أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - سوق على مهلك سوق















المزيد.....

سوق على مهلك سوق


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 7364 - 2022 / 9 / 7 - 23:47
المحور: الادب والفن
    


(عن حُسُنِ التَصَرْفْ و حُسُنِ التَخَلُصْ )
بكره الدنيا تروق
لا يمكن أن انسى - المرة الوحيدة التي فزت بها برخصة قيادة السيارة بعد محاولات فشل لاذعة
في المرة الأولى كانت الباكستانية العجوز تجحرني بعينيها منذ استقريت في حجرة القيادة
يبدو أني خالفت بروتوكول إحاطة نفسي بحزام الأمان
هل يعتبر هذا فشلا !
في نظرها, يبدو ذلك يستحق أن تطردك من السيارة حتى قبل أن تدور في المكان.
في المرة الثانية
كان مواطنا في العقد الخامس من عمره -يبدو عليه السأم والضجر ويريد أن ينتهي بسرعة
جعلني أدور بالمنطقة الداخلية وطلب مني الاصطفاف بين سيارتين
وانتم تعرفون البقية طبعا ههههههههههه
في المرة الثالثة
سمحت لي أن أخرج للشارع كانت الساعة الثانية ظهرا و في ذروة خروج طلاب المدارس
طلبت مني أن الف وأعود إلى المركز .
كانت المسافة بين خروجي للشارع العام واجتيازي لسبع حارات مكتظة بالسيارات للإلتفاف والعودة للشارع المقابل
يعتبر نوع من أنواع الانتحار المجاني
لفتاة تدريب لا يحق لها استخدام سحرها الأنثوي لكي تشير للسيارات لكي يسمحوا لها بالمرور لحاراتهم
أو ليس لديها الجرأة لمنافستهم في الدفاشة( اريد مصطلح نخبوي )
أوالاستحواذ على المسرب بقوة الإندفاع الإجباري الذي لا يأمن العواقب .
المهم بعد اجتياز ثلاث حارات وجدت أني لابد أن أقاتل للمرور للحارات التالية وذلك سيجعلني اعصب وعندما اعصب فأن ضغطي يرتفع وتضيق حدقتي عيني فتصاب بالغبش
ثم قد ارتكب حادث واضطر لتصليح سيارات الناس من راتبي القليل الذي لا يكاد يغطي مصاريفي
وقد يمنعوني من القيادة مستقبلا لأني اشكل خطرا على حياة الناس بتهوري واندفاعي المجنون.
كان الرجل يقول بصوت عالي : إنها امرأة
وكأنه يعتذر للسائقين عن تعطلهم
فلا مؤاخذه " فالتي تقود هي امرأة "
يا للرجال الأوغاد
لم أنظر إليها وهي تجحرني , لقد كانت نظراتها مصوبة إلي من مسدس محشو بكل أنواع الرصاصات
ولا أعرف كيف تملكني الهدوء وغلبت على تصرفاتي لامبالاة رائقة لا تهتم
كنت ابدو كمن يستمتع بالقيادة ,ولا يهمني أن أصارع الذي خلفي أو الذي بجانبي . فبطيخ يكسر بعضه
راسبة
هي ليست المرة الأولى التي ارسب فيها
لتكن العاشرة ( من يهتم)
أنا في مزاج جيد
لم انفعل
وللتو كنت قد كسرت أوامرها بل ولكمتها بعرض الحائط
و مضيت في سبيلي بدون خلجة رفة قلب واحدة
لقد كسرت القوانين
وهل وجدت القوانين إلا لتكسر !

كان صوت عبد الحليم يرن باذني لوحدي
كنت اسمعه يحاور الذي بجنبه
ضــحــكـــت تــانـــي نـفــــس الضـــحـكـــة .. وراحــــت مـــاشــيــــــــــــة
زي الدنـيــــا مــــا تـيــــجـــــي ف لحـــظــــة .. وتمـــشـــــي ف ثــانــيـــــــــة
بـصــيـــت لـصـــاحــبـــــــي لــقــيــتـــــه جـنــــــبي ومــا هـــوش جنبــــــي
(بص أنا ما بصيتش لها , كنت مطنشة )
عــــــايـــــــــز يــقــــــــــول كـــلــمـــــة إتـقـــــالـــت جـــوه ف قــلـبــي
( راسبة)
كنت عاوز أسأله هو كمان .. حـــــــس بيهـــا
وانشغــل هـو كمــان
(خلاص راسبة شو يعني
راسبة )

ورجـــــعـــــت أقــــــول كـــــــده مـــــــــــش مــعــــقــــــــــول
أنـا بافكـر ليـه .. وبشغــل روحــي ليه ..


