أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثامر عباس - مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة السابعة) ما هو القمع ؟!














المزيد.....


مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة السابعة) ما هو القمع ؟!


ثامر عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7384 - 2022 / 9 / 27 - 11:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(الحلقة السابعة) ما هو القمع ؟!
قد يلاحظ القارئ إن هناك تكرار لبعض الصيغ والعبارات التي نستخدمها في هذا المضمار السوسيو – سايكولوجي ، وهو ما لا يمكن تجنب مثالبه أو الإفلات من عيوبه ، خصوصا"ونحن نطرح ونحلل هنا ظواهر (اجتماعية) و(إنسانية) تتعلق بحياة الأفراد والجماعات والمجتمعات ، والتي من أبرز سماتها وخصائصها التبدل الدائم والتحول المستمر وفقا"للسياقات التاريخية والحضارية الخاصة والعامة . ولهذا نلاحظ إن مفهوم (القمع) بالمعنى الذي نستخدمه في هذه الحلقة ، يخترق مجالات الحياة الاجتماعية اعتبارا"من (الأسرة) وانتهاء ب(الدولة) ، مرورا"(بالمدرسة) و(المجتمع) . وبالتالي فهو يتخذ معنى (الكبح) و(النصح) في الحالة الأولى ، ومعنى (الردع) و(القمع) في الحالة الثانية ، و(التوجيه) و(الإرشاد) في الحالة الثالثة ، و(الضغط) و(الضبط) في الحالة الرابعة .
ولعل هذا الاتساع والتمدد في دلالات المفهوم في حقول الاجتماع السياسي والمدني ، حمل الباحثة (نجاح محمد) على تعريف (القمع) تعريفا"يتسم بالعمومية معتبرة انه (( كل نظرة دونية لأي إنسان وكل تعصب قبلي أو عائلي أو ديني أو قومي أو طائفي أو مذهبي أو سياسي ، وكل تزوير وتضليل في كل الميادين الحياتية وكل نقد تجريبي غير موضوعي ، وكل رفض للحوار والتعاون والتنسيق والتوحيد وكل استهتار بالأخلاق والحريات والقوانين ، الخادمة للإنسان))(1) .
وعلى أية حال ، ولأغراض هذه الحلقة يمكننا تصنيف مفهوم (القمع) إلى نوعين رئيسيين غالبا"ما يرتبطان ببعضهما ويكملان أحدهما الآخر ؛ الأول مادي مباشر يستهدف الإضرار بالكيان الجسدي للضحية (أفراد وجماعات) ، في حين إن الثاني معنوي غير مباشر يروم إلحاق الأذى بالكيان النفسي لذات الضحية . بحيث انه في اللحظة التي يقع عليها فعل الأول (الجسدي) ، لا تلبث أن تعاني من أعراض الثاني (النفسي) . وبقدر ما يكون زخم الأول شديد الوطأة على كيان الضحية ، بقدر ما يكون الثاني عميق التأثير في نفسيتها وطويل المدى في وعيها . أي بمعنى انه كلما ارتفعت وتيرة (القمع) في مضمار العلاقات الاجتماعية والسياسية ، كلما ازدادت معدلات التأزم في مضمار تطور الإدراك ونضوج الوعي وتوازن الشخصية .
والجدير بالملاحظة انه إذا كان القمع (المادي) غالبا"ما يقترن بالقمع (النفسي) ويفضي إليه ، فان هذا الأخير لا يستلزم بالضرورة حصول اقتران بينه وبين الأول في جميع المواقف والحالات . بمعنى آخر ، انه قلما يترك القمع النفسي أثرا"ملحوظا"على جسد الضحية ليدلل على تعرضها للأذى والألم ، اللهم إلاّ في بعض الحالات التي يكون فيها القمع النفسي شديد الوطأة ومستمر التأثير ، بحيث تنجم عنه أمراض عضوية مستديمة نتيجة للضغوط المسلطة على الضحية . لاسيما حين يتم الإفراط بالقساوة والتمادي بالفظاظة من جانب الجماعة الغالبة أو السلطة المسيطرة ، الأمر الذي يترك آثاره مخفية بصيغة جروح وشروخ نفسية غائرة تكون في العادة صعبة الاندمال وعصية على النسيان .
ولعل مظاهر (القمع) تبدو أكثر انتشارا"وأشدّ وضوحا"في الحالات التي تتفاقم خلالها الاضطرابات السياسية والتوترات الاجتماعية والأزمات الاقتصادية ، على العكس من الحالات الأخرى التي يشهد خلالها المجتمع نوعا"من الاستقرار والتوافق والانسجام . وكما هو معروف ومألوف ، فان ظواهر اجتماعية معينة من مثل ؛ (الحروب) الخارجية و(الصراعات) الداخلية) هي من أشد العوامل استدعاءا"وتحفيزا"لاستشراء مظاهر (القمع) في المجتمع ، على خلفية استنفار (الدولة) لكل أجهزتها الأمنية وجميع مؤسساتها الضبطية ، التي تعتقد أنها تحول دون انفلات العقد الاجتماعي بما يؤدي إلى شيوع الفوضى وحصول الاضطراب من جهة ، وبما يضمن أمن سلطة الدولة وسلامة وحدة المجتمع من جهة أخرى ، وهو الأمر الذي يضطر هذا الأخير للعيش تحت وطأة الظروف الاستثنائية والأحكام العرفية ، حيث يكون لمظاهر (القمع) و(الردع) القول الفصل في مثل هذه الحالات الطارئة والاستثنائية .

