أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الصيد( بيك اخطيتك )














المزيد.....

الصيد( بيك اخطيتك )


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7364 - 2022 / 9 / 7 - 13:36
المحور: الادب والفن
    


الصيد يجر الصيد,في اليوم الثاني قصدنا ذلك المكان نفسه ., حيث نستقر على منعطف لشاطئ صغير , خلفه تستقر بيوت حجبت بالقصب المتيبس والاعشاب الطويلة والسعف ... كنا نسمع اصوات سباب وشتم وصخبا لضجة اطفال عابثين , واصوات حناجر انثوية.تخشبت اجسادهن ورقت اصواتهن ..حين يرى شاب غض او مراهق امرأة يتوقعها هي هي ,بهذا الجمال الذي امامه , ولا يدري بان مباحثات جرت واستشارات فردية او جماعية اجريت ومرايا ساندت والاف شركات التجميل تآزرت لتظهر امامه هذه الاثارة الانثوية .
لكنا هنا في الريف امام مشهد للنساء مختلف.. خاصة من جئن من الاهوار .. فالجمال عفوي والانوثة خشنها المردي وحش القصب والاعشاب وقسوة الطبيعة وتراجع الاهتمام بالجمال ... الآلية للانسان هي المتحكمة .
وبعد ان اجتزنا , انا واحفادي دروبا متعرجة مسوّرة بالقصب والاعشاب والاشواك ومفروشة بتراب يحتفظ بالبصمات,وصلنا الى فضاء مفتوح : نخلات يتيمة او مقطوعة الرؤوس وشجيرات متهالكة , وعلى اليسار درب ترابي طويل يمتد باستقامة, هنالك قرب بستان صغير نجا من مجزرة الجفاف والتصحر , خطر في بالي وانا اتقدم احفادي الثلاثة وهم يحملون قصب الصيد واكياسا صغيرة ,ان استعيد حماس الطفولة وشيئا من عبثها , فالتقطت عصا صغيرة وركضت فجأة وانا اشهرها امامي صارخا ( قف ,, قف ,, قفوا .. اين هم ) كنت اصرخ مكررا واحيانا ارفع العصا كمن يحاول ان يهوي على عدو حقيقي .. فجأة توقفت فبرز فلاح سبعيني يعتمر كوفية مزخرفة وحزاما ودشداشة ظهر من خلال البستان المسور بالاسلاك والجذوع والسعف , وقال / (يا اخوة ممنوع ان تتقدموا هنا للصيد فالحاج صاحب الارض اوصاني بذلك,, ) صدمت من قوله واخذت اشرح له بانا نتسلى بالصيد ولن نسبب ضررا او ازعاجا فقال بوقار (ما تقوله صحيح لكن سيأتي سيئون ويقولون لقد سمحتم للاخرين يدخلون فلماذا تمنعوننا ,,حججه لا ترد بسهولة ولم ينفع معه تعريف بانفسنا وانا على صداقة مع صاحب الارض ونحن اقارب الحاج ابو احمد الطاعن الشهير الذي يعرفه .. قال واضاف < تدري الانسان يصعب عليه سماع كلمة لا تسره .. وقد يحدث هذا >...مر بخيالي <رقصة البطريق>صبايا وشبان يؤدون الرقصة في مساحات شاسعة من العشب والورود لا احد يزعجهم ... الناس التي تهرب من صخب المدن فيمارسون ما شاؤوا من هواياتهم على السواحل والضفاف والبقع المفتوحة واطراف الغابات فلا احد يزعجهم او يمنع ..نحن هنا نكهّف حياتنا ... وقد يكون هذا الفلاح محقا .. فقد يحتل المكان شاذون او حيوانات بشرية .. او يتحول وكرا للسراق و لاصحاب الكبسلة والمخدرات .. قد تغتصب طفلات هنا او يذبح ابرياء ..علينا ان نتفهم مبررات الاخرين .
قلت له انا صحفي ,واريد ان استكشف سر الريف وما جرى في قاعه ,وانت بلغت السبعين ولك خزين من المعلومات.. حدثني كيف ذبلت هذه الاراضي وكيف كانت ؟!فاجاب ((كانت ارضا مخضرة تنتج انواعا من المخضرات والفواكه والشعير , كنا نعشق ارضنا .. ننام بلا قلق ونصحو بحيوية اليها .. وفي مرة اختبرت اولادي فامرتهم ان يحصدوا بقعة شعير < مشارة > وحددتها لهم بوضوح وسألتهم هل عرفتموها جيدا فاجابوا نعم .واتيت في اليوم الثاني فرأيتهم قد حصدوا بمكان اخر فقلت لهم <انتم جهلة بارضكم >..واستطرد الفلاح الشيخ ( يقولون الزراعة مهنة تفقر صاحبها, وارفض كلامهم فهي مهنة بامكان الفلاح ان يعيش منها لكنه رزق بطيء والجيل هذا فقد صبره وتراكض لرزق سريع واختاروا الوظائف الحكومية . ومع ندرة الماء تم اهمال البساتين وهي في طريقها للانقراض .. كل بستان يجرف يجرف شيئا من روحي .. لكنى لا اترك بساتيني ,. اعشقها ,وانتقل بينها يوميا كجد يزور احفادا متباعدين بالسكن ,روحي تخضر مع المسحاة والمرود , مع النبتة ارقبها تبذر فتنمو فتشق الارض وتصارع الطبيعة ...)
يظهر ان هذا الشيخ الطيب الفلاح لم يتكلم من مدة فاراد ان يستطرد لكني استاذنت بلطف لان الوقت داهمنا والصغار ملوا وهم يصغون حاملين شصوص القصب والاكياس ..
سارعنا الى النهر وصادف ان الجو بدأ يسخن قليلا ,والغيوم ترسم لوحات لا احصاء لجمالها .
وغطست الصنارات في الماء الساكن لا يقلقه الا زوارق صيد سريعة تمر في فترات متباعدة ..
في هذه الايام , الاسماك تتخلص من بيوضها وتتحرك لتتغذى ,, انه الشهر الثاني من السنة . صدت او ل سمكة لامعة برزت فهتفت < بيك اخطيتك > وهي لازمة سمعتها من صياد ماهر وكلما صدت سمكة صحت < بيك اخطيتك> ..اي امسكتها او فلتت, حتى بلغ صيدي عشرين سمكة صغيرة , ومع صوت المؤذن عدنا مسرعين قبل ان يداهمنا الظلام , في تلك البقعة المنسية التي طالما اخضرت وازدهرت لمئات السنين .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتان:التلال المستطرقة والقديس
- (ليقنعها بالزواج باحدهم ) قصة
- غربال ( قصيدتان )
- نظرة الى الامام مذكرات ج12
- اخيرا تفتت الوحدة
- الشاي و منديل ابو الحيلين قصة قصيرة
- العريف حمة
- اغتصاب الموتى وقصائد اخرى
- البريكان (مجهر على الاسرار وجذور الريادة ) ج6
- ثمل ليلة الانتخابات
- مقابر البصرة قصيدة
- نظرة الى الامام مذكرات ج11
- ثلاثة نصوص
- حي سليطة
- تصدع القوقعة ( نصوص شعر )
- قصة (لا تقبروني في عزلتي : الحل ليس حلا)
- قصيدة
- ثلاث قصائد
- البريكان (مجهر على الاسرار وجذور الريادة )ج5
- ام نسرينقصة


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الصيد( بيك اخطيتك )