أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - لإمبراطورية الروسية – 7 بيتر الأول العظيم















المزيد.....


لإمبراطورية الروسية – 7 بيتر الأول العظيم


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7369 - 2022 / 9 / 12 - 02:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ا


الفصل الثاني عشر

كيف حلم بيتر بالبحر

لم يكن هناك من هو أكثر انتقادا لحملة القرم من القيصر الشاب بيتر (1672-1725). في طفولته المبكرة، كانت ألعابه المفضلة، هي الأقواس والسهام، الحراب والرماح، البنادق والمدافع، الطبول والرايات.

مع تقدمه في السن، كان يشكل في اللعب، فرق جندية تسمى "الشركات الرياضية". كان يسير معها مسافات طويلة في كل أنحاء البلاد، يقوم بكل الواجبات العسكرية والانضباط اللازم. يطيع أوامر القواد، ويقف على أهبة الاستعداد.

في عام 1685، عندما كان في سن الثالثة عشرة، كان يبني حصونا صغيرة يدافع عنها، وكانت الدماء تسيل في بعض الأحيان. حتى القيصر لم يكن يسلم من حرارة المعارك الصورية.

بعد أن كبر وأصبح مشرفا على الأوضاع العسكرية، لم يستطع بيتر أن يغفر للأمير باسيل فشله العسكري. لقد كان من الصعوبة بمكان، أن استطاعت صوفيا أخته، انتزاع التوقيع نيابة عنه بمنح المكافآت.

فبدأ الصراع الذي كان لابد منه. أصدر بيتر أمرا بمنع صوفيا، من الظهور في الحفلات التي تقيمها الدولة. عصت صوفيا الأمر، فترك بيتر موسكو غاضبا.

أرادت صوفيا تحسين أمورها مع الجنود الرماة، لكنهم لم ينسوا لها معاملتها السيئة السابقة لقادتهم. وأصبحت تمثل عار لكثيرين منهم، ولم تشفع هداياها في كسب قلوبهم، ولم يلق كلامها المعسول أذنا مُصّغية.

في عام 1689، بينما كان بيتر نائما في فيلا التجلي، استيقظ فجأة في منتصف الليل من قبل اثنين من الجنود الرماة، اللذان أخبراه بأن حياته في خطر.

بالرغم من أن الإنذار كان كاذبا، إلا أن بيتر، هرب حافي القدمين ونصف عار، إلى اسطبلات الخيول، وامتطى صهوة حصانه، لكي يفر به إلى أقرب غابة، حتى يكمل لبس ثيابه.

ثم سارع بالوصول إلى دير الثالوث. هناك، انفجر في البكاء، وقال لرئيس الدير كيف أن أخته تبغي قتله. في الدير، انضمت إليه والدته وزوجته والخاصة من بلاطه. وكذلك، فوج من زملاء اللعب، وفوج آخر من الجنود الرماة.

سرعان ما بدى للعيان أين تكمن وتستقر السلطة. البطريرك، الذي أرسلته صوفيا لتحقيق المصالحة، انضم إلى شقيقها بيتر. العقيد جوردون والضباط الأجانب دعموه علنا.

"مازيبا"، المتقلب، بعد رؤية أين تكمن الرياح، ومعرفة من أين تؤكل الكتف، هجر الأمير باسيل، وقدم نفسه لخدمة بيتر، الذي ثبته في وظيفته قائدا للجيش.

اتهمت صوفيا بأنها تتصرف كأنها مساوية لأخيها القيصر. كما نقول نحن بالبلدي، "عاملة راسها براسه". وأنها تبغي تتويجها إمبراطورة مستبدة. لذلك، تم وضعها في حبس محكم في دير للراهبات. حتى تنسى أمور الدنيا، وتتفرغ لأمور الآخرة.

ثم تعرض أصدقاؤها للتعذيب والعقاب الشديد، بشكل أو بآخر. فقد قطعت رؤوس العديد منهم، ونفي آخرون. وحرم الأمير باسيل وابنه من رتبه، ونزعت منه نياشينه، وأممت ممتلكاته، وأرسلا إلى سيبيريا.

كان بيتر، في الثامنة عشرة من عمره في ذلك الوقت. وبالرغم من حجمه وقوته اللتين تدلان على أنه رجل كامل النمو، لم يكن يهتم بشؤون الدولة. لقد تركها كلها للبويار حوله، ولزوجته وأمه، وللأمير بوريس جاليتسين.

