أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر مقداد - دولة الإسلام باقية وتتمدد













المزيد.....

دولة الإسلام باقية وتتمدد


اسكندر مقداد

الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي سميت اختصاراً ب"داعش"أعلن عنها في حزيران 2014 واصبح زعيم التنظيم ابـو بكـر البغدادي يعرف بأمير المؤمنين ويلقب بالخليفة، وتم تغير اسم التنظيم من الدولة الاسلامية في العراق والشام الى الدولة(الخلافة) الاسلامية فقط .وقد قامت هذه الدولة، التي هي استمرار للدول الإسلامية منذ نشوء قبيلة الإسلام ،قامت بغزو مناطق عديدة في العراق وسوريا وراتكبت فيها اعمال شنيعة من قتل وتعذيب الرجال بطرق بشعة وسبي النساء وبخاصة نساء الأيزيديات فقد سبيت اكثر من سبعمة آلاف امرأة وفتاة وتوزيعن ولاسيما الجميلات للأمراء وبيعهن في أسواق النخاسة المحمدية ،فضلاً عن سبي الاطفال وتدريبهم على القتال والسبي وسفك الدماء والقرآن كذلك مارست هذه الدولة جرائم حرق البشر وقطع اليد والرجل والجلد والصلب والقتل والجزية والاستيلاء على الأموال والأراضي والنهب والسلب وقتل المختطفين والذبح والسبايا وما ملكت ايمانكم.

يعترض اغلب المسلمين الذين لم يقرأوا كتاباً واحداً عن التاريخ الاسلامي على الاعمال التي يقوم بها هذا التنظيم ويستخدمون شعارهم الوحيد (داعش لاتمثل الاسلام !).

وفي الحقيقة ان رفض هذه الاعمال البشعة من قبل اغلب المسلمين ناتج عن اعتقادهم ان كل ما يخالف الاخلاق والانسانية هو ليس من الاسلام! وهذا الاعتقاد خطأ ولا يمت للحقيقة بصلة، لان اتباع هذا التنظيم لم ينفذوا حـداً مـن حـدود الشريعة الاسلامية الا وقدموا عليه الدليل من القرآن والسنة والفقه الاسلامي.

فان هذا التنظيم واضح باعماله وصريح بخطابه ولا يراوغ كما تفعل المؤسسات الإسلامية اليوم وكذلك، رجال الدين المسلمين، فبمقارنة بسيطة بين ما فعلته الدولة الإسلامية في عهد محمد وما فعلته الدولة الاسلامية في عهد ابو بكر البغدادي،يتبين للجميع أن كل ما قام به داعش كان قد قام به محمد وخلفائه والدول الاسلامية منذ مجئ الاسلام إلى اليوم.
اتخـذ تنظيم الدولـة شـعار باقيـة وتتمدد لكي يذكر نفسـه ويذكـر الـعالـم بـأن دولـة الخـلافـة لـم تـنـتـه بـل إنهـا بـاقيـة. ولا بد أن تبـقـى لـكي يـكـون الدين صحيحـاً، وهي ليست باقيـة فحسب، بـل إنهـا تـتمـدد أيضا كمـا تمددت الخلفاء الأوائـل، إنـه نـوع مـن الطمأنـة النفسية التي يمارسها أعضاء التنظيـم ويصرخـون بـهـا، بـل ويجعلـون أعداءهـم يقـولـون غصبـاً عنـهـم، باقيـة وتتمدد . إنـه حـلـم الخـلافـة الذي صـار هـوســـاً لدى الكثـر مـن الشــباب المسـلـم مـن بينهـم أعضـاء تنظيـم الـدولـة. إن حلـم عـودة هـذه الخلافـة مـن جديـد أرهـق الـشـباب المسلم وأستنزف قواهـم وإبداعاتهم وطاقاتهم في محاولة إيجاد صيغـة له والنضـال مـن أجـلـه. فـشـبـاب الإخـوان المسلمين يناضلـون مـن أجـل عـودة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، شـأنهم في ذلـك شـأن شـبـاب جماعـة الـعـدل والإحسان في المغرب، بالإضافة إلى شباب الكثير مـن الفصائـل الإسلامية الأخـرى .. كلهـم أضاعـوا الشباب في الوهـم. فحلـم عـودة الخلافة لن يتحقـق لأسباب كثيرة أهمهـا أنـه وهـم. والوهـم مختلـف عـن الـواقـع فالوهـم يـبـقى وهمـاً حـتـى لـو امـتلـك كل كيان المسلم.

صـارت الخلافـة هـوسـاً ديـنـيـاً في أوساط الشباب المسلم، لكنها الآن تحولت إلى كابوس، كابوس يقتـل الأبرياء ويحارب مـن أجـل إمبراطوريـة وهـميـة لا وجـود لهـا إلا في أوهـام المعتقـديـن بـهـا. فالواقـع يـفـرض علاقـات جـديـدة بين الدول، ويفرض اختلافاً جوهرياً في الأهـداف وفي التحالفـات، هـل مـن المعـقـول أن تحكم كل تلك الدول الإسلامية مـن طـرف رجـل واحـد تـحـت كـيـان واحـد؟ لقد حاولت الدول العربيـة في التاريخ الحديث إقامـة تحالفات كثيرة حتى فيما بينهـا ولـم تـنجـح، حـاول جمـال عبـد الـنـاصـر بـنـاء وحـدة بـيـن مـصـر وسـوريا. وجـرت وحـدة قصيرة الأمـد بـيـن الـعـراق والأردن. وكانت هنـاك محاولات اتحاد المغـرب الـعـربي بين دوله الخمس، ولكـن هـذه المحاولات كلهـا فـشـلـت وأجهضت. فكـم بالأحـرى فـكـرة خـلافـة واحـدة وخليفـة واحـد. فـمـا دامـت المذاهـب الدينيـة متفرقة، والأعراق مختلفـة، فمـن المستحيل أن تقـوم هـذه الخلافة. لكـن عـوض أن تحـرض المؤسسات الدينيـة الشباب على العمـل والاجتهاد والاندماج في العالـم الجـديـد وقبـول ثقافـة الاختلاف، فإنهـا بالمقابل تحرضهم على العـودة إلى الماضي والانفصـال عـن المستقبل، وهي بالتالي تساهم في ميلاد جيـل مـشـوه مـن الشـباب، جيـل لديـه تـوتـر بـيـن المـاضي والحاضر، جيـل ضائع لا يعـرف أسباب تخلفـه ولا أسباب تقـدم الآخرين، جيـل يعتقـد أن ابتعاده عـن الديـن هـو العـامـل الأسـاسي في تقــدم غـيـره وتخلفـه هـو بـل يعتقـد أن الـعـالـم كـلـه يـكـيـد لـه لـكي يبقيـه بـعـيـداً عـن هـذا الديـن، وبالتـالي يقـوم بـكـل مـا أوتي مـن طـاقـة بالتمسك بالديـن والـغـلـو فـيـه واعتبـاره المكـون الوحيـد لهويتـه ورفـض كل مكونـات الهـويـة الأخـرى. لـن يتقـدم الشباب المسلم إلى المستقبل مـا لـم يـدفـن المـاضي الذي مـا زال يعـوق تقدمـه.

