أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالعزيز حسن علي - ظهور الامام الغائب علي كرتي الرسائل والدلالات !!















المزيد.....

ظهور الامام الغائب علي كرتي الرسائل والدلالات !!


عبدالعزيز حسن علي
كاتب وباحث

(Abdelaziz Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7366 - 2022 / 9 / 9 - 02:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


خرج أخيراً امام (الإسلاميين) السودانيين الغائب من (السرداب) ، وعجلت قناة طيبة الفضائية (فرجه) ، فظهر علينا مهدي اخر الزمان بلباس ابيض يسر الناظرين مبشراً بالقول " ان الشعب السوداني يستحق منا معاملة أفضل مما كانت "، وان " رسالتي للشعب السوداني ان الامل مازال موجود" ، فما هي الدلالات والرسائل من خروج الامام الهارب.

يمكن القول اجمالاً ان خروج الامام الهارب في هذا التوقيت أهدافه الأساسية داخلية تنظيمية بحتة ، وهي تأكيد زعامته على أطراف متنافسة لوراثة جثة الحركة الإسلامية ، ومحاولة لتجميع شعث الإسلاميين المبعثر بين الخوف ، والرجاء، والاحباط، ، وإيقاف التحركات الجادة التي بدأت من شباب الإسلاميين في البحث عن قيادات لم تتلوث بالإنقاذ ، بالإضافة الي اهداف ثانوية اخري .

لا شك ان ديسمبر، ثورة اكانت ام انتفاضة، شتتت شمل قواعد الإسلاميين فكرياً وتنظيماً واصابتهم بالصدمة وهم يشاهدون ان سفينة الإنقاذ التي لا تبالي بالرياح تغرق امامهم ، وان قادتهم " اصلب العناصر لأصلب المواقف" اما في السجون او هربوا الي تركيا وقطر ومصر والغرب ، فاقبل بعضهم على بعض يتلامون.

وإذا كان من الممكن- في نظر عضوية الاسلاميين- إيجاد عذر لمن هم في السجون ، فما هي اعذار من (فحط) وتركهم في صدمة نفسية ، وعدم معرفة بالذي يجري امام اعينهم . لذلك بدأ التململ وسط الإسلاميين في البداية خافتاً خاصة ان رسالة تنظيمية سرت بينهم "ان هذا التغيير بقيادة التنظيم" ، وتذكرت قواعد الإسلاميين وقتها حيلة مشابهة عندما ذهب الترابي الي السجن حبيساً وذهب التنظيم الي القصر رئيساً تحت شعار الحرب خدعة ، مع مرور الأيام اتضح ان هذا التغيير لا يقف خلفة التنظيم، وان مشاركة بعضهم في التغيير تم فقط لمصالح شخصية وصراعات تنظيمية وقبلية ايضاً تحت مظلة إقليمية معنية بتصفية واجتثاث الإسلاميين.

عندما بدأت لجنة إزالة التمكين عملها بتصفية الخدمة المدنية من كوادر الاسلاميين ، وارجاع ممتلكات الشعب ، اتخذ تململ الإسلاميين شكلا أكثر حدة في التعبير العلني ضد قادتهم ، وذلك بالمطالبة بمعرفة كيف سقطت حكومة( الإسلام) في السودان ، والمطالبة بعودة الهاربين لمواجهة الواقع معهم.
لكن صدي دعوتهم لم يجد من القيادة الا التجاهل، لذلك بدأت الخطوات الجادة لتجاوز القيادة الحالية من خلال عدة خطوات تهدد في مجملها الأمام الغائب ، اولها العمل لوحدة جناحي الحركة الإسلامية ، المؤتمر الشعبي ، والمؤتمر الوطني ، وابعاد من كانوا السبب في مفاصلة الإسلاميين كشرط وضعه الشعبي للوطني للوحدة ، ويأتي علي راس هؤلاء أصحاب مذكرة العشرة والامام علي كرتي منهم ، ثم ابعاد من الواجهة الأكثر فساداً من الطاقم الحاكم ، وبالطبع الامام كرتي ذو حظ عظيم من الفساد ايضاً ، وبعد الوحدة بين الشعبي والوطني يبدا التخطيط في تقديم قيادات اخري لقيادة الحركة أكثر نظافة- ان وجدوا- واكثر مقبولية عند الشعب السوداني .