الهوامش
1. نجاح محمد ؛ العقل العربي والقمع ، بحث منشور ضمن مجلة المعرفة ، السنة 33 ، العدد 366 (آذار / مارس 1994) ، ص46 – 50 .



#ثامر_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة السادسة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الخامسة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الرابعة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثالثة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثانية ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الأولى) ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه
- ظاهرة العنف وأزمة الثقافات الفرعية
- مطارحات غرامشية (2) الدور العضوي للمثقف التقليدي
- مطارحات غرامشية (1) الدور التقليدي للمثقف العضوي
- استعصاء الاصلاح في العقل العراقي : مقاربة في المعوقات والتوق ...
- معايير الاحتراف السياسي : بين الدوغمائية والبرغماتية
- جيوبولتيكا الدولة العراقية : جدلية السلطة والسيادة
- النخبة والأزمة : ظاهرة نكوص الوعي في الوسط الأكاديمي
- (القسم الثالث) شرعنة الخطاب الطائفي وتكريس القطيعة الوطنية
- تغليب الانتماء الطائفي وتغييب الولاء الوطني ( القسم الثاني)
- اعاقة التحول الديمقراطي : من المجتمع المدني الى الطائفية الس ...
- تساؤلات حول مسار المجتمع العراقي : خيارات الفوضى أم رهانات ا ...
- الهلع من المعارضة : التقاليد الديمقراطية في السياسة العراقية
- الذهنية الراديكالية : الادراك العربي بمفهوم السياسة


المزيد.....




- أمينة خليل والسعدني وشاهين بمسلسل -لام شمسية- في رمضان
- أحمد الشرع يكشف ما بحثه مع محمد بن سلمان في الرياض: -لمسنا ر ...
- نعيم قاسم: تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين يوم الأحد 23 ف ...
- إيران تسدل الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو ...
- ترامب يقر بتداعيات حرب الجمارك وشولتس ينتقد تقسيم العالم بحو ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعودي في الري ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن -مدينة صاروخية- جديدة تحت الأر ...
- إسرائيل تفجر عددا من المنازل في مخيم جنين (فيديو)
- إعلام: نتنياهو يسعى لإقناع ترامب بتأييد خطته لمواصلة الحرب ع ...
- وزارة النقل الأمريكية تصف نظامها لمراقبة الحركة الجوية بأنه ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثامر عباس - مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة السابعة) ما هو القمع ؟!