أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - عِيدٌ سَعِيد















المزيد.....

عِيدٌ سَعِيد


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


أولا_عـين...
مستلق على ظهره.تداعبه بيديها.تلعب بأزرار القميص الصيفي ذي الكمين القصيرن.يتفيَّآن ظل صفصافة فارعة لون أوراقها أخضر قاتم.هي تضحك.هو يعيش فنتاسما وهميا.يتخيل آرتعاشة أنامل غير أناملها.هو يقول..أحبكِ..هي تقول..أحبكَ..هو يقول وقد صعد الغيض إلى فوق حتى وصل زغب رأسه..الله يلعن بو العالم..وتذكر فيما تذكر يوسف ذاك الزمن ويوسف هذا الزمن، فوجد البون شاسعا، فكرر..اُوووف..مرتين، ثم صوَّبَ عينيه جهة يديها غير المتخيلتين، وقد راحت رؤوسهما تفتح عروة القميص حتى وصلت إلى أسفل بقليل حيث بعض الأشواك آنتشرت في فوضى عن الرقباء، وطقفت ترتع هناك، وراح يعيش طلاوة لَمْسها آلريان يُنْبِتُ في نفسه شعورا بمذاق جميز وتيجان زنابقَ وبعض قشور الرمان.هي تحب حَبَّ الملوك.هو يحب حُبها وعينيها الكستنائتين ويتنماها متوحشة بعواطفها التي بلا حدود.هي تفك الزر الثاني ثم الذي يليه حتى بلغت ما بلغت من خميلة الأشواك المسننة.هو يحب آختراق الحواجز التي تطوقه تطوقها.هي يتيه بؤبؤاها في مغاور غيابات اأمازون ومجاهيل أدغال لا تُرى حيث جوز الكاميرون يُباع في المداشر بثمن زهيد.إبهامها يتخلل زوانه الملولب منسربا في دَعة وتثاقل إلى أن يقبض رُمانته اليمنى الصغيرة.لم تجد حَبَّ الملوك ولا كَرْكَاعَ الكاميرون، حتى الرمان أَلْفَتْهُ رَسْمًا دارسًا.. قالت..أكرهك..قال..لِمَ يا محبوبة القلب لِمَ هذا التجهم أغرك أن حبكِ قاتلي أنا المتيم المستهام..قالت..إنكَ لا تعجبني.. قال..لم تقل ذلك زليخة.. قالت..ومن تكون زليخة..قال..زليخة يوسف..قالت..بلهاء كانت..قال..والنسوة اللائي فعلن ما فعلن..قالت..غبياتٍ كُنَّ بأعين مغشاة بغمام لا يبصرن قيد أناملهن المقصولة..قال..يا مجنونة..قالت..مجانين نحن في عالم لعين...
وكان هناك ينظر إليهما في خلسة يتابع حركاتهما مَعْتُوهُ آلطرقات الذي بلا مأوى.يتلصص..أما هما، فكانا غارقيْن في بؤبؤيْ بعضهما البعض نشوة تارة وتحديا وآستفزازا أخرى.تنظر إليه.ينظر إليها. يلتفتان مَعًا جهته.يلاحظانه هناك قابعا كعادته فوق صخرة صلدة تحيطه عواسج وأعشاب بر عجفاء.يطرق المخبول رأسَه يبصر عجلات حديد تَمرق تطرق تضغط تعصر وقد ملأ سيرُها الأرضَ خَببا وحُبا..عيناها في عينيه يتبادلان النظرات..كان يتعاشقان..هو ظل هناك كمنبوذ يرنو يرتقب يحترق على مهل..مقلتاه ترقصان بفتور على نغمات موقعة بالبياض..هما يضحكان لا يأبهان..

ثانيا_ياء..
ما أبهاك يا يوسف..وأبهجْ بصفائك وأنتَ تنفجر ضاحكا بعد مدد من السنين قضيتَها على سطح كويكب المجانين.تخمن وأنت تعيش ليالي أشد حلكة من من حياتك الفاترة بأن لحظة الإفاقة أحرج لحظات العيش، تذكرك دوما بأنك مازلت تتنفس وتستمر كذلك إلى ما شاءت عمليتا الشهيق والزفير.غريب هذا التشبت والإلحاح على المكوث والدوام، رغم مزاريق البرم التي ما فتئت تَخز الأعين المحمرة من شدة آلنَّصَبِ؛ فأنت إذ تستفيق،تلفي ذاتك أكثر آنعزالا مما سبق وأن لا جديد تحت شمسك الآيلة للأفول.كل شيء في المكان نفسه كأمس الفائت تماما، وكالذي قبله..وعيد البارحة هو عيد اليوم..الصباح مثل المساء.. لا شيء تبدل في قبوك المعتم..الطاولة وأرتال الأوراق الحمقاء المنثورة كخرق مهلهلة تحنط حروفا لا يقرؤها أحد تكفنها تدفنها بالحياة، والصورة البلهاء للأعجف المغتاظ قرفا تحاول عبثا آنتزاع العقارب من حتفها لتلوح بها وبسلة المهملات في سلة النسيان، لكنها تلفي نفسها أخيرا ساقطة أشلاء منهارة تحتضر بلا ضجة وقد حاصرها إطار من يحموم وسخام.. ف..تبا..

