|
ردا على بعض المشككين في الحراك الشعبي الدائر في ايران
نشطاء عرب الاهواز التقدميين - عاتق
الحوار المتمدن-العدد: 7385 - 2022 / 9 / 28 - 08:50
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
جرى اخيرا تداول بيان صادر بإسم الدكتور عباس الطائي يتحدث فيه عن الحراك الشعبي الدائر حاليا في ايران وخاصة في اقليمي كردستان وآذربايجان مشككا بالحراك ومشوها مطالبه وغاياته. وقد ترك البيان صدمة في نفوسنا ونفوس النشطاء والكثير من المواطنين الاهوازيين ممن اطلعوا عليه، لما تضمنه من تضليل وتبريريات وذرائع غير مقبولة.
فالبيان اقل ما يقال عنه انه متخاذل ومساوم وغير موضوعي يجافي الحقيقة وما يجري على ارض الواقع، وإهانة لدماء الشهداء التي اريقت في كردستان وأذربايجان وباقي المدن الايرانية، كما لا يليق بمكانة الكاتب الاكاديمية والاجتماعية. ويمثل موقفا وخطابا خطيرا باتهامه الحراك زورا بتبني خطابا و شعارات تدعو لعودة الحكم الملكي. وخطورة البيان هذا تكمن ايضا في كونه صادر باسم شاعر واديب محسوب على المثقفين والنخبة الاهوازية وله مكانة اكاديمة مرموقة بين الاوساط الاهوازية، وكونه ايضا من كبار احدى اكبر القبائل العربية وهي قبيلة طي الاصيلة وله اتباعه ومحبيه ومؤيديه من احفاد حاتم الطائي المعروف بكرمه وشجاعته وشهامته، وغيرهم، والذين نحن على يقين انهم بريئون من هذا البيان.
وهنا نود الرد على أهم النقاط االتي تضمنها البيان. يذّكر البيان بما تعرض له الشعب العربي من "سحق وقتل وتهجير وطمس للهوية" في عهد النظام السابق وكأن كل هذا بات من الماضي ولم يعد قائما حاليا. ويعتبر البيان نظام الجمهورية الاسلامية هو "الاقرب الينا" لكنه يناقض نفسه بالقول معترفا بان خططه باتت اسوأ من السابق إذ "زاد من تهميشنا و اقصائنا من جميع موارد ارضنا، وحرم ابنائنا من العمل في جميع المرافق الادارية والخدمية، ما جعل الشعب العربي الاهوازي من افقر الناس على مستوى الجمهورية الاسلامية"!.
ويقول في مكان اخر "اذا كان النظام الاسلامي الذي كنا نعتبره اقرب الينا من غيره لم ينصفنا - حتى الآن فهل نتوقع من الشراذم الفارسية العنصرية التي لم تخف عدائها لنا ان تنصفنا؟!" وكأنه يقول ضمنا ان الافضل لنا قبول الامر الواقع مازال هناك خطر لاحتمال عودة النظام الملكي! وهو احتمال يعرف الجميع من البسطاء والنخبة على حد سواء بانه غير وارد، وذلك لعوامل موضوعية وتاريخية وسياسية عديدة لا مجال لذكرها هنا، ليس اقلها ان ميزان القوى هو لصالح القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية في ايران والاقاليم التي اصبحت الان اكثر قدرة و نضوجا. هذا لا يعني باي حال عدم وجود عناصر ملكية او قومية شوفينية بين المحتجين ترفع شعارات لصالح الملكية، لكنها هامشية ولا تحدد المسير العام الرئيسي للاحداث والحراك الذي تشترك فيه جميع القوى المعارضة والشرائح الاجتماعية وخاصة المرأة الايرانية. وان الشعارات الوطنية والحقوقية والاجتماعية والسياسية الرئيسية للمحتجين تثبت ذلك.
يا ابناء وبنات شعبنا العربي المناضل نخاطبكم في هذا الظرف التاريخي الدقيق ونذكركم بتقاليد العرب الاصيلة المتمثلة بالعزة والكرامة والمروءة والتكاتف والتعاون والاخوة ونصرة الصديق والقريب والجار والضعيف والوقوف مع الحق. لذا ندعوكم الى نبذ النزعات الانعزالية والقبلية والمناطقية التي يحاول البعض غرسها فيكم كما في هذا البيان و الانضمام الى هذا الحراك الجماهيري تضامنا مع كافة الشعوب الايرانية والمواطنين الايرانيين والمراة الايرانية التي هتفت في شوارع و مترو طهران باسمكم وتضامنت معكم ومع مطالبكم اثناء انتفاضة العطش الاخيرة.
فلا يجوز الصمت بعد الان. كيف والعالم بأسره، من بغداد و أربيل إلى إسطنبول و روما وميلانو، ومن باريس وبرلين ودوبلن وواشنطن و سانتياكو وكل عواصم العالم يهتف باسم المرأة الايرانية متضامنا مع الشعب الايراني وسائر الشعوب الايرانية ومطالبهم العادلة. هذه ليست دعوة الى العنف والتصادم وانما الى النضال الجماهيري المدني السلمي تضامنا مع اخوتكم واخواتكم في كردستان وآذربايجان وطهران وباقي المدن الايرانية من اجل الحرية و الديمقراطية والحقوق القومية المسلوبة.
انتم احفاد محيي وعيسى ودهراب ومحمد عبودي وعباس الموسوي وشبل شرهاني وغيرهم من الشهداء الذين ضحوا من اجلكم ووقفوا على اعواد المشانق يهتفون بالحرية والعدالة من منطلق ايمانهم بالحقوق القومية والمبادىء الانسانية. لقد ضحيتم بالغالي والنفيس خلال العقود الماضية وحققتم المكاسب وان كانت متواضعة. فلا تدعوا كل هذا يذهب سدى ولا تمنحوا الفرصة والذريعة للشوفينيين من الفرس بأن يعيبوا عليكم مستقبلا بانكفائكم وانعزالكم وابتعادكم عن حراك الجماهير، وانتم الذين فجرتم الانتفاضات والثورات واصبحتم مثالا للنضال وقدوة لكل الشعوب الايرانية. ولا تدعوا الخطابات الانهزامية والقومية الضيقة المتذرعة بحجج واهية كالتي جاءت في البيان المذكور ان تحرف مسيرتكم النضالية وتضعف عزائمكم وارادتكم في الدفاع عن الحق والحرية.
وينهي البيان بهذا البيت: فالمستجير بعمر عند محنته --- كالمستجير من الرمضاء بالنار ونحن ننهي بهذا: وَحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ --- إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ
مجموعة من نشطاء عرب الاهواز التقدميين (عاتق) 5 مهر 1401 – 27 ايلول/سبتمبر 2022
#نشطاء_عرب_الاهواز_التقدميين_-_عاتق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ايران: المرأة، حياة، حرية
-
مهسا (جينا) إبنة كردستان وابنة ايران وكافة الشعوب الايرانية
المزيد.....
-
مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم
...
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
-
التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«
...
-
تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال
...
-
الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا
...
-
أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا
...
-
العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
-
بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
-
عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|