أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - إيمان محمد: تحولات العنف وهروب الذاكرة خلف أظهر الأشجار..















المزيد.....

إيمان محمد: تحولات العنف وهروب الذاكرة خلف أظهر الأشجار..


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7368 - 2022 / 9 / 11 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


لقد صنعت "إيمان محمد" لنفسها بالفعل اسماً كشاعرة سويدية شابة واعدة. يمكن قراءة مجموعتها الشعرية الأولى الصادرة عن دار نورشتدس 2018 بعنوان "خلف أظهر الأشجار" على أنها قصيدة نثرية واحدة طويلة تمتد من الذاكرة إلى حدود منطقة تشبه الحلم، أو ربما هي حلم الحلم.
ولدت إيمان محمد عام 1987 وتعيش حاليا في مدينة مالمو جنوب السويد. حظيت مجموعتها التي نحن بصددها اليوم، بشهرة كبيرة، وتم اختيارها كواحدة من أفضل بدايات القرن الحادي والعشرين الشعرية من قبل لجنة تحكيم جائزة "بوراس" لأول مرة. تمت ترجمتها إلى عدة لغات وظهرت مؤخرًا باللغة الإنكليزية (ترجمة جينيفر هايشيدا) في داكلينغ بريس، أحد أهم ناشري الشعر في نيويورك. نشرت إيمان محمد قصائدها في العديد من الأنطولوجيات والمجلات، سواء في السويد أو على الصعيد العالمي. كما قامت بترجمة الشعر ، بما في ذلك قصائد للشاعر والرسامة اللبنانية الأمريكية إيتيل عدنان.
كتب الناقد الأدبي لجريدة "أخبار اليوم" السويدية قائلا إن هذه المجموعة من القصائد جيدة جدًا لدرجة "أنني عاجز عن الكلام تمامًا في البداية. أنا لا أعرف ماذا أقول. اقرأها. ابتلع أبيات الشعر مثل أقراص الحلق الناعمة التي تشعر بها تنفجر في جسدك: صلبة، ناعمة، مروعة، جميلة، نادرة، كل يوم، ضخمة، قبيحة، دقيقة، خضراء، بشرية ".
وكتب ناقد آخر قائلا: هذا دخول قوي جدا على الساحة الشعرية السويدية. يتعلق الأمر بالحرب. الجملة الأولى من مجموعة القصائد الفظيعة هذه لإيمان محمد تقول:
"تتكون الكتلة الدماغية من مواد
تزين بشكل لا إرادي نفسها
باللون الأخضر:/
زهرة الإدريس،
العنبر،
الكركديه،
الدالية".
ويختم قائلا: "في هذا الكتاب تظهر قوة شعرية لا تصدق".
إن القاريء المتأني للكتاب الشعري "خلف أظهر الأشجار" أو "وراء ظهور الأشجار" لإيمان محمد، سيأخذه التساؤل بعيدا حول كيف تبدو الذكرى؟ كيف تعمل الذاكرة في المجال الشعري؟ وما علاقة ذلك بالخيال؟ ماذا تتذكر القصيدة؟ هذه القصيدة النثرية الطويلة الممتدة على شكل كتاب، تتذكر الطفولة، تتذكر الهروب. تتذكر النسيان كاستراتيجية. تتذكر المنعطفات إلى المدرسة. تتذكر تحولات العنف. وهي تتذكر أن الهروب من العنف ليس دائمًا ممكنا، بل هو مجرد تغيير ما بين الأيدي. إن الذاكرة الجماعية قصيرة رغم الجهود المبذولة للتذكر. إنها تتذكر الذات في اللانهاية.
لقد أصبح من المألوف الآن، وبعد صدور مجموعتين شعريتين جديدتين لها، أعقبتا مجموعتها المذكورة "خلف أظهر الأشجار"، ان ايمان محمد (ذات الأصول الشرقية) تعتبر إضافة مهمة بالفعل إلى الأدب السويدي المعاصر. وتشكل قصائدها تحالفاً "ما بعد حداثيا" للمطالب المعاصرة الصريحة والمُظهِرة لتجربة إنسانية من القلق المتفشي. وقد نوهَ احد النقاد في مقال كتبه في صحيفة "آفتونبلاديت" الشهيرة، بإمكانية مقارنة ايمان محمد مع آن غديرلوند وغونار بيورلينغ، من بين شعراء كبار آخرين. أنها تكتب شعرًا لا يضاهى: أصيل حقًا وذو طابع خاص، ويستحق المشاركة والانتشار بشكل متزايد".
وفي سبيل تقديمها لقراء العربية لأول مرة، اخترنا للشاعرة السويدية إيمان محمد، مقاطع من كتابها الشعري "خلف أظهر الاشجار"، والذي يتضمن قصيدة واحدة طويلة تمتد على مدى ثمانية وستين صفحة دون فواصل أو عناوين:

