|
السّلطة، السّلطان، التسلّط
الطايع الهراغي
الحوار المتمدن-العدد: 7377 - 2022 / 9 / 20 - 11:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"لا يسعد من ابتلي بصحبة الملوك، فإنّهم لا عهد لهم ولا وفاء ولا قريب ولا حميم". (كليلة ودمنة) "إيّاك والملوك، فإنّ من والاهم أخذوا ماله ومن عاداهم أخذوا رأسه". (أبو علي الصّغّاني) "قيل: مكتوب على باب قرية من قرى بلخ اسمها بهار: أبواب الملوك تحتاج إلى ثلاثة:عقل وصبر ومال، وتحته مكتوب: كذب عدوّ الله. من كان له واحد منها لم يقرب باب السّلطان". 01/ البنــاء الشّاهــق السّيّد الرّئيس،رئيس إمارة قرطاج بعد أن حلّ بها ركبك فاتحا لا غازيا ، وبالتّحديد –طبقا لما يمليه العلوّ الشّاهق للمقامات- رئيس الجمهوريّة الثّالثة،جمهوريّة ما بعد25 جويلية، بأكثر دقّة الرّئيس المؤسّس لدولة "الشّعب يريد"ما بعد مخاض الانفجار الثّوريّ غير المسبوق في التّاريخ، غابره وحديثه على حدّ التّأكيد البديع لسيادته في ما لا يحصى من المناسبات ،كلّما انتابته التّخميرة وهزّه الانتشاء بالتّخيّلات العجائبيّة إلى رطانة البلاغة وعجائب المدائح والأذكار. سيدي ومولاي، قرّة عين التّونسيّين والتّونسيّات، وملهم سائر شعوب الأمّة الإسلاميّة، سيّد شباب الجنّة(على خلاف ما يعتقد الشّيعة والمتيّمين بعظمة مأساة الحسين في واقعة كربلاء الشّنيعة)، مكافأة له على عظيم فعاله عمّا عجزت عنه سائر الأمم والأقوام على مرّ العصور فرادى وجماعات، وحارت البريّة في المشرق والمغرب والسّند والهند وحتّى في بلاد جزر الواق واق وما وراء بحر الظّلمات في مجرّد فهمه -فما بالك بتمثّله-. أعرف أنّه كان لزاما عليك أن تمتثل لأمر لست فيه مختارا، بل كنت عنه مدبرا وفيه زاهدا، أنت القادم من بعيد البعيد، من كوكب آخر محمّلا برسالة جفل الجميع من ثقل حمولتها - رسالة لكلّ الأقوام الظّالّين من بلدان الشّمال والجنوب لتنجز ما عجز عنه الأسلاف والأخلاف . أدرك يا السّيد الرّئيس أنّ جلالتك على خلاف ما يروّجه من أغواهم الوسواس الخنّاس -أعداؤك الأشرار- مدى كفرك بالسّيستام الذي غامرت بخوض الحملة الرّئاسيّة بآلياته وقوانينه وترّهاته التي أنهكتَها وروّضتَها وما نالت منك ، والأمر يُعدّ من الخوارق التي لا يقتحم عبابها إلاّ من كان قادرا على إخراج الحيّ من الميت، من كان دوما غير متهيّب من تحمّل الأمانة التي عرِضت على السّماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها. فدستور 2014 على سبيل المثال ،كعيّنة من جملة ما أصاب البلد من جوائح، وهو ليس إلاّ جملة من الأحاجي، اعتبره السّفلة من قومنا "خير دستور أخرِج للنّاس"، وظلّوا يلهجون به بموجب وبدونه، ملحقين كلّ الأذى بتونس في المحافل الدّوليّة وفي عصبة الأمم. فكان لا بدّ من دستور طغراني ينبهر به أبناء حوّاء وآدم قبل أن يرى النّور. لم يـر له العالم مثيلا كما هو مسطور في مطلع الدّيباجةّ، دستور أتاك النّاس من كلّ صوب وحدب، من كلّ فج عميق يعظّمون جلالة قدره وعلوّ شانه وشان من امتلك عبقريّة عجنه وتحويله من مجرّد فكرة وحِلمة عابرة أقرب إلى الخطرفة قد تطوف بمخيّلة حالم إلى واقع ماثل للعيان يخرق البصر والبصيرة ويعمي القلوب التي في الصّدور .وغير مستبعد أن تحجّ إليك الوفود من بلدان بعيدة أفواجا أفواجا تتوسّل إليك أن تمنّ عليها بنسخة من دستورالقرن لما يزخر به من درر لمّاعة وكنوز عجز فلاسفة العالم عن التّفطّن إليها لأنّها أكبر من عقولهم المعطّلة.