أما هو، فكانت بهجته في الألعاب الميكانيكية، والحدادة وشغل "الفورجيه"، وبناء السفن والإبحار. ثم تحول انتباهه إلى القوارب عن طريق الصدفة.

في عام 1688، قيل إنه سمع، في بعض البلدان الأجنبية، عن اختراع جهاز يقيس المسافات عن بعد. فأرسل يطلب أحدها من الخارج.

وقام فرانز تيمرمان، وهو تاجر هولندي، يعيش في الحي الألماني من موسكو، بشرح الجهاز له، وكيفية استخدامه. لقد كان بيتر، يعاني للأسف من عدم معرفته الكتابة والقراءة والحساب.

لم يكن يعرف عمليات الضرب والقسمة. وكان اهتمامه ينصب على ممتلكاته الجديدة. لكن حسب تعليمات تيمرمان، كان محتاجا لتعلم الحساب والهندسة، وأخيرا الجغرافيا، وهندسة بناء الحصون. ثم أصبح تيمرمان، رفيق بيتر الدائم.

في أحد أيام شهر يونية من نفس عام 1688، بينما كان ينظر إلى محتويات أحد المخازن، عثر على قارب إنجليزي، من بين الخردة التي كانت تخص ابن عم جده.

أخبر تيمرمان بيتر، أن القارب إذا مد بشراع مناسب، فإنه يقدر أن يشق حباب الماء ويسبق الريح. فقرر بيتر تجربة القارب على الفور. أرسل يستدعي نجارا هولندي، يدعى براندت، الذي قام بسد ثقوبه ودهنه بالقار، وعمل صاري له كساه بشراع.

كان بيتر سعيدا. بالتجربة، تعلم إدارة القارب، أولا في نهر ضيق قليلا، ثم في بركة ضحلة. لكن سرعان ما تجاوز طموحه هذه الحدود. وعلم أن هناك بحيرة كبيرة على بعد حوالي ثمانين كيلومترا من دير الثالوث.

في عام 1693، هناك، مع براندت وهولندي آخر، بنى بيتر أسطولا صغيرا. كان حماسه في هذا العمل كبيرا جدا، لدرجة أنه بالكاد يمكن حثه على العودة إلى موسكو، حتى لحضور المهرجانات الكنسية الكبرى، أو لاستقبال المبعوثين الأجانب.

قرر أخيرا شق أمواج البحار المفتوحة. وبالرغم من دموع والدته، وصلوات البطريرك، انطلق بقاربه، جبرائيل، مع رفقة أكثر من مائة شخص.

كان القارب جبرائيل، زبون الصيف العظيم للرياح التجارية. وكان بيتر قادرا على التحدث مع البحارة الأجانب والتجار، لمعرفة الكثير عن التجارة وبناء السفن، وأسلوب قيادتها.

مما أحزنه، أنه لم يجد سفينة واحدة تحمل العلم الروسي. فصمم على تصحيح هذا الوضع بيديه. وأطلق على عارض السفينة الكبيرة، اسم "سانت بول"، والاسم يعني "القديس بولس".

بالرغم من الوعد الذي قطعه لوالدته ناتاليا، تجرأ بيتر وخاض بحر الشمال، وشق أمواجه الغاضبة، في رحلة استمرت مدة خمسة أيام في عام 1694.

في العام التالي، لم تمنع وفاة والدة بيتر من زيارة طويلة لسفنه. مع "قافلة" قوامها عشرون بارجة، أبحر أسفل نهر دفينا.

بينما كان في انتظار الزي من دير "سانت بول"، قام برحلة إلى نفس الدير الذي حاصره والده لمدة ثمانية أعوام. فهبت عاصفة هائلة، مزقت شراع يخته الصغير، وألقت به بعيدا.

توقع الهلاك لا محالة، لكنه ردد الدعاء الأخير، ثم أمسك بالدفة باستماته. وبمساعدة القبطان أنتيب، تمكن من تجاوز الشعاب المرجانية في الميناء بأعجوبة.

ثم وضع بيتر علامة على مكان الهبوط، مع صليب خشبي يحمل نقشا هولنديا، وكافأ القبطان أنتيب، ومنح مبالغ كبيرة للأديرة، امتنانا للرب على النجاة.

بالرغم من هذه التجربة، عاد إلى سفينته، جبرائيل، وبدأ برحلة بحرية جديدة، بمرافقة الأسطولين الإنجليزي والهولندي حتى "هولي كاب"، الذي يفصل البحر الأبيض من المحيط الشمالي.

