أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - الاتفاق النووي : كلّ يغني على ليلاه














المزيد.....


الاتفاق النووي : كلّ يغني على ليلاه


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 7365 - 2022 / 9 / 8 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم الرسائل عالية النبرة التي تبادلها الطرفان الأميركي والإيراني عبر الوسيط الأوروبي إلا أن المؤشرات تدل على أن هناك تفاهمات شبه نهائية
بشأن الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق ترامب، فقد تم كسر الجمود الذي رافق المحادثات غير المباشرة بين اميركا وإيران
عبر نسخة نهائية قدمها الاتحاد الأوروبي الذي يقود مقاربة سياسية لتفادي فشل مفاوضات فيينا، لاسيما مع المستجدات الجيوسياسية الناجمة
عن الحرب الروسية الأوكرانية ومنها أزمة الطاقة التي يضعها الغرب الأوروبي في قمة أولوياته حيث إن احتياطيات الغاز الإيراني تصل نحو 34 ترليون
متر مكعب أي 17.3% من إجمالي الاحتياط العالمي بالإضافة الى تزايد قلق الولايات المتحدة وحلفائها بشأن نفوذ إيران المتزايد في مضيق هرمز
المصب الضيق للخليج و هو أحد أهم الطرق الاستراتيجية في العالم والذي يمر عبره عشرون بالمائة من إجمالي صادرات النفط العالمية٠
وتتلمس دول المنطقة طريقها المحفوف بالمخاطر وتبدي مرونةً وتفهماً للتطورات المتوقعة بعد ابرام الاتفاق وهي تشد ظهرهامن الناحية الأمنية
والعسكرية والاقتصادية بالاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل وتتعامل إيجابياً مع أي استعداد إيراني للمساهمة بتنظيم شؤون المنطقة إقليمياً،
وتبقى إسرائيل المعارض الكبر والأشرس للاتفاق النووي مهما كان شكله ومضمونه وتداعيات. ولهذا أسباب وجودية يصعب حلها ولا حلحلتها٠
وهي الآن تناور وتراقب وتعد العدة للحلول العسكرية والأمنية، وهي تعرف قدرات وتكنولوجيا إيران النووية والتي وصلت إلى مستويات متقدمة
ويبقى التصعيد العسكري الإسرائيلي في هذا المجال مرتبطاً بقرار سياسي وهو يحظى باهتمام وتعاطف كل الأطراف تقريبا – ما عدا إيران طبعاً-
أدى الغزو الأميركي للعراق عام 2003 إلى اختلال ميزان القوى لصالح إيران ومنحها فرصة ثمينة لتوسيع دورها ونفوذها هناك، كما تدخلت إيران
في الأزمة السورية بدأً من عام 2011 وتكرر الأمر في اليمن، وهكذا فإن تدشين الاتفاق النووي عام 2015 والتخفيف الجزئي للعقوبات المصاحبة
له قد سهل أنشطة إيران الإقليمية وسرّع وتيرتها٠
وفيما يبدو أن إدارة بايدن قد تنازلت عن خططها الاستراتيجية لتوقيع اتفاق طويل الأمد، وهي تسعى إلى صفقةٍ أقصر وأضعف مقابل أن تمنع
إيران من الحصول على القنبلة النووية وتتفرغ لمواجهة الصين من ناحية ولتفادي حدوث أي توسع في التحالف بين طهران وموسكو وبكين من
ناحية ثانية. ولم يعد الرئيس بايدن بصدد السباق المحموم لإنجاز الاتفاق النووي في الإطار الديبلوماسي قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة
في نوفمبر المقبل، بل على العكس فهو يماطل ويؤجل مخافة أن تتعالى صيحات التنديد بضعفه السياسي ضده في الحملات الانتخابية٠
أما الإيرانيون فيماطلون لتأجيل الاتفاقية الى ما بعد هذه الانتخابات لتبين موازين القوى الجديدة وللحصول على ضمانات أفضل للالتزام بالاتفاق
لا تستطيع الإدارة الأميركية الحالية أن تقدمه٠
وهكذا تتراوح هذه المفاوضات بين التفاؤل والتشاؤم حسب رؤية الأطراف المختلفة لاحتمالات إبرام الاتفاق، فالمنسق الأوروبي جوزيف بوريل
يصبح أقل تفاؤلاً والمفاوض الإيراني أكثر تشدداً.
وتتسابق الدعوات من نواب امريكيون، ديمقراطيين وجمهوريين، لتقييد صلاحيات الرئيس الأمريكي لإبرام اتفاق لا يرضيهم٠وتفيد التصريحات
التي يطلقها المسؤولون الإيرانيون بأن طهران عادت إلى المربع الأول، وهي تولي الأهمية لأربع قضايا رئيسية هي الضمانات، ورفع العقوبات،
والتحقق من ذلك، وإغلاق ملف المزاعم السياسية أي تحقيق الوكالة الدولية، ويعتقد الإيرانيون أن الفرصة سانحة لهم للحصول على تنازلات
غربية بسبب الحاجة للنفط والغاز الإيراني٠
فيما يأتي تصريح المبعوث الروسي لمباحثات فيينا مسانداً لموقف إيران كالعادة ويرى أن إيران لن تقبل الثغرات والغموض٠ وفي خلفية المشهد
يتسارع النشاط الإسرائيلي بزيارات مسؤوليه وآخرهم لابيد رئيس الوزراء الى أمريكا، للتحذير من إبرام اتفاق يريح الإيرانيين ليلتقطوا أنفاسهم ويواصلوا
السعي بخطوات حثيثة لصنع قنبلة نووية تجمعت لديهم المصادر والخبرة والتقنية اللازمة لصنعها٠
أمام هذه اللوحة السريالية المفعمة بالاحتمالات والتي تنوس ألوانها بين الغموض والمكاشفة، وللتعامل مع الأنشطة الإيرانية المنفلتة من عقالها
والمرشحة للتصاعد بعد الاتفاق الجديد المزمع عقده، تسعى العسكرية الأمريكية لابتداع خطها الموازي عبر بناء نظام متطور يعتمد ويتعاون مع دول
المنطقة لمراقبة التحركات البحرية الإيرانية مهما كان التطورات والتبدلات السياسية، ومواثيق الاتفاقيات المبرمة ظاهرها وباطنها٠
وهكذا يتفاعل كل اللاعبين في المنطقة صغيرهم وكبيرهم مع الثوابت والمتحولات، حسب ما قالت العرب قديماً: كل يغني على ليلاه٠



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيلسون مانديلا.. ذلك الحكيم الأسمر الذي علمنا معنى الحياة وا ...
- يوم أعلن الآباء المؤسسون نخبة الوطن السوري عن الاستقلال السو ...
- لا نملك سوى أرضٍ واحدة.. ونوع بشري واحد
- قمتا بافاريا ومدريد تبشران بالديموقراطية
- من حقل كاريش اللبناني إلى اتفاقية العار المصرية .. تخاذل عرب ...
- عندما يصرح نائب لبنان التغييري : انا امثل الوطن
- ايمانويل ماكرون متنقلاًبين القمم
- بذور الديمقراطية التونسية بين رحى الإستبداد وجرن الإسلام الس ...
- جليات الفلسطيني لم يُسقط النعش !
- كوندوليزا رايس ..ونظرية الحرب الإستباقية
- لا بد من فلسطين
- هكذا كتب السوريون دستورهم في العام 1950
- عن الحروب غير المشروعة ولزوم مالايلزم
- تتسع الرؤية وتضيق العبارة..اين حقوقنا الإنسانية؟
- عن كييف والتاريخ الذي لا يرحم
- قراءة في مقال
- اعادة الاعمار في سوريا هي اعادة اعمار للمجتمع
- لحراك السياسي الإلكتروني، أو حتى التحركات المؤيدة للثورة الس ...
- لذكراها..منار ابوطوق الرفاعي
- عندما يترجل الفرسان


المزيد.....




- مسؤول مصري لـCNN: وفد حماس بالقاهرة الأسبوع المقبل لبحث المر ...
- العراق.. تراجع عن مطلب خروج الأمريكيين
- ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيط ...
- متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في ...
- 51 مليون يورو .. بيع سيارة مرسيدس للسباقات تعود إلى الخمسينا ...
- رئيس جمهورية بريدنيستروفيه: احتياطيات الفحم لتوليد الكهرباء ...
- لافتات في غزة دعما لموقف السيسي ورفضا للتهجير على أنقاض الحر ...
- الخارجية الروسية تؤكد أهمية عرض الممارسات الدموية للقوات الأ ...
- -أمريكيون موتى-.. خبير يذكر ماسك بـ-الأهوال- التي رأتها القو ...
- أسير محرر يعود إلى غزة ليكتشف مصرع زوجته وطفلته خلال الحرب ( ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - الاتفاق النووي : كلّ يغني على ليلاه