أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طلال الشريف - عندما سألت الفيلسوف:عن مسئولية الرئيس تجاه الأزمة !!!















المزيد.....

عندما سألت الفيلسوف:عن مسئولية الرئيس تجاه الأزمة !!!


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:33
المحور: كتابات ساخرة
    


فقال الفيلسوف عن أية مسئولية تسأل؟ فقلت ليس عما يتحمله الرئيس من مسئولية، فيما سبق انتخابه رئيساً لدولة فلسطين، بل أسأل عن مسئوليته بعد انتخابه رئيساً وعن أزمتنا الراهنة.

فقال الفيلسوف هها، تريد الجانب الايجابي للمسئولية، ولا تريد الجانب السلبي منها.

فقلت لا نريد الرجوع إلي المختلف عليه. فقال: لقد بدأت مشاكلنا منذ أن كان المختلف عليه. وهو اتفاق أوسلو. فقلت علي رسلك فقلي ماشئت.

فقال الفيلسوف: أنت تعرف ما جري لشعبنا بعد اتفاق أوسلو، وكم حذر الجميع من هذا الاتفاق.

فقلت: نعم، وكان أول المحذرين هو الرئيس أبو مازن، عندما قال يدي علي قلبي من هذا الاتفاق !! إما أن يوصلنا إلي جهنم، أو يوصلنا إلي دولة.

فقال الفيلسوف: هذا صحيح، ولكن، قيادة منظمة التحرير، بما فيها أبو مازن، كان يجب أن تكون بصيرتهم أكثر من ثاقبة، وخبرتهم بالإسرائيليين، ومجادلاتهم، وخداعهم أكثر.

فقلت هذا صحيح. ولكن، كان الظرف العربي، والإقليمي، والدولي في طريقه إلي نسيان، بل، وشطب قضيتنا من اهتمامهم، وأنت تعرف ماجري بعد بيروت، وطرابلس، وأين شتتوا قواتنا وعناصرنا إلي تونس، واليمن، والسودان، وأبعدوهم عن خط المواجهة مع الاحتلال.
فقال لي الفيلسوف: تريد أن تقول إن اتفاق أسلو، كان إنقاذ ما يمكن إنقاذه. فقلت: لا كانت القيادة تبحث عن موقع قريب للانطلاق منه من جديد.
فقال: وماذا جري بعد ذلك؟ لقد اقتربت القيادات من وطنها، بل أصبحت في قلب الوطن، في الضفة الغربية، وقطاع غزة. فماذا فعلوا؟ لقد اتخموا بالفساد، والمصالح الذاتية، وتركوا القضية، حتى، أنهم لم ينتبهوا، لما كان يحذر منه رجل الإجماع الوطني في فلسطين، الدكتور حيدر عبد الشافي، الذي كان يحذر من موضوع الاستيطان، والمستوطنات، ولم تتنبه القيادة لذلك، إلا لاحقاً. فقلت له: نعم، لقد ثبت أن كلام الدكتور حيدر، كان جوهرياً، ولكن، هل كان بإمكان القيادة في ظل حصارها وإبعادها عن حدود الأرض المحتلة، غير أن، تقبل باتفاق منقوص.

فقال الفيلسوف: وماذا فعلت القيادة في الأراضي المحررة، لقد أفسدوها، وأوصلوا حماس إلي السلطة، علي خلفية فسادهم ومصالحهم الذاتية.
فقلت له: أتفق معك بشأن ما فجره اتفاق أوسلو، لكننا نحن الفلسطينيون لم نفشل اتفاق أوسلو، بل إسرائيل هي التي أفشلته، وما كان من فشل في كامب ديفيد، إلا لأن القيادة لم تتوافق مع الأطروحات الإسرائيلية، وإلا لماذا اندلعت انتفاضة الأقصى؟ ولو لم تكن القيادة تبغي ترسيخ دعائم المقاومة، لما رأينا هذه الأعمال المقاومة من فصائل منظمة التحرير، ومن الفصائل الإسلامية. ولكن، ليس الفساد، هو الذي أسقط السلطة . بل هم الإسرائيليون، الذين دمروا السلطة، وأرادوا تأديبها، وإنهاك الرئيس أبو عمار، الذي كانوا يتصورون، أنه سيكون الحامي لأمن دولة إسرائيل، فإذا به، ينشئ، ويدرب عشرات الألوف من المقاتلين، ويدخل الأسلحة، ويشعل الانتفاضة.
وتصور هؤلاء الفاسدين، وليس دفاعاً عنهم، والذي يعرف الشعب قبل مجيئهم، أنه يوجد بينهم فاسدون ، ولكن شعبنا استقبلهم بكل ترحاب، وكأنهم فاتحين، وانظر، لو أن الاسرائليين، لو لم يعطلوا خطوات تنفيذ الاتفاق، وأكملوا تسليم أراضي المستوطنات في غزة والضفة الغربية كما كان متفق عليه، في مواعيدها، لكان هؤلاء، بما فيهم الفاسدون، قد أصبحوا أبطالاً فاتحين، انظر كيف ماطل الإسرائيليون في تسليم مستوطنات القطاع، حتى اللحظات الأخيرة، من تدمير السلطة، بعدما تأكدوا أن السلطة في حالة نزاع، وترهل، والبيئة الفلسطينية في حالة نزاع بغيض، استمر إلي يومنا هذا.

