد نفسه وحيدا ويتيماً ، ولا من سيقف الى جانبه من دول الفيتو ، حتى لا تزعجه قرارات مجلس الامن اذا كانت بنوع من الشدة الغير مألوفة ، لان البوليس السياسي برئاسة المدير العام عبداللطيف الحموشي ، و ( صديق ) السلطان ومستشاره فؤاد الهمة ، والسلطان محمد السادس نفسه ، تسببوا بتهورهم ، وطيشهم ، وبصبيانيتهم ، في تردي العلاقات مع الدولة الفرنسية ، وانزلوها الى الحضيض بسبب البرنامج الصهيوني Pegasus المركب في هاتف الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وفي هواتف سياسيين ، ودبلوماسيين ، ومثقفين ، ومشتغلين بمادة حقوق الانسان الفرنسيين .. ففرنسا التي كانت تصوت على قرارات مجلس الامن التي تنص على استشارة الصحراويين ، وكانت تعطل القرارات التي قد تسبب ازعاجا للنظام المغربي ، وكانت تعرقل القرارات التي تصوت لها وتَحُولُ دون تنزيلها .. ففي هذه المرة سيكون الوضع شيئا اخرا ، ومثل ان فرنسا تطوعت لإدراج نزاع الصحراء الغربية في قمة الاتحاد من اجل المتوسط الذي ستحتضنه مدينة Alicante الاسبانية ، فيجب انتظار ان تبادر فرنسا في دورة مجلس الامن المقبلة هذه الشهر ، بمن يطرح بندا في القرار القادم ينص على توسيع صلاحيات " المينورسو " " La Minurso " في الاجتماع القادم .. مع التنصيص وبالواضح على تحديد مسؤولية الأطراف المعرقلة لتنزيل قرارات مجلس الامن ، حتى يتم الانتقال الى المرتبة الثانية التي هي تصرف مجلس الامن طبقا للبند السابع من الميثاق الاممي ، او إحالة القضية للتصويت على انظار الجمعية العامة للأمم المتحدة ..
إذن ان المشكل ليس في استقبال الرئيس الموريتاني لمبعوث رئيس الجمهورية الصحراوية ، وزير الداخلية عمر منصور ، لان موريتانية كالنظام المغربي ، تعترف بالجمهورية الصحراوية .
ان المشكل في انْ يصدر التهديد باستعمال طائرات Drones الانتحارية ، من قلب العاصمة الموريتانية التي حل عمر منصور ضيفا على رئيسها ، مبعوثا اليه من نظريه رئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي . فالتهديد ومن قلب العاصمة ، والقصر الرئاسي الموريتاني ، دليل ان قضية Drones الانتحارية ، كانت محط نقاش بين الرئيس محمد ولد الغزواني ، وبين عمر منصور مبعوث إبراهيم غالي ، الذي يكون قد اخبر الرئيس الموريتاني بتحضير جيش البوليساريو لاستعمال هذا السلاح النوعي الجديد في الحرب ، حتى لا يفاجئ به .. فعدم احتجاج النظام الموريتاني على هذا التهديد الصادر من العاصمة الموريتانية ، هو دليل ان سبب بعث عمر منصور الى محمد ولد الغزواني ، ليس فقط بحث اخر تطورات الأوضاع . بل اطلاع الرئيس الموريتاني بالحرب النوعية التي ستقدم عليها المنطقة ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسن الثالث . عودة قوية وميمونة للأميرة سلمى بناني .
- هل انقلب رئيس الحكومة الاسبانية السيد بيدرو سانشيز على حل ال ...
- رسالة الرئيس الروسي فلادمير بوتين من تعبئة ثلاثمائة الف جندي ...
- الصراع داخل القصر السلطاني
- ممنوع الاستفتاء وتقرير المصير في إقليم - دونباس / لوغانسك / ...
- الملكية البرلمانية في المغرب
- - الفاسبوك - سيغلق حسابي يوم الاربعاء 28 من الشهر الجاري
- دورة منتظرة لمجلس الامن حول نزاع الصحراء الغربية في شهر اكتو ...
- هل سيحضر السلطان محمد السادس مؤتمر القمة العربي المقبل في ال ...
- الإستفتاء وتقرير المصير في الصحراء الغربية .
- الطبقات الاجتماعية في المغرب .
- هل مِن مخطط يحبك غربيا وجغرافيا لإسقاط شخص محمد السادس ونظام ...
- ردّان سلبيان على خطاب السلطان محمد السادس .
- هل هناك بوادر اندلاع ثورة في المغرب ؟
- خطاب السلطان محمد السادس بمناسبة مرور تسعة وستين سنة عن ثورة ...
- فرق بين الاعتراف الصريح ، والاكتفاء بسحب الاعتراف دون اعتراف ...
- هل ستنجح حركة - صحراويون من أجل السلام - في سحب بساط تمثيلية ...
- أحمد الريسوني رئيس ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) ي ...
- هل بدأت حرب ( الكاف ) الاتحاد الافريقي لكرة القدم ؟
- صفعتان مدويتان يتلقاهما خذ النظام السطاني المخزني المغربي


المزيد.....




- فيديو لغة الجسد وتعابير الوجه بين بايدن وترامب بمناظرة CNN ت ...
- استطلاع يكشف لمن تميل الكفة بين بايدن وترامب بعد مناظرة CNN. ...
- شاهد كيف جاء رد كل من بايدن وترامب عندما سُئلا عن عمريهما أث ...
- الاتحاد الأوروبي يفشل في التوصل لآلية تخصيص قرض لأوكرانيا من ...
- ستولتنبرغ: اتفاقية الشراكة بين روسيا وكوريا الشمالية ترقى إل ...
- إيران تنتخب رئيسها: فتح صناديق الاقتراع لاختيار خلفا للرئيس ...
- ميانمار: المئات يشاركون في تشييع راهب قتل برصاص الجنود
- DW تتحقق: الأسطول الأمريكي ليس في طريقه للبحر الأبيض لدعم إس ...
- دراسة: خوارزميات -ميتا- تفضل الدعاية الانتخابية لحزب -البديل ...
- إيران تنتخب رئيسا جديدا خلفا للراحل إبراهيم رئيسي (فيديو)


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني يستقبل موفداً لرئيس الجمهورية الصحراوية .