أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلدون جاويد - أعظم الشعراء ضد شرور الحرب














المزيد.....


أعظم الشعراء ضد شرور الحرب


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 06:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في جانب من شعر محمود سامي البارودي حول الحرب ، ميدان للرصد والاستعراض ، فهل الوصفية المجردة على تلك الدرجة من الخطأ ؟ وهل - الكاميرا عين - هو موقف حيادي ، أم ان تصوير مشهد ما يعني التجسيد الواقعي الذي يكمن في طياته التحريض ؟
ان النموذج الشعري الوصفي ، في تقدير البعض ، لايقل أهمية في تراكماته الضرورية كمادة ضرورية للبحث ولتناول سبل المعالجة .
وعلى ذات الأهمية الاسلوبية للبارودي ، مع اضافة مرموقة من لدن الشاعر محمد مهدي الجواهري ندخل في طقس من التعبئة ووجوب اتخاذ الموقف من اجل التغيير والانتماء الى حلبة الصراع المقاوم للحرب ومشعليها ودعم قضية السلم والتحرر . وأما تأملات الزهاوي في هذا الصدد فهي خلاصة رائعة للتعبير عن جموح الذات الانسانية نحو تفجير الطاقات السلمية باتجاه التقدم والسعادة . كما ان شعراء عديدين هم ملائكة الرحمة بين الناس ممن ينطقون بروح السلام والعدالة بين الناس واحترام ابسط حقوق الانسان في العيش الكريم الآمن .
عموما فان الواقع المعاش يفرز الارادات السامية لتجنب الحرب ولابد ان يتحقق ذلك بعد أن ذاقت الشعوب الأمرين وكابدت ألم الجراح وضغط المنايا وأهوال وبشاعة القتل الذي أخرج الانسان من انسانيته وعاد به الى مملكة الحيوان .
هاهو البارودي كأحد أهم الفرسان الشعراء في القرن العشرين ، يتناول الحرب من زاوية التفصيل - المأساوي ، فيدفعنا الى ضم اصواتنا اليه بغية تحاشي منظر اليتم والبكاء الذي تخلفه الحروب.
أدناه قصيدة ( حسرة التاريخ في النفس):

هو ماقلته فاحذرَنْها صباحا
غارة تملأ الفضاء رماحا
تترك الماء لايسوغ لظام ٍ
وتردّ الدَمَ الحرام مباحا
لاترى بينها سوى عبقري
يألف الطعن نجدة وارتياحا
لهِج ٍ بالحروب ، لايألف الخفض
ولايصحب الفتاة الرداحا
مسْعر للوغى ، أخو غدوات ٍ
تجعل الأرض مأتما وصياحا .

وأما ارتقاء الشاعر محمد مهدي الجواهري فهو في اتخاذ موقف متحيز ضد الحرب ، منتم الى السلام وداع ٍ اليه . ان الصياغات الشاعرية المعبأة بالحكمة وصدق لحظة الابداع والشوق الملتهب في النصوص لتستنهض الأجيال على استلهام الدروس والعبر من القصيدة المنحازة فلسفيا الى جبهة التعايش المناهضة لدعاة الحرب والمنظرين لها وأدناه قصيدة ( انشودة السلام ) :

من آدم – ورؤى هابيل ترعبه –
تنزلت بالسلام الآي والسوَرُ
تبارك السلم شهما كله أنف ٌ
من عزة ٍ ، وحيياً كله خفَر ُ
وبئْسَت الحرب قزما عنده صلَفٌ
من التعالي ، وفي سيقانه قصَرُ
عجبت للحرب بلهاء ً، ومنطقها
ان اغمضت او أبانت – منطقٌ هذر ُ
ترجو على نفسها البُقيا ويفرحها
من لايُبَقي على شئ ٍ ولايذر
ومايزال لها ، شمطاء فاركة
خليل سوء ٍالى مهواه تنحدر
الشاربون دماء الناس مابذلوا
منها على الشهوة الدنيا وما ادخروا
والنائمون على انات ثاكلة
والهانئون اذا ما استُحصِد البشر

أما الشاعر جميل صدقي الزهاوي فقد وجد في السلام مرتعا للعلم . وماهو الاّ مقياس للصراع بين الجهلة الأوباش وقوة العلم وانتصار العقل . وان السلام بحد ذاته دحر للهمجية وجسر للحياة : قصيدة ( في حرب الحياة ) :

بالعلم قد ملكت شعوب
الغرب ناصية المعالي
ما أن أرى كالجهل في
الأقوام من داء عضال ِ
من يستعن بالعلم
يفتتح البلاد بلا قتال ِ
العلم في حرب الحياة
يعد من أمضى النصال ِ
البس سلاح العلم ثم ادع ُ
الخصوم الى النزال ِ .

ان الزهاوي شاعر التفكر وحب الحكمة وجهاد النفس في سبيل الوصول الى تصور علمي حقيقي عن هذا العالم ، انه يضم صوته لا الى الأمان المجرد بل هو يرى ان العلم يصلح لحرب الحياة . ان الحياة بلا شك صراع دائم . والعلم هو السلاح الماضي . والجهلة القدماء والمعاصرون يحاولون جاهدين ابعاد العقل في منطقتناعن التفكر والتفلسف في الحياة وعن الاطلاع على آخر المبتكرات العلمية ونعم الاكتشافات الالكترونية ، بينما تسابق الحضارات الزمن من أجل الريادة والتقدم على غيرها . ان الزهاوي شاعر الفتوح بلا قتل ، فهو اذن شاعر العلم والسلام :

من يستعن بالعلم
يفتتح البلاد بلا قتال ِ

وختاما ، ما أفدح الدعوة الى السلم والعلم ! انها بحد ذاتها جبهة نضال دؤوب وطريقها ليس مزروعا بالورد بل لابد من ضحايا على طريق المحبة الانسانية . ان تحب مجرد ان تحب فانك تُكره ! وان تنتمي الى السلام فانك مهدد بالقتل ! . يالهذا العالم الضروس ! الذي مهما استكبر واستجبر ، فانه لن يقوى على منع اضعف طائر في الوجود عن الدفاع عن عشه .

*************



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برقية الى الفنان عدنان الشاطي
- مقاربة شعرية من رؤية فلسفية
- الشعر انتماء الى السلام والخير والمحبة
- النظرية زاهية خضراء والحياة كالحة صفراء
- شعراء في رحاب المعرفة والجمال
- عيون مها بين الرصافة والمنفى
- التماعات شاعرية على طاولة فلسفية
- أحر التعازي الى الشاعر المبدع يحيى السماوي
- رسالة مناجاة ...الى الشاعر أبي القاسم الشابي
- علي الشرقي بين الحياة والموت
- أطفال الذاكرة الحزينة لرياض البكري
- جدلية الشابي وايمانية السياب
- ذكرى الجواهري وعرائش لبنان
- نازك الملائكة تقارع الموت والحرب والشرور
- جبران خليل جبران ومض التسامي وعودة الروح
- وردة ادونيس ولألاء ايليا أبي ماضي
- لبنان المحبة والسلام
- الاعتزال موت ذاتي وسقوط حضاري
- - حتى أنت َ يابروتس - ؟ !
- الانسان لؤلؤة المكان وجوهرة الازمان


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلدون جاويد - أعظم الشعراء ضد شرور الحرب