فقال الفيلسوف هم أخطئوا، وهم الذين جروا الويلات لشعبنا باجتهاداتهم الخاطئة، وهم الذين يتحملون مسئولية ماجري بما فيها فشلهم في الفوز بالأغلبية في انتخابات التشريعي الأخير.

وهم بسلوكهم السلبي، قد كبروا حماس، وأهدوها السلطة، بعد أن أخذ الشعب موقفه في التغيير.

فقلت: وماذا عن مسئولية الرئيس أبو مازن فيما جري بعد انتخابه رئيساً؟
فقال الفيلسوف: كان أبو مازن واضحاً، وضوح الشمس في برنامجه الانتخابي، وقد انتخبه الناس، وحملوه المسئولية لحل قضيتهم ، فبدأ الرجل يحاول لم الشمل من أول دقيقة، حيث أدرك قوة، ودور حماس، والجهاد الإسلامي علي الأرض، وأخذ يعد العدة لإشراكهم في قيادة منظمة التحرير، وبدأ الحوارات المتعددة، التي أوصلت إلي اتفاق القاهرة، والتي أعاقت تطبيقه القوتان الكبيرتان علي الساحة الفلسطينية، والتي كانت نواياها غير واضحة، وبدأت تتغلغل في إراداتها، الإرادات الخارجية، وأجريت الانتخابات بناء علي اتفاق القاهرة، والتزم الرئيس، وأصر علي إجراء الانتخابات، لعلها تكون المخرج للأزمة الداخلية الفلسطينية، ولكن صدم المجتمع الفلسطيني بالحصار، والتجويع من كل الأطراف الدولية، وبعض الأطراف العربية، فاختنق المجتمع الفلسطيني، واستمرت، بل وتضاعفت الفوضى، وغياب القانون، وانكشفت الحالة الفلسطينية، المعتمدة أصلاً، علي المعونات الخارجية، ووصل الحال إلي ما نحن فيه، وسعي الرئيس أبو مازن إلي تغيير مواقف حماس، لكي يتوحد موقف القيادة التي أصبحت حماس ممثلة فيها بقوة، من خلال رئاسة الوزراء، وأغلبية التشريعي، وقوة الرئاسة، الممثلة بالاعتراف الدولي، والعربي (بمؤسسة الرئاسة)، وكذلك من تنظيم فتح، والقوي الوطنية، والمستقلة، والمؤيدين للخط الوطني، وهنا حاول الرئيس مجدداً، أن يقود السفينة، نحو فك الحصار عن الشعب الفلسطيني المختنق، فكان موقف حماس المتمسك ببرنامجها، والذي لا يلقي اعترافاً من الدول الأخرى المتداخلة في الصراع، وعلي رأسهم إسرائيل، والولايات المتحدة، ووصل الحال إلي نقطة الجمود، وطرحت حكومة الوحدة الوطنية بقوة، لإنقاذ الموقف، لكن الولايات المتحدة، والغرب، وإسرائيل، لم تبد مرونة، وبات واضحاً، أننا أصبحنا في مأزق، يتمثل في تمسك كل من حماس، والولايات المتحدة، بشروطهما من قضية الاعتراف بإسرائيل، وفي سياق هذه الظروف، بدأت التناقضات الفلسطينية الفلسطينية تتسع، وتتشعب علي خلفية جوهر الخلاف الأصلي في البرنامجين الوطني، والإسلامي، والذي لا ينبئ بانفراج، أو حل في الأفق.

