أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - البصري محمد خضير














المزيد.....

البصري محمد خضير


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


البَصَرّيُّ مُحَمَّد خُضير
ربما دقيقة واحدة يمكنني فيها ان أنال شرف الاحتفاء بهذه القامة البهيّة وأُلفت انتباهكم – كباحثين - لأمر أراه مهماً على المستوى العلمي. اذ لا أميل الى الاستعراض بحجّة العارف، ولكني أمهد للعارف بأنها إشارة تستحق الوقوف..
لم اعهده قصاصا او روائيا؛ بل "بورخسيا قديرا" بمعنى انه يكتب قطعا سردية مُمتعة، مُتقنة التفاصيل وأحيانا فيها إشارات الى كتب ومفاهيم مرت بالقرب منه، فالتقطها بحسّ عالٍ، اذ تميزه عن غيره كمثقف فاعل مبتكر، له وجه واحد.. متشبّع بالضوء، حاد، وتعهد ضوءه طاغ على السردية العراقية، ولو صنفته - بين جنس القصص والروايات لما نصفته.. انها كتابة - أذكى من كلّ ذلك بكثير.
عهدته من بين أكبر القامات العراقية التي تلمُّ بمعرفة الكتب. ويوازي البستاني "بورخس" في معرفته بكتب الأنسانية - (القاص، والرّوائي، والشاعر، والمترجم الذي طبّقت شهرته الآفاق نظراً لخصوصيات إبداعاته، وتفرّد نوعيّة عطاءاته، وتفتّق عبقرية على الرّغم من عاهة العَمىَ التي أصيب بها منذ نعومة أظفاره، وصغر سنّه. لاحظوا معي كيف يغطيه في أحد النصوص رسائل من مدار السرطان (بهرهُ النظام المتكامل للكون المكتبي، النظيرُ لكون المعجزات والنبوءات غير المفهرَس في كتابٍ بشري، فلما خاب سعيه في الاهتداء بين آلاف الرفوف من الكتب المصنَّفة، وغير المصنَّفة) -
ذلك البصريُّ المُتَبَصِرْ فيما يجري من حوله. يدقق في التفاصيل، وهو يحمل كاميرته السردية، يذكرني بمحفوظ وهو يراقب كل ركاب القطار، كل واحد منهم على حدة. يتنقل في تفاصيل الملابس ولا يفوته ان يذكر تلك الرائحة التي تفوح من الناس المتعبة المسحوقة.. محمد خضير رأيته يميل الى زرقة الماء كفنان تشكيلي، ويأخذنا مع ذلك الجندي الذي يأخذه الموج ثم المد والجزر بين هزائم الذكريات (كما فعلها في نص وصية جندي)- (بالمناسبة سألته ذات مرة عن نصه المذهل هذا – ان كان قد نشره في كتاب ام لا؟).. انه يكتب بريشة مُغطسة بحبر ملح الخليج، تخط بتناوب ما بين الساحل التجاري للميناء، وقبعة الولدُ الدقيق النظر، القارئ الثاقب، صاحب المرقاب الذي يطلّ على موانئ الكوكب الأرضي في كل ما قرأ، ويقرأ..
على فكرة: كبيرنا - كما اسلف الأستاذة من قبلي - لم يكتب القصّة كقصّة كما نعرفها، ولم يجرب الرواية أصلا، ومع ذلك أنه أسعدَ بكتاباته الكثيرين من المعجبين والعاشقين للأدب الرفيع، والوالهين بالإبداع الراقي البديع، الذي لا تحدّه حدود، وحلّق بنا الى الآفاق الشاسعة، بالخيال المجنّح، الضارب في أعماق التاريخ، والسّابح بين بواطن كتب الخرافات، والأساطير، والغرائبيات العجيبة، والنايات الجميلة التي تتميّز بها كتابات هذا القارئ الحصيف.
اقصد بـ التقانات المهمة وهي التي يتمّ من خلالها معيار التجنيس النقدي للعمل الأدبي.
ولن يشفع (التجنيس المصنّف على غلاف المطبوع)؛ كذلك في ذات الوقت نفسه لا يمكننا اقصاء محتواه المشوّق، بفرض ان الاعتبار الـفني للنص ترتسم ملامحه عبر تلك التقانات، داخل المتن، بمثابة شروط مهمة هي التي تجنس العمل السردي، وتبويبه الى رفوف المكتبة كـ"رواية"/ "قصة" أو شيء آخر. فـ(التخصص له منافع عديدة. فهو يسمح باكتشاف أعمق وتجارب أعظم وأكبر، وهو محرك التقدم والتنمية) - (لقاء مع الروائي "ماريو بارغاس يوسا" من إجابة له عن " لماذا نقرأ الأدب؟")..
هكذا هي الحياة وارجوا منكم أن تقبلوا فائق شكري لحسن الاستماع.



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب التقانة الروائية في مسرات سود
- عن رواية قيامة الحشاشين
- عن امواج عبد الله ابراهيم
- مفاهيمي الخاصة في التجنيس الأدبي
- التأريخ وعاطفة المنبر
- التواضع والكاتب
- ملاحقة التأريخ
- اللغة الحس
- في ذكرى الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب
- تضع كفها على قلبي حمامات بيض تنزل، فلا اموت
- الفصل /3/ ليلى والحاج
- عن الرواية عامة
- نصوص التواصل الأجتماعي
- اسرار القراءة في رواية دمه
- عن -أمير الحلاج- ايضاً
- قامة عبد الستار نصر
- كلب -فرانز كافكا- الذي يكره النباح ولكنه داع الى الثورة
- كأسك ليس بملآن
- يصارعوك كي لا ينتصر عليهم شكهم.
- حتى حماري ينصح كل صاحب لي


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - البصري محمد خضير