أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهير جمعة المالكي - خرافات المتاسلمين 41 - خرافة دفن الرسول في حجرة عائشة















المزيد.....


خرافات المتاسلمين 41 - خرافة دفن الرسول في حجرة عائشة


زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)


الحوار المتمدن-العدد: 7363 - 2022 / 9 / 6 - 03:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من القصص التي يرددها (المتاسلمين ) كلما جاء ذكر دفن النبي محمد ابن عبد الله انه قبل موته طلب ان يمرض في (حجرة السيدة عائشة ) وانه دفن في (حجرة السيدة عائشة ) واصحبت هذه الاحداث من القصص التي لايقبل ( المتاسلمين ) مراجعتها في حين انهم لو راجعوا كتبهم لوجدوا ان هذه الاحداث لاتستقيم بهذا الترتيب لذلك سنراجع هذه التفاصيل ومن مصادر من يسمون انفسهم ( اهل السنة والجماعة ) وسوف نرى صحة هذه الرواية ام انها من خرافات (المتاسلمين ) التي لاتصمد امام الدليل .
اولا ان مصدر قصة ان الرسول طلب ان يمرض في بيت عائشة هو الحديث الذي أورده البخاري مصدره الوحيد هو (عائشة ) فقط وهو كالتالي " لَمَّا ثَقُلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واشْتَدَّ به وجَعُهُ، اسْتَأْذَنَ أزْوَاجَهُ في أنْ يُمَرَّضَ في بَيْتِي، فأذِنَّ له، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ رَجُلَيْنِ، تَخُطُّ رِجْلَاهُ في الأرْضِ، بيْنَ عَبَّاسٍ ورَجُلٍ آخَرَ. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فأخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَبَّاسٍ فَقالَ: أتَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ؟ قُلتُ: لَا. قالَ: هو عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه وكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُحَدِّثُ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ، بَعْدَما دَخَلَ بَيْتَهُ واشْتَدَّ وجَعُهُ: هَرِيقُوا عَلَيَّ مِن سَبْعِ قِرَبٍ، لَمْ تُحْلَلْ أوْكِيَتُهُنَّ، لَعَلِّي أعْهَدُ إلى النَّاسِ وأُجْلِسَ في مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ، زَوْجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عليه تِلْكَ، حتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إلَيْنَا: أنْ قدْ فَعَلْتُنَّ. ثُمَّ خَرَجَ إلى النَّاسِ " . وهنا يكون مصدر القصة الوحيد هو المستفيد الوحيد منها ولم يؤيدها احد اخر من الذين كانوا حاضرين .
ما بالنسبة لموضوع دفن الرسول فقد كان موضع خلاف بين المسلمين كما جاء في كتاب (تاريخ الخلفاء) تاليف الجلال السيوطي؛ عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – قطر, الصفحة 157 " واخرج أبو القاسم البغوي وأبو بكر الشافعي في فوائده وابن عساكر عن عائشة قالت لما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أشرأب النفاق، وارتدت العرب، وانحازت الأنصار، واختلفوا أين يدفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما وجد عند ذلك من أحد علم فأراد أهل مكة من المهاجرين ردهُ إليها لأنها مسقط رأسه وبلده الذي ولد فيه وأراد أهل المدينة من الأنصار دفنه بالمدينة لأنها دار هجرته ومدار نصرته وأرادت جماعة نقله إلى بيت المقدس لأنه موضع دفن الأنبياء قال آخرون بل بمسجده وقال غيرهم بل بالبقيع ثم اتفقوا على دفنه!! فدفنوه بحجرته حيث قبض وقد أشار السيوطي إلى أن مردّ ذلك هو قول أبي بكر: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول "ما من نبي يقبض إلا دفن تحت مضجعه الذي مات فيه" . كما وردت نفس القصة في كتاب (كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ) تاليف المتقي الهندي ، تحقيق (صفوت السقا - بكري الحياني) ، منشورات (مؤسسة الرسالة ) الجزء 12 الصفحة 488 الحديث رقم 35600 عن عائشة ونفس الحديث رواه الترمذي " ما قُبِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اختلَفوا في دفْنِه، فقال أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: سمِعْتُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا ما نَسِيتُهُ، قال: ما قبَضَ اللهُ نبيًّا إلَّا في الموضِعِ الذي يُحِبُّ أنْ يُدْفَنَ فيه؛ فدفَنوه في موضِعِ فِراشِه" (الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي ) . وهنا نرى أيضا ان الراوي هو عائشة وابوها أبي بكر دون بقية الحضور فلم يسمع بان الأنبياء يدفنون في موضع موتهم الا أبي بكر .
