أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد العبد الله - الأزمة المتجددة وعقبات تشكيل الحكومة الفلسطينية















المزيد.....

الأزمة المتجددة وعقبات تشكيل الحكومة الفلسطينية


محمد العبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 10:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتفاعل الأزمة السياسية الفلسطينية بحدة داخل التشكيلات السياسية_ مؤسسات وقوى _ منذ عدة أشهر، مترافقة بإستمرار العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الفلسطينية. وقد إنتقلت تفاعلاتها قبل بضعة أسابيع لتضرب البنية المجتمعية عبر أشكال من الممارسات العنيفة التي إستهدفت منظومة الأفكار "البيانات والتصريحات الصفراء المسيئة للمقاومة والوطن"، وقيادات بارزة في المؤسسات "تطويق رئيس الوزراء على باب المجلس التشريعي، إغتيال "جاد تايه" أحد قادة جهاز المخابرات ومرافقيه. وقد عكس ذلك درجة الشحن التي يرتفع منسوبها لدى حركتي "فتح" و"حماس"، وهو ماتداولته قيادات كل منهما في تحميل الآخر، نتائج الفشل المتلاحق في تشكيل ما اصطلح على تسميته "حكومة الوحدة الوطنية". وإذا كانت الحوارات الماراثونية الممتدة لعدة أشهر قد تمخضت عن التوافق شبه الجماعي _ رفضته حركة الجهاد الإسلامي _ على وثيقة سجن "هداريم" المعروفة بوثيقة الأسرى، والتي أصبحت "وثيقة الوفاق الوطني"، الملتزمة بها كافة القوى التي ستشارك في الحكومة الموعودة. وما بين الوثيقة و"محددات البرنامج السياسي" لتلك الحكومة التي وضعها عباس وهنية، لاحت في الأفق بوادر الإنفراج! لكن التفاعلات الداخلية _ داخل كل فصيل _ والضغوطات الإقليمية والدولية ألغت الموعد المقترح 16/9 لاستقالة الحكومة الحالية، والمرتبط بإعادة تكليف إسماعيل هنية تشكيل الحكومة "الوحدوية" الجديدة، بل إن المحاصصة الفصائلية قد توضحت من خلال المقاعد المخصصة لكل تكتل، ولعدد الوزراء المستقلين.

مع توجه "محمود عباس" عبر الأردن _التي إلتقى بها أكثر من مسؤول عربي إحتج على إعادة تكليف "هنية" برئاسة الحكومة_ إلى نيويورك لإلقائه خطاباً من على منبر الأمم المتحدة، ولقائه في واشنطن أركان الإدارة الأمريكية "بوش ورايس" واجتماعه مع وزيرة خارجية العدو "ليفني"، أعيدت عملية خلط الأوراق مجدداً والتي أدت إلى تجميد الإعلان عن الحكومة، كإحتجاج من "رئاسة السلطة" على بعض التعديلات التي طالبت بها قيادة "حماس" بشأن بعض بنود محددات البرنامج _ الذي تم الإتفاق المسبق على بنوده مع هنية _ وكخطوة إستباقية لأية ردود فعل يمكن أن توجهها الإدارة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي _ التي تتفاوت بنسب محدودة مواقفها _ لتشكيل حكومة جديدة يترأسها أحد قادة "حماس". وقد توقف العديد من المراقبين أمام التصريحات التي أطلقها "مستشارو" رئيس السلطة "ياسر عبد ربه، نبيل عمرو وقياديون من "فتح" نبيل شعث، محمد دحلان، توفيق الطيراوي، أحمد عبد الرحمن وماهر مقداد، أثناء تعليقهم على الأزمة المتجددة التي تعيشها مؤسسات السلطة، ويعاني منها المجتمع الفلسطيني بكامله. ولهذا جاءت لغة الخطاب السياسي / الإعلامي لهذا الفريق، هجومية ونارية تجاه الفريق الآخر، الذي واجه الموقف بعبارات لاتقل درجة سخونتها عما استخدمه شركاؤهم في الحكومة الموعودة! وهذا ماجاء في ردود محمود الزهار، عاطف عدوان، سامي أبو زهري ومشير المصري.

