أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - 13 سبتمبر في الذاكرة الفلسطينية














المزيد.....

13 سبتمبر في الذاكرة الفلسطينية


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7371 - 2022 / 9 / 14 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحداث التاريخية الفارقة التي شهدها شهر سبتمبر في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية كثيرة، ومن أبرزها تأثيرًا معركة القدس عام 1938 التي تُعد واحدة من المواجهات ذات الطابع العسكري الحربي إبان الثورة العربية الكبرى حيث استطاعت الثورة برجالها السيطرة على نصف مساحة فلسطين والتحكم في طرق المواصلات، مما اضطر بريطانيا دولة الاحتلال الأكبر والأعظم آنذاك بالرضوخ لنتائج الثورة السياسية فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا.
لكنّ الأهم في تلك النتائج أنها أرست قواعد الاشتباك مع الاحتلال بغض النظر عن زمنه وشكله وأهدافه، ورسمت طريق التحرير والانعتاق من عبودية الاحتلال.
لا أتحرى في هذا المقام السرد التاريخي لأحداث المعركة وحيثياتها ونتائجها إنما أبتغي الوقوف على مسار الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني وانعكاساتها على العلاقة مع المحتل ليتضح المآل من المقال.
تصادف ذكرى هذه المعركة بما قدمته من دروس وأحكام وفلسفات لإدارة العلاقة مع الاحتلال وذكرى توقيع اتفاقية أوسلو التي مضى عليها تسعة وعشرون عامًا حيث ألقت الاتفاقية بظلالها على مسار الحركة الوطنية الفلسطينية وغيَّرت من ملامحها حيث طغى المسار الحقوقي التفاوضي على حساب الخطاب التحرري الكفاحي النضالي السياسي والعسكري، هذا التغيير الطارئ على مسار الحركة الوطنية الفلسطينية، ومخالفة قواعد الاشتباك التي رسَّختها معركة القدس أدى بالضرورة إلى فشل مفاوضات السلام و تراجع المشروع الوطني لحساب المشروع الص.ه.يوني لجهة طمس الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، والتوسع في بناء المستوطنات اليهودية على الأرض الفلسطينية، وعلى حساب العلاقات الفلسطينية العربية حيث نجحت اسرائيل في التمدد في المنطقة العربية من خلال اتفاقيات التطبيع المجانية، وخلقت تحالفًا عربيًا اسرائيليًا لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة متخطية القضية الفلسطينية وكأنها في كوكب آخر.
لم تقف الآثار السلبية لاتفاقية أوسلو بوأد اسرائيل لها ونعيها بكل السبل، وإغلاق باب المفاوضات بانتهاء مؤتمر كامب ديفيد سنة 2000 عند ذلك فحسب بل سعت اسرائيل جاهدة ومَنْ خَلْفَها إقليميًا ودوليًا لإيجاد جسم بديل عن منظمة التحرير، أو على الأقل إيجاد جسم موازٍ لها ليس بهدف تقليص الصراع وإنما لإنهائه كليًا، وفتح المجال للفلسطينيين بإنشاء إمارات أو كانتونات أو محميات أو روابط أو ما يعجبه من مرادفاتها في المعجم اللغوي العربي.
مثلت أوسلو العامل الطارئ على مسار الحركة الوطنية، وأشغلتها بقضايا جانبية مثل إثبات حسن النوايا لإتمام عملية السلام ، وإثبات الجدارة المؤسسية، والانشغال بالانتخابات التشريعية لسلطة الحكم الذاتي، والقبول بالبحث عن كيفية التعايش مع الاحتلال، وإن كان لبعضها أهمية لكنها لا يمكن أن تكون بديلًا عن معالجة جوهر القضية الفلسطينية وهو الاحتلال.
هذه البسطة العاجلة لحدثين بارزين في ذاكرة سبتمبر وأثرهما على مسار الحركة الوطنية في مواجهتهما للاحتلال البريطاني الص.ه.يوني ليس جَلْدًا للذات أو محاولة لإلقاء اللوم على طرف دو الآخر، ولا اكتفاءً بتشخيص المرض إنما هو دعوة للمراجعات النقدية الذاتية للخروج من النفق المظلم الذي تسير فيه القضية الفلسطينية.
القيادة الراشدة هي من تملك زمام المبادرة للخروج من المتاهات والخطايا السياسية، وتعمل على التخلص من القيود السياسية التي يمكن لها أن تعيق عملية الاصلاح لمسار الحركة الوطنية، وفي هذا الصدد ليس المطلوب بدعًا من القول أو العمل إنما المطلوب التخلص من السلبيات ومراكمة الإيجابيات، ولكي لا يكون الكلام مرسلًا لا طائل منه ولا رجاء فيه، ولأنّ المقام يفرض المقال ويستدعي من الجميع استجماع مواطن القوة، لرسم خارطة طريق تبدأ بالولوج في إجراء جراحة قلب مفتوح، وألا يختبئ أحد خلف الكلمات والمصطلحات، وهذا يمكن تحقيقه إذا ما توفرت الإرادة الصادقة والعزيمة الصلبة بحيث تُبنى المراجعات على إجراء مراجعة فكرية جادة وخاصة حركات الإسلام السياسي لجهة المشروع الوطني وإنهاء الانقسام الذي هو نتيجة طبيعية للخلاف الفكري والرؤيوي الأيديولوجي والسياسي، وللدور الاستعمالي الذي قَبِل أن يلعبه البعض، والعمل على الحد من التدخلات الإقليمية التي باتت تمثل عائقًا كبيرًا أمام إصلاح مسار الحركة الوطنية ووحدة صفها، والبناء على ما تم انجازه على الصعيد الوطني ومضاعفة الجهود من أجل الحصول على اعتراف أممي بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين وفي هذا السياق لا مناص للرئيس عباس من إخراج خطوات فك الارتباط مع الاحتلال من الأدراج ووضعها موضع التنفيذ، لأجل الاستثمار الحقيقي والفاعل للاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية في كافة الاتجاهات السياسية والاقتصادية والقانونية سواءً على مستوى العلاقة مع الاحتلال أو شرعية الوجود الرسمي على الخارطة الدولية للقيادة الفلسطينية، والتوقف عن طرح الأفكار الجديدة على غرار الدولة ثنائية القومية لسببين أولهما أنّ الشعب ليس من فئران التجارب ومن السفاهة بمكان الاعتقاد بإمكانية النجاح بابتكار تجارب جديدة لهدف ثابت وواضح، وثانيهما أنّ الذي يتنكر لوجودك وتلاغيه بنعومة أظفارك أمام وحشية افتراسه وسادية وسائله لن يعطيك شيئًا، ولن يراك بعينه.
تنويه : القضية الفلسطينية لن تجد سبيلًا للخلاص من الاحتلال ما دام هناك من يدعي امتلاك الحكمة والحقيقة، على هؤلاء أن يفيقوا من السكرة ويعودوا إلى الفكرة ويدركوا أن لا أحد منهم ابن الله .