فقلت يا فيلسوف: لكن، ماذا عن مسئولية الرئيس تجاه هذا الحال؟
فقال الفيلسوف: أبو مازن هو الرجل الأقوى الآن والمتوافق عليه من جميع الأطراف بما فيها حماس، وهو مدعوم دولياً ،ً وعربياً وغالبيةً فلسطينيةً، بما فيها قوة فتح، والي الآن يعمل الرجل كصمام أمان، ويسير علي حد السيف، فإن اتخذ قراراً بحل التشريعي، ودعا إلي انتخابات جديدة، فقد يدخلنا في مشكلة كبيرة، وإن أبقي الحال، علي ما هو عليه، فهذا يحتاج صبر أيوب، لأن الشعب في أزمة، ومطلوب من الرئيس، والحكومة الوصول إلي حل لمشاكل شعبهم، وأقولها، بكل صراحة، أن ما جعل الأمور تتعقد أكثر، هي أن اشكالياتنا، أصبحت في أيد خارجية، تتعلق بمشاريع المنطقة، ولا نستطيع، إلا السير علي حد السيف، حتى تصبح رؤيتنا موحدة، وبرنامجنا متفق عليه دون مواربة، وعندها تزداد قوتنا، ونخرج شعبنا من محنته، وأن ما نراه من تباعد وتخبط بعد كل اتفاق، ينذر بمخاطر جمة، قد ندفع ثمنها غالياً .

فقلت: وما الحل يا فيلسوف؟
فقال: الحل لدي أبو مازن، الرجل القوي، الذي مازال، هو نافذتنا الوحيدة المفتوحة علي من يرسمون للمنطقة من حلول، وهو الذي يمسك مفاتيح اللعبة الآن، لأن الفصائل، والشعب كله في أزمة، وعليه التصرف بحكمة، دون إراقة دماء فلسطينية جديدة، فكفانا دماء تسيل من قوات الاحتلال، وهو أي الرئيس، في كل تصرف له، يجب أن يكون واضحاً مع شعبه، وليخاطب الشعب مباشرة، ويتحدث إليه، ويري أين، وكيف يريد الشعب الحل، وبوضوح دون تأجيل، لأن الواقع الفلسطيني، أصبح معطلاً وأصبح الشعب رهينة بين مؤسسة الرئاسة ورئاسة الوزارة، ولا يجوز الاختباء وراء سلفة هنا، أو كوبونة هناك، صارحوا الشعب سريعاً بخططكم، وتوجهاتكم، قبل أن يأخذ الشعب الجائع، والمحاصر، المبادرة. وعندها تتعقد الأمور أكثر، فنحن ما زلنا تحت الاحتلال، ولسنا دولة مستقلة، لكي يأتي ضابطاً علي ظهر دبابة، فالجو ليس ملكنا علي الأقل، وستدمر الدبابة بفريقها من الاحتلال.

ولكن الفوضى الكبري ستعم أنحاء الوطن، إذا ما استمر الوضع علي هذا الحال من فقدان الأمل في الحلول لدي الجماهير المحتقنة والمختنقة.

فقلت يا فيلسوف: ماذا عن تهديدات الاسرائليين، بشأن اجتياح غزة، إذا لم يطلق صراح الجندي الإسرائيلي الأسير، حتى آخر رمضان.
فقال الفيلسوف سأجيبك علي ذلك في الحلقة القادمة.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما سألت الفيلسوف...عن أفضل برامج الأحزاب- العصابات
- عن (السياسيين) اللئام !!!
- نفسي أشوفك يوم !!!
- بين قبرين !!!
- الحب الأول لا يغيب !!!
- كله يفوق !!
- التوحش !! قصة قصيرة
- أباتشي اتنين وزنانتين !!!!
- سنذهب الي بحرنا كل يوم يا جاك !!!!
- ياشيخه هقوشتيني !!!!
- رنا يا حلوة الحلوات!!!!
- إن الحرب تشتعل !!!
- لا تبك يا طيب !!
- أبد أبد !!!
- مريدون ... للنذل والحرامي والديوث !!!
- المنجليط .. والمنجلوط !!
- اخلاص حتي اللحظات الأخيرة !!
- اصابات متكررة .. بنيران صديقة !!!
- قدر !!
- من تخرج السين .. ثيين


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طلال الشريف - عندما سألت الفيلسوف:عن مسئولية الرئيس تجاه الأزمة !!!