بُني الإسلام شيئًا فشيئًا ولم يولد قطّ دفعة واحدة، بل لم يكن محمد نفسه يعرف أن اسم دينه هو الإسلام في بدايته. ولم يكن العرب يعرفون اسم هذا الدين الجديد الذي دعاهم إليه محمد، ولذلك كان يقال عمّن أسلم في بداية الإسلام إنه "صَبَأَ". وربما كان يعكسُ هذا خلطًا مع ديانة الصابئة نظرًا لما رأوه من تشابه معها في بعض الطقوس. وما يهمني في الأمر هو أن الإسلام تم بناؤه في مرحلة محمد بناء على ما جاء في المصادر الإسلامية طيلة ثلاث وعشرين سنة. وتابع الخلفاء من بعده مرحلة البناء، ثم استمرت العملية في المرحلة الأموية، ثم العباسية حين بلغ الإسلام ذروته في الاتساع من الناحية الجغرافية والفقهية أيضًا. وشهدت المراحل الأخرى تراجعاً مستمراً للإمبراطورية الإسلامية من الناحية السياسية، لكن الإسلام ظل قوة مسيطرة وفعالة في المنطقة إلى الوقت الحاضر، غير أنه يمر اليوم بأخطر مراحله على الإطلاق.

فما الذي تغير اليوم؟ وما الذي اختلف؟ لقد مرّ الإسلام بمراحل كثيرة منها، مراحل أزمات ومراحل ازدهار. فما الذي يجعل هذه المرة مختلفة؟ سيكون الجواب على هذا السؤال محور الاسطر التالية. فكلما فهمنا كيف تم بناء الإسلام، استطعنا فهم ما يحصل له من تفكك الآن، وكلما قرأنا ماضيه، استطعنا التكهن بما سيحصل له مستقبلًا.

اركان الإسلام الحقيقية
قام الإسلام في الاساس على ٦ أركان وبسقوط هذه الاركان سيقط العالم الإسلامي والدولة الاسلامية ومن ثم ستسقط الأيديولوجية المغذية لهذه الدولة.
ونعرض في الأسطر التالية اركان الإسلام الحقيقية الخفية الستة(القبيلة،السيف،المال،الجنس،الرقابة،الدعاية) كما ورد في كتاب" مستقبل الاسلام..اركان الإسلام الخفية" للأخ رشيد .


الركن الاسلامي الاول:القبيلة ،محمد أزال كل اواصر الدم التي كانت بين الناس وجعلها تختزل في رابطة الدين ،فالدين عوض القبيلة لدرجة أنه الوالد يمكن أن يقتل ولده وبالعكس في سبيل الدين ،اي أن الدين صار اقوى رابطة إلى يومنا هذا ،هذه الرابطة مغروسة في المسلمين فنجد مسلم يفضل مسلم ماليزي على مسيحي قبطي أو مندائي أو ايزيدي أو يهودي أو بوذي موجود في بلده ،إذن الرابط الإسلامي هو الاهم ثم الأمة الإسلامية ،فهم لا يتحدثون عن اوطان ،مفهوم الوطن غير موجود داخل الاسلام ،الامة الإسلامية بكاملها يتحدثون امة المليار ونصف يعني بالنسبة لهم الحدود وهمية "نحن امة"لذلك يتحدثون بصيغة الجمع.والدولة الإسلامية ،يجب أن يكون هناك خليفة وخلافة إسلامية تطبق الشريعة الإسلامية بحذافيرها ،هذا هو التفكير"التيار"الإسلامي الرئيسي الذي بدأ منذ بداية الاسلام إلى الآن ،طبعاً هناك آراء شاذة تنتقد وتكفر وتزال لأنها لا تستطيع الصمود أمام هذا التيار.الخلافة الإسلامية ركن أساسي من هذه القبيلة،يجب أن يكون هناك زعيم وقبيلة ،ثم تقسيم العالم إلى القبيلة الإسلامية وقبائل الكفار(اي المسلمون والكفار) ،طبعاً داخل هذه التقسيمات أهل الكتاب لوحدهم والمشكرون لوحدهم ،فالعقل الإسلامي لازال يلد مرة أخرى فرنسا بالنسبة له قبيلة كافرة ،امريكا قبيلة كافرة وحاربوا الاسلام مع الكفار ،فدائماً يتخيل المسلمين النظريات والمؤامرات أنه ينسجوا لهم الخطط ويريدون الكيد لدينهم وقبيلتهم وغير ذلك ،فهذه هي المحصلة للقبيلة .
وعدد سكان العالم الإسلامي في تناقص مستمر ،فالتوالد في العالم الإسلامي ليس كما يتخيل البعض، فكثير من الدول الإسلامية يتناقص معدل الولادة بشكل رهيب ،حتى المسلمون المتواجدون في أوروبا تتناقص اعدادهم ومعدلات الولادة بينهم أيضاً بشكل رهيب وحتى الجيل الأول والجيل الثاني والجيل الثالث من الذين يولدون في اوروبا لن يستمروا على نفس افكار اجدادهم ،فغزو العالم مجرد متمنيات لا تخضع لِميكانيزمات علم الاجتماع والتفاعلات الموجودة في المجتمعات وكيف ستتغير هذه الاجيال.
.وبالتالي حين نحاول قراءة المستقل،هل الركن الأول(القبيلة) مستمر ؟ لا طبعاً لأن العالم يتجه نحو الفردانية وليس الجماعة ،والدول الإسلامية لم تعد خلافة إسلامية واحدة بل صارت دول لها مصالح متعددة ولها اولويات مختلفة ولها تحالفات مختلفة وأحياناً ضد بعضها بعضاً ،فتشرذم العالم الإسلامي وانقسم إلى دويلات لا وجود لخلافة إسلامية وحتى فكرة الأمة الإسلامية هي وهم يعشش في أذهان أفراد الأمة المحمدية ومبني على الماضي وليس له وجود على الواقع ،وحتى رابطة العالم الإسلامي وكل هذه الروابط هي الآن شكلية في عصرنا الحاضر ،ليس لها نفس القوة التي كانت لها زمان ، فهي مجرد شعارات تردد اليوم وليست واقعاً معاش .