02/ عندمـا يتهاطـل الوحـي اهتبل الأنصار والمهاجرون -أتباعك الميامين ومريدوك الخلّص- من بديع ما يتهاطل عليك -وإن كنت الأخير زمانه - ممّا لم يستطعه الأوائل من المعجزات، فاقسموا قسم الأبطال الأشاوس المؤمنين بنبل قضيّتك وقداستها أن لو وضعوا الشّمس على يمينهم والقمر فوق رؤوسهم وجنّات عدن من حور وحسان وخمور معتّقة وفواكه وألبان على الجنبيْن على أن يتخلّوا عنك في رهانك المقدّس ما فعلوا. يشدّون أزرك بالتّهليل والتّكبير والتّصفيق فقط، فهم مقتنعون بالسّليقة وبشكل ما قبليّ أنّ أمر التّأسيس والتّأويل والإبداع والتّجسيد ونحت البنيان المرصوص خاصّـيّة لا توهَب إلاّ لذوي العقول الرّاجحة البصيرة باللّب والجواهر لا بالأعراض والقشور ، هبة ربانيّة للعصفور النّادر يقطر نظافة وعفّة ومهابة، نور على نور، كالملاك الطّاهر، عصفور جنة يعني، عابر للقارّات، متنطّع على كلّ المذاهب، مسفّه لكلّ بدع الملل والنّحل، كاشف الكروب ومبطل لتهافت النّظريّات والفلسفات لتفاهتها، لأنّه بِخوَرها عرّيف وببهتان مروّجيها عليم. معجزات يا السّيّد الرّئيس يبهت لها الجنّ وليس فقط الإنس. رقص لفتحك المبين من كان سويعات قبل انبلاج فجر ليلة القدر يسبّح بحمد شطارة المشّيشي وتنطّعه وينسج له سجلاّ مثاليّا كثمرة من ثمرات منتوج الإدارة التّونسيّة التي تهاوى الكلّ وهي في وجه العاصفة صامدة ثابتة كالطّود العظيم شامخ ثابت في الأرض، لا تزعزعه عاتيّات الرّياح، ويترنّح له من كان يسجد لحكمة شيخ الحكمة آية الله الخريجي الغنّوشي، حمامة السلام تقذف أعداء الإسلام بما توجّمن حجارة من سجّيل. 03/ انفجـار الوعــي إلى خيمتك – في مكان غير قصيّ كسرا لعادة التّقليد- تهادى من تمرّغ في وحل ضيعة الماجدة ليلى بن علي الأخيليّة أيّام كانت سيّدة تونس الأولى وحجّ إليها من تشرّب الكرامة المعتّقة في رحاب ائتلاف الكرامة الثّوريّ جدّا حتّى ضاقت به الثّورة وعجزت عن احتضانه، وأتاك صاغرا ذلولا من طلّق قناعاته بالثّلاث طلاقا بدون رجعة ما إن تبيّن له بعد لأي ومكابدة ورحلات مكّوكيّة في لوي عنق تاريخ النّظريّات والتّجارب الثّوريّة فاهتدى إلى أنّ لحظة 25جويلية لحظة ثوريّة (مسار25 جويلية لمن أوغل في التّمحيص والتّدقيق) سفّهتْ أباطيل كلّ الإيديولجيّات وزعزعت كلّ القناعات وأحالتها إلى أرذل ركن في متحف التّاريخ حيث تربض الكائنات والأفكار المنقرضة. ما انساب إليك من وحي في تلك اللّيلة الغرّاء بدون جهد أبى إلاّ أن يتهاطل مدرارا على مريديك وأبناء عمومتهم من أيتام اليسار ممّن زلّت بهم القدم ذات يوم وهداهم الله إلى نعم الكشف المبين الذي تكرّمتَ به عليهم بالمجان، بشرط واحد أحد: المبايعة والتّزكية وشقّ عصا الطّاعة والمروق على بني جلدتهم من رفاق الأمس والتّفنّن في جلدهم كشكل من أشكال التّوبة النّصوح تجبّ ما قبلها وتعبّد الطّريق للتّنصل من عقدة ماض سيظلّ ماثلا كالسّياط يلهب ذاكرة أرهقها الهذيان وعذّبها وهم التّمتّع بنعم يتحكّم في مساربها من كانوا يعتبرونه بالأمس القريب دخيلا على عالم السّياسة ووافدا عليه من خارج أسواره وأبعد ما يكون عن مشاغل الشّأن العامّ- فما بالك بالمسارات الثّوريّة . فحكم عليهم مكر التّاريخ وخبثه بأن يتهادوا إلى بيت الطّاعة بحثا عن منقذ وعن خيمة بها يستظلّون و يتدبّرون لجوءا ويدارون فيها خيباتهم ويمنّون النّفس بما ضنّ به التّاريخ عليهم . أعداؤك، ألا بئس ما خمنوا فعلوا. نار فتنة تأكلهم أو زلزال يأتي عليهم، لا يبقي ولا يذر فيريح أمّة الإسلام- العهد الذي قطعته على نفسك.