أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشار إبراهيم - المرأة الفلسطينية.. كتابة وصورة















المزيد.....

المرأة الفلسطينية.. كتابة وصورة


بشار إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من الجميل تماماً أن يقدِّم المرء محاضرة بين أهله وناسه، في مخيمه تماماً.
فالجميل الرائع يتجلّى، للحظة، في أن يصطف أبناء مكانك الراهن، ذاته، على هيئة جمهور يحاول الاستماع إليك، وأنت الذي تعرفهم فرداً فرداً، وتعرف ما يشاغلهم، في هذه الحياة «الفانية»، وتعرف أي سمات فردية يتمتع كل منهم بها!..
الجميل، والطريف، أن ترى ناسك يرسِّمونك محاضراً أمامهم، لساعة أو اثنتين، وأن يحاوروك، مثقفاً ومتحدثاً، زمن محاضرةً سرعان ما تنتهي، وهم الذين لن يكفّوا أبداً عن التعامل معك، في الحياة اليومية الواقعية، كما أيّ فرد من بينهم، وكلّ من موقعه، وحسب تعاملاته معك؛ فالإمام يريد أن يراك مصلّياً خلفه، والمختار يريدك نموذجاً للمواطن الصالح، الذي يلبّي كل أمر، ويطيع كلَّ توجيه، من مخفر الشرطة أو مفرزة الأمن. والمعلم لا يرى فيك إلا ولياً لأمر التلميذ القابع بين يديه، بكل الانكسار، آن تنخفض علاماته إلى مستوى البرودة القارسة، أو إثر اقترافه، في لحظة طيش، خطأ يستحق «العصا»، التي هي دائماً، في عرف أساليبنا التربوية، بانتظار «من عصى»!..
ولن نذهب إلى الصورة التي يراك فيها البقال، أو اللحام/الجزّار/القصّاب، أو مصلح الأحذية، أو الساعاتي، أو بائع عربة الفول والترمس، الجاثمة دائماً أمام باب المدرسة.. أولئك الذين لن يروا فيك صورة تعجبهم، سوى في كونك زبوناً لا تجادل، في نوع البضاعة، ولا تفاصل، في السعر، من جهة. ورجلاً تمنح أولادك «الخرجية» المناسبة، التي تجعل من أطفالك زبائن مهمّين، من جهة أخرى!..
***
سيقيم مخيم دنون تظاهرة ثقافية بعنوان «المرأة الفلسطينية.. كتابة وصورة» ينظّمها السيد عماد الدين شيخ الجبل، من موقع وظيفته في وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، والإشراف التربوي والاجتماعي، على مركز التأهيل الاجتماعي، أو مركز المرأة، كما اعتاد أبناء المخيمات على تسميته.
وشيخ الجبل، هو فتى تخرج من كلية الفلسفة، في جامعة دمشق، وكان له جوانب من الحضور المتفاعل في أسابيع الثقافة الفلسفية، التي كانت كلية الفلسفة، تقيمها ذات وقت، عفا عليه الزمن، أو بهتت به الأيام. وبالتالي فإن يصبح موظفاً في وكالة الغوث الدولية «العتيدة»، وأن يأتي إلى مخيم دنون، ليمارس ما تعلَّمه نظرياً، ويحاول تحويله إلى وقائع عملية، على هيئة هذه التظاهرة الثقافية التربوية، التي استمرت ثلاثة أيام، وكان من ضيوفها، الروائية نعمة خالد، والقاصتان سلوى الرفاعي ومي جليلي، والفنان التشكيلي غسان جود، وشاعرات شابات بارعات من طراز هدى ديبان، ومنى تمريه، ولينا أسعد تقلا، فضلاً عن «مخدومكم»، باعتباره ناقداً سينمائياً، فذاك مما لابد أن يُحسب لمركز المرأة، والمشرف الاجتماعي، أو التربوي، السيد عماد الدين شيخ الجبل، كما يُحسب لوكالة الغوث الدولية، طالما أنه لم يعد لدينا أيّ فصيل ثوري فلسطيني، يمكنه القيام بمثل هكذا أنشطة، ثقافية تربوية، في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، إذا افترضنا أنهم كانوا يريدون القيام بذلك أصلاً!..
في العام 1948، وكان والدي (أبو النصر) ما زال حياً، تمَّ تعريف أهالي المخيم على أنفسهم بأنهم «لاجئين»!.. وبعد عقد من الزمن، أي في العام 1958، جاء من يقول لأهالي المخيم: مرحى.. لقد صرتم «عائدين»!.. وبعد أن سقط أول شهيد من أبناء المخيم، جاء أحد أفراد القيادات الفلسطينية، الثورية تماماً، ليبشّر أهالي المخيم، مهللاً فوق جثمان ذاك الشهيد، قائلاً: طبتم.. لقد صرتم «فدائيين»!..