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة الفلسطينية بين الواقع والطموح
- أوروبا مُعَلّقَة على خازوق الغاز
- رصاصة واحدة تغتال مقتدى والنجف
- مَنْ يَرِثُ الرئيس
- مَنْ يبيعُ الوهمَ لِمَنْ
- اغتيال عقل بوتين
- هولوكوست برلين 2022
- 55 ساعة
- إلى أين تمضي غزة
- بايدن عاد بقرني حمار
- فلسطين ساعتان وحزمة رشىً
- أُم اللوز
- جواز دبلوماسي
- صراع العروش
- باريس الشّرق
- أيّها القادة اخلعوا الأقنعة
- يوم التوحيد انتصار للحقيقة والجماهير
- عاش الوطن والشّعب
- في ذكرى النّكبة سأسكن اسدود
- رصاصُ الغدرِ لن يُسكتَ شيرين


المزيد.....




- وفاة ليام باين الصادمة وعودة عبدالله الرويشد للكويت محاطًا ب ...
- مستشفى كمال عدوان بغزة يطالب بفتح ممر إنساني عاجل
- غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت تستهدف لأول مرة م ...
- قازان تستعد لاستقبال ضيوفها
- الجيش الإسرائيلي يعلن استثناء مستشفى في بيروت من القصف
- عاجل: غارات إسرائيلية مجددا على الضاحية الجنوبية لبيروت بعيد ...
- بعد ضربات روسية على أوكرانيا..وزير الدفاع الأمريكي أوستن يحط ...
- وزير الخارجية الأمريكي بلينكن يجري الزيارة الحادية عشرة للشر ...
- في خطاب التنصيب: قيس سعيّد يذكّر -بمؤامرات أعداء الثورة- وي ...
- نتائج أولية لانتخابات إقليم كردستان تظهر تفوّق الحزب الحاكم ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - 13 سبتمبر في الذاكرة الفلسطينية