سرعان ما عاد بيتر إلى موسكو، وللمرة الأخيرة، شارك فيما أسماه لعبة المريخ". بيد أن المعركة كانت صورية. كانت هناك فرقة واحدة من الجيش، يبلغ عددها سبعة آلاف وخمسمائة رجل، تابعة لملك بولندا. وتم اقتحام حصنها وفقا لقواعد الحرب.

المعركة شاهدت إطلاق النار وانفجار القنابل وقذف المدافع والضربات العشوائية، التي كانت تسفر عن جروح وكسور كالمعتاد.

وكانت هذه الألعاب، يصاحبها عروض كوميدية وفقرات غنائية. مع شرب الخمور والإسراف في الطعام. وتستمر هذه الألعاب لمدة خمس أسابيع. وبانتهائها، ينتهي عهد الصبا بالنسبة لبيتر، وتبدأ حياة الرجولة الحقيقية.


الفصل الثالث عشر

السفينة الملكية من زاندام

يتدفق النهران الروسيان، الدون والدنيبر، في المياه التركية. مفتاح الدون كان قلعة آزوف العظيمة، الشهيرة في سجلات اليونان والرومان باعتبارها المركز التجاري الآسيوي.

هذه القلعة، قام تيمور الأعرج بتدميرها، وأعاد الأتراك بناءها، لكن تم الاستيلاء عليها وتدميرها من قبل دون الكازاخ، في عهد جد بيتر. ومرة أخرى، يحصنها الأتراك، ويجعلونها مركزا لغاراتهم على الدول المجاورة.

أما فم نهر الدنيبر، فهو محاصر بخمسة حصون. في الشتاء التالي لمناورات بيتر العسكرية، قرر فجأة القيام بحملة ضد الأتراك والتتار. وكان اهتمام بيتر الأكبر، بالاستعدادات، ورسم خطط الهجوم.

في ربيع عام 1695، نجح جيش روسي من مائة وعشرين ألف رجل، جنبا إلى جنب مع جيش كازاخ مازيبا، في السيطرة على أربعة حصون تركية على ضفاف نهر الدنيبر.

جيش أصغر، يتكون من أربعة أفواج مدربة جيدا، كانت تشترك في تدريبات بيتر العسكرية، قامت بهجومين على مدينة آزوف التي تقع على نهر الدون.

لكن، بسبب الحاجة إلى السفن، وتنظيم القيادة، وقلة خبرة الضباط، واندفاع القيصر، وخيانة أحد المهندسين الألمان، الذي أخبر الأتراك، وفضح خطة الروس، كان لا بد من رفع الحصار. ومع ذلك، دخل بيتر منتصرا إلى موسكو مع أسير واحد تركي يسير مكبلا بالسلاسل أمامه.

كان هذا الفشل درسا جيدا. اشتبك القيصر بيتر مع ضباط مدفعية أكفاء من ألمانيا وهولندا، ومن بروسيا والبندقية. بدلا من ترك الأمر إلى مجلس البويار، عين "أليكسيس شين" قائدا عاما للجيش، لكي يهاجم مدينة آزوف برا وبحرا. وتفرغ هو لبناء أسطول بحري.

الغابات جنوب موسكو، أمدته بالخشب اللازم. ثلاثون ألف رجل، كانوا يعملون طوال فصل الشتاء في المدن الواقعة على نهر الدون، لتحقيق هذا الهدف.

كان الطقس باردا جدا، وعندما اشتعلت النار وحرقت الأرصفة والسقالات الخشبية، هجر العمال العمل. بيتر نفسه، كان مريضا. لكن إرادته كانت قوية لا تلين.

كان يعمل كمراقب وربان سفينة في نفس الوقت. كتب: "بعد المشورة التي أعطاها الرب لجدنا آدم بأن يأكل خبزه من عرق جبينه"، أخيرا، تم بناء تسعة وعشرين قاربا، ومائة عوامة، وسبعمائة بارجة.

بعد ذلك، قامت القافلة البحرية عام 1696، بقيادة الأدميرال ليفورت، بطرد الأتراك من "أزوف". وقام المهندسون الأجانب بحفر الخنادق، وتوزيع البطاريات.

كان بيتر نفسه مليئا بالحماس. عاش على متن أسطوله، وكان يراقب الأسطول التركي. كتب لأخته ناتاليا:

"أختي الصغيرة، عملا بمشورتك، لن أقوم باللعب مع الأصدقاء بالأصداف والكرات. أنا الآن، أقوم بالتحضير لهجوم حقيقي أخير، سيجعل الباشا التركي يستسلم"

كان هذا أول انتصار حقيقي للروس، عادوا به لكي يمروا تحت قوس النصر، المزين بالنقوش والتصاوير. كان الروس سعداء بانتصارهم العظيم على الكفار.