واليوم بعد أكثر من مئة ألف شهيد، وعشرة آلاف أسير، وبعد أن صار في السوق الفلسطيني مئات الشخصيات من القيادات الفلسطينية «الفذّة»، ومن أبنائها وبناتها وأقربائها وأنسبائها، تلك الشريحة التي تركب أحسن موديلات السيارات، وتسكن أفخم الفيلات، وتختزن أكبر الأرصدة في البنوك الأجنبية.. على الرغم من أن زاروب «المسوكر»، بجوار بيت عمّي «أبو محمد/عبد الله جمعة»، لم يتوسَّع سنتمتراً واحداً، وعلى الرغم من آلاف الشباب الذين ضيّعوا حياتهم الجامعية، في دراسة الهندسة أو الطب أو الصيدلة، تماماً كما حصل معي شخصياً، على الأقل.. أقول على الرغم من كل ذلك، سنكتشف مجدداً أننا عُدنا «لاجئين»، مرة أخرى، «وكأنك يا أبو زيد لا رحت، ولا غزيت»!..
المهم.. كانت تظاهرة ثقافية تربوية، تنعقد في مخيم دنون، على مقربة من ذكرى «يوم الأرض»، وبعد أيام من ذكرى «يوم الكرامة»، وما سيرافقها من ذكرى «مجزرة جنين».. وكان ثمة حضور لعدد واسع من أبناء المخيم، ليروا عدداً من المثقفين والمثقفات، الفلسطينيين والفلسطينيات، والسوريين والسوريات، يتجمَّعون برعاية وكالة الغوث الدولية..
ولا أغالي إذا قلت إن هذه التظاهرة ذكَّرتني بكأس الحليب، وحبّ زيت السمك، الذي كانت تُلقمنا إياه موظفات مطعم الوكالة، ذاتها، قبل ثلاثين عاماً..
ولم لا؟..
فالقيادات الفلسطينية الثورية العتيدة: قيادات الحرب والسلم، وقيادة الموالاة والمعارضة، وقيادة الحوار والتكفير، بالاتهام والتخوين.. في الوقت نفسه.. لم تأبه بأن تشرِّبنا كأس حليب، أو تُلقمنا حبة من زيت السمك، بل شربت الكثير من أحلامنا.. وأعادت إنتاجها لنفسها، لا فرق إن كان على هيئة سيارة فارهة، أو بيت فخم، أو رصيد ضخم، أو توريث الثورة كمتاع خاص، من الأب إلى الابن، أو على مستوى شعارات طيّرتها الرياح..
لدى هذا الطراز من القيادات، طار «الكفاح المسلح»، الذي طالما وعدونا به طريقاً وحيداً، أو أساسياً، لتحرير فلسطين.. وطار «التحرير»، الذي قالوا إنه هدفهم، وربما صار من المطلوب مني أن اعتذر عن إيماني بأن «الخالصة» قريتي، وفي سبيل هذا الإيمان مضى ثلاثة من أفراد أسرتي شهداء!.. كما طارت «الاشتراكية العلمية»، التي أقنعونا إنها منهجنا..
فمن تراه يغفر لي خطاياي التي ارتكبتها باسم «الاشتراكية العلمية»، التي كنت أراها الاسم الحركي، أو المُضمر، للماركسية أو للشيوعية ذاتها، فما أدّيت صلاة، فرضاً أو سنة أو نفلاً، وما التزمت بصيام رمضان، لاكتشف أن تلك القيادات ذاتها صارت تتسابق إلى أداء الحجّ، والعمرة، ليعودوا «كما ولدتهم أمهاتهم»، طاهرين من الذنوب، تلك التي لا يملك أحدنا، نحن لاجئي المخيمات، ألفي دولار أمريكي، (نعم.. لاحظ أنه أمريكي!..) للانخراط في طقس الاغتسال من الذنوب ذاتها، التي قالوا لنا ذات وقت إنها فضائل!..
وكالة الغوث تقيم أياماً للثقافة الفلسطينية، والقيادات الثورية تطير!..
نعم يطيرون!..
ولكنهم لم ينتبهوا إلى أن ثمة ما لا يطير، أبداً..
هي فلسطين التي لا تطير.. وهي فلسطين التي سنعرف كيف نصل إليها.. بطريقة ما..
وإلا لماذا اجتمع أهالي مخيم دنون للاستماع إلى ما يقوله واحد منهم، بعد أن كان يحضر إليهم أيّ واحد من القيادات الثورية، ويجلب معه جمهوره، من المتفرغين والمسترزقين؟!..
أرأيتم الآن أن أهالي المخيم سيجتمَّعون للاستماع إلى واحد من أبناء المخيم، أكثر مما كانوا يفعلونه في حضرة قائد.. طار..



#بشار_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطيني بين الواقع والرمز
- تظاهرة الوردة للسينما العربية المستقلة
- عندما يصبح الانتظار لعبة الفلسطينيين
- العالم كما يراه بوش
- إياد الداوود في ضيافة البندقية
- أسئلة السينما العراقية المعاصرة
- المخرج محمد ملص في جديده: (باب المقام).. أين المشكلة؟..
- عندما يصبح ال «انتظار» لعبة الفلسطينيين
- سينما الأصوات الصامتة في سوريا
- جديد مجلة «الوردة»: وماذا لو فاق أبو زهدي؟..
- تعاونية عمان للأفلام.. سينما الشباب في الأردن
- الفلسطيني يحضر بموته.. رحيل المخرج مازن غطاس
- عدنان مدانات.. بحثاً عن السينما
- هموم شباب لبنان في صورته السينمائية
- أسئلة شباب السينما المصرية المستقلة
- ثلاث سنوات على حاجز سوردا
- السينما المستقلة في سوريا
- مشاهد من الاحتلال في غزة1973
- ألمودوفار في سينما الرغبات
- فلسطينيات بعيون إسرائيلية


المزيد.....




- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشار إبراهيم - المرأة الفلسطينية.. كتابة وصورة