الركن الاسلامي الثاني: السيف ، هو الذي أسس للإسلام وهو الركيزة الثانية ، لأن محمد جلس١٣ سنة في مكة ولم يفعل شيء ،اتبعه اراذل القوم(اي أغلبية ساحقة) هم بالعشرات وليسوا بالمئات ولا بالآلاف ،فعشرات الناس من أراذل القوم وليسوا من قادتها أو مفكرون أو ناس بحثوا في الدين أو كان عندهم اشتياق روحي ،اي مجموعة صغيرة جداً ليس لها أي اعتبار داخل قبيلة قريش ،والسؤال هنا متى بدأ الإسلام ؟ الإسلام الحقيقي وقوته بدأت في فتح(غزو) مكة"إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً"سورة النصر. فالنصر والفتح ورؤية الناس يدخلون في دين الله أفواجاً لم تتحقق إلا بالسيف.
السيف الذي أتى لمحمد بالدخل فهو كان مجرد تاجر او شغال عند خديجة بنت خويلد ،عندما انتقل الى المدينة لم يكن عنده مدخول،والعشرات الذين هاجروا لم يكن لديهم دخل وبالتالي آخى محمد بينهم وبين الأنصار ،فألانصار صاروا يعولون الضيوف الذين اثقلوهم بالمصاريف ،فهذا الحل كان مؤقت عند محمد، والحل هو ايجاد مصدر دخل لهؤلاء فهم ليسوا فلاحين أو تجاراً بما تحمله الكلمة ،كانوا تجاراً من قبل مثل ابو بكر الصديق وعمر وعثمان وغيرهم ولكن انتهى وصار مهنتهم أنهم مسلمين ومنذ ذلك فصاعداً لم يحترفوا التجارة كما كانوا قبل الاسلام وبالتالي الدخل سيأتي عن طريق الغزوات ،فقام محمد وبعث سرايا وغزوات على الكفار والمشركين والمعارضين ليأخذوا الغنائم ليقتسموا ويستطيعوا العيش ،وفي البداية كانوا يأخذون فقط المهاجرين لأنهم هم الذين كانوا بحاجة للدخل ففي معركة بدر خرج المهاجرون والأنصار لأنهم صاروا يريدون أيضاً دخلاً اكبر ويساعدوا اخوانهم في القبيلة ويغلبوا القبائل المعادية ،وصار هناك فرض للجزية على القبائل الكافرة وأخذ السبايا وثم توسع وانتشر الإسلام بعدها عن طريق ما سمي بـ "الفتوحات الإسلامية" وهي في حقيقتها غزو استيطاني واستيلاء على خيرات شعوب أخرى. لم تكن هناك مطابع لطبع القرآن وتوزيعه، وأما استنساخ نسخ القرآن المكتوبة باليد فجاء فكرة متأخرة. وكانت النسخ محدودة جداً من حيث العدد. فلم تسمع عن شعوب بأكملها قرأت القرآن وتأثرت ثم تابت واعتنقت الإسلام. بل سمعنا عن خضوع تلك الشعوب تحت وطأة السيف، سواء أتعلق الأمر بالشام أم العراق أم مصر، أم بلدان شمال إفريقيا وأوروبا... فالسيف، لا الكتاب، هو الذي أخضع تلك الشعوب للإسلام.
اي أن هذه الشعوب لم يقتنع بالإسلام فكراً بل خرجت الجيوش الغازية ومعها السيوف وتم اخضاع هذه الشعوب بالغصب (بحد السيف) لا بالاقناع.
السيف رمز القوة الإسلامية والجبروت الحربي. فقد كان يطلق على الشخصيات الفريدة، مثل خالد بن الوليد الذي سماه الزعيم سيف الله المسلول. وظل كذلك طيلة التاريخ الإسلامي إلى أن تغيرت موازين القوى ولم يعد السيف هو الحاسم فيها، لكن العالم الإسلامي ما زال يعيش على وهم انتصارات الماضي، انتصارات السيف، وما زال يتغنى في أفلامه الدينية بذي الفقار سيف محمد الذي أهداه لعلي بن أبي طالب، وما زال يتباهى بسيوف الصحابة التي كانوا مستعدين لسلها على أي شخص قال كلمة ضد الإسلام أو محمد.فألاخوان لديهم سيف والمملكة العربية السعودية لديها سيف ،ولو لاه لما كان هناك إسلام.والسيف داخلي وخارجي.فالسيف الداخلي هو لقمع المعارضة الداخلية الذين سموا بالمنافقين من مثل عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين كما اتهموه به ونبتل بن الحارث والحارث بن السويد وغيرهم. والسيف الخارجي هو لقمع المعارضة الخارجية من مثل ابو لهب وأبو جهل والكفار والمشركين ليستحلوا دمائهم.
فرؤوس المنافقين والكفار يقتلون بالسيف.
يحدثنا تاريخ الاسلام أن محمداً(قثماً) بُعث بأربعة أسياف كما يرويه ابن كثير في تفسيره بزهو وافتخار عن بعض كبار الصحابة: فسيف للمشركين {فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين} وسيف لكفار أهل الكتاب {قتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله, ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب} وسيف للمنافقين {جهد الكفار والمنافقين} وسيف للبغاة {فقتلوا التي تبغى حتى تفيء إلى أمر الله} وهذا يقتضي أنهم يجاهدون بالسيوف إذا أظهروا النفاق كما قال الطبري.
لكن السيف قضت عليه التكنولوجيا انتهى وأنهار ولم تعد له أي قيمة إلا في الآيات والأحاديث الاسلامية.لذلك لن تجد في قائمة الدول التي تخترع التكنولوجيا دولاً إسلامية.فالسويسرا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا و هولندا.... إلخ أي أن زمام الأمور ليس بيد العالم الإسلامي.حتى الجيوش ،الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المرتبة الأولى من حيث قوة الجيوش،روسيا تحتل المرتبة الثانية ، الصين الثالثة ،الهند الرابعة ،اليابان الخامسة، كوريا الجنوبية السادسة ،تركيا إحدى عشرة، مصر ثلاث عشرة، إيران اربع عشرة ،اندونسيا ست عشرة ،وبالتالي القنبلة النووية توجد عند الدول الاخرى التي تعتبر القبائل الكافرة ،إذن زمام القوة ليس في يد العالم الإسلامي بل في أيادي غيرهم.وبالتالي مستقبل الاسلام إذا كان قد قام على العصبية الدينية بدل القبلية فإنها سوف تنهار وإذا كان قد قام على السيف فالسيف الآن ليس في يد القبيلة الإسلامية أو العالم الإسلامي بل يوجد في يد غيرهم.
لا يمتلك الإسلام داخله عناصر المقاومة. فلم يتقوّ الإسلام كدين عبر التصدي الموضوعي للنقد والتحليل. بل اكتسب قوته بالقضاء على مخالفيه ومنافسيه ومن يشكك فيه، وبالتالي لن يصمد أمامهم اليوم لأنهم يمتلكون وسائل تغلب السيف. فالسيف سيقف عاجزا أمام الوسائل الحديثة وأمام المعرفة التي انتشرت في كل مكان. قد يقتل السيف مواطناً هنا ومواطناً هناك، وقد يهدد حياة شخص ما داخل العالم الإسلامي أو خارجه ويخرسه لمدة أو للأبد، لكن هل سيستطيع السيف إخراس الجميع ؟ وهل سيستطيع الوصول إلى الجميع في كل الأوقات ؟إذن هذا الركن قد ولّى دون رجعة.

