|
الذكرى الخامسة للريفراندوم
شفان شيخ علو
الحوار المتمدن-العدد: 7382 - 2022 / 9 / 25 - 11:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غداً في 24- أيلول 2022، تحل الذكرى الخامسة لريفراندوم إقليم كوردستان- العراق، الذي جرى في 25 أيلول 2017 . إنه تاريخ حاسم لا يمكن لنا نحن الكورد أن ننساه، حيث مرَّت أحداث كثيرة بسببه، وعرفنا نحن الكورد الكثير من الحقائق على خلفية استفتاء الإقليم الذي أعلنه الرئيس مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان، وبصوت عال وجرأة ، رغم أن الكثيرين قالوا: الاستفتاء، أن الريفراندوم ليس وقته مناسباً، لكنه أصر عليه. كلَّف ذلك الإقليم كثيراً: الحصار من الدول المجاورة، وتركيا خاصة، الرحلات الجوية توقفت، بطلب من حكومة العبادي رئيس الحكومة العراقية حينها، الإعلام المسعور في هذه الدول، وأغلبية دول المنطقة، وفي دول أخرى، وهي تشن حربها الإعلامية الهوجاء على الكورد عموماً، وكورد الإقليم وحكومة الإقليم، واتهامها بالتحدي، وخاصة الرئيس مسعود بارزاني، وهي الدول التي حاولت أن تلحق أكبر الأذى بالكورد بحصارها الإعلامي والاقصادي. التاريخ يعلّمنا الكثير. في الخطأ والصواب نتعلم. في الخطأ نتعلم كيف نتجب الوقوع في أخطاء شبيهة، إذا كان ذلك خطأ طبعاً، ولماذا هو خطأ، وكيف نعمق الصواب، ونستفيد منه أكثر. لننظر إلى الموضوع، كما رآه أعداء الكورد، وهم الذين رأوا فيه تحدياً لهم، ولما اعتبروه: تحدي الإرادة الدولية، وتجاوزاً للإقليم لحدوده، ولم يتركوا نقيصة إلا وألصقوها بنا نحن الكورد. لماذا هذا التمادي في العداء والوقوف ضد إجراء الريفراندوم ؟ هل حقاً كان هؤلاء يريدون مصلحة الكورد وفي الإقليم بالذات، أم لأنهم شعروا أن مجرد الحديث عنه يعني نقل تأثير هذا التحدي إلى داخل الدول المجاورة، والدفع بالكورد ليزدادوا وعياً قومياً. كا يحسبوها دائماً، لأن إقليم كوردستان العراق، كان قدوة في أنظار كوردستان في الدول المجاورة وفي المهاجر والمغتربات ؟ منذ متى كان هؤلاء يريدون للكورد الخير، والاعتراف بحقه في الوجود، وأن الكورد شعب وأمة وقومية، وله كيان جغرافي تاريخي ؟ كان هناك الكثير من المتاعب سببها الريفراندوم. إنما هل حقاً كان الريفراندوم هو السبب، أم الذين لا يريدون للكورد، كما كانوا سابقاً أن يكون لهم صوت مسموع" والريفراندوم عبَّر عن هذا الصوت، مهما جرى الحديث عن الريفراندوم سلبياً "؟ لماذا تم تضخيم الريفراندوم، وهو داخلي؟ لأن لا شيء داخلي بالنسبة للكورد في حسابات من أظهروا العداء السافر والحقد الشوفيني ضد الكورد، خوفاً على بلادهم، ولأنهم لا يريدون أن يرى العالم تحرك الكورد وهم في ملايينهم في هذه البلدان معاً ! لقد كان من نتائج الريفراندوم، أن الكورد، وفي الواجهة، حكومة الإقليم، عرفوا من هم أعداؤهم الفعليون، ومن هم أصدقاؤهم الحقيقيون. الذين أظهروا العداء السافر، عبَّروا عن أحقادهم الدفينة، عن خوفهم فيما لو تحقق للكورد ما يريدونه وهم حقهم. هؤلاء الأعداء، وإلى اليوم، يعتبرون الكورد مشكلة تسبب لمجتمعاتهم مشاكل كثيرة، وهم بذلك يغطون بها مشاكلهم، ليوجهوا أنظار شعوبهم التي