لكنهم، وسط هذا الموكب الرائع، شعروا بالخجل والاشمئزاز من سلوك قيصرهم بيتر. فقد كان يرتدي زيا بسيطا، زي قبطان سفينة ألماني وقبعة. ويسير خلف عربة الأدميرال المذهبة.

أصبح بيتر الآن، هو الحاكم الأوحد. توفى شقيقه إيفان خلال فصل الشتاء المنصرم. وأضحى يشارك للمرة الأولى في شؤون دولته. وبعد موافقة مجلس البويار، أرسل إلى آزوف ثلاثة آلاف أسرة من الفلاحين، وحامية من الرماة. وقام بتحصين المدينة بمعاقل قوية وقلعة عظيمة، أسماها "بتروبوليس"، ويعني الاسم: "مدينة بيتر".

رأى بيتر أنه في حاجة إلى أسطول قوي. فأجبر الأديرة والتجار والأمراء والبويار، على تحمل حصتهم في النفقات. هو نفسه، قام بتحمل تكاليف تسع سفن أساسية، وتحمل التجار تكلفة اثني عشر سفينة، قاذفة قنابل.

خمسون من نبلاء البلاط، يرافق كل منهم جندي، تم إرسالهم إلى البندقية، وإنجلترا، وهولندا، لتعلم استخدام الخرائط والبوصلات. لكي يصبحوا مهرة في الملاحة وبناء السفن.

وأخيرا، صمم بيتر على ضرب مثالا يحتذى به، من خلال الذهاب بنفسه لدراسة ما يريده في الغرب. تعليمه الذي كان قد بدأ في الحي الألماني من موسكو، انتهى في أحواض بناء السفن في أمستردام ولندن.

في عام 1697، تم إرسال سفارة كبيرة إلى حكام أوروبا، لتوضيح سياسة روسيا تجاه تركيا، وعقد معاهدات مواتية معهم، إن أمكن ذلك.

بجانب المبعوثين الثلاثة الرئيسيين، كان هناك مجموعة من مائتي وسبعين شخصا. منهم النبلاء، الجنود، المترجمين، الكهنة، المطربين، والأقزام، والمهرجين. وكان من بينهم، قيصر روسيا، الذي كان يسافر تحت اسم "بيتر ميخائيلوف".

خلال غيابه، ترك شؤون الحكم لمجلس وصاية، بعد أن تم اتخاذ جميع الضمانات، لعدم قيام قلاقل، سواء في الداخل أو على الحدود.

بدأت السفارة في نهاية شهر مارس، لكنها توقفت في ريجا بسبب ذوبان الجليد. كانت هناك مجاعة، في مقاطعة ليفونيا، ولم يقم الحاكم السويدي للمدينة بواجب الضيافة للأجانب.

كما أن بيتر، عندما حاول فحص التحصينات، قام الحارس بطرده من الموقع. بعد ذلك، اتخذ بيتر هذه التصرفات المبررة، فيما بعد كذريعة للحرب.

كانت رحلة القيصر إلى هولندا بطيئة ومليئة بالأحداث. لقد مارس النجارة في ميتافا، وقضى شهرا في كونيجسبرغ في مجتمع فريدريك الثالث ملك السويد. ودرس المدفعية في بيلاو، وحصل على شهادة تقدير.

زار أيضا، صناعة الحديد في إلسنبورغ، واستمتع بمشاهدة المناظر في بروكين. تناول العشاء ورقص مع صوفيا شارلوت، زوجة فريدريك الثالث، ووالدتها، صوفيا، وأدهشتهما طباعه الغريبة وحيويته وتجهمه وعجرفته على الطاولة.

في هذا الوقت، كانت مدينة زاندام الصغيرة شمال هولندا، مشهورة ببناء السفن. كان بيتر قد سمع بها، وعقد العزم على دراسة علوم هذه الصناعة هناك.

سارع إلى أسفل نهر الراين، وبدون توقف في أمستردام، أنزل حقائبه واتخذ مسكنه في زاندام. في كوخ صغير، يمتلكه حداد كان يعرفه. شرع على الفور في العمل بفأسه.

لكن، سرعان ما تم التعرف عليه، مما جعل إقامته غير مريحة، بسبب الحشد الذي كان يتبعه أينما يذهب. ومع ذلك، تمكن من زيارة كل المصانع المقامة في المنطقة. مصانع أدوات المائدة، والحبال، ومصانع الورق، إلخ.