ثالثا_زليخـــة..
زليخة كانت فرية كبرى أنجبها تاريخ مليئ بسلالات الزنازن والرزايا..هكذا فكر..هكذا خمن..قالوا..زَلَخَتْ رجلاها ووقعتْ هاوية..قُلنَ..جزافا حاولتِ المسكينة..قالوا..زمهرت عيناه آحمرت وبكت..قلن..لقد شغفها حبا.. قالت..هيتَـ لَـكَـ..قال،لم يقل شيئا،حدق في الأفق وبصر ما لم يبصره الإخوة العشر ولا السنون الجمر..قال لهبُها الطافح..هيتَـ لَكـ..وكان وحده يوسفُ يزهو في الغمام...قالوا،وقد أقبلت عليه بزي السلاطين، وغلقت الساحات والردهات، وأردفت للنسيان عزيزَها وأتتْ فتاها طوعا..قالوا..هو زاهد زُجَّ به في الزنازن..قلن..هي زانية زَجَّاء بأعين حوراء ترخي زُنَّارها للزائرين..قال..صبرا جميلا... وكالزيزفونِ_يازليخة_أزهرتْ تيجانُكِ ولم تثمر سوى وعود زائفة وآلاف الزرازير والزيغان وحبات الزيتون المفرومة قبل الأوان.وفي الأفق، هناك حيث تلتقي الأرض بالسماء، كان الكل مع موعد مع الأنفاس الزافرة تشهق للحاق بما لا يلحق به..موتٌ زؤام يستعجل العمرَ ليقضي على ما تبقى من أحلام ثاوية في القرار؛ ولَمَّا تَزْهَفُ الروح تُسرع للريح حتفَها، تبدأ المعاناة لملإ الفراغات والثقوب السوداء التي لا ظل لها.. قالوا..لقد آستحالت شبحا بلا طيف..
قلن..حاشا لله ما هذا بشرا..
قالوا..هي نتاج سنابك الموت..
قلن..هو نور من أنوار قزح..
قالوا..زاغَ فيها البصر وطغى..
قلن..ما زاغ بصره وما طغى..
قالت..هيت لك..
قال..صبرا جميلا..
قال المغني..سي دورْ دُو مُوغيغ اُونْ بْرانْتُو..C est dur de mourir au -print-emps..إنه لشيء مُضْن أن تموت في الربيع(١)

رابعا_كالفراغ لا يُرَى...
جُثت تَرينُ الآن بأطيافها على القمم والمروج.جثت وأطياف.هل للجثت أطياف؟الجثت نتاج سنابل الموت، والأطياف حصيلة أنوار قزح.الجثت أشباح..من قال ذلك؟؟الجثت جثت وكفى برائحة زنخة وصئبان زائغة كالعقاعق.الجثت لا أفياء لها،والموت لا طيف يملكه.هو كذلك منذ الأزل وإلى الأزل يسير أو يطير أو يسبح أو..من يدري..يطيش طيشه في كل مكان في كل زمان، وعلى حين غرة يعطي الإذن لملاييين الجرذان والزيزان واليرقات الصفيقة أن تفعل فعلها. لو كان يملك طيفا، لاستطاع الانسلات منه، بيد أنه لا يقدر أن يفعل، فهو لا يملك إلا الطاعة والرضوخ..اصْدَعْ بما تومر..فيصدع بما يومر..هو كفراغ لا يُرى، والفراغ لا ظل له لا خلفيات لا تفكير مسبق لا تخطيط.. الفراغ لا شيء..الموت هنا هناك في كل فجوة في كل ثقب في كل رمانة تُخْطِئ حباتها مسارَها، فتسد مسالك الهواء و...ينقطع النفَسُ، يجمد الصاعد والهابط وتخرج العينان الجاحظتان من محجريهما ولا يبقى إلا طنين الألم وصدى..هيتَ لك..يجعجع دون معنى..لم يفهم..والأفضل أن لا يفهم..فالظلال والفراغات والجثت والزرازير والزيزان والزعانف ووَهْم الزلال آستيهامات ليس غير، هي دوما تكتم الأنفاس تسوي الشهيق بالزفير بالعويل بالقهقهة بالزغاريد المفقوءة بكل ما لذ ولم يطب من الأماني، والأفضل أن ينسى كل شيء.وَدّ لو يفعل، غير أنه تيقن أخيرا أنه مهما رغب في ذلك ومهما حاول لن يستطيع إلى ما يرغب سبيلا...

