كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 7371 - 2022 / 9 / 14 - 06:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فازت وزيرة الخارجية البريطانية السابقة ليز تراس في تصويت المحافظين البريطانيين لخلافة بوريس جونسون في منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة، وباتت ثالث امرأة بعد مارغريت تاتشر، وتيريزا ماي تتولى رئاسة الحكومة البريطانية.
فما هو موقفها من القضية الفلسطينية وإيران والدول العربية؟ تراس تعتبر صديقة لإسرائيل؛ فرغم ان سابقها في رئاسة الوزراء بوريس جونسون كان يعتبر صديقا وحليفا لإسرائيل، إلا ان مسؤولين في دولة الاحتلال يرون فيها صديقة حقيقية كبيرة لدولتهم، وان العلاقات البريطانية الإسرائيلية ستزدهر في عهدها.
فمنذ أن بدأت مشوارها الطموح للوصول الى رئاسة وزراء بريطانيا، لم تخف ليزا تراس دعمها القوي لإسرائيل وسياساتها العدوانية التوسعية، ونصبت نفسها حليفا لها وللجالية اليهودية البريطانية التي يبذل قادتها كل جهد ممكن للتأثير على صناعة القرار البريطاني وتسخيره لخدمة إسرائيل.
ففي أول خطاب لها أمام حزب المحافظين السنوي بعد توليها وزارة الخارجية، أكدت تأييدها ودعمها لدولة الاحتلال، واعتبرتها دولة ليبرالية ديموقراطية مثل دول الناتو وغيرها من الدول الديموقراطية؛ وقالت إن بريطانيا ليس لديها صديق موثوق وحليف يعتمد عليه أقرب من إسرائيل؛ ووقعت مذكرة تفاهم مع وزير خارجيتها آنذاك، ورئيس وزرائها الحالي يائير لابيد لتعميق العلاقات بين بريطانيا ودولة الاحتلال في مجالات الأمن السبراني، والتكنولوجيا، والدفاع، والتجارة، والعلوم، وقالت مؤخرا أنها وبصفتها رئيسة للوزراء، ستعمل عن كثب مع قادة الدولة الصهيونية لإزالة الحواجز التجارية بين البلدين، وستراجع ما إذا كان على المملكة المتحدة أن تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية في نقل سفارتها من تل أبيب للقدس، وتعهدت بمحاربة حركة المقاطعة لإسرائيل، وبذل قصارى جهدها مع حلفاء المملكة المتحدة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
يبدو أن ليزا تراس ستتبع نفس سياسات أسلافها رؤساء الوزارات البريطانية السابقين القائمة على دعم الدول العربية الصديقة لبريطانيا ودول الغرب وابتزازها سياسيا واقتصاديا؛ والمعادية لإيران، والمنحازة لدولة الاحتلال، والمتجاهلة لمعاناة الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال وتحرير وطنه وإقامة دولته المستقلة. فلا غرابة في ذلك، و" ما أشبه الليلة بالبارحة"؛ فبريطانيا هي التي خدعت العرب وتآمرت عليهم وجزأت وطنهم إلى دويلات. وهي التي أصدرت وعد " بلفور"، وكانت في مقدمة الدول التي لعبت دورا محوريا في تشجيع وتسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتسليح العصابات الصهيونية ومساعدتها على ارتكاب جريمة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