بعد إقامة لمدة أسبوع، عاد مرة أخرى في يخته الخاص إلى أمستردام، حيث عمل بهمة لمدة أربعة أشهر في أرصفة شركة الهند الشرقية.

كان يقضي كل وقت فراغه في مشاهدة المعالم السياحية. وكان مهتما بكل شيء. زار ورش العمل، المتاحف، مصانع الكريستال، سفن العبارات، والمستشفيات.

أخذ دروسا من طبيب أسنان متجول، ومارس المهنة على أصدقائه. كما أنه تعلم النقش، وقام بزيارة لأسطول جرينلاند لصيد الحيتان.

كان يشارك الفنانين والضباط والمهندسين والجراحين. اشترى نماذج من السفن، ولم يهمل أي شيء. كتب ذات مرة إلى البطريرك، بأنه قد تمكن " تماما من اتقان فن البحار".

بعد أن تعلم كل ما يمكن من الهولنديين، ذهب إلى إنجلترا. هناك، لم يكن متعبا. أمضى ثلاثة أشهر تقريبا في أرصفة ديبتفورد.

لكنه وجد الوقت لزيارة المعالم السياحية في لندن، وزيارة ترسانة ولويتش، قلعة وندسور، القصر الملكي في هاملتون، والبرج. كما شاهد عرض بحري كبير قبال سبيتهد.

كان لديه الفضول لحضور اجتماعات الكويكرز والخدمات البروتستانتية، ودراسة العقائد الدينية المختلفة. وأصبح صديقا حميما للملك ويليام، الذي أهداه يخت جميل.

وأخيرا، عاد بيتر إلى السفارة في أمستردام، وحول عينيه نحو فيينا والبندقية. في فيينا، جاءته الأخبار السيئة، التي جعلته يعود فجأة إلى موسكو.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمبراطورية الروسية – 6 بداية حكم عائلة رومانوف
- الإمبراطورية الروسية – 5 نهاية القيصر المزيف
- الإمبراطورية الروسية - 04 غاصب السلطة، والوريث المزيف
- الإمبراطورية الروسية – 03 إيفان الرهيب يكتب اسمه بالدم
- الامبراطورية الروسية - 02 إيفان يغزو قازان
- الامبراطورية الروسية - 01 إيفان الرهيب
- يا سادة، القوة وحدها لا تكفي لمحاربة الإرهاب
- تاريخ روسيا – 22 الاستيلاء على بسكوف
- تاريخ روسيا – 21 باسيل وليتوانيا والتتار
- تاريخ روسيا – 20 علاقة إيفان مع أوروبا
- تاريخ روسيا – 19 إيفان يتعامل مع صهره
- تاريخ روسيا – 18 كسر شوكة التتار
- تاريخ روسيا – 17 زواج إيفان الثالث من الأميرة صوفيا
- تاريخ روسيا – 16 إيفان الثالث يدمر نوفجورود
- تاريخ روسيا – 15 شجار أحفاد ديمتري بطل الدون
- تاريخ روسيا – 14 سحق موسكو بين قوتين
- تاريخ روسيا – 13 ديمتري بطل نهر الدون
- أوبرا -الاختطاف من سيراجليو- لموزارت
- تاريخ روسيا – 12 موسكو
- تاريخ روسيا – 11 نوفجورود (المدينة الجديدة)


المزيد.....




- 450 عامًا.. عمر صناعة الحبر الياباني بالأقدام.. ماذا نعرف عن ...
- ضبط عشرات الألعاب النارية في حقيبة محمولة بمطار في أمريكا
- بتصاميم مبهرة.. أنفاق مائية تربط جزرًا نائية بين أيسلندا واس ...
- أذربيجان: -عوامل خارجية مادية وفنية- وراء تحطم طائرة الركاب ...
- مدفيديف: لا يمكن التسامح مع ما فعلته السفينة النرويجية
- عشرات القتلى والمفقودين.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلا على رؤ ...
- عراقجي يكشف عن أهم أهداف زيارته للصين
- ألمانيا ـ دعوات لتكثيف المراقبة لمكافحة جرائم السكاكين
- أوكرانيا تخسر 600 جندي في محور كورسك خلال آخر يوم وإجمالي خس ...
- الرئاسة الفلسطينية تدين إحراق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال ع ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - لإمبراطورية الروسية – 7 بيتر الأول العظيم