لقد أعادت تصريحات محمود عباس الأخيرة في القاهرة (الحوارات إلى نقطة الصفر) لكن الأصح أنها وضعتها على حافة الإنهيار، لكونها تقترب بالوضع كله من "لحظة الإنفجار". وقد راهن البعض ، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء على الزيارة المقررة لرئيس السلطة يوم الثلاثاء 26 الجاري للقاء قيادة "حماس" والتباحث حول القضايا المعلقة والخلافية، كبداية جيدة لإنطلاق الحوار مجدداً. لكن إلغاء الزيارة قبل ساعات أشار إلى مأزق جديد في العلاقات بين الطرفين، بالرغم من توضيحات مستشاره "نبيل أبو ردينة" (لن يتوجه الرئيس إلى غزة في المستقبل القريب، لأنه مشغول بعدة مواعيد) والتي أثارت تعليقات عديدة، يبدو أن أكثرها وضوحاً، عبّرت عنه كلمات أحد المسؤولين الفلسطينين حين قال (إن رئيس السلطة يعتقد أنه لا طائل من وراء ذهابه إلى غزة، بعدما أصرت حركة "حماس" على أن أي إتفاق بشأن الوحدة لن يتضمن الإعتراف بالكيان الصهيوني). وإذا كانت هذه الكلمات تشير إلى إحدى العقبات بوجه إعادة المناقشات، فإن الإشتراطات المسبقة لدخول أو إستكمال الحوارات، المستندة إلى إملاءات الإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية المنطلقة من مصالح الكيان الصهيوني، والمتممة للإعتراف بالعدو، بالموافقة على نبذ الإرهاب أي وقف المقاومة، والإلتزام بالإتفاقيات الثنائية المبرمة بين دولة العدو وممثلي "المنظمة" التي أصر البعض على تماهيها بالسلطة _ والتي لم تلتزم كل حكومات العدو المتعاقبة بأي بند فيها _ وهذا ماحذر منه القائد الأسير "أحمد سعدات" (ليس هناك أي مبرر لمطالبة حكومة الوحدة الوطنية بشروط اللجنة الرباعية، مادام الملف السياسي والمفاوضات من إختصاص منظمة التحرير الفلسطينينة ومسؤوليتها، إلا ّ إذا كان المطلوب من كل مواطن فلسطيني إعلان قبوله بالشروط والإشتراطات "الإسرائيلية").

إن إعادة التأكيد مجدداً حول ضرورة الإتفاق المبدئي حول القضية الأهم في أجندة أي حوار، وهي وحدة الموقف من الإحتلال ومواجهته، والبناء عليها في تشكيل الإئتلاف والتحالف، خاصة على ضوء التجربة الكفاحية الفلسطينية الممتدة على عدة عقود من التضحيات، تتطلبها الآن الحاجة لوضوح الرؤيا، ولإزالة الإلتباسات التي يصر البعض على إشاعتها حول مفهوم الحكومة الوطنية. إن مهام أية حكومة وحدة وطنية تلخصها كلمات الأمين العام لحزب الله في خطبته بمهرجان الإنتصار ببيروت (حماية الوطن، بناء الدولة "السلطة" العادلة والقوية والقادرة والنظيفة _ لافساد ولامفسدين _ هذا البناء الذي يعالج الأزمات المعيشية والإجتماعية للمواطنين).

إن البعض في مؤسسة الرئاسة وحواشيها يجاهرون بأن مواصفات حكومة الوحدة الوطنية ستكون إستجابة لـ(رغبات الممولين والمانحين ولإدارة بوش وملحقاتها الدولية والإقليمية والمحلية) وخاصة تحقيق شرط الإعتراف بكيان العدو. هذا الإعتراف الذي يتم دفع الحكومة الفلسطينية لتحقيقه، بالرغم من رفض غالبية أبناء الشعب الفلسطيني له حسب إستطلاع أخير أجراه مركز بحثي هام. وهذا ماتناوله الكاتب والخبير بالشؤون الفلسطينية "داني روبنشتاين" بجريدة "هآرتس" يوم 25/9 (منذ قمة مدريد وأوسلو تواصل الإستيطان وتضاعف عدد المستوطنين، وإشتد الحصار الإقتصادي على غزة والضفة، وتصاعدت التصفيات والإجتياحات وارتفع عدد الحواجز. إن الرسالة الإسرائيلية واضحة جداً : ليست أمامكم أيها الفسطينيون فرصة بالمرة. إعترفتم بإسرائيل فحصلتم في المقابل على تحطيم آمالكم وتطلعاتكم القومية. فلماذا تعود حماس إلى نقطة الإعتراف ذاتها التي رأينا بأم أعيننا مالذي تسببت به وآلت إليه؟).