نعرض الان الموضوع على المصادر التاريخية المعتمدة لدى (اهل السنة والجماعة ) نرى ان تلك المصادر تؤكد ان أبو بكر لم يكن حاضرا في وفاة الرسول ولا في دفنه حيث ان دفن جثة الرسول بقيت متروكة في مكانها ثلاثة ايام لا يسمح بدفنها كما ورد في حديث عائشة الذي رواه احمد ابن حنبل في مسنده عن عائشة انها قالت تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ . كما ان أبو بكر كان خارج المدينة كما يروي ابن الاثير في كتابه ( اسد الغابة في معرفة الصحابة ) الصفحة 443 منشورات دار ابن حزم بيروت لبنان سنة 2012 " سالم بن عبيد وكان من أصحاب الصفة قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بسيفه مخترطه فقال والله لا أسمع أحدا يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات الا ضربته بسيفي هذا قال سالم فقيل لي اذهب إلى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه فذهبت فوجدت أبا بكر فأجهشت أبكى فقال لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى " . ويذكر محمد ناصر الالباني في كتاب (سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ) منشورات دار المعارف سنة 1995 المجلد الثالث الصفحة 146 "وفيه قصة يرويها حميد بن عبد الرحمن قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة ، قال: فجاء فكشف عن وجهه فقبله، وقال: فداك أبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا، مات محمد ورب الكعبة: فذكر الحديث."
كما ان أبو بكر وابنته لم يحضرا دفن الرسول بنص كلام عائشة الذي رواه احمد ابن حنبل و البيهقي في سنن البيهقي الكبرى وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن أبي إسحاق قال حدثتني فاطمة بنت محمد امرأة عبد الله بن أبي بكر قال بن إسحاق وأدخلتني عليها حتى سمعته منها عن عمرة عن عائشة أنها : قالت والله ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الأربعاء وصحح الحديث ابن عبدالبر في التمهيد وقال : إسناده صحيح والألباني في: مختصر الشمائل قال : صحيح . قال ابن سعد في كتاب الطبقات الكبرى المحقق: علي محمد عمرالناشر: مكتبة الخانجي سنة النشر: 1421 - 2001الجزء الثاني الصفحة 265 : (ولم يله إلا أقاربه، ولقد سمعت بنو غنم صريف المساحي حين حضر، وإنهم لفي بيوتهم) .
ان قول السيدة عائشة وحديثها هذا يشير إلى أن الدفن لم يكن في حجرتها وإلا لكانت قد شهدته أو علمت بمقدّماته على الأقل، فهي تصرّح بأنها لم تعلم بدفنه مطلقاً حتى فاجئها سماع صوت المساحي في آخر ليلة الأربعاء، الأمر الذي يعني أن حجرتها هي حجرة أخرى غير التي دُفن فيها النبي (صلى الله عليه وآله) بيد أنها ليست ببعيدة عنها بحيث أن صوت المساحي التي تعمل يصل إليها. ومفاد الحديث يستبعد احتمال أن تكون حينذاك خارج حجرتها في وقت متأخر من الليل ولم يرد عنها انها قد انتقلت من حجرتها الى حجرة أخرى .
ان الحديث المنسوب الى أبو بكر من انه سمع النبي يقوم ان الأنبياء يدفنون حيث ماتوا يتعارض مع حديث نقل رفات يوسف من قبل موسى عند خروجه من مصر حيث قال الحاكم " حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس بن أبي إسحاق أنه أصحهما قول الله عز وجل وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ...... فقال موسى أيكم يدري أين قبر يوسف ؟ : فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إل عجوز لبني إسرائيل . فأرسل إليها موسى فقال دلينا على قبر يوسف : قالت ل والله حتى تعطيني حكمي : فقال لها ما حكمك : قالت حكمي أن أكون معك في الجنة فكأنه كره ذلك : . : - قال فقيل له أعطها حكمها فأعطاها حكمها في رواية - ابن حبان فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها فانطلقت : بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم انضبوا هذا الماء فلما أنضبوا : قالت لهم احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الرض إذ الطريق مثل ضوء النهار(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ورواه ابن حبان) .
كذلك ان البيت الموجود فيه قبر الرسول حاليا هو بيت الرسول بدليل ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) . وقال محمد بن احمد المكي الحنفي في تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف تحقيق علاء إبراهيم الازهري وايمن نصر الازهري منشورات دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1997 الصفحة 268 " قال أهل السير: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجرات ما بينه وبين القبلة والشرق إلى الشام ، ولم يضربها في غربيّه ، وكانت خارجة من المسجد مديرة به إلى جهة المغرب ، وكانت أبوابها شارعة في المسجد.وقال: ولما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم نساءه بنى لهن حجرات وهي تسعة أبيات ، وهي ما بين بيت عائشة رضي الله عنها إلى الباب الذي يلي باب النبي صلى الله عليه وسلم. ومن هذا الكلام الاخير يتضح ان بيت النبي (صلى الله عليه واله) وبابه غير بيت عائشة وبابها .مما يدلّ على أنّ بيت عائشة كان في جهة القبلة من المسجد من الشرق، ما رواه ابن زبالة، وابن عساكر، عن محمد بن أبي فديك، عن محمد بن هلال: أنّه رأى حجر أزواج النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) من جريد، مستورة بمسوح الشعر، فسألته عن بيت عائشة. فقال: كان بابه من جهة الشام. قلت: مصراعاً كان أو مصراعين؟ قال: كان باب واحد. وقال نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن علي الحسني السمهودي في كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى الجزء الثاني فصل (أسطوان مربعة القبر) الصفحة 48 " أسند ابن زبالة، ويحيى بن سليمان بن سالم، عن مسلم بن أبي مريم، وغيره: كان باب فاطمة بنت رسول الله في المربعة التي في القبر، قال سليمان: قال لي مسلم: لا تنس حظّك من الصلاة إليها، فإنها باب فاطمة (رضي الله عنها)، الذي كان علي يدخل عليها منه". وعن ابن أبي مريم: ( إن عرض بيت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى الاسطوانة التي خلف الاسطوانة المواجهة للزور قال: وكان بابه في المربعة التي في القبر. وقد أسند أبو غسان، كما قال ابن شبة، عن مسلم بن سالم بن مسلم أبي مريم، قال: عرس علي (رضي الله عنه) بفاطمة بنت رسول الله إلى الاسطوانة التي خلف الاسطوانة المواجهة للزور. وكانت داره في المربعة التي في القبر. وقال مسلم: لا تنس حظّك من الصلاة إليها، فإنّه باب فاطمة، التي كان علي يدخل إليها منها، وقد رأيت حسن بن زيد يصلّي إليها . فهل كان علي (عليه السلام) يدخل على زوجته من وسط حجرة عائشة؟ أم أنّ عائشة أو غيرها من زوجاته (صلى الله عليه وآله وسلّم) كانت من محارمه (عليها السّلام)؟! إنّ ذلك إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ ذلك الموضع هو بيت فاطمة ويقول السمهودي " ويحتمل أنّ بيت علي (رضي الله عنه) كان ممتداً في شرقي حجرة عائشة (رض) إلى موضع الباب الأول فسمي باب علي بذلك، ويدلّ له: ما تقدم عن ابن شبة في الكلام على بيت فاطمة، من أنّه كان فيما بين دار عثمان التي في شرقي المسجد، وبين الباب المواجه لدار أسماء ويكون تسميته الباب الثاني بباب النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) لقربه من بابه الخ ..."
يروى ابن سعد في الطبقات الكبرى ، تحقيق علي محمد عمر منشورات مكتبة الخانجي سنة النشر: 1421 – 2001 ، الجزء العاشر الصفحة 158 " عن ابن أبي سبرة، قال: فأخبرني بعض أهل الشام أن معاوية أرسل إلى عائشة… واشترى من عائشة منزلها يقولون بمائة وثمانين ألف درهم، ويقال: بمائتي ألف درهم، وشرط لها سكناها حياتها، وحمل إلى عائشة المال، فما رامت من مجلسها حتى قسمته. ويقال: اشتراه ابن الزبير من عائشة، بعث إليها يقال: خمسة أجمال بخت تحمل المال، فشرط لها سكناها حياتها، فما برحت حتى قسمت ذلك، فقيل لها: لو خبأت لنا منه درهماً. فقالت عائشة: لو ذكرتموني لفعلت" .ولا يمكن أن نتصور أن تبيع عائشة الحجرة التي دفن فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وأبو بكر وعمر إلى معاوية، فإن ذلك ليس حقا لها ليصح لها بيعه.
وللحجرة النبوية الشريفة بابيْن، فيما حجرة عائشة كان لها باب واحد، ويعني هذا أن الحجرة الشريفة غير حجرتها. فإن قيل: إن قول ابن هلال: «كان باباً واحداً» يعود على سؤال ابن أبي فديك عمّا إذا كان باب بيت عائشة مصراعاً أو مصراعين، فيكون المعنى أنه كان ذا مصراع واحد، ولا ينفي بذلك وجود باب آخر له. قلنا في الجواب: لو سلّمنا جدلاً بذلك فإنه نصّ أيضاً على أن هذا الباب كان من وجهة الشام أي الشمال، فيما المعلوم أن للحجرة النبوية الشريفة باباً هو من وجهة الغرب هو باب الوفود وهو باقٍ إلى اليوم، وحيث لم يُشِرْ إليه مع كونه الأشهر واقتصر بعبارة تستبطن الحصر على ذلك الباب بقوله: «كان بابه من وجهة الشام» فتبقى المغايرة على حالها ولا يمكن أن تكون هذه الحجرة هي نفسها الحجرة التي ضمّت جسد خاتم المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم.ومن الأدلة ما رواه النسائي عن العلاء بن عيزار قال " سألتُ ابن عمر عن علي فقال: انظر إلى منزله من نبي الله صلى الله عليه وسلم، ليس في المسجد غير بيته"
وعليه؛ لو كان بيت عائشة هو نفسه الذي دُفن فيه نبي الله (صلى الله عليه وآله) لما صحّ أن ينفي ابن عمر وجود بيت داخل المسجد غير بيت علي فإن البيت الذي دُفن فيه النبي (صلى الله عليه وآله) كان ومازال داخله، وقد أشار إلى ذلك ابن عمر نفسه في رواية أخرى رواها الحاكم بسنده عن جميع بن عمير الليثي قال: "أتيتُ عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما فسألته عن علي رضي الله عنه فانتهرني، ثم قال: ألا أحدثك عن علي؟ هذا بيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد وهذا بيت علي رضي الله عنه" .وأما بيت عائشة فقد كان خارج المسجد وكذا سائر بيوت الأزواج، وإنما أُدخلت هذه البيوت في المسجد بعد الزيادة فيه، ويدلّ على ذلك ما ذكره النووي إذ قال: «احتاجت الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كثُرَ المسلمون وامتدّت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه، ومنها حجرة عائشة " .
بعد هذه الادلة يتبين ان خرافة ان الرسول دفن في (حجرة عائشة) وكما تثبته كتب من يسمون انفسهم (اهل السنة والجماعة ) مصدرها الأساسي هو قول عائشة نفسها ولم يأتي من أي مصدر اخر ، كما ان أبو بكر الذي كان المصدر الوحيد لموضوع دفن الأنبياء في أماكن وفاتهم لم يكن أساسا في المدينة عند وفاة ودفن النبي وعائشة لم تكن حاضرة دفن النبي بنص كلامها . كما ان الاحاديث تثبت ان ليس كل الأنبياء دفنوا حيث ماتوا كما حصل مع يوسف الذي قام موسى لنقل رفاته عند خروجه من مصر . كذلك تثبت الشواهد ان حجرة عائشة تختلف عن الحجرة التي دفن فيها النبي وكذلك ان عائشة قامت ببيع حجرتها فهل باعت قبر الرسول وقبر ابيها . وهكذا نرى ان هذه خرافة جديدة وضعتها السياسة التي جاءت بعد مقتل النبي من اجل منح فضائل لاشخاص ليس لهم علاقة بها .



