أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - هل كان لدى منظمة التحرير بديلا عن توقيع اتفاق أوسلو؟















المزيد.....

هل كان لدى منظمة التحرير بديلا عن توقيع اتفاق أوسلو؟


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7370 - 2022 / 9 / 13 - 19:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


إذا حكمنا على نتائج دخول منظمة التحرير عملية التسوية السياسية بتوقيعها اتفاقية أوسلو انطلاقاً مما آلت إليه الأمور بعد 29 عام فإن الواقع القائم على الأرض وخصوصاً تواصل الاستيطان والتهويد وضياع القدس يؤكد على فشل هذا الاتفاق في تحقيق السلام وفشل السلطة الفلسطينية المنبثقة عن الاتفاق في تحقيق ما كانت تراهن عليه القيادة الفلسطينية في أن يكون الاتفاق والسلطة بداية للتأسيس لدولة مستقلة، ولكن السؤال هل كان مصير القضية الفلسطينية سيكون أفضل لو لم يتم توقيع اتفاق أوسلو؟
القيادة الفلسطينية وبعد حوالي 3 عقود تعترف بفشل تسوية أوسلو وتُحمل إسرائيل كامل المسؤولية عن فشل مشروع تسوية أوسلو، وإن كانت مسؤولية إسرائيل أمر مؤكدا إلا أن أطرافاً أخرى تتحمل المسؤولية عما آلت إليه الأمور ومنها القيادة الفلسطينية نفسها.
ولأن هناك الكثير مما يُقال حول اتفاق أوسلو وحتى نبتعد عن المناكفات السياسية وتوجيه الاتهامات المتبادلة حول المسؤولية عما آلت اليه الأمور بعد اتفاق أوسلو، فإننا سنقتصر على إبداء بعض الملاحظات أو الهوامش ليس بهدف تبرير دخول القيادة الفلسطينية لعملية تسوية أوسلو بل لاستخلاص العبر مما جرى ووضع استراتيجية أو رؤية لكيفية التعامل مع افرازات أوسلو وكيفية استعادة حضور القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني.
1- كانت أوسلو ممراً إجبارياً
قبل توقيع منظمة التحرير اتفاقية أوسلو كانت المنظمة محاصرة ليس فقط من طرف إسرائيل والغرب بل حتى من طرف غالبية الدول العربية بسبب اتهامها بدعم صدام حسين، وآنذاك كان الحصار سياسياً ومالياً حيث تم وقف كل أشكال التمويل حتى أصبحت المنظمة عاجزة عن دفع رواتب موظفيها ومقاتليها، وفي المقابل وجهت دول عربية وخصوصاً الخليجية الدعم المالي والسياسي لحركة حماس.
2- لو افترضنا عدم دخول المنظمة وقواتها إلى الداخل بعد توقيع اتفاق أوسلو لتم الإجهاض على المنظمة وتلاشت قواتها ومؤسساتها بسبب الحصار المُشار اليه أعلاه، وخصوصاً أن البديل الأردني كان جاهزا كما أن إسرائيل وأطراف عربية أخرى كانت تشتغل لخلق قيادة للشعب الفلسطيني ذات توجهات إسلامية لتكون بديلا عن منظمة التحرير كمشروع وطني.
3- لو لم يكن مؤتمر مدريد في أكتوبر 1991 ما كان اتفاق أوسلو
مؤتمر مدريد للسلام كان بدعوة من الرئيس الأمريكي جورج بوش وكان المؤتمر تحت عنوان البحث عن تسوية سياسية وسلام دائم بين العرب والإسرائيليين بينما كان هدفه الحقيقي جمع العرب والإسرائيليين على طاولة المفاوضات وهذا ما حدث لأول مرة والبحث عن اتفاقات سلام منفردة بين إسرائيل وكل دولة عربية على حدة وتجاوز منظمة التحرير كعنوان للشعب الفلسطيني، وحضرت المؤتمر كل الدول العربية ما عدا من لم يتم توجيه الدعوة لهم – عراق صدام حسين وليبيا القذافي- ولم يتم توجيه الدعوة لمنظمة التحرير وتم القبول بحضور فلسطيني رمزي ضمن الوفد الأردني. وبالتالي شعرت المنظمة أنه إن لم تتجاوب مع عملية التسوية السياسية فسيتم تجاوزها.
4- جاء توقيع اتفاق أوسلو بعد انهيار النظام الإقليمي العربي بعد غزو العراق للكويت وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي الذي كان يُعتبر حليفا للفلسطينيين، أيضا بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة) التي أحيت في بدايتها القضية الفلسطينية وجعلتها محل اهتمام العالم ولكن أمور الانتفاضة آلت لحالة من الفوضى بسبب الصراعات والخلافات الداخلية وكان الأمر يحتاج لاستثمارها سياسيا قبل أن تسوء الأمور أكثر.
5- اتفاق أوسلو وفوضى الربيع العربي.
مع أنه سؤال افتراضي، إلا أننا نتساءل عما سيكون حال منظمة التحرير وقواتها التي كانت مبعثرة في تونس واليمن والعراق والسودان بعد إخراجها من لبنان عام 1982 وقبلها من الأردن 1970، لو دهمتها فوضى الربيع العربي وهي في الخارج؟ نعتقد أن دخول المنظمة ومؤسساتها وعناصرها إلى الأراضي الفلسطينية مع توقيع اتفاق أوسلو جنبها وجنب القضية خطر التصفية وهو خطر قد لا يقل عن المخاطر المترتبة عن اتفاق أوسلو.
