محمد طالبي
(Mohamed Talbi)
الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 03:25
المحور:
الادب والفن
جلس بالركن الايسر من المقهى،أخرج هاتفه الصيني الصنع،شرع في تصفح صفحته على الفايس بوك عله يعثر على احد اصدقاءه القدامى او احدى صديقاته قادرة على اخراجه من عزلة قاتلة المت به دون سابق اخطار، لم جديدا تحت شمس صفحته, لم بسال عنه احد،كان شبه منسي.كان منسيا ككنيس مهجور, او كمصرع جرو..
بعض الجالسين يحملقون به و يتهامسون،التمس لهم العدر فبعد سنين من الغياب لم يعد يذكره احد.أضحى غريبا في مسقط رأسه..نادلة المقهى فتاة نشطة و مرحة. بحركة متقنة مسحت الغبار العالق على الطاولة,ابتسمت في وجهه و طرحت قنينة ماء بارد وكوبا فارغا..ابتسمت مرة ثانية حتى ظهرت غمازتيها ثم انسحبت.
-اين تعلمت هذه الفتاة فن الفندقة؟تساآل و هو يحدث نفسه.لاشك أنها هي السبب وراء امتلاء هذا المقهى عن آخره,
سكب الماء من القتينة في الكوب،شرب الكأس على مراحل.جالت بخاطره دكريات عديدة.تذكر اشجار الجوز التي كانت تزين الشارغ الذي يتواجد به الان,تذكر شخوصا كانوا يؤتتون لوحة رسمتها الطبيعة و هي على طبيعتها,رسمتهاـ ثم جاء الهمج ليعبثوا بها كما يعبث الصغار بقصور الرمال.
-ترى من يملك حق اغتيال الاشجار و الدكريات و الاغنيات؟ ترى من تجرأ على اهانة الذاكرة؟
لو كان باستطاعته لاعاد ترتيب المدينة.هاهنا قرب سيدي عبد العالي اشجار الزيتون و الخروب، باقى نايت شباط اشجار الخروب و العنب البري.هاهنا قرب المقاهي اشجار الجوز.
يد ضخمة تحط على كتفه،و تكسر مونولجه.صديقه الحاج بابتسامته العريضة،و بلهجة دارجة معجونة بكثير من لغة موليير حياه، تعانقا تصافحا ثم جلسا يضحكان..
- اتذكر الاوغاد الذيت طردونا من كراسي الدراسة؟قالها الحاج و هو مبتسم.
-طبعا اتذكرهم واحدا واحدا.
-التقيت احدهم وطلب مني الصفح,ردا الحاج مبتسما مرة اخرى
-من من الاوغاد تجرأ على مخاطبتك؟
- بعيزة،
#محمد_طالبي (هاشتاغ)
Mohamed_Talbi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