إن اصطفافاً وطنياً حقيقياً، يستند إلى مواجهة المحتل وتصعيد المقاومة وحماية وحدة النسيج الإجتماعي، هو الذي سيشكل الأرضية الصلبة لتشكيل أية مؤسسة رسمية تأخذ على عاتقها تحقيق رغبات وآمال شعبها. وهو القادر على إعادة صياغة العمل الوطني بشكله الإئتلافي الجماعي، بعيداً عن حالات الإستئثار والتفرد، أو الإنشداد لحالة الإستقطاب الثنائي في تحديد راهن ومستقبل القضية. إن دعوات البعض بضرورة "حل المجلس التشريعي وإجراء إنتخابات مبكرة" لاتعدو كونها الخطوة الأخيرة في العملية الإنقلابية على نتائج الخامس والعشرين من يناير الماضي، وهو مايمكن إستخلاصه من تصريحات "عزام الأحمد" رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي (الإنتخابات المبكرة التشريعية والرئاسية ستكون الحل المنطقي للأزمة، لأنها ستنهي مشكلة الرأسين) أي العودة إلى حالة التملك والتفرد التي امتدت لعقود، عانى خلالها شعبنا الكثير من المآسي في ظل قيادة التنظيم الواحد. إن هذا التوجه يسقط ورقة التوت التي غطت عورة الكثيرين، الذين أصروا على تحويل المعاناة المعيشية الرهيبة الناجمة عن الاحتلال والحصار إلى مكاسب فئوية، يتم إستثمارها في تعميق مأزق الحكومة والمجتمع. إن أية إجراءات تتوارى خلف مثل تلك الدعوات، لاتمتلك أي مسوغ قانوني لها، لأن النظام الأساسي الفلسطيني لايوفر لرئيس السلطة الصلاحية القانونية لحل المجلس.

إن أولى الخطوات على طريق تنفيس أجواء الإحتقان المتنامية في ظل ثنائية الإستقطاب، يتطلب وقف الحملات الإعلامية النارية بين الطرفين، كخطوة على طريق كبح جماح التوتر الميداني. إن مهمة وطنية استثنائية تنتظر القوى الأخرى، التي لم ترتهن بموقفها لصراع قطبيّ الرئاسة والحكومة، لأن الإضطلاع بهذا الدور المصيري، سيساهم بإعادة تصويب مسار الحوارات والنقاشات، عبر توسيع دائرة المشاركة والفعل لقوى وكتل تبدو "هامشية وصغيرة"، لكن إنجاز تحالفها وإئتلافها مع ناشطين مستقلين داخل الحركة الوطنية، غير مرتبطين بنشاطات مشبوهة لمنظمات وهيئات تعتمد التمويل الخارجي الأجنبي، سيوفر عوامل ضبط الإندفاعات الضارة لرموز يكشف تطور الأحداث إرتباطها بحلف الأعداء التاريخيين.

في المعركة الدائرة والمحتدمة منذ عدة عقود مع الغزو الصهيوني/ الإستعماري لوطننا، تبرز أهمية بناء أدوات المواجهة معه، والتي لابد وأن تستند إلى ثقافة المقاومة، التي يترجمها على الأرض وبين الجماهير، مناضلون يمتلكون الأخلاق والسلوك القويم والقيم النبيلة ونكران الذات.

إن خطوات جادة ومسؤولة على طريق ترتيب البيت الفلسطيني "سياسياً، ثقافياً، إجتماعياً" أصبحت ضرورة وطنية، لأنها ستؤسس لعملية التغيير المطلوبة.



#محمد_العبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد العبد الله - الأزمة المتجددة وعقبات تشكيل الحكومة الفلسطينية