عبد الله خطوري
الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 01:27
المحور:
الادب والفن
بالأمسِ زُرْتَنِي وها أنتَ يا طفليَ الذي كُنْتُهُ تَزورني.بالأمس قلتُ لك لا تلتفتْ، وآليوم، صامتا ممتقعا لا شيء تقول لي..هي أزمنة من غبار لا شيء فيها لِمَ آستعجلتَ دوران عجلاتها لِمَ آلتلهف لغد يأتي بعد غَدِ ما عساكَ كنتَ تأمل ترجو عندنا في مَدارنا الآن هنا اُنظرْ إليّ لا جديدَ لَدَيّ..تقدمْ إذن،لا تقف كمُنْبَتٍّ لا عُمْرًا أبقى لا أرضًا قطع، تأملْ أمامك برصانة تَعَقَّلْ كن جادا حازما وعواطفَك لا تنظرْ وراءك البتة.."غير مأسوف على زمن ينقضي بآلهم وآلحَزَنِ إنما يرجو آلعيش فتى عاش في أمن من آلمِحَنِ.."(١)لا تُوَدِعْ أحَدًا لا تفرق لفراق أحدٍ تَجَهَّمْ.. لِيَتَخَلَّصْ رأسُك من رأسِه من الأطياف كلها العالقة بأوهام ذاكرتك حَدِقْ في آلسماوات في آلأرضينَ في آلزرقة آلحارقة في آلزبَد آلمعصفر ببقايا أرواح سائبات آنشقتْ تشظتْ تهاوت تناثرت، فهي على سَفَر دائب لا تنقضي آجالُه آلمستعجِلة إلا لتبدأ من جديد نسج أكفان مارقة..لا وقت للحنين، يا صغيري، لا وقتَ لاِستعادة ما لا يُعادُ لا أملَ في عيشة مجترة مدعوكة مُلاكَة لن يتبدل دم الأنام يولدون يعملون يكدون يشقون يكابدون يموتون في فلوات شوهاء بين شعاب مسالك غير مستوية ومنعرجات ليس يعيش في ثنايها غير زواحف عرجاء وبوم عمياء ومعالم حياة إلى زوال تحتضر على مَهَلٍ يُلقَى بِهِمْ راضينَ في شَفير جُرُفٍ هارٍ ينهار بمصائرهم صامتين كانوا سيظلون يبقون...مادمتَ حللتَ ربوع تجاعيدنا آلعجفاء فتحملْ لا تمتقع لا تندم لا تنتكس لا تتراجع، نط، يا سندباد آلبراري..اخْطُ خطوة أخرى لا تتردد..اقفز قفزتك آلمتوجسة..كن نئيما يشق أذانًا صماءَ كن حُداءً في حَنجرة طائر من بهاءٍ يحلق في سماءٍ مدثرة بغيوم عجفاءَ تنقر ترانيمَها الخرساءَ قناديلُ بحار شاهقة..يعاني..تعاني..هوووف..لا تبالِ ارْفَعْ رأسَكَ..تقدمْ...
_إحالات:
١_أبو نواس الحسن بن هانئ
#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