|
مصلحة البشر وسعادتهم وحريتهم فوق الأديان
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 7368 - 2022 / 9 / 11 - 20:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
------------------------------------------------------------------------
ليس تشاؤما حينما أقرر أن تجديد الخطاب الدينى سيظل متعثرا الى أجل غير مسمى . لكننى واقعية أقرأ الأحداث والأحوال ، وأحلل العقليات السائدة التى من المفروض أن تقود هذا التجديد . لماذا نحصر تجديد الخطاب الدينى المتعثر منذ 2014 ، فى عقليات هى نفسها تحتاج الى تجديد ؟؟. ان تجديد الخطاب الدينى ، ليس رفاهية ، وليس كمالية من الكماليات الحضارية . انه ضرورة للتقدم والعيش بسلام وفى مواطنة حرة كاملة . لماذا وكيف لا نأخذه بالجدية الكافية ؟؟. ان حاضر ومستقبل الوطن ، ليس لعبة أو شيئا نهزر فيه ، ونستهين بتحقيقه وتطبيقه . بدون تجديد الخطاب الدينى ، تستحيل الدولة المدنية الشاملة . الى متى سنظل نردد هذا الكلام ؟؟. ألا يوجد فى البلد جهة تنفذ ما يكتبه الكاتبات والكتاب ؟؟. هناك عدة نقاط يجب أن نقتنع بها ، ونحن نجدد الخطاب الدينى . بل هى هى الخطاب الدينى بعينه . أولا : الفارق بين " الايمان " ، و " الدين " ---------------------------------------------------------- الايمان ، هو " طاقة " ، روحانية ، عاطفية ، تلزم الانسان بأن يعمل من أجل العدالة ، والحرية ، والجمال ، لجميع البشر . الايمان ، هو حوار متواصل ، متناغم ، بيننا ، وبين الطبيعة الأم . الايمان ، هو صوت الفطرة السليمة ، التى تحن لالتقاء القطرة ، بالبحر . الايمان ، أن نشعر بأن الكون يحزن ، لأحزاننا . ويفرح لأفراحنا . هذا الايمان ، سابق على نشوء الأديان ، وأنظمة الحكم السياسية ، والفوارق المصطنعة بين البشر . الايمان ، اذن كما أراه ، بناء عقائدى ، يبنيه الانسان داخل قلبه ، لا يمده الى الآخرين . واذا حاول ذلك ، يتحول الى " دين ". والايمان بمعنى الطاقة الروحية الخيرة المتصالحة مع النفس ومع الكون ، يمكن أن يكون الفن مصدرها وليس أى عقيدة دينية . وربما يكون صحيحا ، القول بأن ، كل دين بداخله ، ايمان . ولكن ليس كل ايمان ، بداخله دين . " الدين " ، هو " أيديلوجية سياسية " ، تخدم ، وتسعى الى تحقيق توجهات سياسية محددة . وبالتالى ، هو فى حاجة الى " وسطاء " ، يسهلون ، ويرسخون ، هذه المهمة . ثانيا : الغاء فوضى الفتاوى وتناقض التفسيرات الدينية ----------------------------------------------------- ان الدين الواحد ، له " تفسيرات " ، كثيرة ، متنوعة ، كثرة ، وتنوع ، " الوسطاء " الذين يديرون العلاقة بيننا ، وبين الله . والنتيجة الطبيعية المنطقية المتكررة ، هى " اللخبطة " ، و " التناقض " . فأى التفسيرات نتبع ؟. كما أن الدين الواحد ، ينقسم الى مذاهب . والمذاهب تنقسم الى طوائف ، وكل فرع منها ، له المؤيد ، والمعارض . فالى أى اتجاه نسلك ؟. هذا يزيد من " اللخبطة " ، و " التناقض " . فى الدين الاسلامى ، مثلا ، فان المسئولية " شخصية " ، أمام الله . ومع ذلك ، يجد " الوسطاء " ، سوقا رائجة ، للتفسيرات ، والتفقهات المتضاربة ، والفتاوى ، والأحكام ، والمرجعيات . ان خطاب الدم ، النازف كل يوم هو نتيجة ، التفسيرات ، والفتاوى ، والأحكام ، والمرجعيات ، الأكثر تخلفا ، ظلامية ، وذكورية ، وتطرفا ، وتشددا ، وعنفا ، وتزمتا ، وجمودا . ثالثا :لماذا فشل الخطاب الدينى فى تحسين الأخلاق . -------------------------------------------------- ان القيم الأخلاقية النبيلة ، مثل الصدق ، والأمانة ، والعدل ، والشهامة ، والنزاهة ، والتواضع ، والتسامح ، وغيرها ، تفقد معناها النبيل ، ومقصدها الفاضل ، اذا سلكها الانسان ، خوفا من العقاب الالهى ، وليس حبا فيها لحد ذاتها . افى بلادنا ، ما أكثر البرامج الدينية ، التى تشدد على الوازع الدينى . ومع ذلك ، نحن نعانى من انحدار أخلاقى ، فى كل المجالات . لماذا فشل الخطاب الاسلامى اليومى المتكرر منذ سنوات طويلة ، فى منع الانحدار الأخلاقى ؟؟. وهناك الملايين فى العالم ، الذين " لا دين لهم " ، سماويا ، أو أرضيا ، لكنهم يتحلون بمكارم الأخلاق . لديهم " وازع " ، من ضميرهم الانسانى ، وحريتهم الشخصية ، التى اختارت الفضيلة . رابعا: كيف تكون العلاقة بين الدين والحياة والانسان ----------------------------------------- قبل تجديد الخطاب الدينى ، لابد أن نسأل ، هل الدين " غاية " ، نسعى اليها فى حد ذاته ، أم " وسيلة " ، لخدمة راحة ، وسعادة الانسان ، وارتقاء الحياة ؟؟. هل نتأقلم نحن البشر ، مع الدين ، أم يتأقلم الدين مع مصلحة البشر ؟؟. هل " تكيف " الدين ، مع تغيرات الحياة والبشر ، أمر منبوذ ضد الدين ؟؟. يقال أن هناك حدودا لهذا التكيف ؟ . ولكن منْ يحددها ؟ ومنْ يحكم عليها ؟؟. هذا فى حد ذاته يرسخ الوصاية الدينية والكهنوت غير الموجود فى الدين الاسلامى السائد فى مصر . -----------------------------------------------------------------------------------
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموت على البث الحى
-
تأملات .. الرأسمالية وباء وداء
-
العَلم والقلم ..... ثلاث قصائد
-
رجل يتمنى صداقتى .. ميتة مخادعة ............. قصيدتان
-
كاتبة من شبرا ..... ثلاث قصائد
-
مشاهد ناقدة لمفهوم وصلاحية الديمقراطية
-
طالما أننى ... قصيدة
-
أمى .. اليكِ أشكو ثلاث قصائد
-
لا تهاجرى .... لا تهاجر
-
جوائز النفط ... أربع قصائد
-
15 أغسطس عيد استقلال وطن لا أحمل جنسيته
-
تأملات .. الأحكام الأخلاقية لأجساد النساء
-
ثلاث قصائد .. للكِلاب أقدم اعتذارى
-
تنويعات .. محمد رمضان ونجيب محفوظ
-
متلازمة ستوكهولم ومسئولية الاعلام
-
تنويعات ... الخرفان هى التى تصنع الذئاب
-
تنويعات ... الديمقراطية ليست هى الحل
-
خواطر .... غشاء البكارة وخدعة أن السينما والفن رسالة
-
سبع قصائد .. مثل الأشجار أموت واقفة
-
السفر الممتع مع ثمار الفلسفة والفكر والأدب
المزيد.....
-
مصر تحظر الهواتف غير المطابقة للمواصفات.. ومسؤول: -مُقلدة وت
...
-
غارات أمريكية في الصومال.. ترامب يعلن استهداف أحد كبار تنظيم
...
-
كيف تجيب عن أسئلة طفلك -المحرجة- عن الجنس؟
-
الشرع: الرياض ستدعم سوريا لبناء مستقبلها
-
الاتحاد الأوروبي والرد على واشنطن
-
واشنطن تجمد ملياري دولار من أموال روسيا المخصصة لمحطة -أكويو
...
-
- الجدعان الرجالة-.. مشهد بطولي لشباب ينقذون أطفالا بشجاعة م
...
-
مفاجأة غير سارة تنتظر أوكرانيا من أحد حلفائها
-
زيلينسكي لا يعرف أين ذهبت الـ200 مليار دولار التي خصصتها أمر
...
-
إعلان حالة التأهب الجوي في ثماني مقاطعات أوكرانية
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|