أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - طه عبد الرحمن ينصرف عن ابن رشد وينتصر للغزالي














المزيد.....


طه عبد الرحمن ينصرف عن ابن رشد وينتصر للغزالي


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7376 - 2022 / 9 / 19 - 22:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لعل الصيغة التي جاء بها عنوان هذا المقال تختزل مساره المنهجي حيث ستكون البداية بالحديث عن انصراف الدكتور طه عبد الرحمن عن فيلسوف قرطبة ليليه بيان انتصاره لمن يوصف بأنه "حجة الإسلام". وقبل الشروع في تفعيل هذه الخطاطة المنهجية، يجدر بنا الإشارة إلى النص المرجعي المعتمد في هذه المحاولة البحثية. يتعلق الأمر بواحد من "حوارات من أجل المستقبل" المضمومة في كتيب صادر سنة 1999 عن "منشورات الزمن". في التقديم الذي يتصدر هذه الحوارات، يشير طه عبد الرحمن إلى أنها أجريت في بادئ الأمر مع ثلاث صحف مغربية هي "العلم" و"الاتحاد الاشتراكي" و"الأحداث المغربية"، ومع ثلاث جرائد عربية وهي "القدس" و"المستقلة" و"الشعب"، بالإضافة إلى القناتين التلفزيتين: الأولى والدوزيم.
لدينا ثماني حوارات وثمانية منابر؛ بمعنى أن محاورنا خص كل منبر إعلامي بحوار واحد من هذه الحوارات. وإذا افترضنا أن الفيلسوف طه أتي في تقديمه على ذكر وسائل الإعلام التي تعامل بها وفق الترتيب الذي اتخذته حواراته في كتيبه، جاز لنا أن نستنتج أن الحوار الذي يهمنا هنا وهو بعنوان "رشديات" كان من نصيب جريدة "المستقلة"، علما بأنه لم تتم الإحالة، في بداية كل حوار أو في آخره، إلى المؤسسة الإعلامية التي نشرته أو أذاعته.
منذ الوهلة الأولى، يفطن القارئ إلى أن طه عبد الرحمن يقف موقف الرفض من ابن رشد وذلك من خلال العنوان الفرعي الذي ورد على سؤالين: "لماذا لست رشديا؟" و"لماذا ينبغي أن لا نكون رشديين؟". تتضح معالم هذا الموقف أشد ما يكون الوضوح في ثنايا جواب طه عبد الرحمن عن سؤال يتعلق بسر الاحتفالات الصاخبة بمناسبة مرور ثمانية قرون على وفاة ابن رشد. أما المبررات التي يقدمها فيلسوفنا لتعليل موقفه فمنها أن ابن رشد في نظره مقلد للفيلسوف اليوناني أرسطو، "بل ليس في فلاسفة الإسلام من هو أشد منه تقليدا لفلاسفة اليونان"، على حد قوله.
ضمن سياق نفس الجواب، اعتبر من يعد نفسه ندا لعادل فاخوري من حيث الريادة في علوم المنطق على مستوى العالم العربي أن ابن رشد لم ينفك عن أسار التقليد حتى في مصنفاته الذي عدها الباحثون من تأليفه الإبداعي والمقصود بها كتبه الثلاثة المشهورة: "تهافت التهافت" و"مناهج الأدلة" و"فصل المقال في ما بين الشريعة والفلسفة من اتصال". ففي رأيه أن الكتاب الأول عبارة عن دفاع عن التقليد في وجه المعترضين عليه والكتاب الثاني بمثابة مرافعة عن التقليد ضدا على المتكلمين (ممارسي علم الكلام) ممثلين في الأشاعرة، في حين أن الكتاب الثالث هو عبارة عن دفاع عن التقليد في وجه رجال الدين، ممثلين في الفقهاء.
في جوابه عن سؤال يتعلق بالداعي الذي حمل فيلسوفنا على الانصراف عن ابن رشد والانتصار في المقابل للغزالي على خلاف طائفة من المفكرين المعاصرين، قال إن "جوانب من فكري صادفت جوانب من فكره كما أن جوانب من سلوكي صادفت جوانب من سلوكه". بالنسبة للمصادفة الفكرية، يقر طه عبد الرحمن أنها تتمثل في اشتغال كليهما بالمنطق وبعلم الأصول وبالفلسفة، مع اختلافين إثنين: فالكاتب أولا مع النزعة الأرسطية للغزالي في مجال المنطق باعتبار، وهو ثانيا يجعل علم الأصول جزءا من المنطق باعتبار آخر، في حين جعل الغزالي المنطق جزءا من ذاك العلم. كما يعترف الكاتب بأنه، على خلاف الغزالي، لم يؤلف في علم الأصول.
أما في ما يخص المصادفة السلوكية فتتجسد في أن كليهما خاض التجربة الصوفية على مقتضى أهل السنة، غير أن الكاتب الفيلسوف ينفي كونه مقلدا للغزالي في هذا المضمار. ومن المعلوم أن طه عبد الرحمن ينتمي للطريقة البوتشيشية شأنه في ذلك شأن شخصيات مغربية بارزة نذكر منهم أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءات جديدة على مذابح صبرا وشاتيلا
- لودفيغ فتجنشتاين الفيلسوف الأكثر تميزا في القرن العشرين (3/3 ...
- قمة منظمة شنغهاي للتعاون تنعقد وسط اضطرابات جيوسياسية
- لودفيغ فتجنشتاين المفكر الأكثر تميزا في القرن العشرين (3/2)
- أطروحة كولا دوفلو حول الرواية الفلسفية من خلال كتابه -مغامرا ...
- في حوار مع إدغار موران: يرون معاداة السامية في كل نقد موجه ل ...
- لودفيغ فتجنشتاين المفكر الأكثر تميزا في القرن العشرين (3/1)
- بول ريكور يدعو إلى التفكير في التاريخ
- أبراهيم غالي يحل بكينيا لتنصيب وليام روتو رئيسا جديدا للبلاد
- مبدأ العلة الكافية في مونادولوجيا لايبنتز
- الحرية العلمية والحرية السياسية في البيولوجيا الاجتماعية: نق ...
- الحرب في أوكرانيا: من أجل موقف طبقي أممي (4/4)
- المغرب يتراجع إلى الرتبة 123 برسم 2022 مسبوقا ببلدان تعاني م ...
- الحرب في أوكرانيا: من أجل موقف طبقي أممي (4/3)
- الحرب في أوكرانيا: من أجل موقف طبقي أممي (4/2)
- الحرب في أوكرانيا: من أجل موقف طبقي أممي (4/1)
- النموذج التنموي الجديد: هناك حاجة إلى إصلاح شبه كامل للتعليم ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثامن عشر)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع عشر)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس عشر)


المزيد.....




- بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال ...
- الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك ...
- بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
- ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
- الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
- قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
- الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير ...
- مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
- جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت ...
- مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - طه عبد الرحمن ينصرف عن ابن رشد وينتصر للغزالي