أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واصف شنون - منافقون














المزيد.....

منافقون


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:44
المحور: كتابات ساخرة
    


كنا في مخيم صحرواي تصعد درجة الحرارة فيه لحد ستين مئوية ،لكننا نتبرد بحرارة الرسائل الي تردنا من الأخرين في الخارج ، كنت من السعداء المحسودين الذين تقرأ وكالة الإغاثة الإسلامية أسمائهم تقريبا ً يوميا ً عبر مكبرات الصوت الكبيرة الموزعة في أرجاء المخيم التعيس ..،كان شارع المخيم الرئيسي يفصل بين خيام الناس والعشائر المتجاورة ،لكنه يوصل الى مقر إستلام الرسائل ...،في كل مرّة وأنا أسير متوجها ً لإستلام الرسائل مع صديق شيوعي يحب الضحك و (النصّبة ) ..نجد البعض وقد وقفوا جميعا ً يؤذنون للصلاة كلا ً حسب (اللاود سبيكر ) الخاص به ،فمكبر الصوت الذي يشتغل بالبطارية شاع إستعماله في مخيم رفحاء ،فجرى إن الكثير من طالبي التوبة والإيمان السريع أن إشتروه ،فأخذوا أن يؤذنوا كل واحد أمام خيمته طلبا ً الوصول في توبته إلى أقصاها .
كنا نسير أنا و(أبو نادية) ونحن نحمل الرسائل التي تربط المخيم بالعالم الخارجي ونمر ّ بعض الأحيان في أوقات أذانات اللاجئين ،الذين ما أن يروننا سائرين حتى يغيروا لغة أذاناتهم،فتتحول اللغة الى الدعوة للإنتقام من المنافقين والكافرين ،فكنت أنظر الى أبو نادية بعجب ،وأسأل : منّ هم المنافقين ؟،ولأن الأمر تكرر ،وضحك أبو نادية مستمر حتى فطنت للمؤذنين ،فهم يقصدوننا ونحن نسير لجلب رسائلنا ،والسبب هو أن نمشي بينهم وهوجميعا يؤذنون ونحن بلا شوارب ولا لحى ونرتدي بنطلونات ....

*****
طال زماننا في ذلك المخيم ،كانت كل ثلاثين خيمة تسمى خلية ،ولها أربعة مداخل ،وبنى الناس حسينية لكل خلية تقريبا ً أوحسينية حسب عشائرهم أو مناطقهم ..،لكنا بلا عشيرة ،فتم زجنا مع ناس من الجبايش والغراف وسوق الشيوخ ،،كنا عاطلين عن الحركة ،فأقترح أحد الأصدقاء أن ننجر منضدة وهي أسهل اللعبات الرياضية التي لاتثير مشاهدة السلطات الحاكمة في ذلك المخيم ونبتعد عن الجميع ،وهكذا بدأنا نلعب المنضدة بعد أن تسمح حرارة الهجير أمام خيامنا،لعبنا كرة المنضدة ألأيام الأول بكل شوق وإستمتاع ،لكن أحد الساكنين في نفس خليتنا من أهالي الجبايش ،أخذ يفزعنا وهو يركض بكل سرعته أمامنا ، في أول الأمر إستفسرنا فقالوا إنه يود اللحاق بالصلاة الجماعية في الحسينية المجاورة للخلية التي لا تبعد عن خيمته سوى أقل من مئة متر ،كان ذلك الشخص طويل القامة ضخم الرأس وطويل الساقين وكبير القديمين وحينما يركض يترك ورائه غبرة من التراب تثيرنا ونحن نلعب المنضدة ،إضافة إلى الخوف المزروع في قلوبنا أساسا ًمن القوات المدرعة التي تحيط بالمخيم ،فأظطرني الأمر أن أوقفه يوما لسؤاله عن ماذا يركض ؟ فأجاب إنه وقت الصلاة وعلي ّ اللحاق بها قبل فوات الأوان ،فقلت إذن له حق ،لكنه لماذا لايذهب للصلاة مبكرا ً بخمس دقائق خاصة وهو لاعمل لديه ولا صنع... فهو لاجىء في خيمة ...!!!
في عصر اليوم التالي بدأنا نلعب المنضدة ،حتى هب المذكور بركضته المخيفة لكنه أضاف عليها نكهة إخرى ،فقد كان يركض ويبصق علينا ويردد منافقون منافقون ..

*****
منافقون يعيشون في تاريخ زائل لاوجود له سوى في متاحف الغربيين ومخيلاتهم ....
منافقون يمتلكون حقيقة الكلام الغير المباح ،والموهبة لديهم تواريخ وسجلات ترضي غرورهم المتعفن ..
منافقون يؤمنون في خريطة لايعيشون فيها ،ولا يجرؤا على العيش فيها ...لكنه مرض جغرافي ..
منافقون يحسبون الهذيان في زمن الدم والقتل وتركيب رؤوس الكلاب على جثث البشر أمر طارىء ..وجديد
منافقون لأن إغتصاب و قتل المرأة الحامل لأنها تحمل سنيا ً أو شيعيا ً في بطنها من فعل الصهيونية والأكراد ...
منافقون يقرأون التاريخ والإسلام وحزب البعث برؤية النص الباهر الرصين في الإنتصارات والهزائم ...
ومنافقون لأن العراق بلد الحضارة والنفاق .....



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول العراق
- الدين المتمرد
- تلفزيون علي الكيمياوي
- مقاتل الأستراليين
- البكيني يقاوم التطرف الديني
- مزرعة البصل
- مسرح عراقي في سيدني
- في الحقيقة والواقع
- صنع الكراهية ..
- حرب أهلية
- مداخلة وتعليق :هل سيكون درسا ..؟
- ُجند الرب ...وحلفاء ألله
- صفارات ..
- ضيوف الهاشميين
- شرف وشرفاء
- هجرة سيد القمني أوعودته
- العربة....الإسلام
- الجنوب والفتى
- عراقيون في مهرجان سيدني للكتّاب
- في امسية تأبينية في سيدني، تألّق الشاعر كمال سبتي


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واصف شنون - منافقون