محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 7386 - 2022 / 9 / 29 - 20:50
المحور:
كتابات ساخرة
قرأت معلومة من فتره تقول ( إن الانسان العادي تجول في ذهنه في اليوم العادي ما يزيد عن 60 ألف فكرة 95% منها هي نفس الافكار الى جالت بذهنه في اليوم السابق )
هذا المعلومة مخيفة .
قررت أن أتقصى مدى صحتها وصرت اكتب كل فكرة أفكر فيها لمدة أسبوع ، في الواقع كنت أسجل كل يوم ما يجول في خاطري و كانت الحصيلة كل يوم فكرة أو ثلاث أفكار.
وعندما نغوص في تفاصيل الذات البشرية نكتشف أن المعلومة صحيحة وتشمل الذكريات والخواطر والأفكار والخطط وما تراه العين وما تصادفه في حياتك اليومية وما تتفاعل معه بالسمع أو اللمس أو الهمس.
المعلومة صحيحة نحن نجتر نفس الافكار ونكررها وحتى نتحكم في ذلك وننتقل الى مراحل اخرى وأيضا حتى نكتشف اشياء اخرى في الحياة بدلا من ان نتجول في نفس الدائرة مرارا وتكرارا
هنا بدأت افهم مغزى قصة سمعتها منذ زمن وهي قصة بعنوان: افرغ كأسك …
يحكى ان شابّا سمع عن معلّم عظيم يسكن الجبال ويقصده الناس لطلب الحكمة والمعرفة بأحوال الدنيا وأمورها. وفي أحد الأيّام ، قرّر الشاب الذهاب إلى ذلك المعلّم في صومعته البعيدة كي يجري معه نقاشا ويلتمس لنفسه بعض الحكمة والموعظة الحسنة. وعندما وصل إلى دار المعلّم بدأ يحدّثه عن العلوم والمعارف والشهادات التي حصل عليها وعن الكتب التي قرأها في مسيرته في طلب العلم.
وبينما كان الشابّ منهمكا في الحديث عن نفسه وصل الشاي. وأخذ المعلّم الصامت يصبّ الشاي في كأس حتى فاض الكأس عن آخره. لكنّه استمرّ يسكب الشاي في الكأس إلى أن تدفق على الطاولة ومن ثمّ على الأرض.
وهنا قطع الشاب حديثه عن نفسه، وقال منبّها المعلّم : لقد فاض الكأس عن آخره. ولا يمكنه أن يستوعب المزيد.
هنا ابتسم المعلم وقال: إنك تبدو مثل هذا الكأس تماما. كيف يمكنني أن أعلّمك الحكمة ما لم تفرغ كأسك أوّلا.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