الركن الاسلامي الثالث: المال ،القبيلة حينما احتاجت إلى المال قامت بالغزو فالمال مصدر الغزوات ،وأيضاً الأسرى فيأخذون الأسرى كما حدث في غزوة بدر ويبادلونهم بالمال، وطبعاً هذا كان مصدراً للدخل ،والمال أيضاً كان سبب قيام حروب الردة فهم لم يرتدوا عن الإسلام بمجمله لكن ارتدوا عن"ردة مالية"لأنهم لا يريدون دفع المال لكن الخليفة ابو بكر الصديق كان له رأي آخر وهكذا قامت حروب الردة التي كانت لأجل المال قبل كل شيء.لأن الزكاة في نظرهم لا تختلف عن الصلاة واعتبروها حرباً مقدسة .
والمال أيضاً كان يجلب لهم الشخصيات التي لم يستطيعوا الإتيان بها بطرق أخرى، فأستخدموا المال للأغراء وسموها {المؤلفة قلوبهم} ويسميها الأخ رشيد {المؤلفة جيوبهم} أي انا سأملي جيوبك وأنت تأتي لعندي.
المال وثقافة الخمول، كان الصحابة لا يعملون في الفلاحة ويحتقرونها ولم يعد لهم عمل إلا أن يأخذوا الأموال ،ما كانت مهنة ابو هريرة ؟وما كانت مهنة عمر؟وما كانت مهنة عثمان بعد إسلامه؟وما كانت مهنة ابو بكر بعدما صار مسلماً ؟ وما كانت مهنة عمر بن العاص ؟وغيرهم .فصار الاسلام مصدر دخلهم كلهم.فبالغزو والاستيلاء على ممتلكات الآخرين حصلوا على المال.والمال أيضاً كان وسيلة لنشر الدين،فبعد السبعينات فما فوق اكتشفت البترول في البلدان الإسلامية واستخدمت لنشر الدين وتوزيع النبد وبناء المراكز وتعطير الدعاة والفضائيات والانترنت ومؤتمرات الاعجاز العلمي والمواقع ....الخ كلها أموال من البترول.لذلك حصل ما يسمى بالصحوة لأن اموال البترول لم تكن عندهم قبل ذلك فكانوا فقراء لأن الدولة الإسلامية علّم الخمول، لا يوجد اختراع أو انتاج ،لذلك أما الموارد الطبيعية أو الغزو،وحين ضعفت قوتهم ولم يستطيعوا الغزو، انتظروا قروناً حتى تم اكتشاف البترول على يد الكفار فعوّضهم وصاروا يستغلون هذا المال في نشر الإسلام.
لم تزدهر شبه الجزيرة العربية بسبب الفلاحة، ولم يتم تمويل الدولة الإسلامية الأولى عن طريق فلاحة أبنائها، بل عن طريق الغزو. فلم نسمع عن وزارة اهتمت بالفلاحة، بل أثقلت الدولة الإسلامية مصر والعراق بالخراج على من الأراضي الفلاحية ولم يهتموا بتطويرها ولا بزراعتها. كان كل همهم أن يأخذوا من الفلاحين الجزية والخراج. فقد خاطب هارون الرشيد السحب مفتخراً: "أمطري حيث شئت؛ فسيأتيني خراجك." ولم يكن أي أحد من كبار الصحابة فلاحاً ولا كان محمد فلاحاً، إنما جعلت أرزاقهم تحت ظل أرماحهم . فالمال والسيف كانا متلازمين لا يفترقان.
أي جعل رزقي تحت ظل رمحي ،وحتى أن سعيد بن عمرو قال كما ورد في تاريخ الطبري : إنما هذا السواد(ويقصد العراق)بستان لقريش.وكل البلدان التي غزوها كانت بساتين لهم ،وحتى محمد لما ابتدأت الأموال تتقاطر عليه من كل حدب وصوب ،قال:فوالله لا الفقر أخشى عليكم. ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم. فتنافسوها كما تنافسوها. وتهلككم كما أهلكتهم (رواه البخاري ومسلم).
إذن المال كان ركناً أساسياً من أركان الإسلام ،لكن سيستمر على ما هو عليه؟ نحن نعلم أن بلدان الخليج تعتمد في اقتصادها على أساساً على ثروات البترول،لكن هل البلدان الإسلامية حتى لو جمعناها مع بعض هل هي أهم الاقتصادات في العالم اليوم؟هل زمام الأمور بيدهم؟ هل هم الذين يتحكمون في الاقتصاد العالمي؟بالتأكيد لا، فاهم اكبر اقتصادات في العالم هي الولايات المتحدة الأمريكية ، الصين،اليابان،المانيا ، المملكة المتحدة ،الهند، فرنسا ،اسبانيا ،اندونيسيا ..الخ وسعودية وتركيا في المراتب الأخيرة.والمحصلة أن هذا الركن لم يعد قوياً فهو ينهار يتهاوى ويتاكل.إذن المسألة مسألة وقت وينضب البترول والبلدان الإسلامية ستعاني من مشاكل كثيرة بالاقتصاد.

