وليد المسعودي
الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 11:48
المحور:
الادب والفن
جوال في المدينة الخربة (٣)
ها انا اتجول
في هذه المدينة الخربة
رجل مقعد يراقب الظلال
والسلام هنا وهناك
الصباح يمر عليه بسكونه
حر آب مثل ميت والذباب حوله
لا هواء
ولا صفاء يغادر الارض
الشياطين الصغيرة
تخرج من كل ثقب صغير
المقعد يراقب العراك
ويتذكر طفولته الغزيرة بالحب
حب البنات وهن يرسلن اليه الحلوى
مع كل طائرة ورقية تطير
مع قلوبهن
يتذكر وينهمر بالدموع
لا حلوى ولا حب ولا طيران
سوى الهواء الحار
والعزلة داخل الجسد
عزلة تنتظر الظلال والسلام
حتى ولو على كتف حمامة
وحيدة مثله
*********
ها انا اتجول
في هذه المدينة الخربة
طائرة هيلكوبتر
في ظهيرة مطفأة
تطرد النوم
من عيون إمرأة عجوز
طائرة هيلكوبتر
تجوب المدينة
خائفة على القصر الكبير
أن تلوثة البلابل المغردة
العجوز تمد يديها للدعاء
ألا تسقط
هذه الجدران القديمة
نذر علي البس الحمار
يوم احتراق الاسود في بلادي
يا رب خيمة زرقاء
ورب هذه النفايات
متى تزول
من نعمك الغيوم
غيوم سوداء
فوق ارض العراق
تنادي العجوز على القصور والبيوت الكبيرة
ولا تدري هناك خلف الباب
حفيدها الصغير
يبتسم ساخرا
يا جدتي كل غيومنا ابدية
يحرسها اللصوص
واحدا تلو الاخر
ولا حمار او بياض
فقط حزنك الاسود
يجوب المدينة من رأسها
حتى اخمص قدميها
يسخر منها
فتطرده بدموعها والعويل
ولا منجى له حينذاك
الا باعتذار
وقبلة على الحبين .
العراق بغداد
#وليد_المسعودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