لذلك في لقاء الظهور ، اجتهد الامام الهارب في تبرئة شخصه امام عضوية الاسلاميين بأنه "لم يكن جزاً من الحكومة التنفيذية، ولا المكتب القيادي او أيا من أجهزة الحركة الاسلامية " وألقي باللوم على اخريين ، وانه كان من الناصحين وحذر مسبقاً من مآلات الأوضاع بعد ميزانية 2018" وكنا نرى بشكل واضح ان الدولة في نهايتها " وتوقع السقوط لكنه تفاجأ (فقط) بتوقيت وسرعة السقوط.

ايضاً عمل الامام الهارب على اشعال حماس و(جهاد) الاسلاميين بتذكيرهم بان عدوهم التاريخي - الحزب الشيوعي ـ- من وراء التغيير وسدنة لجنة إزالة التمكين وهو السبب -أي الحزب الشيوعي - فيما آلِت اليه أوضاعهم " من تنمر واغتصاب حقوق الناس بالباطل " ، رغم علم الامام انه لا يوجد شيوعي واحد في لجنة إزالة التمكين، بل ان العم صديق يوسف- عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني – رفض باستقالة مسببة عضوية لجنة استئنافات لجنة إزالة التمكين لأنه حسب قوله "يرفض ان يكون الخصم والحكم في نفس الوقت" ، وتلك استقامة فكرية وأخلاقية لا تتوفر فمن اغتصبوا الرجال والنساء في عهدهم المظلم ، وهتفت الجماهير في وجههم كيزان حرامية.

تحدث الامام الهارب عن تململ الإسلاميين ونصحهم -بما يشبه التهديد- بالصبر والا ينشروا الغسيل القذر للحركة الاسلامية في الوسائط ، مع الوعد انه سيسعى الي تمليكهم المعلومات في الوقت المناسب ، كما نصحهم ضمناً بالصبر على قيادته لان " مستقبل الحركة الاسلامية في شبابها" .
وفي حماس الامام كرتي ضد قوي الحرية والتغيير خاصة لجنة إزالة التمكين ،التي صادرت منه أكثر من 500 قطعة ارض، وصف افعالهم بأنها أفظع من افعال الدفتردار !! ، وهذه هي المرة الاولي التي يحصل فيها محمد بك الدفتردار على صك البراءة من جرائمه التي دونتها اجساد الرجال والنساء والأطفال قبل ان توثقها كتب التاريخ ، وليبتسم الدفتردار في قبره مما يسمع .

كان لابد للأمام الهارب ان يثني بالحديث علي الشيخ الترابي تملقاً لقواعد المؤتمر الشعبي ، ويصفه بالقائد الفذ والاستثنائي ، ولا ندري إذا لماذا كان كرتي من الساعيين في مذكرة العشرة التي أطاحت بالقائد الفذ والاستثنائي ووضعته في السجون!! ، في صراع المصالح والذي وصفه الشهيد جون قرنق بسخرية " سمعنا بثورات تأكل بنيها ولكن لم نسمع بثورة اكلت ابيها" .

واخيراً في رسائل الداخل التنظيمية لعضوية الإسلاميين ، طمئن العضوية بانه يعمل علي فتح الأبواب بالخارج لقبولهم وان مجهوده الشخصي سياتي اكله قريبا.

اما في رسالة الامام العائد للشعب السوداني ، لم يجد الامام (الغائب) في ذكر محاسن الإنقاذ الا القول بتطبيق الشريعة ، وحماية الاخلاق، والشيوخ ، وحرمة المساجد ، ونسي الامام ان يحدثنا عن حرمة المال العام ، والحريات، والتداول السلمي للسلطة ، والعدالة ، كما فات علي الامام ان يذكرنا بالأمر القرآني بتوزيع الموارد بالعدل "كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ".

اما رسالته للجيش السوداني فغني لهم اغنية" لو انت نسيت انا ما نسيت"، فذكرهم ان الإسلاميين كانوا وما زلوا الأقرب إليهم، وذكرهم- والذكري تنفع المؤمنين منهم ، وهم كثر في الجيش السوداني- ، ذكرهم بان أعضاء الجمعية التأسيسية من الإسلاميين في الديمقراطية الثالثة باعوا سياراتهم الخاصة التي منحت لهم لخدمة الشعب من اجل دعم القوات المسلحة.



#عبدالعزيز_حسن_علي (هاشتاغ)       Abdelaziz_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الإسلامية السودانية تأملات في البداية والنهايات - شها ...
- السودان - التيار الإسلامي العريض رفع المصاحف على أسنَّة الرم ...
- حوار الشوري والديمقراطية


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالعزيز حسن علي - ظهور الامام الغائب علي كرتي الرسائل والدلالات !!