6- اغتيال إسرائيل للرئيس أبو عمار وتدميرها لاحقاً مؤسسات السلطة والعمل على اضعافها يؤكد أن القيادة الفلسطينية ورئيسها أبو عمار لم يكن موقفهم في أوسلو موقفاً خيانياً كما اتهمهم البعض.
7- فصائل فلسطينية عملت بدورها على افشال أوسلو واضعاف منظمة التحرير وسلطتها دون أن يكون عندها بديل عملي أو استراتيجية لتحرير فلسطين، وكانت حكومات إسرائيل توظف العمليات المسلحة التي كانت تقوم بها خصوصاً حركة حماس لتدمير كل ما تبنيه السلطة من مؤسسات ولإقناع الإسرائيليين والعالم بأن الفلسطينيين لا يريدون السلام وما زالوا ملتزمين بهدف تدمير إسرائيل.
8- تتحمل الدول العربية والمنتظم الدولي مسؤولية عما آلت إليه الأمور من خلال تركهم الفلسطينيين لوحدهم يواجهون إسرائيل ومخططاتها وما جرى لاحقا من تطبيع عربي مع دولة الكيان.
9- كان من الممكن أن تكون خسائر توقيع اتفاقية أوسلو أقل فداحة وانجازات السلطة أفضل لو كان أداء السلطة مالياً وإدارياً أفضل ولو لم تبرز في السلطة والمنظمة طبقة سياسية انتهازية تهتم بمصالحها الخاصة وبمصالح أجندة خارجية غير وطنية.
10- لم يكن الخلل في مبدأ التسوية السياسية بل في فن إدارة المفاوضات وفي غياب وحدة وطنية حول عملية السلام والهدف منها.
11- بالرغم من كل ما جرى ومع ما آل اليه أمر رافضي أوسلو ورافعي شعار (المقاومة بديل لأوسلو وللتسوية السياسية) وما آل اليه الحال العربي والإقليمي فإن على الفلسطينيين عدم التخلي عن المطالبة بالسلام العادل حتى لا توظف إسرائيل ذلك لتحميلهم مسؤولية فشل التسوية السياسية، ولكن في نفس الوقت عدم التخلي عن حقهم في مقاومة الاحتلال بما لا يتعارض مع الشرعية الدولية وفي سياق استراتيجية وطنية، فلا تعارض بين السعي للسلام ومقاومة الاحتلال.
12- إن كانت مراهنة منظمة التحرير على اتفاق أوسلو فشلت فإن مراهنة إسرائيل لم تفشل، فما تعتبره المنظمة والشعب الفلسطيني فشلا تراه إسرائيل انتصارا، لأن ما يجري هو ما كانت تسعى له وتراهن عليه إسرائيل بمشاركتها في مؤتمر مدريد بداية ثم في توقيع اتفاقية أوسلو، ولم تكن إسرائيل تفكرا أبدا في الانسحاب من كامل الضفة وغزة والسماح للفلسطينيين بإقامة دولتهم وعاصمتها القدس، واتفاق أوسلو لم يذكر بتاتا كلمة دولة فلسطينية.
13- كان اتفاق أوسلو في البداية وكما كانت تريد إسرائيل تحت عنوان (غزة أولا) قبل أن يصبح (غزة وأريحا أولا) واليوم ومن خلال ما يجري في قطاع غزة ولقطاع غزة وبعد أن استقر الأمر لحماس في القطاع والتزامها بالهدنة وما يجري في الضفة من إضعاف للسلطة وتآكل صلاحياتها ومناطق نفوذها، يتأكد نجاح إسرائيل في تحقيق ما كانت تهدف له من توقيع اتفاق أوسلو حيث يبدو أن غزة ستكون أولا وأخيرا.
14- بعد تسع وعشرين سنة على توقيع اتفاق أوسلو والاعتراف بفشل الاتفاق في تحقيق السلام، لا قيادة منظمة التحرير قادرة على الغائه والتحرر من التزاماته وهذا ما تأكد مع عدم قدرتها /أو رغبتها على تنفيذ مقررات المجلس المركزي المطالبة بذلك، ولا الفصائل المعارضة للاتفاق تملك البديل الناجح لنهج أوسلو،
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر حركة فتح وحسين الشيخ وخلافة الرئيس
- الصهيونية صنو النازية والعنصرية
- الشرعية الدولية ما لها وما عليها
- جرائم إسرائيل والهولوكوست: ليس المهم المسمى بل الفعل ذاته
- البعد القومي في القضية الفلسطينية بين الماضي والحاضر
- الفلسطينيون ليسوا في غزة فقط
- التطبيع لايعني القطيعة مع المطبعين
- دور حركة فتح في استنهاض الحالة الوطنية مجددا
- الفلتان الأمني مخطط لتفكيك وحدة المجتمع
- لماذا حل الدولتين بعيد المنال؟ ومن المسؤول؟
- نتائج زيارة بايدن بين المعلن والخفي
- هل يستحق جو بايدن الشكر؟
- على هامش احتفالات الجزائر ومصافحة عباس وهنية
- هل أصبح الشرق الأوسط الجديد أمرا واقعا؟
- المساومة على الحقيقة والحق
- الرئيس أبو مازن: ما له وما عليه
- حركة فتج والسلطة: أية علاقة؟
- زيارة بايدن المثيرة للقلق
- رحيل الكاتب غريب عسقلاني
- الرواية وحدها لا تكفي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - هل كان لدى منظمة التحرير بديلا عن توقيع اتفاق أوسلو؟