أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ ماركيز














المزيد.....


أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ ماركيز


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 14:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العبقرية الفذة التي تمتع بها غابريل غارسيا ماركيز، لم تأت عن فراغ، فالرجل كان يعمل بالصحافة كحرفة، أحبها فسار على دربها، بما فيها من وعورة ومخاطر، كما يحلو للبغض أنْ ينعتها بهذه النعوت.
النجاح الذي تحققه صاحب "مائة عام من العزلة" في مجال الصحافة يبطل النظرية التي ترى بأن "الصحافة مهنة المتاعب"، بل الذي يحب العمل في ربوع صاحبة السيادة هذه، أو السلطة الرابعة كما يُطلق عليها، فأنّه حتمًا سيبدع، بالتالي، سيبذل جهودًا استثنائية، وبها يحقق النجاحات المرجوة، أنْ تحقق له الأمر، أما الكسول المتقاعس، فحتما سيرى ثمّة معوقات ومخاطر لا يستطيع أن يقف بالضد منها.
والواضح، أنّ ماركيز هو ليس الأديب الوحيد الذي عمل بالصحافة وأتخذها حرفة، بل هناك الكثير من الفلاسفة والأدباء والمفكرين سبقوه بذلك، ففيلسوف كماركس، وكيركيجار، و دوستويفسكي، وامثالهم الكثير عملوا في هذا المهنة الجليلة، وكانوا متمسكين بها. وربما هي من أوصلتهم الى ما وصلوا اليه من نجاحات على مستواهم الفكري والابداعي.
وكما ذكرنا، إنّ أول نتاج ابداعي قدمه هذا الأديب الكولومبي كان رواية "مائة عام من العزلة"، وكان هذا العمل بمثابة فتح جديد في عالم الرواية، حيث مزج فيه الكاتب بين الواقع الملموس وبين الخيال الخصب، وهذا الامتزاج ولدّ حركة ديناميكية في مساحة ذهنه، حيث ظهرت في نصوصه، ومن خلال السّرد وتحريك الشخوص، بطريقة غير مُتبّعة، بعض الشيء، بما هو معلوم لدى كتّاب كبار لهم طريقتهم في السّرد الوصفي والحكائي في تقديم اعمالهم الروائية.
وفي حينها، بل وإلى الآن يرى الكثير من النقّاد، أنّ هذه الرواية لا تشبه أي عمل من الأعمال الروائية الأخرى فهي لا تشبه إلّا نفسها، في متنها وفي أطارها العالم، وفي بنائها الروائي.
ثم اعقبها بأعمال أخرى لا تقل شأنًا وأهمية، من حيث الجمالية الابداعية، عن سابقاتها، من الأعمال التي قدمها هذا الأديب، وكلها تنم عن ابداع فذّ.
وعلى إثرها، حصل ماركيز على نوبل، وهي أعلى جائزة عالمية تُمنح كل عام للشخص الذي يقدّم للبشرية اعظم ما يقدم من علوم وآداب ونظريات أخرى تخدم المجتمعات، وعلى كافة المستويات العلمية والثقافية والابداعية.
إنّ الرجل كان يتمتع بفكر متقدّ وذهنٍ منفتح، وأعتقد كانت الصحافة لها دور صقل موهبته، فالأحداث العينية التي كان يتقصى حقائقها، بل والمغامرة التي كان يهرول خلفها، وكذلك سرعة كتابة التقارير التي يسهر على انجازها، بهدف نشرها بأسرع وققت ممكن، كل هذا وغيره، له الحافز الاكبر في اتقاد ذهنيته الادبية، فنرى مثلا في "الحب في زمن الكوليرا" كيف مزج الأحداث وأطرها بقالب صلب، ما جعل القارئ ينشد مع السرد، فهو سارد كبير، ميزته أن يعطي مساحة كبيرة في تفاصيل الأحداث دون كلل ولا ملل.
وحتى النهاية السعيدة التي رسم ملامحها، كانت عبارة عن صناعة لجمال فاره، من خلال عاشقين مسنين، كاد الزمن أن يطفأ جذوتهما، وبعد أن تقطعت بهما سبل الوصال، يتزوجا، أخيرًا، ويستأنفان الحياة.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجلبي.. هل قتله بيته؟!
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كولن ولسون
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /سارتر
- وللآن.. نحن مكبلين
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/البير كامو
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كافكا
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ دوستويفسكي
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ فرويد
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم(1)
- رسائل إلى ن- ح (1)
- السادرون.. يثيرون الأسئلة
- من سجلات البتاويين
- وجودية المعرّي: إنّ للإنسان قيمة عليا في ذاته وفي صيرورته
- وعدنا نجتر ليالينا
- لا أحد يتكهن !
- مع دوستويفسكي في سجنه1/ 2
- مع دوستويفسكي في سجنه2/ 2
- أنتِ تبالغينَ في تماديكِ
- نحن الميتون بلا علامة استدلال
- تشريح جنة الخذلان


المزيد.....




- بوتين يعلق على طلب ترامب بضمان سلامة جنود أوكرانيا في كورسك ...
- إدارة ترامب توجه تحذيرا جديدا لحماس بشأن المقترح الأمريكي لت ...
- مراسل CNN يشرح ما سيحدث بعد رد حماس على مقترح أمريكا
- هل انتهت أحداث العنف في الساحل السوري؟
- بعد تعيينه قائدا للجيش اللبناني، من هو العماد رودولف هيكل؟
- اتفاق تاريخي في ألمانيا حول الديون لبدء تمويل الإنفاق الدفاع ...
- مدفيديف: سيتم تدمير القوات الأوكرانية في كورسك دون رحمة في ح ...
- الولايات المتحدة: طرحنا مقترحا لتمديد الهدنة في غزة وحماس -ت ...
- نظام كييف في حالة صدمة بعد تصريحات روته عن عضوية أوكرانيا في ...
- أكثر من 50 جامعة أمريكية تواجه تحقيقات كجزء من حملة ترامب ضد ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ ماركيز