الركن الاسلامي الرابع: الجنس، ركن أساسي من أركان قيام الإسلام .ميز الزعيم نفسه بامتيازات جنسية كثيرة، فهو الوحيد المخول له أن تهب له أية امرأة من القبيلة نفسها. وكزعيم قبيلة. هو الوحيد الذي يستطيع أن يتزوج أي عدد من النساء أراد. وهو الوحيد الذي يمنع على أحد أن يمارس الجنس مع زوجاته بعد موته، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يتزوج بآية قرآنية وبمباركة اللله، حتى لو كانت المرأة زوجة ابنه بالتبني. ويأخذ أجمل الفتيات حين يتم اقتسام السبايا بين أتباعه بعد كل غزوة.كما حصل في قضية صفية ، عن انس حديث طويل... أن قثم قال خربت خيبر ثم غزا المسلمون خيبر وأخذوها عنوة وجمع المسلمون السبي بعد قتل الرجال فجاء دحية الكلبي(من أصحاب محمد ) فقال يا قثم اعطني جارية من السبي قال اذهب فخذ جارية فأخذ صفية بنت حي فجاء رجل إلى محمد فقال يا قثم أعطيت دحية الكلبي صفية بنت حي سيدة قريظة والنضير لا تصلح إلا لك قال (قثم) ادعوه بها فجاء بها نظر إليها قثم (ليتحسس مواطن الإيمان فيها كما تحسسها قبله دحية الكلبي) وقال(لدحية) خذ جارية من السبي غيرها فأعتقها وتزوجها.