#زهير_جمعة_المالكي (هاشتاغ)       Zuhair_Al-maliki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافات المتاسلمين 40 - ماذا فعل (المسلمين ) بجسد نبيهم
- خرافات المتأسلمين 39 - خرافة المليار ونصف المليار
- خرافات المتاسلمين 38 – خرافة ( الفتوحات ) الإسلامية
- يراءة الخوارج من دم الامام
- خرافات المتاسلمين 37- خرافة زهد (الصحابة )
- خرافات المتاسلمين 36 - خرافة كتب الصحاح
- خرافات المتاسلمين 35 - خرافة عثمان وجمع القران
- خرافات المتأسلمين 34- خرافة الوحدة الإسلامية
- خرافات المتاسلمين 33 - خرافة ابو بكر في الغار
- خرافات المتأسلمين 32- خرافة الجرح والتعديل
- خرافات المتأسلمين 31- عمر السيدة خديجة عند زواجها من الرسول
- خرافات المتاسلمين 30 - خرافة نذر عبد المطلب
- خرافات المتأسلمين 29 - خرافة صيام الأيام الست من شوال
- خرافات المتأسلمين 28-خرافة ان الرسول لم يكن يقراء ويكتب
- خرافات المتأسلمين 27 - خرافة ان الرسول كان راعي للغنم
- اغتيالات باسم الإسلام 7 - جذور مؤامرة اغتيال الامام
- خرافات المتأسلمين 26 - خرافة استرضاع الرسول في بني سعد
- خرافات المتأسلمين 25- خرافة كتاب الله وسنتي
- خرافات المتأسلمين 24 – خرافة نحن الأنبياء لا نورث
- خرافات المتاسلمين 23 - خرافة عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشد ...


المزيد.....




- تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر ...
- مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية ...
- نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
- زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
- موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
- الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق ...
- البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
- مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
- المغرب.. إتلاف أكثر من 4 أطنان من المخدرات بمدينة سطات (صور) ...
- ماسك يقرع مجددا جرس الإنذار عن احتمال إفلاس الولايات المتحدة ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهير جمعة المالكي - خرافات المتاسلمين 41 - خرافة دفن الرسول في حجرة عائشة