من بلاويهم. فئران مزابل لا يعشّشون إلاّ في المستنقعات. اعتقدوا لخلل في مداركهم العقليّة وارتجاج في مخيّلتهم أنهم قادرون على إفساد البنيان الذي شيّدته "والقنا يقرع القنا" وموج المنايا من حولك ومن أمامك ومن خلفك يتلاطم، وأنّ بإمكانهم إيقاف عجلة التّاريخ كما تخيّلتَه وسطّرتَه ليلة تهاطل عليك الوحي مدرارا ذات لحظة من فيض ليلة الفاتح من الخامس والعشرين من بركات جويلية وما أدراك ما الشّهر الأغرّ إليه ترقص الأعوام طربا. أعداؤك، أعداء شعبك وثورتك أكل الحسد أفئدتهم حتّى علاها الصّدأ وما دروا أنّ الأمّة يهزّها الشّوق لمنازلتهم كما يهزّ الحنين عاشقة متوّحشة إلى الذّوبان في من تحبّ ، ولقتالهم متحفّزة ، شعارها :"لا عودة إلى الوراء/ نموت نموت ويحيا مفجّر بركان 25جويلية/ الموت للخونة والعملاء/ لا حاجة لنا بالإنجازات، يكفي مولانا أنّه أزاح عنّا كابوس العشريّة السّوداء وأحال البرلمان إلى غرفة الإنعاش والتّقاعد الوجوبيّ، يكفيه فخرا أنّه أراحنا من هول المؤسّسات وشطحاتها والسّلط وهذيانها/ ليفعل المخرّبون ما يريدون وليذهبوا كلّ مذهب ،فنحن بما ارتضاه لنا الشّيخ الرّئيس منتشون وعلى بركاته مراهنون /لا نريد من مولانا غير سلامته وبقائه حاكما أوحد على العرش متربّعا شماتة في الآخرين". أكثر من سنة قمريّة بالكمال والتّمام ومنصّة صواريخك منتصبة شامخة تحاصر المحتكرين وتراقب المهرّبين و تطارد "الكناتريّة" و تلوي عنق "بزناسة" السّياسة ومن في قلوبهم مرض ومن ينام ويصحو وهو يسبح في عالم المؤامرات والتّزحلق على جليد جماعة "أمّك صنّافة" وجمعيّات الرّياء والبهتان، في عهد هو عهد "الشّعب يريد" والرّئيس يريد ما يريده الشّعب ويعرف ما لا يعرفه الشّعب عن نفسه وعن رغباته . فأيّ مانع عندما تلتقي الإرادات في أن تذوب الأمة في حاكمها وتهيم به كما تهيم عاشقة بمن تحبّ عشقا متوحّشا هو لها وله بلسم، ويتمثل هو، بما أوتي من الإعجاز والإلهام ما قد يعسر على الأمّة تصوره؟؟. وأيّ قوّة قهر قادرة على إحباط جرائم "أولاد الحلال" غير زعيم عرنين، بفنون التّآمر خبير،نذر نفسه قربانا لثورة 17ديسمير التي تحالف الهمّج والرّعاع من السّاسة وأحزاب الفساد والإفساد على وأدها في مؤامرة خسيسة ذات 14جانفي؟؟
#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شـيء من الهذيـان المعقـلن
-
النخبة التونسية /ضريبة الإضراب عن التّفكير
-
تونـس: المخاض العسير والأفق الأعرج.
-
في صناعة الاستبداد
-
فـي صناعـة الاستبـداد
-
الإسـلام السّياسـيّ/ مـن غـول إلـى شمّاعـة
-
ورطة السّياسة في تونس: غطرسة الحاكم/ تخميرة النّخبة
-
50 عامـا علـى استشهــاد غسّــان كنفانـي
-
عذابات السّياسة / النّخبة التّونسيّة وذبح المفاهيم
-
الحوار الوطنيّ في تونس/ حضور الغائب وغياب الحاضر
-
الحركة النّقابيّة في تونس/ إعصار التّحدّيّات
-
وداعا مظفّر النّوّاب / وداعا شاعر -البذاءة.-
-
صرخة شيرين أبو عاقلة
-
تونس/جريمة مصادرة الفعل السّياسيّ
-
تونس المريضة بحكّامها وأوهام نخبها
-
تونس: اختلاط المفاهيم وتعوّص المخارج.
-
تونس: انسداد الأزمة والرّكض نحو المجهول
-
ذكرى يوم الأرض/ -هنا باقون ما بقي الزّعتر والزّيتون-
-
تونس، تراكم المعضلات وانحباس الآفاق
-
08 مارس العيد العالميّ للمرأة/ ألف تحيّة لأيقونات الحرّيّة.
المزيد.....
-
الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب
...
-
منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي
...
-
إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي
...
-
ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد
...
-
إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
-
شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
-
السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل
...
-
الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين
...
-
الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
-
-حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|