منذر ابو حلتم
قاص وشاعر ، عضو رابطة الكتاب الاردنيين
()
الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 16:07
المحور:
الادب والفن
رمادية هذي السماء
وفي الأفق غيم يشبه روحي هذا المساء
وحين تقفر الشوارع ليلا
وترخي المصابيح بصمت انوارها على الرصيف
الخالي من الخطى
تجذبني نقرات المطر على انحناءات القرميد العتيق
تشايكوفسكي يحرق في الغرفة بخور الذكريات
وعلى الطاولة ( رفاق الطريق ) تبعثروا
تقول ( بانوفا )
والقطارات لم تعد تشاغب في ليل المسافات
تقول عرافة عجوز
بأن الجنود كانوا يتركون خلفهم ظلالهم
تذكارا لحبيبات يعشقن بصمت .. كهذا الليل الذي يهطل
هذا المساء ..
خطوط القهوة في الفنجان الفارغ
جمر الأرجيلة المنسي
كتاب مفتوح على صفحة ما ..
وعلى الجدار يواصل النهر في اللوحة جريانه
نحو بحر يختفي خلف التلال ..
لا شيء يؤنس
يقول شاعر وحيد ..
وحدها صفارة الإنذار تعوي كل مساء
لتعلن ان ثمة ما يمكن الخوف منه .. او عليه
في الأخبار يتواصل تعداد الموتى
لا تخرجوا يقول وزير وسيم
فتغني له نساء المدينة الخاوية .. !
لا تخرجوا يقول الجند
وفي الأنباء موحشة شوارع روما
وخالية شوارع باريس
وفي اسطنبول يعربد الموت ضاحكا من الذكريات
وهل من وحشة تشبه وحشة البسفور سيدتي
حين تهجره النوارس
والسفن العتيقة في الأمسيات ؟
وها انت تحاول اكمال نصف قصيدة بائتة
منذ الأمس
وتشرب نصف فنجان قهوتك الباردة ..
وتغلق نافذة المساء على صمت الشوارع
يا ايها الرجل المشظى ..
الم يتعبك اشعال شموع الوحدة المطفأة ..؟
في ليالي الترقب والانتظار ..
#منذر_ابو_حلتم (هاشتاغ)
#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