خلف أظهر الأشجار..
(مقاطع من قصيدة طويلة)
شعر: ايمان محمد
ترجمة: حكمت الحاج

أرى ملابس ترفرف على طول الشوارع
وكأنها على الأغلب تتراقص في الهواء.
انهم يحاولون تذكيرنا بالليالي
وبالنظرات الماضية
والآن،
يعرضون لنا صورا لمنازل وحيدة.
الأيام لا تزال ملأى بالحزن،
حركات القدمين تحت الأغطية،
تلامسات ميتة، تلامسات حية.
*****
وضع الجلوس على الكرسي أو الأريكة يجعل الأعصاب المتذبذبة تسقط مثل الأغطية الرقيقة فوق الدماغ ويتم إرجاعك إلى الطريقة التي يأكل بها الطفل الصغير المنغا المخللة مع البيض والطماطم خارج المنزل.
الطعام لكل فم.
ثمة هالة حول المنطقة.
*****
لكي تمسك شعرك
اجمعه من الأرض
وشاهده ينمو ..
هل تسمح لي أن أمسك شعرك
وأجمعه من الأرض
وأشاهده ينمو؟
قلت لي ذات يوم
إنك شعرت أن الشعر لم يتوقف عن النمو أبدًا
وإن قصات الشعر المتنوعة تجعلنا سعداء
إذ يمكننا التقارب فيما بيننا من خلال قصات الشعر
ولكن الشعر كان يتساقط على أصابع قدميك
وللمقص صوته وهو يقطع بقوة خاطفة
ولكن مكثفة، شعرك الكثيف جدًا
كيف يمكن لشعرك أن يكون كثيفًا لهذه الدرجة؟
عندما كنت صغيرًا
كنت أقص شعرك دائمًا
وأحب أن أرى عظام فكيك
بين الخصلتين المقصوصتين
وعندما حمّمتك مرة
شَعرَك جمعتُه في عقدة
وشددتها بقوة حتى آلمتك
وأنا شعرت بالراحة في نفس الوقت
لقد علمتني أمي حركة اليد تلك
قالت أن سوف يتدفق الدم بشكل أسرع
ويجعل الشعر ينمو بشكل أقوى.
*****
هذه صورة جيش من الأشجار
تغطي السماء على اليمين وعلى اليسار
الثلاجة متجمدة
والماء يرتفع في الأواني
النباتات تطفو في الحاويات
لتثير الأعصاب ذات اللون البني الفاتح
وكأنها تريد كسر الزجاج الذي أطعمتُه للثعالب
وجعلتها تبدو سمينة يتوهج لونها الأحمر في
رسومات ضبابية رمادية اللون على قلعة الثلج
التي ستحمي أمهاتي.
*****
كل شيء يتوقف على الليل
الوجه الذي هو نفسه خلال النهار
يمر بعدة تحولات في الظلام
إنه مختلف
وفي وقت ما
يلتقي الوجه بالنهر إلى جوار العالم السفلي
مع الوحل والصراصير
والأطباقِ المستعملة
واليدِ التي تعلم المرء أن يصنع الريازة اليابانية
تضع الأرز في يدك وتشكله كوعاء
وهناك تضع اللحم المفروم
وتتدلى الأرجل الصغيرة اللامعة
وتنتظر رحلة الذهاب إلى المدرسة
والعناكب تتسلق فوق رأسك
يسقط الجسم من فوق مبنى
ليمنح الإحساس بالاندفاع
والفراغ في المعدة
ويتم رفع الحاجبين وخفضهما كل ثانية
والرمال باردة بعد فصل الصيف
ويتحرك التلاميذ تحت الجفون الرقيقة
مثل المسك تطفو منحوتات بلاد ما بين النهرين
في الماء ترتفع فجأة وتبدأ بالمشي نحو الأرض
فالشفاه تبتسم أحيانًا في النوم العميق
والجسد مسترخ
لكن الوجه فيه آلاف الأعصاب التي
تريد التحدث عن كل شيء.
*****



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفينة الحيارى..
- نعيمة شهبون بين تُفّاحَة الشعر وكُمَّثْراه..
- سجلماسة..
- إنها ليلة عيد الميلاد أو الديجور هي الليلة..
- اهتماماً بالورق المسرحيّ وَرَدَّاً للاعتبار إليه..
- المتشابهون
- مشاعل الرابع عشر..
- عن -أصوات- الجنون ومغامرات اللامعقول في بلاد لا باب لها..
- سلمان رشدي والواقعية السحرية الجديدة
- حينما النافذة أضيق من مدى..
- م: آخر فصل الميم
- العشق والحكمة لا يلتقيان
- العائدة من بين الشرفات تفتح الأموج على بحر سوسة.
- -نرد النص- أم -نص النرد-: عندما يذهب الشعر إلى أقاصيه ..
- عيد العمال..
- شوكولاتة..
- اكتب اكتب اكتب، حتى الموت..
- في فن الشعر..
- واحد وتلاثين آذار..
- حوار حكمت الحاج وعواطف محجوب عن لاعب الظل والقصة القصيرة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - إيمان محمد: تحولات العنف وهروب الذاكرة خلف أظهر الأشجار..