يوجّهونها بالقوة، إليهم، على أنهم سبب هذه المشاكل، وتدخل الدول الأخرى في شؤونهم، أي اتهامهم بشتى التهم الشنيعة. لكن الريفراندوم أظهر للكورد ما يجري حولهم وفي العالم، وكيف أن دول المنطقة ودولاً كثيرة، وصاحبة شأن لا تريد للكورد أي استقلال، لأن مصالحها المشتركة مع دول المنطقة تؤكد لها ذلك، ليستمر الكورد ضحايا لهؤلاء، كما كانوا في العقود الماضية، ومنذ اتفاقية سايكس بيكو " 1916 " وقبلها . لكن الكورد كسبوا اصدقاء، من الساسة والكتاب في المنطقة وفي العالم، وقد تم تسليط الضوء على وضعهم في الدول التي قسّمت كوردستان فيما بينها، وجزأت الشعب الواحد، وتنكرت لوجود الكورد لغة وتاريخاً وثقافة . فليس غريباً أن تستمر هذه الدول ومن خلال القوى المتحالفة معها، في اعتبار كل ما يفيد الكورد حقاً من حقوقه، كما في الريفراندوم، على أنه إخلال بأمن المنطقة، وهو في الواقع تعبير عن إرادة شعب مهضومة حقوقه، والأصوات التي تضامت مع الكورد حكومة وشعباً، أظهرت حقيقة هذا العداء للإقليم وقراره السياسي بإجراء الريفراندوم، والتأكيد على أنه مادام الكورد يعيشون ممزقين، ومعرضين للاضطهاد، فلن تعرف دول المنطقة التي قسّمتهم وجزأتهم لا أمناً ولا استقراراً، وحتى بالنسبة للدول الكبرى في العالم. لذلك، علينا أن نزداد- نحن الكورد- بعدالة قضيتنا، ونعتبر الريفرادوم انعطاف تاريخي، عرفنا به قوتنا، وما علينا القيام به، ونحن أكثر توحداً، وألاعيب أعدائنا، وما يزعمونه أنهم يكنّون لنا الحب والتقدير وزيف ذلك. وما ضاع حق وراءه مطالِب !
#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو كلمة إيزيدية جامعة
-
مأساة الإيزيدية المستمرة
-
البارزاني تاريخنا
-
حب المكان الأولي
-
هل الإيزيدي أسير ماضيه حقاً
-
المنصف بحق أهلنا الإيزيديين المفكر العراقي علي الوردي
-
حِكَمٌ من ذهب
-
أسم نوراني في ضل لالش النوراني
-
الطعام المشترك والسلام المشترك
-
أهلنا
-
غداً عيدنا نحن الإزيدية…
-
العراق والسلام المنشود
-
داود مراد ختاري
-
نجم في سماء ألأيزيدية
-
ابو ثابت …الثابت على حب الناس …صديق الجميع …وداعاًياصديقي
-
عزاء الفقيد الكبير شيخ شامو
-
من نبلاء الكورد
-
شفان برور يغدر بفنه !
-
الإيزيدية أكبر من فرماناتهم وأقوى
-
من يبقون في الوجدان…
المزيد.....
-
-هل نحن هدف-..كنديون يقاطعون السفر إلى أمريكا بسبب سياسة دون
...
-
شاهد.. إنقاذ رجل فاقد للوعي من قارب خارج عن السيطرة وسط بحير
...
-
بعد مقترح ترامب.. وزير دفاع إسرائيل يأمر الجيش بتجهيز خطة لـ
...
-
المرشحة الرئاسية المحتملة لرومانيا ستزور روسيا
-
إسبانيا: نرفض مقترح وزير الدفاع الإسرائيلي استقبال بلدنا فلس
...
-
خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين: الكنيست يبحث دعم هجرة الفلسطين
...
-
هل تنجح شكوى الصين إلى منظمة التجارة العالمية في إلغاء الرسو
...
-
كاتس يوعز الجيش بإعداد خطة لترحيل أهل غزة ومقتل جنديين إثنين
...
-
قبل الانتخابات.. ميركل تدعو السياسيين إلى الحوار وتهدئة التو
...
-
-أسيل- تضرب لبنان وتغلق طرقات جبلية (فيديو)
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|