أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الرديني - بغداد ... في عيون مي














المزيد.....

بغداد ... في عيون مي


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


انا لست شاعرا ايها السادة
ولا اجيد صناعة الكلمات
بل ولا اجيد الحنين الى العراق
ولا اركن نفسي بين نخيل ابو الخصيب
ولا حتى اجيد الحب
انا ايها السادة فارزة من هذه الفوارز الكثيرة
ونقطة في اسفل السطر
من هي تلك التي تواريني احزاني وتلحفني وتصرخ بي
قم ايها العبد فما انت بمدثر
قم ايها العبد.. قم صلي لربك وانحر
قم .. ففي محراب بغداد تكمن عشتار وفيها تكمن كل الدنيا
قم فليس غيرك يلتحف نفسك .. وليس انت هو انت
بل انت هامش صغير او ذيلية في اسفل الصفحة تشرح للاخرين
انا هامش ايها السادة
والهامش يزال في اية لحظة
صدقوني .. انا لست الا فارزة
وبغداد عشقي الاخير ليست سوى محطة من محطات الخيبة
انا ايها السادة رجل الخيبة الاولى
من يكن ادم
ومن تكن حواء
انا ادم ... انا حواء التي لم تخرج حواء من ضلعه
ولم اكن "سعدي" الذي يتمشى في المناوي
ولم اكن "سعدي" الذي يريد ان يكون الشيوعي الاخير
انا ايها السادة فارزة فقط
لا ، لاكن نقطة في اسفل السطر
اذا لم تصدقوا فانتم خونة مثلي
اشتقت اليوم الى "ابو الخصيب"
الى ناسي الذين هناك
حيث يشربون الشاي بدون حليب
يشربون الشاي الكسكين
ويسألون عني، وحين يروني يهتفون " الله بالخير".
انا لست الاك منك واليك
في جنبك انام وابكي ... لست ضعيفا الا امامك
انا الديكتاتور الذي لا ينام ولكن حين اكون امامك اصبح طفلا غرا
يبكي ولا احد يساله.
يبكي لانه تعود على البكاء
الفرح لغة مستحيلة مستعصية علي وعلى ابناء قومي
ماهو الفرح ايها السادة؟؟
علمونا ان الفرح كائن غير ارضي
دعونا اذن نبكي .. لنبكي اذن
ولا يستعصي علينا موضوع للبكاء فنحن خبيرون ايها السادة
قال: لنبكي على الحسين
قلت: ولكنه لم يبك على نفسه، كان سيفا شاهرا والسيوف المشهورة لاتبكي.
قلت لنبكي على شهدائنا
قال ولكن الشهداء يكرهون البكاء .. انهم يريدون "الهلاهل"
قلت: اذن لنبكي على على خيبتنا
قال لا ياصديقي الخيبة ليست منا هم صنعوها لنا
قلت لنبكي على كل تاريخنا المزور.
قال نعم ،تاريخنا ليس مزورا فقط انه اكذوبة القساوسة ايام القرن التاسع عشر.
بكينا معا ولكن ليس على تاريخنا ولكن على ماآلت اليه نفوسنا.
ربما لا تستطيع أن تقرأ هذه الكلمات، وحتى لو قرأت اسمك في أعلى الصفحة ستمط بوزك
- كعادتك - ساخرا ولسان حالك يقول ما قلته منذ ثلاثين سنة
اتركوني فأنا مشغول بالفرح"
نعم يا مطر أنت مشغول بالفرح ولكنك لم تعد تسمع
."حضيري أبوعزيز" ولا "ياس خضر
" مشحوفك ومع اول خيوط الفجر كنت تمتطي
وتختفي مع مياه الاهوار ويظن أحبابك أنك ذاهب للعمل فقد كنت صيادا ماهرا للأسماك، ولكنك كنت تسخر منهم في داخلك ... كنت تبحث عن ذلك الوجه الذي تدخل انفاسه الى صمامك الايمن
ثم الأيسر ثم كل الشرايين وبعدها كل الاوردة ويعطرك برائحة الشلب والبردي ... كنا نعرفك حالما، ثلاثون سنة وأنت تحلم بذلك الوجه تسامره ليلا وتسمعه أجمل القصص، وكان أحبابك يخافون عليك من أحلامك، يقولون إن زمن الحلم ثوان معدودات، وحلمك أنت ثلاثون سنة، كنت خلالها ترسم ضحكة وجهها على الرمال كما يرسم الأطفال بيوتهم على شاطئ البحر، كان وجهها هو الذي عشت من أجله وما بين نفسك ونفسك كنت تقول:
ليس لدي الا الكلمات فهل من معين؟
وفي كل يوم وحين تتوسط الشمس كبد السماء وتشتد حرارتها كنت ترتكن بين أغصان قصب السكر وتنتظر، يأتيك صوتها الضاحك من بعيد، تتمايل أغصان البردي وتنفرج أساريرك وتحس بنفسك خفيفا خفيفا إلى حد أنك على وشك أن تطير، تطير إليها وتقول
يا بغدادددددددددددددددد ... يامي... يا ذلك الوجه الضحوك، من يستطيع مثلك أن يملك الشجاعة هذه الأيام ويضحك، اضحكي أنت اضحكي يا مي ... يابغداد وسأظل أنا مثلك
مشغولا بالفرح
ولكن إلى حين





#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات صحافي ... سائق تاكسي/ الحلقة الرابعة
- يوميات صحافي .. سائق تاكسي / الحلقة الثالثة
- يوميات صحفي ... سائق تاكسي- الحلقة الثانية
- يوميات صحفي ... سائق تاكسي
- اتمنى ان اصير امرأة
- حتى الكلاب
- ينتحرون حتى في الجنة
- انا مهدي المنتظر وهذا صك البراءة
- هكذا تحدث عبد الباقي بن يرفوع
- هكذا تكلم عبد الباقي بن يرفوع
- ميوشة تنذر للملا مطشر
- مازالوا يضحكون حتى اعداد هذا الخبر
- ميوشة تزور قبر الملا مطشر
- ميوشة تتفلسف على النسوان
- ميوشة تعترف امام ضابط مخابرا ت غير مؤهل
- ميوشة تبيع الثلج في كراج النهضة
- ميوشة تكتشف عذاب القبر
- اين هذا (الجن) من ذاك الجنون؟
- ميوشة تعتكف عن اللطم
- ميوشة تسأل في عيد ميلادها


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الرديني - بغداد ... في عيون مي