عدنا الى المركز وجلست انتظر نتيجة الامتحان ,كنت على ثقة بالرسوب ,طال انتظاري فتأكد حدسي ولا اعرف ما الذي جعلني لا أتحرك
(وامضي في سبيلي )
بعد نصف ساعة , خرجت من مخبأها ,وكنت أظن أني فاشلة كالعادة
ولكي استغل وجودي هناك و اخذ موعد جديد للفشل كان عليّ أن اسمعها باذني الكبيرتين
(الذين يملكون آذان كبيرة يرسبون مرتين )
كنت شبه متأكدة أني لن انجح , فأنا لم استطع اجتياز السبع حارات بل وخالفتها وكسرت كلامها عندما قالت لي :" لماذا لم تلتفي بعد أول u-turn
فادعيت الغباء وقلت بأدب جم وبدون رفة عين واحدة متوترة
وبسخرية مبطنة
" سنلتف من اليوتيرن القادم , لا شيء يستدعي العجلة !
ومضيت للشارع الذي أمامي ,ثم قبل ممر الالتفاف والعودة , كنت قد اجتزت الحارات الباقية بالطرق الطبيعية وبهدوء وبدون انفعال وعصبية و
بدون تسلل اجباري و بدون زوامير تلاحقك غضبا على تصرفك غير المؤدب.
حتى بدون شتائم للذي يجلس بجانبك حتى بداخلك الخفيّ.
يقولون" يبقى الرجل مهذبا حتى يقود السيارة, فتخرج منه كل ألفاظ البذاءة .
البارحة رأيت احد النساء تطارد شابا كانت قد أوقفت سيارتها في عرض الشارع ولحقت الشاب وهي ترميه بحذاءها
يبدو انه ازعجها
جعلني هذا الموقف اضحك وقليلة هي الأشياء التي تجعلك تضحك
قد تبتسم عيناك وتتسع مخارج فمك ,لكن أن تخرج من أعماق أعماقك تلك الأهازيج المترددة
هذا شيء من قبيل الصدفة مثلما كانت تضحكني نظرات الرعب من جيراني
أتذكر أني بعد حصولي على الرخصة مباشرة
سكنت في عمارة يمتلك أصحابها سيارات غالية جدا
وكنت الوحيدة التي املك سيارة قديمة
فكانوا يخافون على سياراتهم مني فيعطونني أولوية كل شيء الاصطفاف المريح ومكان للباركنج حتى أنهم لم يكونوا يصطفوا بجانبي أبدا
كنت أتمتع بمزايا الفقراء التي لا يلاحظها سوى الفقراء
مزايا الزنوج بين البيض
وأنا لا اهتم
فليس لدي شيء اخسره
"سيارة عجوز لفترة التدريب والتمكن ثم بيعها بثمن بخس"
كانت تلك ميزة
انهم يتفادونك ليس من أجلك بل لمصلحة بقاء سياراتهم سليمة
لن أقول اني طرت فرحا
بل تماسكت وضحكت عيناي أولا
ثم بعد أن مضت بعيدا ولم تعد في مجال نظري
قفزت بالهواء فرحا
يا لها من سيدة متفهمة
لقد نجحتني رغم أني خالفت تعليماتها
كان من الممكن أن تكون مثل الباكستانية
انجحتني لأني كنت هادئة ومتوازنة وغير مستعجلة
فالطريق الصعب الذي لا تستطيع اجتيازه , اذهب للذي بعده
نجحت لأني لم أصارع الشارع , فالطريق ليس حلبة مصارعة وقتال شوارع
نجحت لأني
باختصار
أحسنت التصرف بعدم التهور
وأحسنت التخلص بعدم الرد
ماذا يعني أن أتجاوز سبع حارات وبتهور فقط , لكي انفذ كلماتها
من قال أن لكلماتها لها قدسية التطبيق!
قدسية التطبيق هو ما تفرضه أولوية الشارع
حركة الشارع هي الفيصل
وهي التي تفرض عليك المرور وليس القفز بين السيارات وارتكاب المخالفات فقط لكي لا اعصي مطالبها التعجيزية
" لقد وجدت القوانين لتكسر"
اذا كان من الأفضل
أن لا نكسر ارجل الناس ونتسبب بالكوارث
شكرت لعبد الحليم لمساندته أثناء القيادة ولذلك الملاك الحارس الذي القى علي سكونه وهدوءه
وشكرت تلك المشاعر التي اجتاحني من الشعور باللامبالاة ( إن نجحت هذا جيد وأن لم انجح , فهناك محاولات كثيرة قادمة )
المهم أن لا تفقد الأمل وان تثابر حتى النهاية
الحياة مليئة بالأخطاء
حاول انتقاء الأخطاء الأقل ضررا
أو انتقي الأخطاء النظيفة
بالأحرى ارتكب انظف الأخطاء
"الحياة مليئة بالمشاكل
"حاول انتقاء مشاكلك بحيث تكون من النوع الجيد"1"مايسون"



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - كأني أكلت-
- الأحلام والتحليل النفسي
- فرويد و الأحلام و الجهلة و ذاكرة الدلافين
- فرويد و الأحلام والجهلة وذاكرة الدلافين
- فيلم ( seven) 1995 يقول المجرم جون للمحقق مورغان فريمان :-
- المليار الذهبي
- الموت والحب والأمل الزائف
- رحلة السبع ذنوب الفتاكة والغضب
- العصافير والتحرش المفرط بالموت
- - أستدفنني بجوار غريفن- وإشراقات من الإنسانية التي لا يظهرها ...
- مانسون واللامبالاة - نباتية - أم خدعة حضارية 1/2
- فن اللامبالاة وشكسبير والموت 1/1
- طز بالشعب العربي الفلسطيني
- اين جثة خاشقجي يابايدن ؟
- مملكة التطبيع : متى سيعلن خادم الحرمين تطبيعه مع الكيان الصه ...
- مطربة يهودية متديّنة ترفص يد امريكا الممدودة لها
- الصمت-Silence -وثلاثية غرناطة ,,, روايتان تتحدثان عن قمع الا ...
- ماذا يقول المغردون العرب عن حلف ناتو عربي بقيادة صهاينة تل ا ...
- -ما لهذا خُلقنا- و يا علوش
- دولة الفاتيكان الاسلامية


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - سوق على مهلك سوق