عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7362 - 2022 / 9 / 5 - 17:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المشكل موجود بوضوع في دراسة العلوم وخاصة علوم الكون والبيولوجيا والجيولوجيا فالمؤمن عنده انفصام فكري وعقلي يرى كروية الأرض وثبات الشمس ودوران الأرض حولها وتكون الجبال من البراكين والزلازل لمدة طويلة وتكون الجنين من التقاء بويضة الأنثى بالسائل الذكري وأن السماء هو فضاء تسبح فيه الكواكب وهناك قوانين وقوى مثل الجاذبية هي التي تتحكم في الكون ويمتحن في الجامعة على أساس هذه المعارف العلمية لكنه عندما يختلي بنفسه يرمي بكل ما درسه عرض الحائط ولا يعترف إلا بما تقوله النصوص الدينية رغم ثبوت خطئها وعدم صدقيتها فهو لا يعترف إلا بالأرض المنبسطة ومركزيتها للكون وثباتها وأن الشمس هي التي تتحرك وتغيب في عين حمئة وأن خلق الأرض كان قبل خلق الفضاء الذي تسبح فيه وفي مدة مضاعفة وتعد بالأيام فقط. كما يصدق أن الجبال خلقت دفعة واحدة وذلك لتستقر الأرض ولا تتزعزع مثل أوتاد الخيمة في الصحراء وأن السماء بناء وسقف رفع بدون أعمدة يمسكه الإله حتى لا يسقط وأن الإنسان خلق من طين مثل أواني الطبخ .وهذا ما يجعل المؤمن الدارس للعلوم يعيش أزمة حقيقية وفي صراع عقلي ونفسي بين الحقيقة العلمية وبين الخرافة والأسطورة الدينية. فالتطور العلمي وانتشار التعليم في أوروبا مثلا قوض سلطة الكنيسة الدينية وأصبح الفكر الديني أمرا شخصيا فحسم الأمر نهائيا لصالح العلم وتقهقرت سطوة الكهنوت وتلاشت مقابل الحضوة الفائقة التي يتمتع بها العلماء مما مكن المجتمعات الغربية من التطور الحضاري بفضل التطبيقات العلمية والتحكم في المادة والطبيعة.أما البلدان التي تشبثت بأولوية النصوص الدينية والفقهية على حساب العلم ومازالوا يعتبرون مجازا الفقهاء وأصحاب الكلام والحفظ "علماء" مثل علماء الذرة والطب والفيزياء ويقدسونهم ولهم مكانة أرفع بكثير من الجامعيين والباحثين ولهم حضوة وشأن كبير من طرف أصحاب السلطة القائمة مما مكن الغوغائيين من التحكم في الشأن العام ونشر الفكر القروسطي الماضوي بين الناس مما خلق جمودا في المجتمع الذي بات يجتر تراثا عفا عنه الدهر وشرب ولم يعد يتماشى مع العصر الحديث وترك أثرا سلبيا على تطور وتقدم هذه المجتمعات التي تعاني التخلف والإنحطاط في جميع مجالات الحياة.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