سلوى لإدريسي
الحوار المتمدن-العدد: 7371 - 2022 / 9 / 14 - 23:35
المحور:
الادب والفن
إلى أمي البيولوجية
بعد مرور 50 سنة من يوم ميلادي ،علما بالصدفة أن أبي لم يكن أبي وأن أمي ليست أمي وأن ذاك الوطن الذي تغلغل في روحي ليس وطني ، وذاك المنزل الذي تفوح منه رايحة الحنين لم يكن وطني..
لقد علمت أنك ركبت قوارب اليأس وجبت الأطلسي ، لتنقذيني من رياح الفقر التي تعصف ببلدك الأم (غينيا ) ، وتركتمان عند عائلة مغربية ،كانت لي الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة ..
رغم أني بلغت رشدي وملأ الشيب رأسي، إلا أنني بكيت كطفل صغير عند سماعي الخبر ..كانت مشاعرى مضطربة ،وتذكرت أصدقائي الغينيين في الجامعة ، ولماذا كانوا المفضلين عندي من بين كل الجنسيات، كنت أدعوهم لمنزل والداي نأكل الكسكس معا. ..
وأطلب منهم الغناء بلهجتهم الأصلية فينتابني شعور غريب ، وأمي أيضا كانت ترحب بهم بشكل غير عادي..
أكتب لك هذه الرسالة ،وأعلم يقينا أنك لا تتذكرينني ، ولم تسمعي باسم عبد الله يوما ،هذا اسمي الذي اختاره لي أبواي في المغرب بعدما كان إسمي adero بحث عن معاناه فكانت الصدمة بالنسبة لي )الشخص الذي يخلق الحياة)
كيف لك أن تتركيني بعدما اسميتني "أدرو" ألم تري في عيني الحياة ،لماذا لم تسألي عني ؟ لماذا جعلت مني مواطنا شريفا في غير بلده..
أخيرا يا أمي البيولوجية ..لقد توفي والداي منذ زمن ،عاتبت قبريهما كثيرا ، لإخفائهما الحقيقة ..ورحلت نحو غينيا...أنا أنتظرك هناك يا أمي إلى الممات ..
#سلوى_لإدريسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