المسلمون نوعان : بشر وبقر ..!!مسامير 1199

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:30
المحور: كتابات ساخرة
    

حول مائدة إفطار رمضانية متواضعة في بيت من بيوت لاهاي سألني احد أحفاد نيوتن من الهولنديين وهو أستاذ علوم فيزياء حديثة : هل صحيح ما تأتينا به الأخبار من أن الذين يفجرون أنفسهم داخل سيارة أو طيارة هم من المسلمين المؤمنين بالله ..؟
قلت ُ : نعم يا سيدي هناك من المسلمين الشباب ممن تتسبب اهتزازات الشحنات الدينية الوهمية في عقولهم بالفوز بجنة الله فورا من دون حساب وكتاب ..! لا يتحملون طاقة الشمس على الأرض فتتحرك في أجسادهم موجات جنسية كهرومغناطيسية تلسعهم بقوة فيقتلوا الناس في بغداد وكربلاء والبصرة ولندن ومدريد ونيويورك وسيناء وغيرها لينعموا بعدها بدفء أجساد سبعين حورية في الجنة ..!
سألني بتعجب : سبعين حورية ..؟
نعم يا سيدي كل واحدة منهن أجمل من ملكات جمال أوربا .
عقولهم جوفاء محفوظة في درجة حرارة دينية معينة ثبتت لديهم في مثاليات لولبية بعد غسل أدمغتهم بوابل من سموم غير مكترثة بالحياة الإنسانية امتصت منهم كل مجالات الحس الإنساني و إشعاعاته لتدفعهم إلى الجريمة بقتل الناس نساء وأطفالا شيوخا وشبابا وإرهاب الأحياء كلهم ليلا ونهارا ، بعد أن صبغوا أدمغتهم بخلاصة بروتونات أفكار أسامة بن لادن وغيره من الأسماء الخفية المتساوقة مع المنعزلين في جبال تورا بورا وهم يجوبون بغداد ومختلف الدول المجاورة فاقدين انتمائهم للطيف البشري .
وا أسفاه يا سيدي فالمسلمون نوعان : نوع من البشر وهم أكثرية ونوع من البقر وهم أقلية . المسلمون البشر وإخوانهم العرب قدموا للبشرية جمعاء عونا وعلوما وسلوى لمواجهة غرائب الحياة ومعضلاتها وحلولا لمصاعبها من أمثال ابن رشد والكندي والبحتري والفراهيدي وابن حيان وابن البيطار وأبن خلدون وابن توما والرازي وثابت بن قرة وابن الهيثم والخوارزمي وعبد الجبار عبد الله وسيبويه وابن مأسويه وابوبكر بن أبي عيسى وعشرات الآلاف غيرهم من القدامى والمحدثين .
أحرجني صديقي بسؤال : وهل يوجد مسلمون ينتمون للبقر ..؟
أنا لا أجيبك على هذا السؤال بل أرجو أن تسمح لي بأن أنقل إليك ما كتبه لنا أبن شاكر الكتبي في كتابه " فوات الوفيات " حيث قال نقلا عن واقعة من زمان مضى ، لكن الواقعة تجوب حتى هذه اللحظة ، في عقول بعض الناس المسلمين في عصر بن لادن وعصر الميلشيا الإسلامية المسلحة :
قال عمر الورّاق:‏ ‏ رأيتُ كلثوم بن عمرو العتّابي الشاعر يأكل خبزاً على الطريق بباب الشام. فقلت له:‏ ‏
ويحك! أما تستحي من الناس؟‏ فقال:‏ ‏ أرأيت لو كنا في مكان فيه بقر، أكنت تحتشم أن تأكل والبقر يراك.. ؟‏ ‏ فقلت: لا.‏ ‏ فقال:‏ ‏ فاصبر حتى أريكَ أن هؤلاء الناس بقر.‏ ‏ ثم قام فوعظ وقصّ ودعا حتى كثر الزحام عليه، فقال لهم :‏ ‏ رُوي لنا من غير وجه أنه من بَلَغَ لسانُه أرنبةَ أنفه لا يدخل النار ( يعني أنه يدخل الجنة ) !‏ ‏ فما بقى أحد منهم إلا أخرج لسانه نحو أرنبة أنفه ليرى هل يبلغها أو لاً. فلما تفرقوا قال لي العتابي:‏ ‏ ألم أخبرك أنهم بقر.. ؟‏
*************************
• قيطان الكلام :
• ‏التكنولوجيا الحديثة قدمت لنا غسالة مواعين لكنها لم تقدم لنا حتى الآن غسالة الإرهاب ..!!

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات