أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالواحد بلقصري - التنوع الثقافي ودوره في بناء الدولة الديمقراطية الحداثية














المزيد.....

التنوع الثقافي ودوره في بناء الدولة الديمقراطية الحداثية


عبدالواحد بلقصري

الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 10:03
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يحضى موضوع التنوع الثقافي بأهمية بالغة في عالمنا المعولم والمتنوع بالنضر إلى عدة اعتبارات يمكن اختزالها في مايلي :
الاعتبار الأول : طغيان ثقافات عالمية متنوعة استطاعت أن تؤثر على الثقافات المحلية، مما يؤثر على هذه الأخيرة وأصبحت أكثر اندماجية مما كانت عليه، وذلك بالنظر إلى سهولة العمليات التواصلية، التي أحدثها مجتمع المعلوميات، حيث أننا أصبحنا أمام وسائل تقنية متعددة الأنظمة الرقمية للاتصال التلفزيوني (الأنترنيت...).
الاعتبار الثاني: ظهور أطروحات جديدة استطاعت اختراق العالم ثقافيا، أقصد الأطروحة "أمركة" العالم، حيث نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحكم في 85% من مستعملي الأنترنيت على مستوى العالم، عبر تقنياتها المتطورة الاستخباراتية واللوجستيكية... وهاته الهيمنة الثقافية أثرت على وجود مجموعة من الأقليات وثقافتهم وهوياتهم.
فيما سبق يمكن القول إن هذين الاعتبارين ساهما في بروز إشكالية التنوع الثقافي إلى الواجهة، باعتبار أهميتها الكبرى في بناء الدولة الديمقراطية الحداثية، حيث أن التنوع الثقافي هو حصيلة مجموع حريات الناس والخيارات التي يتخذونها، وقمع الهويات الثقافية هو الذي يؤدي حتما إلى النزاع والاستعباد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على أساس الثقافة، وهما اللذان يوقدان شرارة العنف والتوترات.
وقد ساهم التنوع الثقافي في تنوع العديد من البلدان اقتصاديا وسياسيا عبر سياسات متعددة الثقافات، وعبر احترامها لثقافة الأقليات وخياراتهم، وقد أكد المفكر "صامويل هنتنغتون" في كتابه "قضايا ثقافية" وهو كتاب اللغة إلى جانب "لورنس هارسون" على أنه في أوائل سبعينيات القرن 20 وقعت على بيانات اقتصادية لكل من غانا وكوريا الجنوبية عملاقا صناعيا، تحتل المرتبة 14 على مستوى العالم، فيما لم تبلغ هذا الأمر غانا، هذا الاختلاف سببه بالدرجة الأولى الكوريون الذين يقدرون التنظيم وحسن التدبير، الانضباط في حين أن للثقافة أهمية.
مما سبق نؤكد على أنه صحيح أن الديمقراطية والتنمية وتماسك الدولة أمور جوهرية، لكن الدولة التي لا تهتم بخلق سياسات متعددة الثقافات تكرس ثقافة الاختلاف التي تعتبر جوهر الديمقراطية المعاصرة، حيث قد عملت الحضارة الغربية التي بفضل نضالات مثقفيها ومفكريها، على أن تجعل من حقوق الإنسان سلوكا يوميا يوفر للفرد والجماعة الدفاع عن مؤسسات وترتيبات اجتماعية معينة تعمل على إنجاحها.
وإذا أخذنا ميدان حقوق الإنسان نجد أن التنوع الثقافي من المواضيع التي حظي بها هذا الميدان، وأصبح ينظر إليه كحق من حقوق الإنسان، هذا على عكس ما نجد عليه الأمر في المغرب، الذي يتوفر على تراث ثقافي متنوع وهويات مختلفة (أندلسية، إفريقية، يهودية، أمازيغية، عربية، إسلامية...).
لكن بالرغم من ذلك نجد ثقافة الاقتصاد التي تنتعش في مجتمعنا والتي ساهمت فيها معطيات سوسيوسياسية (الدولة المخزنية، الدولة الكولونيالية...)، في مقابل ذلك نجد مفاهيم وأطروحات تتداول باستمرار في حقلنا السياسي والثقافي (المجتمع الديمقراطي الحداثي، دولة الحق والقانون، مجتمع التنمية...).
إن المجتمع الديمقراطي الحداثي لا يمكن تحقيقه بدون إعطاء الفرصة للجميع لدراسة وإنجاز اختياراتهم الكبرى والمتنوعة، وبواسطة ثقافة المشاركة هاته يمكن تحقيق الاندماج الوطني والوحدة الوطنية التي لا يمكن تحقيقها إلا بخلق سياسات متعددة الثقافات تشكل مدخلا أساسيا لبناء الدولة الديمقراطية الحداثية التي بواسطتها يمكن تحقيق النفع العام لجميع المكونات المجتمعية على اختلاف تلاوين هوياتها وثقافاتها.



#عبدالواحد_بلقصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالواحد بلقصري - التنوع الثقافي ودوره في بناء الدولة الديمقراطية الحداثية