خامسا_دال..
هو مستلق.هي متكئة حذاءه.يدها اليمنى في غابة الزوان.يدها اليسرى تتفيأ شذى عطر من سماء مبرقعة بدِيَم.يده في غابة فرعها الليلي.لم يغيرا وضعيتهما.لم يغير وضعيته المخبولُ.هَمَّ أن يفعل غير أنه آستحى ربما أن يُقال عنه شيء لا يقبله على نفسه.هُما لم يقولا شيئا، فقط كان ينظران إليه من حين لآخر ثم يسترجعان نظرهما إلى بعضهما البعض يتمليان آثار وله مبرقع بحمرة شفيفة على وجهيهما يثير في كيانهما نزوة شهوة تتوق إلى معانقة الممكن من غير الممكن..قال..أوووف..قالت..لم تقل شيئا، فقد كانت غارقة في صدره..قال..لم يقل شيئا، فقد كان يصطاد الحَوَرَ الداعجَ في مقلتيها العسلتين..أتراهما كانتا كذلك..ربما..قال، وقد صعد الغيض إلى زغب رأسه.. أووف..بينما من بعيد كان صوت مغن يرطن بفرنسية ناحبة..جُوسِي كُو تُو بْغُونْدْغَا سْوَانْ دُو مُونْ آمْ..Je sais qu tu prendras soin de mon âme/متأكد من أنك ستعتني بروحي...(٢)

سادسا_يوسـف..
يحس يوسف بأنه مراقب وملايين البراغيث في المدينة الصفيقة تُكْرِبُهُ تعشعشُ مخيلته المعزولة، ورغم ذلك،قرر الدوران في الحلقة المفرغة التي لا تتغير.. استيقاظ عمل وجبات طعام نوم ذهاب إياب حضور غياب نهار ليل ظلام صباح مساء سماء غمام أقوام جهام بوار وفساد ووو..أكيد..زليخة كانت أكذوبة.. آدْيُو ما فامْ جُو في موغيغْ...
Je veux qu on rie
Je veux qu on danse
Je veux qu on s amuse comme des fous
Je veux qu on rie
Je veux qu on danse
Quand c est qu on me mettra dans le trou(٣)

سابعا_عيد سعيد..
في صباح العيد الأخير، لم يشدُ كما كان مقررا،لم يبتسم لم يضحك لم يتحرك، فقط ظل يتأمل في كل ما يحصل وتساءل في بلادة..لمَ يقع كل هذا؟؟ولما أعياه الجواب، قرر أن يلوذ إلى إغفاءة مبتسرة، فأبصر نفسَه يغتال ملايين الزايات المنبطحة على وجهها وقد أكل منها الغيض الشيء الكثير، وكصاحبه(٤) المعتوه بدتْ له الفكرة سلسبيلا يسهل آمتطاؤه، فآمتطاه وهو يسبح في الأجواء بلا رقيب ثم راح يبصر نفسه قاتلا يتعمد آغتيال أجداده التعيسين، وآنتهى به المطاف في اللارجوع.لقد فعلها أخيرا، ولم يقل..صبرا جميلا..بل آستلقى على ظهره وأراح رأسه على ذراعيه وطفق ينظر إلى صفاصفة لون أوراقها أخضر قاتم، فلم يبصرْ إلَّاه، وعلى حين غرة، انبرت ابتسامة من شفتيه ثم شرع يترنم بلازمة وحيدة يمررها لسانُه في حَنجرته حتى أغمي عليه..عيـد سعيـد..


_إحالات:
١/٢/٣..من أغنية(Le Moribond)لجاك بغيل
٤..صاحبه..إشارة إلى ما فعلته الشخصية الرئيسة في رواية"الرحلة"حيث قتل أحد أجداده عندما سافر إلى الماضي،ولم يستطع على إثر ذلك العودة إلى حاضره لأنه ببساطة لم يعد موجودا...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حِمَارُ آللَّيلِ
- الطفل القديم
- التَّابْعَة
- قَرْنَان
- مُمَارسةُ آلموت
- اِقْرَأْ وَإِلَّا قَتَلْتُكَ
- فْشِي شْكَلْ
- رَحِيل
- الجوكر أو الأقنعة الموروثة
- التتارُ الجدد
- شَدْوُ آلْفِجَاجِ
- سَيَمُرُّ آلْقِطَارُ بُعَيْدَ قَلِيل
- زَنَابِقُ آلْحَيَاةِ، بخصوص قصيدة-يا صبر أيوب-للشاعر عبد الر ...
- مُجَرَّدُ شَخيرٍ لا غير
- سُعَال
- دُودُ سِكَّةِ آلْحَديد
- شَرْخ
- سُلَالةُ قابيل تُكملُ آلمهمة
- بخصوص شريط(حَلاق درب آلفقراء)لمحمد الرَّكاب)
- السيد(بِيغُونْجِيهْ)في مواجهة قطيع القرون ...


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - عِيدٌ سَعِيد