إذن الجنس كان أساسياً في قيام الإسلام ،الجنس علامة الفحولة عند زعيم القبيلة، كالديك في خم الدجاج. ويعد من يكون لديه أكبر عدد ممكن من النساء والجواري فحلاً، ذكراً. فالذكورة تختصر في الجنس في التفكير القبلي. ولذلك نسج المحدثون قصصاً كثيرة حول القدرة الجنسية الخارقة للزعيم لكي تبيّن أنه يستحق الزعامة. فسيكون من العار أن يقال عن الزعيم بأنه غير قادر على تلبية حاجيات كل النسوة اللاتي في حوزته.
الجنس أيضاً كان محركاً للغزو لأن كلما غزوت اعطاك الزعيم نصيبك من السبايا ،تبيعهن أو تأخذهن للجنس أو تقوم بأغتصابهن ثم البيع ،وكان أيضاً وسيلة لنشر الدعوة الإسلامية ،سمح لأتباعه الزواج من الكتابيات لمدح الإسلام ونشر الدعوة لأن المرأة في نظر الإسلام ضعيفة ناقصة عقل ودين ،فمن السهل أن يقنعها بدينه.والاولاد الذين يأتون من رحمها وتسمى (أسلمة الارحام) كما سماها الاستاذ مجدي خليل ،بمعنى كل ولد يأتي من رحمها هو مسلم بالضرورة لأنه يتبع احسن الأبوين ديناً .وكان الجنس أيضاً وسيلة لإذلال الآخرين ،يغزون القبيلة ويأخذون بناتها ويغتصبون البنات كوسيلة لإذلال المرأة لأن الجنس في نظر الإسلام إذلال (وطئ). ولذلك لا يسمح للكافر بإعتلاء المسلمة لأن المسألة في نظرهم من الفوق ومن التحت ،من يطئ الثاني.ولما قالوا نتزوج الكتابيات فمعناه يطئ الكتابيات ويدوس أو يعتلي أو يركب عليهن.الجنس أيضاً كان محرك للإيمان،آمن بيّ ويكون عندك نساء(حور العين) وفي الجنة أيضاً ينتظرك حوريات جميلات صاحبات العيون السوداء والبشرة شديدة البياض كأنهن الياقوت والمرجان فهن من احسن ما تشتهيه أنفس المسلمين في الآخرة. وأنك لن تشبع من هذا الجنس الأبدي.كذلك الجنس صار هوساً في القبيلة، يعني المسلم ينظر للمرأة،ينظر لها نظرة جنسية بسبب هذا الدين وهذه الثقافة،حتى في الغزو في مناسبتين على الأقل سمح محمد لما يسمى{زواج المتعة} لجنوده الغزاة ليرضوا غرائزهم الجنسية،يذهب يوم او يومين او ساعات مع وحدة ويعطيها المال ويمارس معها الجنس،وسمح بهذا وإلى الآن صار معضلة بين السنة والشيعة لأن لا يعرفون ماذا كان آخر شئ حصل هل هو حرام ام حلال، بالتالي الجنس كان وسيلة لإغراء الجنود ولإغراء امتداد هذه القبيلة،والاسلام طيلة تاريخه قام على هذا الركن.الخلافات كانت بين جيوش الإسلام الغازية لشمال افريقيا حتى بعثوا يقولون إن سبي موسى بن نصير لم يرى مثيلاً له،فقد سبي ١٢٠ الف رأس من الأمازيغيات الجميلات الحسناوات وبعث بهن إلى عاصمة الخلافة ،وبالتالي الجنس كان محرك للغزو ولأمتداد ،ثم بعد ذلك رأوا الاوروبيات وبعث الجيوش من الجزيرة العربية لسبيهن ،فالله والجنس اختلطا في خلّاطة الإسلام ،فلن يستطيع أحد أن يميز الله من الجنس وسط الإسلام،آيات القرآن مختلطة بالجنس وليس بمقدور أحد أن يميز الروحاني من الجنس،ففيها خمر وجنس وجنس لا ينتهي والحوريات والمتعة كل ذلك موجود في القرآن ليلبي احتياجات المقاتل الغازي أو الرجل ذي التفكير القبلي الذي كان يتبع محمد.
الآن هذا الركن هل سيستمر؟لا طبعاً،لن يستمر فالأمور تغيرت ولم يعد الجنس معرباً كما كان في عصر محمد، وحتى فكرة الحور العين لازالت تغرى بعض الجلادين الذين يقتلون انفسهم ويفجرون انفسهم ظناً منهم أنهم سيذهبون مباشرةً إلى حور مقصورات في الخيام،فهؤلاء مغفلون،لكن الأغلبية تستفيق الآن مع العلم والتكنولوجيا والانترنت واليوتيوب والفضائيات ومع الذين يريدون نقد التراث وتنظيفه والاستهزاء به والضحك على هذه الأمور ومع الذين يريدون الاستغناء حتى عن هذه التفاسير يفسرون مثلاً الحور العين على أنها عنب ابيض ،كل هذه الأمور تؤكد أن الجنس يتآكل كركن من أركان الإسلام.ونظرة المسلم للمرأة ستتغير،سيجبره العالم على تغيير نظرتهم كما اجبرهم على تغيير نظرتهم لأمور كثيرة. فالذي كبر على مقولة أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان لن يستطيع حتى أن ينظر في عيني امرأة من دون أن يتبادر إلى ذهنه شيء جنسي عنها. فهي لن تكون في نظره الصديقة، والمديرة. والنائبة والوزيرة والرئيسة والسائقة والممرضة والطبيبة. بل ستكون دائما في نظره المرأة التي تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورته، ولن يستطيع الاختلاء بها من دون وجود الشيطان بينهما. وفي الحقيقة، لا يوجد شيطان سوى تلك الآيات والأحاديث بعينها التي زرعت شيطنة المرأة في عقول الشباب المسلم.
نعم فألآيات القرآنية هي الشيطان الأكبر لأنها هي التي تشيطن المرأة والناس.

الركن الاسلامي الخامس:الرقابة،قام عليها الإسلام بشكل أساسي أيضاً. لا يقوم الإسلام من دون رقابة. فالرقابة هي الحارس الرسمي للإسلام. وعلى المسلمين داخل القبيلة أن يقبلوا كل شيء من دون سؤال أو اعتراض، فالحكم لله، والحاكم "زعيم القبيلة" خليفة الله على الأرض. يحكم بأمره، وكل أوامره ونواهيه ربانية حتى لو بدت في ظاهرها غير ذلك. وعلى كل أبناء القبيلة السمع والطاعة، ومن يخرج عن الجماعة يقتل. فالحديث يبيح دم المسلم حين يخالف القبيلة. "المفارق لدينه التارك للجماعة "القبيلة" مباح الدم.
وبالتالي الرقابة كانت اساسية ،الرقابة في الردة ،الرقابة في من ينتقد محمد،الرقابة في من يقول أي شيء ،منع الإسلام السؤال {فلا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}بعض الأسئلة ممنوعة لحد الان لا يمكن أن تسأل وإلا قتلت أو اتهمت بالتكفير. وزرعوا ثقافة الترديد بدلاً من ثقافة النقد ،يعني حفظ الآيات والأحاديث واستظهارها فقط حتى في المؤسسات التعليمية والكتب لم يعلموا ثقافة النقد لأنها مهددة للفكر القبلي الديني.تخلص محمد الزعيم من أهل الكتاب حوله لأن في كتبهم تحدي لنبوته وللقصص التي يأتي بها ،فنفاهم عمر بن الخطاب من شبه الجزيرة العربية ،ونهوا عن مطالعة كتب أهل الكتاب حتى لا يكون سرديات اخرى تنافسهم وتكون سردية واحدة لا احد يسائلها.
الرقابة عن طريق التكفير،لو اي شخص أتى بفكرة هي ضلالة وبدعة ،ولازال مستمر إلى يومنا هذا قتل أشخاص ودفعوا حياتهم ثمناً وإلى اليوم يسجنونهم ويصدرون قوانين ازدراء الأديان.
الرقابة عن طريق المحاكمات،لا يوجد شيء يدخل العالم الإسلامي وينتقد الاسلام ،الكتب، الروايات ،المسرحيات،تصادر كل شيء.فكما سقط الجنس ،الرقابة أيضاً سقطت مع الانترنت فمن الممكن أن يشاهد أو يقرأ اي مسلم أي شيء في أي مكان وأي وقت حتى لو كان ممنوع في بلده.
هناك عدد كبير من الفتاوى التي تحرم على المسلمين الدخول إلى مواقع الإلحاد ومواقع "التنصير" ومواقع "الشبهات" ومواقع الأسئلة الناقدة للإسلام، لماذا ؟ لأن ذلك قد يعرض المسلم إلى وابل من الأسئلة التي قد تجعله يترك الجمل بما حمل، فأكثر شيء يخيف الشيوخ هو الأسئلة المؤرقة. فهم يحبون الأسئلة التي تسأل عن الحلال والحرام. وعن التقاليد، وعن جزئيات الدين بغية تطبيقه، لكن أية أسئلة تسائل المنظومة الدينية نفسها ممقونة لديهم ويحاولون نهي السائل عن طرحها ويطالبونه بالتوبة عنها بكل ما أوتوا من قوة،حتى
لو اضطروا إلى توبيخه وتحذيره من العذاب.
إذن هذا الركن يتهاوى الآن ،المشكلة أن القبيلة كلها تراقبك فالرقابة زرعها الإسلام حتى في ابناء القبيلة الإسلامية ،يعني تجد مسلم يشاهد واحد يفطر ،يسأله لماذا تفطر،يدخلون في شؤون بعضهم لأن الإسلام جعل الرقابة ليس من الطبقة الحاكمة فقط ،بل من المسلم تجاه أخيه المسلم وغير المسلم.
فالقبيلة كلها تراقب وتجند القبيلة كلها لحماية الدين، فكلها تدافع وتراقب. فألاف التعاليق اليوم تسب وتشتم الأخ رشيد على مواقع التواصل الاجتماعي لا لشيء إلا لأنه تجرأ وتساءل عن المقدس، وتلقى تهديدات بالقتل لا حصر لها. وشتائم بكل الانواع والأشكال. يستفز النقد حراس العقيدة. حراس الجامع، ولا يدركون أن العقيدة حولتهم إلى طغاة مستبدين، إلى محاربين يشبهون محاربي القبيلة.
يعني من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.جعل القبيلة كلها تراقبك ،ولذلك الكثير من المسلمين هم متدينون بسبب ضغط المجتمع وليس بسبب خياراتهم أو تفكيرهم المستقل أو حبهم للاسلام ،فكم فتاة مسلمة تضع الحجاب بسبب الضغط عليها وحولها،وكم مسلم يصوم بسبب الضغط ،وكم مسلم يصلي بسبب الضغط ،كم مسلم يدخل في تقاليد هو لا يؤمن بها ،فالرقابة الاجتماعية حولت المسلمين إلى شعوب منافقة.فهل هذا الركن سيستمر ؟فمن المنتصر ؟الغلبة هي للحرية، الغلبة للفكر. والمستقبل هو للعقل النقدي، لا للذاكرة التي تردد. ستموت الرقابة وستنقرض. سيموت شيوخ التخلف حسرة، وسيرون العالم حولهم ينتقد وهم ينظرون. لقد انتهى عهد الخطب الرنانة التي تحرض الناس على إحراق السفارات لأجل رسم كاريكاتوري، أو لأجل فيلم عدوه مسيئاً. فالإيمان الذي يهزه رسم أو فيلم إيمان لا حاجة به إليه، والإيمان الذي يخشى الزعزعة ليس إيمانا بل كفر. فالله أعظم من أن نحيطه بسور لنحميه. وأعظم من أن نضع حوله خطوطاً حمراً لنمنع الناس من التساؤل عنه وعن وجوده، والإله الذي يمنع التساؤل لا يستحق الإيمان به.

الركن الاسلامي السادس: الدعاية ، هي كانت عادة قبلية في الشعر،القبيلة تفتخر وتبالغ وتذم القبائل الأخرى فهذه عادة توارثها المسلمين حتى اليوم. فحصلت دعاية عن طريق الاعجاز حتى الإسلام تشرّب لأن الإسلام قبيلة وصار دين القبيلة.الدعاية عن طريق المؤتمرات واستهداف المشاهير مثل فلان مشهور مدح الاسلام وبرنارد شو دافع عن الإسلام وعالم البحار كوستو أسلم ولاعب مشهور اعتنق الإسلام وموسيقار كبير اعتنق الإسلام ،كل هذه الأمور هي الدعاية عن طريق استهداف المشاهير ،كان يمارسها محمد ومارسها المسلمون عبر تاريخهم.الدعاية تعتمد على الاعداد ،فيقولون نحن أمة مليار ونصف لا يهم بماذا تؤمن هذه الأمة، بل المهم الاعداد حتى لو كان الشيعة يخالفوا مع السنة،هم فقط واحد امام عدو واحد.
الدعاية تستهدف المنتقدين،فهذا اسمه ابو لهب ،هذا اسمه مسيلمة الكذاب،فهذا اسمه رشيد الكافر المتصهين عدو الله،وفلان عدو المسلمين،فدائماً الدعاية هي سلبية تجاه المنتقدين وهي مبالغة،فأخترعوا أقوال مثل ،اكبر جامعة في الغرب قالت إن القرآن هو كتاب عدالة سماوية! أي أنك تسمع اشياء دائماً مبالغة وتضخيم في سبيل الدعاية.
الإعجاز العلمي هو الدعاية رقم واحد للإسلام. فيه يحاولون إبقاء المسلمين داخل القفص، وبه يريدون إقناع غير المسلمين بالدخول في الدين والالتحاق بالقبيلة الإسلامية، لكن إلى متى سيتسمر مفعول هذه الدعاية ؟ ألم يقل أبراهام لنكولن: "يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت" ؟ هذا بالضبط هو ما يحصل الآن مع تجار الإعجاز.
لقد بارت بضاعتهم ،لم تعد لهم بضائع ،زغلول النجار الان هو في غياهب النسيان ،الدعاية الإسلامية محدودة العمر ،اموال البترول ستنضب ،الازمات الاقتصادية بالعالم الإسلامي قادمة ،ولذلك لن يستطيعوا الاستمرار في أي شيء مما فعلوه،إن الدعاية الإسلامية في طريقها إلى السقوط. وحين تسقط ستكشف عورة القبيلة، سنكتشف ضعفها، وسنكتشف كمية الأكاذيب التي كانت تروج لها. يشبه الأمر ما كان يمارسه الصحاف من دعاية إعلامية بكل وقاحة أمام كاميرات التلفزيون، وهو يعد الناس بنصر وهمي بينما كانت دبابات الأمريكان على بعد عشرات الأمتار منه، فلم تمر إلا ساعات حتى اختفى بعدها الصحاف واختفى النصر الوهمي المزعوم الذي صدقه ضحايا الدعاية وبقوا مسمرين أمام الشاشات ينتظرون إعلان النصر من الصحاف.
ما الذي علينا فعله ؟ كيف نعجل بهذا السقوط ؟ لن يغير المتفرجون التاريخ، ولن يغيره الخائفون المرتجفون المنتظرون، بل يغيره الفاعلون المتقدمون الحاملون لمشعل التنوير ومشعل الحرية. فكل من يستطيع هدم حجر من حجارة هذا السجن، فإنه يساهم في تحرير المساجين. وكل من يساهم في قطع سلك من أسلاكه فإنه يساهم في التعجيل بخروج أبنائه.
اعزائي المحمديين وعزيزاتي المحمديات: لا تخافوا من السيف، لا تخافوا من الرقابة، لا تصدقوا الدعاية، ثوروا ضد القبيلة، لا يمكن للقبيلة أن تستعبدنا. لا يمكن للقبيلة أن تفرض أعرافها علينا، ثوروا! فالنصر قريباً ثوروا! فالحرية على الأبواب! ثوروا فأنا وأنتم الأمل! قد نصنع معاً التاريخ لكل الأجيال القادمة، قد نجنبهم آلام ما عشناه، قد نجنبهم الحرمان والقمع وويلات الزمان. فلنصنع التاريخ بكل فخر واعتزاز، ولننه خرافة هذه القبيلة إلى الأبد.

فسقطت قبيلة الإسلام ،سقط السيف الاسلامي ،سقط المال الإسلامي،سقط الجنس الإسلامي ،سقطت الرقابة الإسلامية ،وسقطعت الدعاية الإسلامية ،هذه الأركان تتهاوى أمام أعيننا شيئاً فشيئاً ،فهل سيستمر الإسلام كما كان؟بالتأكيد لا،سيعود الإسلام مجرد تقاليد تمارس في اماكنها ولن يكون له التأثير وبدأنا نرى بوادر هذا حتى في الشرق الأوسط.
حامد عبدالصمد في كتابه (سقوط العالم الإسلامي)يؤكد "أن المجتمع الإسلامي سقط أخلاقياً ومن ثم سقط علمياً وثقافياً وفكرياً وفي النهاية سيسقط المجتمع الإسلامي،ستسقط الدولة الإسلامية وستخرج من التاريخ"
الصحراء والبشر والجهل والفقر والتصحر في زيادة مستمرة، والبترول والموارد الطبيعية والغذائية ومياه الشرب في نقصان سريع. الأصولية والطائفية تفترس عقول المسلمين مثل السرطان، وكراهية كل ما هو غريب وجديد تزداد يوماً بعد يوم. كل ذلك يخلق خليطاً من الديناميت يهدد بتفجير العالم الإسلامي.
هناك قانونان يحكمان الطبيعة منذ بداية العالم: المرونة والتنوع. وكل من يخالف هذين القانونين ينتهي به المطاف إلى الفناء. والعالم الإسلامي عاند هذين القانونين طويلاً فاستحق الفناء.
أن العالم الإسلامي سيسقط. وكما قال الياباني فوكوزاوا يوكويتشي «وداعاً آسيا» سيقول المسلمون قريباً «وداعاً أيها الشرق»، ولكنه لن يكون وداعاً للتخلف والأصولية، بل سيكون وداعاً للأوطان. ستفقد الدولة سيطرتها على المواطنين وسيفقد المواطنون السيطرة على أنفسهم سيعم الجوع والفوضى والعنف وسيسود قانون الغاب. وستكون النتيجة هي هروب الناس إلى أوروبا.. كعبة يأسنا وميناء رجائنا الأخير.. أوروبا، الكافرة السافرة التي نكرهها ونحلم بها ونحتقرها ولا نستغني عنها، ستكون بوابة أملنا الوحيدة. ستمتلئ قوارب «النجاة» باللاجئين فيغرق من يغرق ويصل من يصل. وستقف أوروبا أمام خيارين أسهلهما صعب: فإما أن تفتح بواباتها للاجئين وتدمر بذلك اقتصادها، أو تغرقهم على شواطئها فتخسر مصداقيتها.
إذن دولة الإسلام زائلة وتتقلص ،هذه الدولة التي بنيت على أشلاء الأبرياء وصرخات السبي وقطع الرؤوس واستولت بالقوة على أراضي الناس و دمرت الحضارة واكرهت أفواجاً أفواجاً من الناس على اعتناق الإسلام بحد السيف.دولة الإسلام زائلة إن عاجلاً أم آجلاً.

المصادر:
_,الأخ رشيد ،مستقبل الإسلام أركان الإسلام الخفية.ط١.
_الاخ رشيد، داعش والإسلام من منظور مسلم سابق ،ط١.
_الطبري، تاريخ الطبري.
_ابن كثير، البداية والنهاية
_صحيح مسلم وصحيح بخاري.
_حامد عبدالصمد، سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر، دار سطور ،ط١.
_ يوسف البندر، اساطير السماء.ط١.



#اسكندر_مقداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الثورة الإسلامية يؤكد أن الغرب يخلق الفوضى في سوريا.. ...
- كيف يستقبل مسيحيو الشرق أعياد الميلاد هذا العام؟
- الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
- البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع ...
- نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود ...
- آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق ...
- بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا ...
- مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب ...
- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر مقداد - دولة الإسلام باقية وتتمدد